أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عبد المجيد حمدان - قراءة تأملية في ثورة الشباب المصري 2 مخاطر على الديموقراطية 1 الإنكفاء إلى الذات















المزيد.....



قراءة تأملية في ثورة الشباب المصري 2 مخاطر على الديموقراطية 1 الإنكفاء إلى الذات


عبد المجيد حمدان

الحوار المتمدن-العدد: 3424 - 2011 / 7 / 12 - 22:54
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


د. سعيد رحنيما صديق إيراني ، لاجئ سياسي في كندا ، وحاصل على جنسيتها منذ قرابة ربع قرن ، وأستاذ في جامعة يورك – تورنتو للعلوم السياسية . تابع د. سعيد باهتمام وشغف ثورات الشباب العربي ، خصوصا المصري . راقب نجاحاتها بحرص وعناية ، وتوقف عند معوقاتها وتعرجاتها . وبدافع الحرص على الثورة ، والخوف من احتمال انتكاسها ، كما حدث في الثورة الإيرانية ، كتب مقالة حرص فيها على إبراز أوجه التشابه والاختلاف بين الثورتين ، ومشيرا إلى الأخطاء التي وقعت فيها قوى الثورة الإيرانية ، والتي سهلت ثم مكنت الملالي من اختطافها . استعرض صديقي أحداث الثورة ومركباتها ، وأكد أن التيار المحافظ ، بزعامة الخميني ، لم يكن لا التيار الرئيسي ولا التيار القائد للثورة . ودلل على ذلك بأن أول حكومة رئسها الزعيم الليبرالي مهدي بازرغان ، أحد زعماء التيار الديني المعتدل ، وشاركت فيها كل القوى التي صنعت الثورة . كما أشار لانتخاب أبو الحسن بني صدر ، أحد رموز الاعتدال رئيسا للجمهورية . وأكد أن الخطيئة التي ارتكبتها قوى الثورة ، تمثلت في منح زعيم الثورة ، آية الله الخميني ، ثقة مطلقة ، بلغت حدود السذاجة السياسية ، وليستغلها ، في غفلة الثقة هذه ، في تمكين التيار المحافظ ، ليس فقط من خطف الثورة ، وإنما من تدمير وتشتيت شمل قوى الثورة ، واضطرار من نجا من القتل أو الإعدام إلى البحث عن ملاجئ خارج إيران ختم د . سعيد مقالته بنصح قادة الثورة المصرية ، الاستفادة من التجربة الإيرانية ، بعدم السماح لأي طرف كان ، باختطاف الحلم المصري في الديموقراطية والعدالة الاجتماعية . حذر قائلا : لا تثقوا في العسكر ، وإياكم وحسن النية مع التيارات السياسية الإسلامية .
في ردي على صديقي قلت أنني وإن كنت أشاركه الحذر ، وحتى بعض القلق ، خصوصا من تصرفات التيارات السياسية الإسلامية ، فإنني لا أشاركه الخوف على مصير الثورة المصرية . وأضفت أن متابعاتي للحوارات السياسية والفكرية ، وهذا الحراك الكبير في مصر ، تعزز لدي الثقة ، وتملأني بالتفاؤل ، وأنا متفائل بطبعي ، بقدرة شباب مصر على انجاز حلم المصريين بالديموقراطية ، وبحياة حرة كريمة . وأضفت لصديقي ، محاولا طمأنته ، أن هذه الثقة وهذا التفاؤل يدفعان عندي بالقلق إلى زاوية بعيدة
لم أشرح لصديقي دوافع تفاؤلي ، ولم أعرض له أسباب طمأنينتي . كنت آنذاك ، وحتى الاستفتاء على التعديلات الدستورية ، مأخوذا بروعة فعل شباب الثورة ، بعبقرية القيادة الشبابية كما تجلت في القدرة الخلاقة على التعبئة فالحشد والتنظيم وإشاعة روح الانضباط بين الملايين التي أمت الميادين والساحات والشوارع العامة . وقبل هذا وذاك التقاطها الحلقة المركزية للمطالب الشعبية واللحظة المناسبة لإطلاق شرارة الثورة . كنت مأخوذا بذلك الصمود المدهش في مواجهة آلة القتل العاتية ، وليتبعها جر كل فئات الشعب وقواها المنظمة والسياسية للالتحاق بركب الثورة .
