أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - باتر محمد علي وردم - عندما تصل المشاكل إلى هولندا..!!














المزيد.....

عندما تصل المشاكل إلى هولندا..!!


باتر محمد علي وردم

الحوار المتمدن-العدد: 1020 - 2004 / 11 / 17 - 11:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ربما يعتقد البعض أن الحديث عن المشاكل التي يتعرض لها العرب والمسلمون في هولندا حاليا هو من قبيل الترف في الوقت الذي تعاني فيه الفلوجة الدمار والموت , وحرب الإبادة، ويدخل الشعب الفلسطيني مفترقا سياسيا خطيرا، ولكن الواقع أن ما يحدث في هولندا له تأثير مباشر على كل العرب والمسلمين وعلاقاتهم مع العالم، وما يتضمنه من خمس مليارات شخص من غير المسلمين.
كنت أتوقع أن تحدث مشاكل تعصب وعنصرية ضد العرب والمسلمين في كل مكان في العالم، إلا في هولندا، فقد أمضيت فترة بسيطة من الوقت في هولندا العام الماضي، وخرجت بقناعة تامة بأن هذا البلد هو أجمل بلاد الدنيا وأكثرها تسامحا وحرية وانفتاحا.
الشعب الهولندي ودود ومنفتح تجاه الجميع، والمدن الهولندية ملتقى لكل الجنسيات والأعراق. وقد شاهدت تنوعا في الأعراق والأشكال والثقافات وأنا جالس لمدة نصف ساعة أتناول الفلافل والحمص في مطعم عربي في ساحة القطارات المركزية في أمستردام ما لم أشاهده لساعات طويلة حتى في شاشات التلفزة. والأهم من ذلك أن هذا المجتمع متناسق وهادئ ومسالم.
وقد رأيت العرب والمسلمين في هولندا في أحسن اوضاع، وحتى اللاجئين غير الشرعيين كانوا يحصلون على رواتب من الحكومة الهولندية واوضاع معيشية افضل من كل البلدان العربية والإسلامية، وكانوا يملكون كل أنواع الحريات في العبادة والتعبير الثقافي والسياسي نحسدهم عليها جميعا في العالم العربي. وقد رأيت هناك مسلمين في أثواب ولحي لو ظهروا بها في بعض الشوارع العربية لتم إلقاء القبض عليهم فورا!
أما التيارات العنصرية الهولندية فكانت ضعيفة جدا، وتحظى بإزدراء الغالبية العظمى من الشعب الهولندي، وكل المؤسسات السياسية الهولندية كانت تدعو إلى رفض العنصرية والاستمرار في سياسات التسامح والليبرالية والانفتاح.
ولكن حماقة واحدة من شاب عربي مهاجر غير شرعي تسببت في قتل المخرج السينمائي الهولندي ثيو فان جوخ قلبت هذا الهدوء والراحة رأسا على عقب. المخرج الهولندي شخص جاهل بكل معنى الكلمة، وقد أساء إلى الإسلام بشكل كبير، ولكن هولندا تقدم كل الفرص المتاحة لأي شخص لمعارضة المخرج سلميا سواء في الكتابة أو تنظيم المسيرات أو الأعمال الإبداعية أو حتى تقديمه إلى القضاء، ولكن لا يمكن لأي أحد في دولة مثل هولندا أن يتقبل فكرة قيام شاب مهاجر من ثقافة مختلفة بقتل رمز فني هولندي لأن أراءه لم تعجبه.
هذه الحماقة أعطت الفرصة للتنظيمات هولندية متطرفة والتي لها امتدادات في فرنسا وألمانيا بالتهجم على أماكن الدراسة والعبادة الإسلامية، وبات العرب والمسلمون في هولندا موضع الشبهات ليس لأنهم مسلمون بل لأن واحدا منهم للأسف هو الذي تجرأ على انتهاك عقد التسامح والانفتاح الاجتماعي والثقافي في هولندا.
وقد تحركت أجهزة الأمن الهولندية، وبدأت باستثمار الحادثة في ملاحقة مجموعات من العرب المشكوك في انتمائاتهم وسلوكهم بناء على تقارير استخباراتية أوروبية وأميركية وتزايدت حملات المداهمة لبيوتهم وأماكن تجمعاتهم وتم ترحيل الكثير منهم إلى خارج هولندا وهذه خطوات كان من الصعب القيام بها بدون وجود حادثة سلبية لإعطاء المبرر. ولكن الأخطاء كانت تتوالي من قبل بعض العرب والمسلمين في المقابل ومنها التهديد بقطع رأس نائبة في البرلمان الهولندي من اصول صومالية لأنها تجاهر بآراء لا تعجب المسلمين.
في العالم العربي والإسلامي يمكن بسهولة حل الخلافات الثقافية بالرصاص والعنف لأن الطبيعة الثقافية والسياسية والاجتماعية تتضمن الكثير من التعصب، ولكن في هولندا وكل دول أوروبا لا يمكن قبول اللجوء إلى العنف لحل الخلافات. ويجب الاعتراف بأن ما يتعرض له بعض العرب الآن في هولندا ناجم عن حماقة ارتكبها شخص واحد ولكن يجب أيضا رفض ردود الافعال المبالغ بها من قبل بعض الهولنديين واستثمار كل فرص التسامح والحرية في هولندا للدفاع عن الحقوق الثقافية والاجتماعية والسياسية للمجتمع الإسلامي والعربي فيها ضمن القوانين والأنظمة الهولندية الكفيلة بحماية هذه الحقوق دون اللجوء إلى العنف.
تجربة هولندا توضح مدى أهمية تكيف العرب والمسلمين مع قوانين البلدان التي يختارون بإرادتهم العيش فيها، فلا يمكن ان تعيش في دولة ذات تقاليد وأنظمة يتفق عليها شعبها وتحاول الاعتداء عليها بل ينبغي احترام هذه التقاليد خاصة إذا كانت تجعل العرب والمسلمين يتمتعون بحقوق كبيرة مثل ما يحدث في كل دول أوروبا الغربية والشمالية.



#باتر_محمد_علي_وردم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هي -القيم الأخلاقية- في المجتمع الأميركي ؟
- صورة للذكرى...من الإنتخابات الأميركية
- -المستنقع العراقي- ليس بعيدا عن الأردن!
- هل أصبح الجهاد...ضد النساء الآن؟
- تركيا على أبواب النادي الأوروبي
- تحريض المجاهدين الأبطال على إحياء سنة الاغتيال
- أخلاق
- الاستراتيجية العربية الموحدة للسخافة الإعلامية!
- الإرهاب ومستقبل العرب والمسلمين في الغرب
- الفقر برئ من الإرهاب!
- -قراءة في نظرية -إبحث عن المستفيد
- الثاني عشر من أيلول 2004: لا نزال ندافع ولكننا نخسر
- كيف يتعامل الضمير العربي والإسلامي مع الجرائم بحق الآخرين؟
- إختطاف أطفال: هل وصلنا قمة الإنحدار الأخلاقي؟
- الصحوة ضد -خطف الأبرياء-: ما الفرق بين الفرنسيين والنيباليين ...
- رفض أي دور أمني أردني في فلسطين!
- عندما يصبح الإصلاح وهما عربيا!
- صفقة إدانة قتل المدنيين الإسرائيليين مقابل تخفيف ضغوطات الإص ...
- ماذا بعد رفض -الإصلاح- من الخارج؟
- -القاعدة- هي التي تقود أخطر حملة على الإسلام!


المزيد.....




- 144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - باتر محمد علي وردم - عندما تصل المشاكل إلى هولندا..!!