|
ماذا لوكنت وزيراً للثقافة...؟
فليحة حسن
الحوار المتمدن-العدد: 3426 - 2011 / 7 / 14 - 12:01
المحور:
الادب والفن
ماذا لو كنتَ وزيراً للثقافة ؟
فليحة حسن قبل مدة من الزمن تابعت ومن على شاشة إحدى الفضائيات العربية برنامجاً قدمه الفنان المصري عزة أبو عوف وعنوانه (وزارتك بأيدك ) يستضيف في كل حلقة من حلقاته فناناً من الفنانين المصريين ، ويسأله ماذا ستفعل لو كنت وزيراً ؟ وأي وزارة ستختار ولماذا؟ وما هي مشاريعك المستقبلية لتلك الوزارة ؟ وكان كل فنان يتفنن في إجابته فيضع خطة لعمله المستقبلي أو يقدم مشروعاً ينهض بالوزارة التي سيشغلها ، وكان بعضهم يشتط في ما يقدمه من مشاريع ويبتعد كثيراً عن ارض الواقع ، غير إني وأنا أتابع هذا البرنامج تساءلت ماذا لو أن عزت أبو عوف استضاف احد الفنانين العراقيين ومنحه وزارة الثقافة، ماذا سيقدم حينها ذلك الضيف من مشاريع أو خطط للنهوض بوزارته تلك ؟ هل سيقترح مثلاً ولكي يطور وزارته أن يعمل على صياغة قانون جديد يكفل حقوق المبدع ويحميه؟ وهل يقوم مثلاً بالعمل على تفعيل المؤسسات الأدبية والثقافية الحقيقية وإبراز دورها الثقافي في المجتمع والعمل على الحدّ من إطلاق هذه التسمية على مؤسسات لا تمت الى الثقافة بصلة ؟ وهل سيعمل على إيجاد مقرات لفروع اتحاد الأدباء في مدن العراق والتي عجز المركز العام عن توفيرها فيجمع تحت سقفها نقاشات الأدباء واجتماعاتهم وندواتهم ومعاركهم الأدبية بدلا من المقاهي والنوادي والكافيتريات التي يستعينون بها في كل ذلك ؟ وهل سيقوم ذلك الوزير بتتبع حالات العوز والفقر التي يمرّ بها الأدباء والمثقفين الأمر الذي يجعلهم لا يمتلكون قوت يومهم وهم كثر فيعمل على تخصيص رواتب شهرية ثابتة لهم بدلا من العمل على تنويمهم على هدهدة وعود كاذبة بمنحة لن تجيء ؟ وهل يعمل ذلك الوزير على عدم تكريس المهرجانات والأسابيع الثقافية التي تقام خارج القطر الى أسماء معينة دون غيرها بحكم العلاقات الشخصية والمحسوبيات؟ وهل سيعمل ذلك الوزير على الاحتفاء بالمبدعين الأحياء بدلا من انتظار الأديب الى أن تسرقه يد المنون حتى تحتفي تلك الوزارة بمنجزه الإبداعي وتدعو المؤبنين الى التحسر على فقدانه ؟ وهل يجتهد ذلك الوزير من اجل العمل على التعريف بالمشهد الأدبي العراقي الى الذائقة العربية والعالمية عن طريق طباعة الكتب وترجمتها الى اللغات العالمية الحية وتوزيعها داخل الوطن العربي وخارجه وفتح قنوات اتصال حقيقية حية بين الأدباء كي لا يغمط حق الأديب العراقي فيعيش مهمشاً ويموت مهمشاً ولا ذنب له سوى انه عراقي ليس إلا ؟ إلا يحق لنا مثلاً أن نرى أديباً عراقياً يتسلم جائزة نوبل للآداب، وكيف يتم ذلك والمؤسسة الثقافية العراقية لا تعتني بإظهار الأديب العراقي على الوجه الأكمل الذي يؤهله لهذه الجائزة أو لغيرها من الجوائز العالمية المهمة ؟ وهل سيعمل ذلك الوزير على تشجيع ودعم الحملات الثقافية ذات الصبغة الجماهيرية كحملة القراءة للجميع أو الثقافة للجميع فيطبع على سبيل المثال كتباً للجيب وأخرى للأطفال وثالثة لفاقدي البصر توزع بالمجان؟ وهل سيعمل على إصدار صحف أو مجلات أدبية ثقافية خالصة يومية تغطي النشاطات الإبداعية التي تقام في جميع مدن العراق توزع بسعر رمزي مدعوم داخل العراق وخارجه بغية تتبع ما يحدث من حركة ونشاط إبداعي عراقي ؟ وهل سيعمل ذلك الوزير على وضع مجلة أو دورية خاصة بالإبداع النسوي العراقي ليبرّز دور المبدعات العراقيات؟ وما خططه المستقبلية التي يعمل بها من اجل إعادة الدور الثقافي للكليات والجامعات العراقية ؟ وماذا سيطرح من مشاريع أبدعية تخلق التواصل بين المبدع ومتلقيه ؟ وكيف سيوسع من دائرة التلقي ويسحبها الى المعمل الكبير والمصنع الصغير والحقل والمزرعة والمدرسة والمعهد والبيت ؟ وكيف سيتعاون مع واضعي المناهج والكتب المدرسية فيثبّتوا بين دروسها قصائد وقصصاً ومسرحيات لمبدعين عراقيين متغايرين بين مرحلة وأخرى كي يتم التعريف بالمبدع العراقي ويحفر إبداعه في ذهن الطالب أو التلميذ ويخلّد على مرّ الأجيال ولا يبقى المنهج الدراسي العراقي حكراً على مبدعين قلائل نراهم من كل منهج ينزّون، فيتصور الطالب أو التلميذ إن الإبداع العراقي قد توقف عندهم أو إنهم وحدهم أدباء العراق دون غيرهم ؟ وهل سيبذل ذلك الوزير قصارى جهده من اجل إعادة أدباء العراق المغتربين الى حاضنة الوطن الأم وجمعِ شتاتهم من مختلف بلاد البرد كي لا نبقى نصغي لنغمة نشاز تفصل بين أدباء الداخل وأدباء الخارج ؟ وكم فرقة مسرحية جوالة سيقدم لها دعماً مادياً ومعنوياً كي تواصل عطائها الفني بين ثنايا المجتمع العراقي المتعطش لمسرح جاد ؟ وكم من المعارض الفنية الثابتة عليه أن يضع حجر أساس لها كي يضمن إيصال لغة الفرشاة الى أرواح عاشقيها؟ وهل سيأتي يوم نصطحب به أبنائنا لمشاهدة عرض للموسيقى والبالية أو حفلة أوبرا بعد أن يوعز ذلك الوزير طبعاً بإنشاء دار للأوبرا في كل مدينة عراقية ؟ وهل سنفتح عيوننا يوماً ما على شاشة قناة فضائية متخصصة بالثقافة العراقية الخالصة ؟ نعم هل سيعمل َمنْ سيكون وزيراً للثقافة على كل ذلك أم انه سيكتفي من الغنيمة بالإياب وبجعل من وزارته وزارة مكملة للعملية السياسية وداخلة ضمن المحاصصة الحزبية ، وواجه ليافطة عريضة تسمى ثقافة ليس إلا؟
#فليحة_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حتى لاتمزق اللوحات
-
رحيم الغالبي... لن اتذكرك ميتاً أبدا ً!
-
هل القراءة تحتضر.....؟
-
الشاعر والملك
-
المساواتية
-
حالة خاصة
-
الثقافة والمثاقفة
-
جغرافية النص ....أينها؟
-
المرأة والشعر
-
من يصنع من...؟
-
لماذا.... المابعد ؟
-
لاعالمية بالمصادفة ؛
-
لا كونية عند استيعاب الكون ؛
-
عنوانات
-
مهرجانات
-
الذاتية
-
انطباعية ام .....مرآة الناقد؟
-
نكتب نطبع نوزع
-
القصة القصيرة والنقد
-
رواية معاصرة
المزيد.....
-
موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
-
مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
-
إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
-
معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا
...
-
نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد
...
-
مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
-
مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن
...
-
محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|