كان الإخوان ، وقد التحقوا بالثورة بعد عدة أيام ، قد طووا شعاراتهم ورفعوا شعارات الثورة . وبدوا ، في كل ظهور لهم ، ليس فقط متمسكين ، بل ومدافعين عنيدين عن الديموقراطية وتجلياتها : عدالة ، حرية وكرامة ، التي شكلت الحلقة المركزية لأهداف الثورة . وبدا وكأن الإخوان ، ولحقتهم التيارات الدينية الأخرى فيما بعد ، قد تفهموا روح العصر ، وتجاوبوا مع متطلباتها . ثم كانت وحدة الجيش والشعب ، وزهد الجيش في السلطة ، ثم هذا الحر اك السياسي والفكري غير المسبوق في مصر .
بعد بعض الوقت فوجئت بصديقي وقد أجهد نفسه في البحث عن مترجم لمقالته ، وبطلب عوني لنشرها في وسيلة إعلام عربية ، بعد أن حدث ما جعل قلقه يتفاقم . أعدت تحرير الترجمة وبعثتها لكاتبي أعمدة في صحافة مصر المستقلة ، وتفضل الحوار المدني مشكورا بنشرها .
ولأن الوقائع هي المقررة لمسألتي التفاؤل والتشاؤم ، فقد أخذ قلقي أنا الآخر يتصاعد على حساب ثقتي التي اعتقدت أنها راسخة ، ولا سبيل إلى زعزعتها . فلقد وقع ما رأيته سلسلة من الأخطاء المتتابعة ، والتي لم يبادر أي طرف ، خصوصا من تسلموا دفة قيادة وتحقيق مطالب الثورة ، لوضع حد لها ،فتصحيحها وإزالة آثارها . من البداية ، واستنادا لدرس التاريخ ، لم يساورني شك في أن الثورة ستواجه ثورة مضادة . والأخيرة تتشكل من جملة مركبات داخلية وخارجية . والخارجية من داخل الإقليم ومن خارجه . ومن متابعاتي لفعل الثورة ، في شهريها الأول والثاني ، تشكلت قناعتي ، وتعززت ثقتي بقدرة الثورة على الانتصار . ولأن الخطر الأكبر على أية ثورة يأتي من داخلها ، ومن أخطاء أطرافها ، تصاعد قلقي كما أشرت ، وعلى حساب ثقتي وتفاؤلي بالنصر .
الانكفاء إلى الذات :
إذا صح القول بأنه من غير الممكن أن تسبح في النهر الواحد مرتين ، يصح القول بأن ثورة شعبية تحدث في بلد ما ، لا تتماثل ، ولا نقول تتطابق ، مع ثورة شعبية وقعت في بلد آخر . وإذا صح القول أن مياه النهر في السباحة الأولى تتماثل تماما ،أو لنقل لدرجة كبيرة ، مع مياهه في السباحة الثانية ، فإنه يصح القول أن الثورة الشعبية في بلد ما تحمل الكثير من أوجه التشابه ، كما من أوجه الاختلاف ، مع تلك التي تحدث في بلد آخر . أما أن يقال أن ثورة ما فريدة من نوعها ، ولا يجمعها جامع بالثورات الأخرى ، فهو قول لا يؤشر إلا إلى رغبة في الانكفاء إلى الذات وعلى الذات . وهذا يعني إدارة الظهر إلى إمكانيات الاستفادة من تجارب وخبرات الآخرين ، في مواجهة وحل المعضلات الملازمة للثورات .
يسود قول في مصر ، من بعد نجاح الثورة في إسقاط الحكم ، بأن ثورة 25 يناير فريدة ولا نظير لها بين ثورات العالم ، قديمها وحديثها . ولما كان صحيحا أن ثورة الشباب المصري رائعة بكل المقاييس ، إلا أنه لا يصح القول بتفردها على النحو الذي قيل ويقال به ، لأنه قول دعوة للإنعزال عن التجارب الإنسانية أولا ، ودفع للغرور الذي يقتل صاحبه ثانيا . وعلى عكس هذا القول ، هناك إعتراف بأن شباب الثورة استلهموا التجربة التونسية . كما أن هناك اعتراف بأن ثورة الياسمين احتفظت بقصب السبق ، في كثير من خطواتها ، وفي تحقيق المكتسبات ، وتجاوز المعترضات والمعوقات ، وفي تصحيح السلبيات ، وتعديل المسار .أي أن هناك ثورة قائمة وعديدة أوجه الشبه معها.
