عصام البغدادي
الحوار المتمدن-العدد: 1020 - 2004 / 11 / 17 - 11:22
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
يبدو ان الولايات المتحدة ماضية بقمع كل صوت حتى ولو صوت تأنيب الضمير ـ او يقظة متأخرة- الان اصبح كوفي عنان عدوها في المنظمة الدولية لانه يحاول ايجاد خط من التوازن في الحس الانساني للمنظمة الدولية التى تحولت الى اداة استخدام تعسفية بيد الولايات المتحدة تحاول استخدامها اقصى استخدام في اقصى تعسف في اقصر وقت ممكن وباسرع الوسائل .
لقد صدق عنان بقوله ان استقرار العراق مسؤولية الجميع". وزاد انه يضغط على الدول التي عارضت الحرب كما على غيرها بالتشديد على ان "حضارة العراق شأن الجميع لأنه لا يمكننا ان نقبل بعراق فوضوي في خضم تلك المنطقة.
لكن الولايات المتحدة من خلال قنوات مختلفة تتهم الرجل بالخيانة !! فقط لانه ارسل رسالة لها ولبريطانيا وللحكومة العراقية المؤقتة يوضح وجهة نظر دولية مخالفة لنوايا قوات الاحتلال بالحرب والاقتحام والتدمير.
الان تتضح الفلسفة الاميركية حيال المنظمة : فما دامت هي الممول الاكبر ـ اذن ينبغي ان يكون لها الدور الاكبر في السيطرة على المنظمة – فهي تنظر لها كنظرة شريك في مجلس الادارة له الحصة الاكبر ولابد ان تكون له الصلاحيات الاكثر!! اهذا هو منطق السياسة الدولية ام هو التفكير بجعل المنظمة رهينة اميركية لا تختلف عن الرهائن التى تخطفها قوى الظلام والارهاب وتضع مايسمى سيف الاسلام على اعناقها؟؟
لكن لا احد يلام الا تلك الدول الاعضاء الضعيفة المهزوزة التى تجرعت اكاذيب كولن باول ووقعت على العديد من القرارات الغير منصفة فلا دولة امسى بمقدورها ان تقوم مسار المنظمة الدولية ، فهي دول عاجزة عن التمويل لمشاكلها الاقتصادية ، وهي لا تريد التمويل مقابل ان لا تمنح فرصة لعب الدور الذى يناسب حجم تمويلها ومصالحها وتأثير صوتها.
وتبقى الحقيقة ان المحافظين الجدد والصقور في ادارة جورج دبليو بوش هم اصلاً ضد الأمم المتحدة ولم يتقبلوا لجوء بوش الى المنظمة الدولية طالباً مساعدتها فيما هم يسعون الى التخلص من الأمم المتحدة.
وستبقى الحقيقة الاخرى الاكثر مرارة : ان المنظمة الدولية تحولت الى اكبر مصدر من مصادر الظلم السياسى الدولي بعد ان انفردت الولايات المتحدة بالهيمنة شبه المطلقة على مقدراتها.
#عصام_البغدادي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