أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - بين البصرة وبهرز الحجة اطلاعات يصول !















المزيد.....

بين البصرة وبهرز الحجة اطلاعات يصول !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 1020 - 2004 / 11 / 17 - 11:23
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


صالت المخابرات الايرانية ، المعروف بالفارسية بـ ( اطلاعات ) ، في العراق شمالا وجنوبا ، مثلما صالت غربا وشرقا ، فقد عمدت أول ما عمدت الى تسخير بعض من شيعة العراق في حرب تصفية الحسابات مع الامريكان على الثرى العراقي ، وذلك بعيد زوال صدام الساقط ، مستغلة التماثل المذهبي ، ومتناسية الشعور العالي بالوطنية الذي بات عليه جل العراقيين ، ومن بينهم شيعة العراق ، ولكنها افلحت لحين مع مقتدى الصدر، وجيشه الذي تفرق ايادي سبأ ، فلا الامام المهدي عليه السلام نصره ، ولا شيعة العراق اصطفوا خلفه ، بعد أن عرفوا حقيقة هذا الجيش ، ومن يقف وراءه ، ولهذا ابتعدوا باغلبيتهم عنه ، ولم يبق معه الا اولئك الذين عضهم الجوع ، وهدهم الفقر ، وظلوا يعتاشون على ما يصل الى جيوبهم من دولارات المخابرات الايرانية التي يقال إن ما نزل العراق منها للان قد بلغ الخمسمئة مليون دولار ، أعطيت منها خمسمئة دولار لكل من يقتل أمريكيا ، اوعراقيا لا يريد لايران حضورا في العراق 0
لكن الحجة اطلاعات لم يقف عند حدود الشيعة في العراق ، بل تمدد حتى وصل شمال العراق ، وحط بين أكراده ، وعرج على المثلث ، فنزل الفلوجة منه ، مادّا ارهابييها بالمال والرجال ، وما الايرانيون الذين وقعوا في أسر القوات العراقية ، والامريكية في المدينة تلك ، الا دليل ساطع على التحرك المخابراتي ، الايراني ، الفاشل الذي لم يترك بابا في العراق الا وقد طرقه0
لقد حاول الايرانيون كثيرا على تحويل العراق باهله الى ساحة حرب يقاتل فيها العراقيون الامريكان نيابة عنهم ، كما عملوا ، رغم نفاق حكومتهم التي تزعم أنها حريصة على أمن العراق والعراقيين ، ولا تتدخل في شؤونهم ، على استغلال كل سانحة لاشعال فتيل حرب النيابة هذه ، فحين غاب جيش مقتدى ، عملت المخابرات الايرانية ، منطلقة هذه المرة من مدينة الثورة ، مدينة فقراء العراق وكادحيه ، على تكوين جيش جديد اسمه هذه المرة : جيش الحسين ، لكن محاولتها تلك لم تنجح للان ، وظلت حبيسة العقول دون أن ترى النور ، وتدب على الأرض ، هذا في الوقت الذي كان يتباكى فيه خطباء الجمعة في طهران على العراق والعراقيين ، ويدعونهم نفاقا الى وحدة الصف ، والثورة على قوات الاحتلال ، وفي اسلوب فج ومفضوح ، وكأن العراقيين الذين عاشوا بينهم ، وابتلوهم عن قرب ، سذجا لا يعرفونهم بعد تلك السنوات العجاف التي قضاها من قضاها بينهم ، ثم عادوا الى العراق ، محملين بذكريات مريرة ، صار الناس في العراق بعد حديثها أبعد ما يكونون عن صنّاع كل ضارة لحقت بالعراق والعراقيين من الايرانيين 0
لكن مع هذا استطاعت المخابرات الايرانية أن تجند بعضا من العراقيين ، بغض النظر عن قوميتهم ، وديانتهم ، ومذهبهم ، وفي اكثر من مدينة عراقية ، وراحت تسخرهم في تهريب الاسلحة منها ، والى العراق ، أو في اختراق منظمات واحزاب دينية وغير دينية ، وتجنيد عناصر من بين صفوفها ومن خارجها ، مع استخدامهم في عمليات عسكرية صرفة ، أو عمليات سطو على السجون العراقية ، مثلما سطا بعض من هؤلاء على سجن الحلة ، لاخراج نفر من عملاء جهاز المخابرات الايرانية الذين القت الشرطة العراقية القبض عليهم من قبل ، والفرار بهم الى ايران نفسها 0
ومن الاستهتار الايراني هذا خطف عناصر عراقية من مخابرات صدام الساقط ، ونقلهم الى سجن ايفين في طهران للتحقيق معهم عما خفى من نظام صدام عنهم ، وعما كان يخططه ضدهم ، فهذه الاعمال ما هي الا قيض من فيض لما تقوم به دولة ايران الاسلامية ! داخل العراق الان ، ضاربة عرض الحائط بكل الاعراف والتقاليد المتعارف عليها بين دول العالم ، فضلا عن علاقات الجيرة التي لم تقم لها هي وزنا0 فايران بافعالها تلك تنزل بالعراق والعراقيين خسائر جسيمة ، دون أن تنزلها بالحلفاء ، والامريكان منهم على وجه الخصوص ، فالسيارات المفخخة اهلكت من العراقيين اكثر مما اهلكت من جنود الحلفاء المتحصنين بالسلاح والمتاريس، ومعارك مثل معارك النجف ، التي قادها مقتدى الصدر نيابة عن الايرانيين، انزلت بالنجف واهله خسائر كبيرة في الارواح والاموال والمباني ومرافق الدولة ، كما انها أساءت اساءة بالغة للمكانة الدينية التي عليها مدينة النجف الاشرف ، فمقاتلو مقتدى لم يحترموا قبور الموتي التي لاذوا بها ، حين حولوا مقبرة النجف الشهيرة الى ساحة حرب تتناثر على سطحها مخلفات العتاد ، مثلما تتناثر فيها عظام موتانا وهي رميم ، هذا قبل أن تحل بهم الهزيمة المنكرة 0