في وقت سابق خرج الرئيس الأميركي بتزكية لتفرد الثورة المصرية . وفي خطاب مجاملة للثورات العربية ، أشار أوباما إلى أهمية تعلم الشباب الأمريكي ، وغير الأمريكي منها ، ومن خلال تدريسها في المدارس والجامعات . ولحق بأوباما ساسة ومفكرون أوروبيون . ورأى ساسة ومفكرون وأساتذة علوم سياسية في الجامعات المصرية ، في هذه الأقوال ، شهادة تأكيد لا تقبل الدحض ، على صحة القول بتفرد الثورة وبعدم حدوث نظير لها . ولا غبار على هذا القول ، أو لوم على قائليه لو أن الهدف اقتصر على إبراز القائلين اعتزازهم بالثورة المجيدة . لكن حين يصل الأمر إلى إنكار الحقائق القائمة ، لابد أن يظن القارئ أو السامع أن للقائلين أغراض أو أهداف تتجاوز الاعتزاز بكثير . فحين يجري الحديث عن سلامية الثورة مثلا ، لا يجوز تجاهل حقيقة أن الثورة اليمنية كسرت كل الأرقام القياسية في سلاميتها . فليس هناك من لا يعرف أن اليمنيين أكثر شعوب العالم تسليحا . والمعلومات تقول أن عدد قطع السلاح بين أيدي المدنيين اليمنيين يزيد على ضعف عدد السكان . ورغم محاولات النظام المستميتة ، وتنويع أساليبه ووسائله الخبيثة ، لنقل المواجهة من سلامية إلى عنيفة ، إلا أن شباب الثورة أحبطوها جميعا . وبصورة تثير التقدير قبل الإعجاب ، واصلوا سلامية الثورة .
مقارنات كسيحة :
وإذن لنقل من موقع الاعتزاز بثورة يناير ، واصل المحللون وكتاب الأعمدة في الصحافة المصرية ، وحتى المتحاورون على القنوات الفضائية ، الابتعاد عن المقارنة مع الثورات الأخرى ، حتى عند التعرض للعقبات التي لم تنجح الثورة في التعامل معها ، ولا نقول تخطيها . وهم إن فعلوا يفعلون ذلك في عجالة لتأتي المقرنة مسطحة ، وفي الأعم الأغلب كسيحة .


وإذا صح القول بأن كل مقارنة عرجاء ، فإن القول يصح أكثر بأن المقارنة تصاب بالكساح ، حين يغيب تحري الدقة ، ويجري تعمد إغفال عوامل هامة ، كان لها دورها الفاعل سواء في صنع الثورات ، أو في التأثير على مساراتها ، عن المقارنات . ولا أظن أن أحدا يمكن له أن يقفز على السمات الخاصة لكل ثورة ، تلك السمات التي تفرزها خصوصية البلد ، ثقافته ، تراثه ، تاريخه ، مكانته على خارطة الحضارة ، موقعه الجيوسياسي ...إلخ . إلا أنني أكاد أجزم ، استنادا لما قرأت من مقارنات بين ثورة 25 يناير وغيرها من الثورات ، أنها مقارنات شحنت بفيروسات الكساح . فلقد ذهب كثيرون إلى القول بأن ثورة 25 يناير أعظم من كل ثورة ، حتى من أم الثورات ، الثورة البرجوازية الفرنسية . وكان هناك من ذهب إلى مقارنتها بالثورة الاشتراكية –البلشفية –لا لغرض إلا للتذكير بفشل نموذج الاشتراكية السوفييتيه . ولا أظن أن المشكلة ، في هكذا مقارنات ، تقف عند حدود عدم تحري الدقة ، وتغييب عوامل شديدة الأهمية ، بل تتجاوز كل ذلك إلى محاولة حرمان عقل الثورة المصرية ، استهدف ذلك المقارنون أم لا ، من الاستفادة من تجارب وخبرات ودروس وعبر الثورات التي سبقت ثورة 25 يناير وما أكثرها .
الثورة البرجوازية الفرنسية حدثت قبل قرنين وربع تقريبا . والثورة الروسية الاشتراكية حدثت هي الأخرى قبل أقل من قرن بقليل . ولحقتها الثورة الاشتراكية الصينية بعد ثلاثة عقود . وتلتها ثورات أخرى كثيرة ، شعبية سلامية وعنيفة . وفي الثلث الأخير من القرن الماضي ، وفي هذا العقد الأول من القرن الحالي ، وقعت ثورات عديدة ، وعلى مساحة القارات الخمس . وأحدثها ثورات البحرين ، ليبيا ، اليمن وسوريا ، وقبلها جميعا ثورة قرغيزيا، وحيث أحداث ثلاثة منها ما زالت جارية . والمنطقة العربية ما زالت مرشحة للجديد من هذه الثورات . ويمكن القول ، دون الوقوع في خطأ للتعميم كبير ، أن عاملين مشتركين انتظما فعل هذه الثورات وهما : أنها جميعا بدأت شعبية ، وقاد الشباب جماهيرها . وأنها جميعا قامت ضد أنظمة قمعية فاسدة ، واستهدفت حياة أفضل للجماهير الواسعة والمسحوقة ، ورافعة ذات الشعارات : حرية ، عدالة وكر امة. ولكن إلى جانب ذلك حكمت هذه الثورات عوامل فارقة ، تجعل المقارنة ، دون الانتباه لها والوقوف عليها ، ليس ظالمة فقط ، بل وسخيفة أيضا . وإذن اسمحوا لي بالتوقف لحظات عند بعضها .
