أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - احمد ناصر الفيلي - حكاية المائة يوم .. صراع الحقائق والاوهام -2-














المزيد.....

حكاية المائة يوم .. صراع الحقائق والاوهام -2-


احمد ناصر الفيلي

الحوار المتمدن-العدد: 3425 - 2011 / 7 / 13 - 00:43
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


مع نهاية حكاية المائة يوم التي تشبه قصة زواج جحا في المأثور الشعبي ونتتيجة لها ظهرت محاولة فكرة الترشيق الوزاري لوزارة مترهلة ومتخمة وعاجزة عن القيام بخطوة تاريخية واحدة على طريق استنهاض البلاد فهذا العدد من الوزراء الذي يفوق الضعف واكثر لاعداد الوزراء في فرنسا والمانيا والعديد من البلدان الاوربية ودول المعمورة الأخرى قد يتبادر الى الذهن بسذاجة ان هذا العدد لربما لسرعة حلول المشكلات العويصة لبلد مبتلى بآثار كوارث عديدة مضافاً لها آفات الوضع الجديد المحزنة .
لكن مرارة الواقع العراقي تفضح بقوة حجم البلاء الجديد عندما تهيم القوى السياسية بمحاولات استرضاء نفسها في لعبة السلطة على حساب مشكلات البلاد فمنذ سقوط النظام البائد تتصدر صدر المسرح السياسي صور السجالات والصراعات والمراشقة بالوان الكلام فيما تزاد يومياً حجم معاناة المواطنين وشكاواهم .
طور مراهقة تشكيل بنية الدولة الجديد لا تستقيم وحجم المحنة المطروحة في البلاد ويبدو ان لابد من ضياع وقت مفوت آخر كي يخرج المتمرنين الجدد من سوح السلطة الحكومية ليصبحوا جاهزين لمباشرتها في شكلها المعروف دولياً .
في قضية الوزراء الغير كفوئين واعدادهم المرهقة لاي ميزانية تحسب حساب مستقبل البلاد اليس من الاجدر بمكان ان تبحث هذه المسألة ضمن جولات الثمانية شهور الضائعة قبل تشكيل الحكومة بمبادرة السيد مسعود بارزاني رئيس اقليم كوردستان بعد ان ضاقت السبل وقلت الحيلة وتصاعدت الاصوات المحلية والاقليمية والدولية بضرورة تشكيلها لكن قضية السلطة قد شغلت بال الجميع على حساب قضايا جوهرية ومصيرية اخرى ويبدو ان أحداً لا يؤمن بالمراهنة على المستقبل في تسابق محموم وغير مبرر وكأن مبدأ التداول السلمي للسلطة لم يعد سوى محظ وهم حين انها تمثل العمود الفقري للتجربة الجديدة وليس بامكان احد او جهة تعطيلها الا على حساب بقاء التجربة ومستقبلها وهنا تبرز الى الواجهة عديد الاجراءات التي لو روعيت فيها مسألة التوافق والمشاركة في القرار لكان لها اثر ملموس في بناء الثقة وتعزيزها وتلك هي محاولة التغلغل في هيكلية الدولة ومفاصلها الاساسية لبناء استحكامات تخدم مشاريع سلطوية بما في ذلك من تجاوز على مبدأ التوافق الذي يضمن توازناً مقبولاً والحال ان هذه الاجراءات تواجه بالرفض من اية جهة تمتلك ناصية السلطة اذ تعد محاولة من اجل مصادرة احدى ممكنات التوازن وهي تدفع بلاشك القوى الاقليمية للتدخل تحت ذرائع شتى فيما يضعف بناء وحدة حكومية داخلية متماسكة تستطيع معالجة كل الامور والمشكلات وفتح الطريق لتوجهات مستقلة توضح خطى البلاد بكل الاتجاهات وهو امر عسير في ظل الظروف والمشهد السياسي المفتقر لاسس الرصانة والوحدة .
في محاولات الزعل والاسترضاء للذين تسنموا مناصب وزارية قد تلجأ الحكومة الى استعارة مبدأ عشائري في حل المشكلات المختلفة بالدية وقبل هذا وذاك كيف وافق السيد المالكي على هؤلاء والذين يبدو ان بعضهم من كتلته وبلا شك ان مهلة الثلاثين يوماً المحددة دستورياً قلصت من معايير اختيارية اذ حشر نفسه في زاوية يريد التملص منها وهو يندرج ضمن تكتيك السلطة والانقلاب على هيكليتها اذ ان البعض من الوزراء رشحوا بناء على صفقات انتخابية جرت في السابق لتعزيز قوة ورصيد القائمة وعلى هذا الاساس ظهرت التشكيلة الحكومية واذا كانت هذه الحقيقة فلماذا كل هذا التغاضي ولم لاتعلن صراحة على الملأ كي نؤشر خللاً في طبيعة المشاركة الانتخابية والمرشحين ؟! على ان اموراً كهذه تعزز فقدان الثقة وتخلق اوهاماً سلطوية بامكانية الاستحواذ على منافذ جديدة لكنها تصطدم بموانع التوازن محلياً واقليمياً ودولياً أيضاً أتقان فن اللعبة والملاعبة واستخدام مبادئ ميكافيلية في هذا المجال تؤدي بلاشك الى قذارة سياسية لها تداعيات خطيرة في بلد لعبت السلطة وسياساتها دوراً تخريبياً على مستوى الدولة والمجتمع وما المحنة التي تعيشها البلاد الا انعكاساً لتلك السياسات الكارثية المهلكة التي وضعت البلاد على شفا هاوية اقلها وضع البلاد تحت خط الفقر في وقت يعد في صدارة البلدان الغنية بالنفط فضلاً عن مشكلات جمة اجتماعية وسياسية وتراكمات وعقد على مستوى المنطقة .
في استعارة لمنطق الاشياء يظن البعض من النخب ان باستطاعته بناء هيكلية دولة بطريقته الخاصة في وهم اثبت بطلانه تاريخياً فجميع التجارب الخاصة العائشة على هوامش ايديولوجيات وتجارب تاريخية اثبتت فشلها لافتقارها الى النظرة الواقعية ومتن العمق التاريخي للرؤى والافكار فضلاً عن ان المناخ الدولي وفلك المنطقة السياسي المرهونة بايقاع الحركة الدولية في المنطقة لا تسمح بتكرار نمطية تعيد انتاج الماضي بحلة جديدة .
ان ايقاف السباقات الماراثونية السلطوية ومحاولة بناء سلطة تشاركية منسجمة مع منطق الاشياء وطبيعة تركيبة المجتمع العراقي وقواه السياسية تعد اساساً في بناء سلطة وطنية حقيقية تحظى بقبول الجميع ومشاركتهم ولتكن المنافسة في البرامج الطموحة لبناء بلاد خربتها الحروب واهلكته السياسات الحكومية والمشاريع السلطوية الجائرة .



