أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - علي عجيل منهل - ديمقراطية مجنونة














المزيد.....


ديمقراطية مجنونة


علي عجيل منهل

الحوار المتمدن-العدد: 3424 - 2011 / 7 / 12 - 17:26
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


ديمقراطية مجنونة
تسفي برئيل

يجب أن يثير هجوم نشطاء السلام الخوف العميق في حكومة اسرائيل، لانه ما زال يفور وراء هذا الهجوم ـ الذي يسمى تارة قافلة بحرية وتارة اخرى رحلة جوية ـ تصور عام جهدت اسرائيل في اقتلاعه منذ سنين. يقول هذا التصور ان اسرائيل غير منيعة من الضغط الدولي وانها دولة ككل دولة غربية، للرأي العام فيها تأثير في حكومتها.
وان التيار المركزي فيها على الاقل سيستقبل نشطاء السلام الدوليين في المباركة كي يعرض بديلا من السياسة المجنونة. وهو التصور الذي يعتقد في سذاجة ان اسرائيل عندما تعلن بانها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط فان لهذا الاعلان معنى، وان حقوق الانسان وفيها حقوق الانسان الواقع تحت الاحتلال، هي جزء لا ينفصل عن الخطاب العام المؤثر فيها.
ان اولئك الغزاة الخطرين يصرون تغيير واقع وسياسة لم تنجح حتى القوى العظمى كالولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي في تغييره.
ظنت اسرائيل انها نجحت في الطمس على المفاهيم والبلبلة بين الديمقراطية المدافعة عن نفسها والاحتلال المدافع عن نفسه. فهي تعرض غزة وكأنها جزء من سيادتها، وتعرض الحصار عليها كأنه وسيلة دفاع عن تلك السيادة. وهي تتمسك بالقانون الدولي الذي يسمح لها بوقف قوافل بحرية ترمي الى المس بسيادتها، وترفض القانون الدولية عندما يحاول أن يملي عليها كيفية ادارة احتلال قانوني .
يكمن هنا ايضا خطأ نشطاء حقوق الانسان: ان اسرائيل تتبنى القانون الدولي فقط عندما يبيح لها أن تنفذ او تعتقل أو تمنع أو تضائل عدد السعرات الحرارية التي سيتمتع بها الواقعون تحت الاحتلال. أما الامور الممنوعة مثل بناء المستوطنات او هدم البيوت فأبعدتها خارج مياهها الاقليمية.
تطمح اسرائيل الى أن تكون دولة ديمقراطية مجنونة . دولة تعرض من جهة سلطة منتخبة، وتعدد أحزاب وحرصا على حقوق مواطنيها وأُذنا مصغية الى رغبات الجمهور. ومن جهة ثانية دولة يحسن الا يشغل العالم نفسه بها لانه لا يمكن ان يعلم ماذا ستفعل في كل ما يتعلق بشؤون الامن. فهي تطلق النار أولا وتسأل الاسئلة بعد ذلك. فاذا قتل في هذه الفرصة ايضا مدنيون أبرياء فلسطينيون أو أتراك فليس هذا خطأ بشريا وخللا يقع عندما نحارب بل هو أداة لتعزيز صورة الجنون التي ترمي الى الردع.
لم توجد اسرائيل هذه الطريقة. فأكبر الديمقراطيات أي الولايات المتحدة تعمل بطريقة مشابهة في افغانستان، ولا تنفر قوات حلف الشمال الاطلسي التي يخدم فيها جنود بريطانيون وأتراك من طريقة الردع هذه في نشاطهم في افغانستان او ليبيا.
والفرق انه عندما تصيب قواته مواطنين مدنيين أبرياء يشعر بعدم الارتياح على الاقل ويعبر عن الاسف بل يدفع التعويضات أحيانا.
ما زالت اسرائيل تتمتع بصورة الديمقراطية المجنونة بل نجحت في اقناع اكثر مواطنيها بان هذه هي الصيغة الوحيدة التي ستضمن لهم الامن مع الرفاهية. ونجاحها كبير الى درجة أن اكثر مواطني الدولة لا يرفضون البتة وقف سفن مساعدة لغزة، وصد نشطاء سلام عن الدخول وأن النشاط من أجل حقوق الانسان يعرف بانه تهديد لوجود الدولة. نجح اشراب النفوس هذا التهديد فوق المأمول: فقد حظيت ايران ونشطاء السلام بمنزلتين متشابهتين. وتوقع المواطنين الاسرائيليين المستعد هو في الاستعداد للعرض: هل سينجح سلاح البحرية في المس بمحركات سفن القافلة البحرية ويهز القلوب فخرا؟ وهل سينجح مئات الشرطيين الابطال في اعتقال نشطاء مافيا السلام العالمية؟
من هنا يأتي التهديد الذي يعرض هؤلاء النشطاء اسرائيل له. فنشاطهم قد يضعضع صورتها باعتبارها ديمقراطية مجنونة أو مجنونة في الاساس. فهم يؤمنون بان جزءا من مواطنيها على الاقل سيستغربون ويسألون سؤالا وربما يخرجون للتظاهر. يجب ان نأمل من أجل أمن الدولة وسكون نفوس مواطنيها ان يعرف الجيش الاسرائيلي والشرطة وسلطة المطارات كيف تصد التهديد بالقوة المناسبة. فانه اذا استسلمت اسرائيل لنشطاء سلام غدا فقد تطيع مطالب امريكية والعياذ بالله.