ثورات التغييرات العميقة :
هناك اتفاق على توصيف الثورة الفرنسية بأم الثورات . لماذا ؟ لأنها دشنت عصر التغييرات العميقة للتشكيلات الاجتماعية التي مرت بها البشرية ، وفي سعي الأخيرة لتخفيف حدة استغلال طبقات اجتماعية لأخرى ، وتوفير حد مقبول من العدالة الاجتماعية . استهدفت هذه الثورة إزاحة تشكيلة اجتماعية اقتصادية ، وإحلال تشكيلة نقيضة وبديلة محلها . عصفت الثورة الفرنسية بتحالف الإقطاع والكنيسة ، وأحلت مكانهما الطبقة البرجوازية الصاعدة وتحالفاتها . وكان ضروريا لإتمام الثورة هدم كامل مؤسسات الدولة ، بما في ذلك الجيش ، المصممة لخدمة التحالف السابق ، وبناء مؤسسات بديلة تخدم الطبقة الصاعدة . وكان من البديهي أن يستنفر فعل الثورة هذا ، كل القوى المتضررة داخل فرنسا ، والمستشعرة بالخطر خارجها ومن حولها ، لتتحالف هذه القوى ضد قوى الثورة ، وبهدف منعها من تحقيق أهدافها ، فيما صار يعرف بالثورة المضادة . وظل هذا المسعى محكوما بالعنف . هكذا اضطرت الثورة ، التي بدأت شعبية وسلامية ، إلى الانتقال للمقاومة العنيفة في مواجهة الثورة المضادة . ونتج عن هذا أن غرقت فرنسا في فوضى أمنية شاملة ، وتدهور للاقتصاد بلغ حد الكارثة . ولم تعرف البلاد الاستقرار السياسي إلا بعد عقود طويلة . إذ انتقلت إلى النظام الجمهوري بعد سقوط الملكية ، لتعود إلى الملكية على أيدي نابليون بونابرت ، ثم إلى الجمهورية بعد سقوطه ، فالملكية من جديد على أيدي أبناء عائلته ، فالجمهورية مجددا بعدهم ، وليستغرق الحال كله قرابة سبعين سنة ، غرقت فيها الأمة الفرنسية في بحور من الدم ، ومن الشقاء والآلام مما لا يستطيع العقل الآن تصوره ، ولا نقول تحمله . وكل ذلك سجله الأدب الفرنسي في صفحات رائعة
قريب من هذا حصل مع الثورة الروسية –البلشفية - . ففي العام 1917 وقعت في روسيا ثورتان شعبيتان متتاليتان وسلاميتان ، استهدفتا تغيير التشكيلة الاجتماعية الاقتصادية القائمة . الأولى وقعت في شباط وعرفت بالثورة البرجوازية ، أطاحت بالقيصرية دون إراقة للدماء ، لكنها فشلت في حل المشاكل المستعصية ، التي كانت تعاني منها روسيا آنذاك ، وعلى رأسها إخراج روسيا من الحرب العالمية الأولى ،التي ظل الجيش الروسي يتكبد فيها هزائم مهينة ومذلة ، وتنعكس وبالا على الاقتصاد والاحتياجات المعيشية للسكان . وكان أن تمت الدعوة للثورة الثانية ، وتحت شعار انجاز ما عجزت ثورة شباط البرجوازية عن انجازه .
أنجزت الثورة الثانية مهمتها في عشرة أيام فقط ، سجلها الكاتب الأمريكي جون ريد في رائعته المشهورة " عشرة أيام هزت العالم " . وكان مما يثير الدهشة أن هذه الثورة جاءت من أقل الثورات دموية في التاريخ . فقد قال سجل وقائعها أن ضحاياها كانوا أقل من ضحايا مظاهرة وقعت يوم أحد ، في العاصمة الروسية ، بطرسبورغ ، أو بتروغراد ، وفي السنة السابقة ، عرفت تاريخيا بيوم الأحد الدامي .
لكن الحال لم يستمر على هذا النحو . فقد كانت الثورة قد رأت أن انجاز المهام التي عجزت الثورة السابقة عن انجازها ، يتطلب قلب التشكيلة الاجتماعية الاقتصادية القائمة . وكان ذلك ما خطط له قادة الثورة ، وعبأوا الجماهير به ، على مدار شهور التحضير لها . وعنى ذلك إسقاط تحالف البرجوازية والإقطاع القائم ، وتجريده من ملكية وسائل الإنتاج ، ونقل هذه الملكية إلى الطبقة العاملة وحلفائها . وإذا كان هذا الفعل قد عنى إقامة نظام للعدالة الاجتماعية غير مسبوق ، فإنه استلزم بالضرورة تفكيك كل مؤسسات الدولة ، وبما فيها الجيش ، وبناء مؤسسات جديدة بديلة ، تخدم وتحمي المكتسبات الجديدة ، كما سبق وحدث مع الثورة الفرنسية .