#احمد_ناصر_الفيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية المائة يوم .. صراع الحقائق والاوهام
- التغيير وخط المواجهة الساخن... وخريف الانظمة المخجل
- انبثاق حكومة التسوية وحجم الهموم والتحديات...المواطن في آخر ...
- استهداف المسيحيين ....,زوبعة الظلام في ديار الحضارة والقيم ا ...
- الطاولة المستديرة ... كشف الغمة وهموم تشكيل الحكومة
- الانتخابات والاهواء السياسية ومركب البلاد العائم على ضفاف حز ...
- لعبة التراشق السياسي ومستقبل البلاد
- محنة العقل ومحنة الوطن
- الحراك السياسي ومحنة الوطن والمواطن
- عقدة السلطة ومهمة القوى الوطنية..هل يعيد التاريخ نفسه
- لقاء المالكي وعلاوي وشروط اللعبة السياسية
- مايحتاجه البناء الديموقراطي
- حركات الاسلام السياسي.. واشكالية حقوق الانسان
- نحو مشروع تأجير الوزارات الحكومية ..قراءة في الاداء الوزاري ...
- الجلسة البرلمانية الاولى .. قراءة فاتحة ام شرارة انطلاق
- مراحل سياسة التعريب والتغير الديموغرافي في كركوك .. الخلفيات ...
- كلما ضحك السياسي بكى الناس كلما ضحك السياسي بكى الناس
- كم ساعة تحتاج لتصبح سياسيآ ؟
- ألتجربة الديمقراطية ... حجم التضحيات وطروحات العوده الى الور ...
- ماذا يجري في العراق الجديد..؟ منظومة حقوق..ام انتهاك حقوق ال ...


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - احمد ناصر الفيلي - حكاية المائة يوم .. صراع الحقائق والاوهام -2-