هآرتس 10/7/2011


نتمى ان يثير هذا الموضوع المناقشات الحيوية والمفيدة لنا جميع



#علي_عجيل_منهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبد الكريم قاسم -وجدته بغداديا فى صفاته- متواضعا- حاد الذكاء ...
- ساسون حسقيل 1860 - 1932- اول وزير المالية - وموقفه الصلب مع ...
- الرئيس- النقيب --عبد الستار سبع العبوسى - صاحب الجريمة النكر ...
- جمهورية جنوب السودان تعلن استقلالها فى- 9 تموز الحالى-- والا ...
- القذافى يدعو لقتال-- القوات الصليبية - واشهر اقواله -- وشهور ...
- عبد الكريم قاسم - كان عفيفا لايطمع فى مال- وقنوعا لايحب العي ...
- الرسول محمد -- شخصية ناقصة -- تحليل-- للطبيب النفسى السعودى- ...
- مزبلة التاريخ - هى ازبل ما يكون- يرجى من- القارىء ان يضع -من ...
- عراقى لاجئى من رفحاء - بعد سنه راجعنى-- لماذا؟
- مفهوم - الكم - والكيف - والطفرة- فى الثورات العربية
- الازدواجية- والانتقائية- فى العدالة الدولية - من - القذافى م ...
- العراق - يساعد اليابان - ماليا - موقف انسانى رائع -- ورد للج ...
- عا د - ابو درع - سفاح الرصافة فى بغداد -او - زرقاوى الشيعة - ...
- اطلاق مليون - لحية - لدخول الجنة - قبل شهر رمضان القادم -ماذ ...
- المغرب -والدستور الجديد - ينقلها الى مرحلة - ملكية دستورية - ...
- الحملة--التي أطلقتها نساء سعوديات --تحت شعار: -من حقي أسوق - ...
- ديتلف ميليس- المحقق الالمانى السابق فى - ملف اغتيال الحريرى- ...
- التأريج الهجرى- وتحويله الى الميلادى- و -الميلادى الى الهجرى ...
- النظام السورى البعثى - يظهر بنفس الصورة التى ظهر بها - - نظا ...
- جريمة فى الخليج- البدون - فى الكويت


المزيد.....




- -لا توجد تفاصيل واضحة-.. رئيس وزراء قطر يعلق على مفاوضات الم ...
- فيديو وصور استقبال محمد بن سلمان لأحمد الشرع في الرياض بأول ...
- الهند تختبر بنجاح نظاما للدفاع الجوي قصير المدى
- الشرع يبدأ زيارة للسعودية هي الأولى للخارج منذ تسلمه الرئاسة ...
- ولي العهد السعودي يستقبل الرئيس السوري أحمد الشرع في قصر الي ...
- توافد اللبنانيين إلى مداخل ميس الجبل وحولا في جنوب لبنان وسط ...
- وكالة الصحة الأفريقية: غوما الكونغو بؤرة انتشار جدري القردة ...
- عاجل | مصادر للجزيرة: مصابون برصاص الاحتلال الإسرائيلي خلال ...
- لحّن إحدى أغانيه الأيقونية.. محمد عبده يرثي ناصر الصالح بحفل ...
- فرنسا: بايرو يعلن أنه سيلجأ للمادة 49.3 من الدستور لتمرير مش ...


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - علي عجيل منهل - ديمقراطية مجنونة