استدعى هذا التغيير العميق استنفار، فتحالف ، كل القوى المتضررة من الثورة داخليا وخارجيا ، كما سبق وحدث أيضا مع الثورة الفرنسية ، أي نشوء الثورة المضادة . وكان أن أشعلت قوى الثورة المضادة الداخلية ، نيران حرب أهلية طاحنة ، اعتمدت فيها على دعم قوى البرجوازية العالمية ، ولتشن الأخيرة حرب تدخل على الثورة ، شاركت فيها 14 دولة ، بينها بريطانيا التي كانت عظمى آنذاك ، وألمانيا التي كانت قواتها تحتل أقسام واسعة من البلاد وتهدد العاصمة ، ثم فرنسا والولايات المتحدة ، من بين دول أخرى .
انتهت حرب التدخل بالفشل بعد فترة قصيرة ، وبعد أن ألحقت الكثير من الدمار والخراب بالبلاد . وتواصلت أحداث الحرب الأهلية لسنوات نتج عنها الحرب كوارث أمنية واقتصادية . تسببت في وقوع مجاعات وانتشار للأوبئة ، أودت بحياة ثلاثة ملايين مواطن ، إلى جانب ملايين ثلاثة أخرى أسقطتهم الحرب الأهلية .
في مثل هكذا أوضاع تتعدد الرؤى والأفكار واقتراح الحلول للمعضلات الحاصلة . وحدث أن تصادمت رؤى أطراف تحالف الحكم الجديد ، والذي تشكل من مجموع الأحزاب اليسارية ، بقيادة حزب البلاشفة الشيوعي . وتم ليس فقط إخراج هذه الأحزاب من الإتلاف ، وإنما حظر نشاطها أيضا ، مضافة إلى أحزاب البرجوازية ما قبل الثورة . وفي هذا المناخ ولدت نظرية الحزب الواحد ، الذي يضمن تفرده بالحكم حماية الثورة ، وتطبيق قاعدة دكتاتورية البروليتاريا .
قبل الثورة كان لينين ، والحزب الاشتراكي الديموقراطي الروسي ، البلشفي الشيوعي فيما بعد ، قد شن حملة مركزة على الديموقراطية البرجوازية ، وعلى شقها السياسي بصورة محددة . وتحدث عن ديموقراطية بروليتارية أرقى وأكمل . لكن مجريات الحرب الأهلية ، والخروج بنظرية الحزب الواحد ، أطاحا بكل ذلك . وبديلا للديموقراطية البروليتارية الأرقى والأكثر تطورا ، حلت المركزية الديموقراطية ، والتي عصفت بالديموقراطية السياسية ، وقدمت نموذجا جديدا من الحكم الشمولي ، وبذلك الوجه البشع للديكتاتورية .
كان المنطق يقول بأن نظرية الحزب الواحد ربما صلحت لمرحلة الحرب الأهلية ، ولتتراجع بعدها . لكن ما حدث أن جرى مد صلاحيتها حتى نهاية الصراع مع الرأسمالية العالمية . والآن بتنا نعرف أن ذلك كان خطأ مهد لسلسلة أخرى من الأخطاء ، قاد تراكمها لإفشال التجربة وبعد سبعة قرون من نجاح الثورة .