والان وبعد أن لاحت هزيمة الارهابيين في الفلوجة راحت عناصر اطلاعات في العراق ، أولئك الذين جندتهم المخابرات الايرانية ، ينتشرون مثل جرب ينهش بالجسد العراقي المثخن بجراح ظلم صدام ، وجراح حروبه الكثيرة ، محرضين نفر من المواطنين العراقيين الذين لا يتعدى عدهم وعديدهم العشرات ، وباموال جمهوري اسلامي ! على التظاهر ، وفي وقت واحد ، متزامن في مدينتي : البصرة ، و بهرز من محافظة ديالى، احتجاجا على اجتياح القوات العراقية ، والامريكية لمركز الارهاب ووكره في مدينة الفلوجة ، وذلك بعد علم اطلاعات أن الشعب العراقي باغلبيته لن يقف مع الارهابيين ، قتلة النساء والاطفال ، وصناديد صدام المهزوم ! وابطال السيارات المفخخة ، وعشاق الدم والكباب !
وبعد علمها كذلك أن السهم ، الذي سيصيب الارهابيين على مختلف الوانهم وصنوفهم في القلب ، هو عزلتهم القاتلة عن الشعب العراقي ، ونفور الناس منهم في العراق ، وليس المدفع الامريكي وحده ، ولهذا السبب بالذات حاولت تلك الاجهزة تسير مظاهرات بائسة في المدينتين المذكورتين ، متخيلة شعبية مزيفة لقتلة مثل هؤلاء المجرمين ، وذلك بعد أن نجحت أجهزة المخابرات تلك ببناء بعض التنظيمات الصورية التي تصلي على الدولار الامريكي الكافر ، لكنها لم ترقَ الى حزب الله في لبنان على أية حال، ذلك لان العراق لن يكون لبنان أبدا 0
لقد ذكر العائدون من ايران الى العراق أن المخابرات الايرانية قد عرضت على كل واحد منهم مبلغ خمسمئة دولار أمريكي ، شرط أن يقوم هذا الواحد بقتل امريكي يرمي خطاه على ارض العراق ، والعجيب في الامر أن ايران تملك جيوشا جرارة ، واسلحة فتاكة ، تفاخر في عرضها على شاشات التلفزيون ، وأن الامريكان على مقربة منها ، تجوب سفنهم الخليج وشط العرب ، وتمخر عباب سواحلها، وتلعب طائراتهم في اجوائها ، فتارة تصور تلك الطائرات من عل ، ودون وجل ، مفاعل بوشهر النووي، وأخرى ترقص فوق محطة الاذاعة في عبدان ، ومع كل هذا العبث بالسيادة الايرانية تظل المدافع الايرانية صامتة صمت القبور ، وتظل ايران لا تملك لنفسها دفع شر الامريكان لا في الماء ، ولا في السماء ، وبدلا من ذلك تريد من العراقيين المثخنين بالجراح أن يحاربوهم عوضا عنها ، وحين نأى جل العراقيين بانفسهم عنها ، واعدم حكام ايران وسيلة غيرها ، توجهوا صوب الارهاب والارهابيين في العراق ، متشبثين بقشة لا تنقذ من طوفان قادم 0



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلهم على طريق ?لاوي !
- دالت دولة الارهاب !
- الى الشيخ حارث الضاري وآخرين لا تعلمونهم !
- الفلوجة كانت ستكون عاصمة الدولة الطائفية !
- حججكم واهية يا ذيول صدام !
- بوش الى الأبيض ثانية !!
- العراق بين كيري وبوش !
- ظرف الشعراء ( 28 ) : قيس بن الملوح العامري
- المصالحة الوطنية مصالحة بعث لبعث !
- معهم في الكويت ضدهم في العراق !
- الجنوب المذبوح أبدا !
- ظرف الشعراء ( 27 ) : العكوك
- التفاوض والقتل !
- الترويع !
- عين على الارهاب وعين على السلطة !
- فاجرة يتعشقها الجميع !
- ظرف الشعراء ( 26 ) : أبو العلاء المعري
- شعب العراق الأول !
- العراقيون ينهضون ضد الارهاب !
- الارهابيون يتدحرجون الى الهاوية !


المزيد.....




- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...
- نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا ...
- -لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف ...
- كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي ...
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - بين البصرة وبهرز الحجة اطلاعات يصول !