لكن وبالعودة إلى مجريات الثورة ، وهي ما يهمنا في مجال المقارنة ، لا بد من الإشارة إلى أن عبقرية قيادة الثورة تجلت بأسطع ما يكون ، في قدرتها على إقناع سكان الامبراطورية الروسية مترامية الأطراف ، متعددة الأديان والأعراق والأجناس والثقافات ، ورغم الدمار والخراب الذي لحق بالبلاد ، بأن المستقبل الذي تعدهم به ، يستحق كل هذه المعاناة والآلام والتضحيات . وصدقتها الجماهير التي صمدت في مواجهة المحن والبلايا . وانتصرت الثورة ، وقام الاتحاد السوفييتي على أنقاض الامبراطورية القيصرية . وفي أقل من عشرين سنة صعد إلى منافسة الولايات المتحدة على قمة العالم ، بعد تنحية بريطانيا وفرنسا عن هذه القمة . ولا بد أن يلفت انتباه القارئ ، وهو يراجع هذه التجربة الثورية ، أن كتاب ومحللين سياسيين ، ومفكرين مصريين ، وقد عمدوا إلى مقارنتها بثورة 25 يناير ، لم يروا منها إلا فشل التجربة الاشتراكية ، وسقوط وتفكك الاتحاد السوفييتي ، وما كان يعرف بالمنظومة الاشتراكية . وإذا كانت الأسباب والعوامل التي قادت للسقوط المروع ، وهي كثيرة ، ليست مجال بحثنا هنا ، فإنه يمكن القول بثقة أن تلك مسألة تختلف تماما ،عن المرغوب لشباب مصر وغيرهم ، الوقوف عليه ، من الخبرة اللازمة لتسليح ثورتهم بها . فهل يعقل مثلا أن كاتبا ومفكرا بوزن د . سعد الدين إبراهيم ، لا يعرف أن خلافات في الحزب الاشتراكي الديموقراطي الروسي أدت إلى انقسامه ، قبل الثورة بكثير ؟ وهل يمكن أنه لا يعرف أن هذا الانقسام ، مثل كل انقسام أو انشقاق ، أسفر عن خروج أقلية ، عرفت بالمنشفيك أو المنشفية ، من كلمة مينشي الروسية التي تعني أقل ، وأكثرية ، عرفت بالبولشفية ، من كلمة بولشي التي تعني أكثر ، وليتشكل منهما حزبان ، حزب المناشفة وحزب البلاشفة – الشيوعي فيما بعد ؟ هل من الممكن أنه لا يعرف أن المناشفة كانوا جزءا من الحكومة البرجوازية التي أطاحت بها ثورة أكتوبر ؟ ذلك ليطلع علينا في مقال ، جريدة المصري اليوم ، عدد 2 / 7 ، ليقول أن الحزب قبل أن ينقض على ثورة شباط ، كان حزب أقلية صغيرة ، عرف بالمولشوفيك التي تعني بالروسية أقلية ، ليتحول بعد ذلك إلى القوة المهيمنة التي تعني البلشوفيك ، ولتأخذ الثورة اسم الثورة البلشفية منه ؟ ولعل القارئ لكتابات مثل كتابات الدكتور سعد الدين إبراهيم يسأل : إذا كان هؤلاء الكتاب أو السياسيين لا يريدون الاستفادة من تجارب ثورة كالثورة البلشفية ، فهل يكون تعظيم ثورة 25 يناير بتشويه الثورات الأخرى ، وبتحريف والافتراء على وقائع التاريخ ؟ نفهم أن يقال أن أهداف هذه غير تلك ، وأن المشترك بينهما ، كما مع الثورة الفرنسية ، قليل ومحدود ، ولذلك فإن المقارنة ، ومن ثم امكانية الاستفادة من الخبرة غير واردة . أما تصفية الحساب مع من غدا في ذمة التاريخ ، وفي مجال كهذا فأمر غير مفهوم ، وهو غير مفيد لأحد .
الثورات الحديثة :
في الثلث الأخير من القرن الماضي ، والعقد الأول من القرن الحالي ، وقعت سلسلة من الثورات الشعبية ، شملت معظم القارات ، أكثرها نجح وأقلها فشل . ونتج عنها أن غيرت وجه العالم ، بأن أزالت الكثير من علامات القبح عنه . ويمكن ، على ضوء أهداف هذه الثورات ، تصنيفها إلى : واحدة استهدفت العودة عن نموذج الاشتراكية السوفييتية ، على الرأسمالية . والثانية جرت في أحضان الرأسمالية ، واستهدفت استبدال نظم الاستبداد والفساد بنظم ديموقراطية ، مستلهمة نموذجا غربيا . وبغض النظر عن الفوارق في الأهداف ، فإن تحقيق الأهداف للأولى تطلب هدم مؤسسات للدولة ، ثم إعادة بنائها لتخدم النظام الجديد . لكنها أبقت على الجيش الذي وقف على الحياد ، باعتباره مؤسسة مهنية ، مهمتها حماية البلاد . ونجم عنها كلها تدهور في الاقتصاد ، وتردي في مستوى معيشة السواد الأعظم من الجماهير ، وفوضى أمنية ، وتوليد أجهزة الأمن المنحلة ، دقيقة التنظيم ، لمافيات متنوعة ، أعملت السلب في ثروات البلاد ، وعاثت فسادا في أمنها . واحتاجت أكثرية هذه البلدان لفترات زمنية طويلة للتعافي من الأزمات المتنوعة التي ألمت بها . وفي النهاية لم تحصل على الديموقراطية التي حلمت بها الجماهير ، والتي ثارت من أجلها . هنا لابد من الإشارة إلى أن هذه الثورات ، بسبب طبيعة أهدافها ، حصلت ، وفي وقت مبكر ، على حليف خارجي ، أمريكا ودول حلف الناتو ، كان دوره حاسما في نجاحها .
القسم الثاني وقع في البلدان المصنفة بالعالم الثالث ، وفي بلدان اشتراكية سابقة مثل أوكرانيا ، جورجيا وقرغيزيا . استهدفت الثورات في هذه البلدان استبدال النظم القائمة ، الفاسدة والمعادية للديموقراطية ، بنظم بديلة ترسي دعائم ديموقراطية حقيقية ، وتعالج الأزمات المتنوعة ، التي تأخذ بخناق البلد ، بما فيها تنمية الاقتصاد ، ومعالجة البطالة والفقر ..... وتوفير حد مقبول من العدالة الاجتماعية . وإلى هذا القسم من الثورات تنتمي الثورات العربية الجارية ، لعظم الشبه بين الظروف ، والأهداف ، ووسائل وأساليب العمل .
باعتماد الجغرافيا بديلا للتسلسل الزمني للثورات نذكر من الدول التي نشبت فيها الثورات : كوريا الجنوبية ، تايوان ، تايلند – جرى احتواء الثورة بوسائل وأساليب قريبة الشبه بما جرى في البحرين – الفلبين ، اندونيسيا ، باكستان ، السودان ، ومرورا بعدد من الدول الإفريقية ، لنصل إلى هاييتي ، الأرجنتين وتشيلي . والذي تابع مجريات هذه الثورات ، متابعة سريعة وعبر وسائل الإعلام ، يمكنه أن يرصد عددا من أوجه الشبه بينها ومنها :
1) أنها جميعا حكمها جنرالات وصلوا عبر انقلابات عسكرية ، وأنهم أقاموا نظما دكتاتورية ، بدأ بعضها باقتراف مجازر دموية هائلة البشاعة – تشيلي واندونيسيا كأمثلة . بحق شعوبها .
2) أن هذه النظم ، جميعا ، كانت صديقة لأمريكا ، وحتى التبعية المطلقة ، وأنها استندت في بقائها على الحماية الأمريكية .
3) أنها جميعا أغرقت البلاد في فساد مذهل ، كشف سقوطها عن نهب ثروات بلغت لرأس النظام مليارات الدولارات المهربة إلى البنوك الأجنبية ، فضلا عن أفراد عائلته الذين رأوا في البلد إقطاعية خاصة بهم . ولا أظن إلا أن القارئ ما زال يذكر تلك التقارير التي تشبه الأساطير ، عن ثروة الجنرال ماركوس ، وزوجته إميلدا ماركوس ، ونهبهما للفلبين .
4) أن الثورات فجرها الشباب ، بدءا من حرم الجامعات في غالبيتها ، وحيث انضمت لها قوى المعارضة المختلفة في فترات لاحقة .
5) أن الثورات جميعا لم تتجاوز مطالبها ، بعد إسقاط النظام وتطهير البلد من الفساد ، إقامة ديموقراطية حقيقية ، مشتقة من إحدى نظم الديموقراطية الغربية . لم ترفع شعار إسقاط طبقة ، أو تغييرا للنظام الاقتصادي ، واكتفت بمطالب محدودة للعدالة الاجتماعية .
6) أن هذه الثورات جميعا ، بحكم وضعها هذا ، لم تجد حليفا خارجيا واحدا ، يبادر إلى مد العون ، لمساعدتها في مواجهة النظام ، وعلى تحقيق أهدافها .
7) أن موقف الولايات المتحدة اتسم بالتردد ، بين المبادرة لعون حليفها ومساعدته على البقاء ، وبين التجاوب مع مطالب الثورة التي تتفق مع مبادئ الحرية والديموقراطية وحقوق الانسان ، التي تدعو لها . ولأن أمريكا ، في البداية والنهاية ، تستهدف ضمان وحماية مصالحها ، احتارت بين صديق مجرب وموثوق لضمان هذه المصالح ، ولكن نظامه فاسد ومعادي للديموقراطية وللمبادئ التي تروج لها ، وبين نظام ينادي بالتوافق مع مبادئها ، ولكنه قد ينقل العلاقة من التبعية إلى الشراكة ، وربما إلى الندية في هذه الشراكة .
8) أن جميع هذه البلدان، ونتيجة لانهيار مؤسسات القمع البوليسية ، التي اعتمدها النظام لحمايته ، شهدت فوضى أمنية ، وتراجعا اقتصاديا ، عانت منه الجماهير لفترات ، طالت في بعضها ، وقصرت في أخرى .
9) أنها جميعا ، عدا السودان ، حققت أجزاء من طموحاتها للديموقراطية ، تفاوتت في درجاتها ، وفي المدد الزمنية التي استغرقتها للوصول . إلا أن الأمر المؤكد أن قضايا الديموقراطية والحريات وحقوق الإنسان ، غدت فيها جميعا أفضل حالا مما كانت عليه قبل الثورة . والأمر ذاته فيما يخص التنمية الاقتصادية ومشاكل المعيشة والبطالة والفقر ...الخ ، فيما قفز بعضها ، كوريا الجنوبية مثلا ، قفزات هائلة إلى الأمام .
10 )فيها جميعا إما أن الجيش وقف على الحياد ، واكتفى بدور حماية البلاد ، أو أنه بادر لحماية الثورة ، والضغط على النظام للإسراع في الرحيل ، أندونيسيا مثلا .
11) أن من بين هذه البلدان ثلاثة حكمتها نظم إسلامية ، قام بعضها على تطبيق الشريعة ، وأضاف رأس النظام إلى ألقابه لقب أمير المؤمنين ، لكن ذلك لم يحصنها ضد الفساد ، ولم يحل بين الجماهير وبين الثورة عليها ، وهي لمن لم تسعفه الذاكرة : نظام سوهارتو في اندونيسيا ، نظام ضياء الحق في الباكستان ونظام النميري في السودان .
وبعد فنحن لا نملك معلومات عن الكيفية التي حلت بها النظم الجديدة مشاكل الفوضى الأمنية . ولا الكيفية التي اتبعتها في بناء المؤسسات التي سقطت مع سقوط النظام ، ومنها وفي المقدمة الكيفية التي أعيد بها بناء وزارات الداخلية . لكننا نملك القليل من المعلومات عن الخلافات التي تفجرت بين ائتلافات الثورة بعد النجاح في إسقاط النظام . وكيف انعكس ذلك سلبا على انجازات الثورة . ففي كوريا الجنوبية مثلا ، وفي أول انتخابات ، تصارعت قوى الثورة الليبرالية ، وتقدمت بثلاثة مرشحين للرئاسة ، مكنت مرشح اليمين ، وكان جنرالا متقاعدا من الفوز ، وليعود بانجازات الثورة خطوات كبيرة إلى وراء . وفي الدورة التالية ، وبعد استيعاب الدرس ، تقدمت بمرشح واحد حقق الفوز ، وحيث بدأت خطى إرساء وتدعيم الديموقراطية في الثبات .
والآن وبعد هذا العرض من حق القارئ أن يسأل : وماذا عن الثورة الإيرانية وموقعها على خريطة الثورات ؟ وللجواب أحيله إلى مقال الصديق د. سعيد رحنيما المنشور على الحوار المتمدن ، إذ ليس عندي ما أضيفه لما ورد فيه .
ونختم هذا الحديث بالإشارة إلى حقيقة أن الانتفاضة الفلسطينية الأولى كانت ثورة شعبية بنكهة خاصة وطعم خاص ، سوف نأتي على بعض جوانبها فيما بعد . ولنقول أن هناك الكثير من الخبرات ، كدستها هذه الثورات ، خصوصا في مواجهة الثورة المضادة ، وفي إعادة بناء مؤسسات سقطت مع النظام القديم ، مثل مؤسسة الأمن مثلا ، يمكن لثورات الربيع العربي أن تنتفع بها . وسوف نتابع إلقاء بعض الضوء على بعض هذه الخبرات في أحاديث لاحقة .



#عبد_المجيد_حمدان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة تأملية في ثورة الشباب المصري
- عبود الزمر و العيش خارج حدود الزمان والمكان
- دخول الى حقل المحرمات - 1 -
- وحدة الأضداد بدون صراعها
- هل هي مبادرة؟!
- ويا بدر لا رحنا ولا جينا


المزيد.....




- تحليل: رسالة وراء استخدام روسيا المحتمل لصاروخ باليستي عابر ...
- قرية في إيطاليا تعرض منازل بدولار واحد للأمريكيين الغاضبين م ...
- ضوء أخضر أمريكي لإسرائيل لمواصلة المجازر في غزة؟
- صحيفة الوطن : فرنسا تخسر سوق الجزائر لصادراتها من القمح اللي ...
- غارات إسرائيلية دامية تسفر عن عشرات القتلى في قطاع غزة
- فيديو يظهر اللحظات الأولى بعد قصف إسرائيلي على مدينة تدمر ال ...
- -ذا ناشيونال إنترست-: مناورة -أتاكمس- لبايدن يمكن أن تنفجر ف ...
- الكرملين: بوتين بحث هاتفيا مع رئيس الوزراء العراقي التوتر في ...
- صور جديدة للشمس بدقة عالية
- موسكو: قاعدة الدفاع الصاروخي الأمريكية في بولندا أصبحت على ق ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عبد المجيد حمدان - قراءة تأملية في ثورة الشباب المصري 2 مخاطر على الديموقراطية 1 الإنكفاء إلى الذات