أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار جاف - حذق و نبه و ذکي السفير الامريکي ببغداد














المزيد.....

حذق و نبه و ذکي السفير الامريکي ببغداد


نزار جاف

الحوار المتمدن-العدد: 3423 - 2011 / 7 / 11 - 23:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صحيح أنا ساخر، ولکن لم تصل بي السخرية الى الحد الذي أصدق بأن نصب الحرية في أمريکا، مقولة معروفة للکاتب الساخر جورج برناردشو يتهکم من خلالها بوضوح من الموقف الامريکي من قضية الحرية، حيث أن شو کان على مايبدو مؤمنا بکذب و زيف المزاعم الامريکية بهذا الخصوص، وقد کانت المواقف الامريکية و على مر التأريخ ومن اغلب قضايا الثورات و التحرر، موضع شبهة و ترافقها الکثير من علامات الاستفهام، وان الامثلة أکثر من کثيرة إبتدائا من أمريکا اللاتينية و مرورا بآسيا و إنتهائا بأفريقيا، لکن أمريکا التي ماتزال تصر على أنها تحمل لواء الحرية و الديمقراطية في العالم، تئن أيضا من ثقل أرثها"السياسي"البغيض في العديد من الدول، وخصوصا ماأقترفته في بوليفيا و إعدامها للقائد الثوري جيفارا إنتصارا للحکم الاستبدادي للرئيس باتيستا و ذلك الانقلاب الدموي الذي دبرته ضد نظام حکم الرئيس التشيلي"سلفادور اللندي" و أطاحت به لتأتي بنظام دکاتوري قمعي عسکري تلطخت يداه بدماء الابرياء منذ الوهلة الاولى ولحد اليوم الاخير من بقائه، أما في آسيا، فإن الحديث عن الدور الامريکي المخجل و المثير للقرف في جنوب شرق آسيا، وخصوصا في فيتنام و کمبوديا و لاوس، يميط اللثام عن حقائق دامغة بشأن ماهية و حقيقة المزاعم الامريکية من قضية الحرية و مفهوم الديمقراطية.
أما في آسيا و أفريقيا، فإن الحديث عن الدعم الامريکي للدکتاتوريات السوداء المتحکمة برقاب الشعوب، هو حديث ذو شجون، مداف فيه مئات اسئلة الاستفهام و علامات التعجب و فارزات الشبهة! أمريکا، التي فجأة و مع تلاشي الکتلة الشيوعية و إنتهاء النفوذ السوفياتي في العالم، عادت مجددا لتحمل بيرقها المتهرئ و تنفخ في قربها المثقوبة إنتصارا للشعوب المضطهدة وهي التي بنفسها وفي ظل النظام الدولي الجديد، مازالت تدعم و بقوة أعتى الدکتاتوريات و أکثرها قمعا و إرهابا و کبتا للحريات، ولو تأعدنا للأذهان الموقف الامريکي القوي جدا من نظام الشاه لحد سقوطه، و من بعده الموقف"الهلامي"و"الاميبي"من نظام رجال الدين، و مساعيها المفرطة من أجل"إحتواء"و"إعادة تأهيل"هذا النظام بطرق و اساليب متعددة أثبتت الايام الغباء المطبق لليانکي الامريکي و سذاجته أمام دهاء و مراوغات المعممين الحاکمين في طهران و قم، ويوما بعد آخر يحرز النظام الايراني المتطرف المزيد من الاهداف النظيفة في المرمى الامريکي من دون أن تقابلها أية أهداف أمريکية سوى"جعجعة"و"قرقعة"و"نفخ"و"کلام فارغ" لاجدوى من ورائه، في هذا الوقت بالذات، يخرج علينا السفير الامريکي في العراق و يوجه نصيحة"ثمينة جدا"لسکان أشرف الذين واجهوا و يواجهون عملية إبادة جماعية منظمة مرسومة و مخططة في طهران و تنفذ بأيادي عراقية"تابعة"عقائديا لولي أمر المسلمين، السفير الامريکي ينصح سکان أشرف بمغادرة معسکرهم و العراق و التوجه الى اوربا و الغرب و لم يکتف بهذا الحد فقط وانما نصحهم أيضا بحل منظمة مجاهدي خلق!! الحق، أن وصول الغباء الامريکي الى هذه الدرجة من البلادة السياسية و قصر النظر، يثير العديد من علامات الاستفهام حول الاستراتيجية التي تنشدها واشنطن حيال النظام الديني الايراني المتطرف الصدر للإرهاب و القلاقل لمختلف دول المنطقة و الداعم لکل أشکال و صيغ التخلف و الظلامة و الاستبداد الفکري ـ الاجتماعي ـ السياسي، بل أن الغريب أن رجال الدين بنفسهم لم يتجرؤا يوما على طرح هکذا مطلب لقناعتهم بسخفه و عدم جدواه، لکن السفير الامريکي الذي يبدو أن أبخرة و شموع و أحجية آيات الله في طهران و قم قد ملئت أنفه بصورة بات يفکر باسلوب أکثر خمينية من أحفاد الخميني أنفسهم، ذلك أن منظمة مثل منظمة مجاهدي خلق التي تمتلك تأريخا عريقا في النضال و الکفاح من أجل غد أفضل لإيران و شعب إيران و قدمت الالاف من الشهداء و أبليت بلائا حسنا في مقارعة دکتاتورية الشاه و من بعده دکاتورية المعممين، يريد السفير"الحاذق"و النبه"شطبها و إنهائها بمجرد جرة قلم، تماما کما هو الحال مع الدکتاتوريين عندما يتصدون لقضايا الحرية و الديمقراطية في بلدانهم، والسؤال الذي يطرح نفسه: هل طرح السفير أفکاره النيرة تلك لذاته أم بعد مشاورة مع وزارة الخارجية الامريکية؟ انه سؤال قد يتم توضيحه خلال المستقبل القريب.



#نزار_جاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سعاد محمد: صوت أصيل و وفاء ردئ
- الکاميکاز..حسن نصرالله
- هل هناك من يقوم اعوجاج حاکم عربي؟
- حزب الله يقاتل بأيادي کوردية!
- للعيون التي أطلت من تلمسان..
- عاش صدام مات صدام: هذا هو العراق!
- لن ينتحر البغل
- کامب ديفيد مع الازهر و الحوزة العلمية في النجف
- شرف البنت زي عود الکبريت
- رسائل حب بعثية لشعب العراق
- هذه القمة و ذلك الثعلب!
- القذافي يمثل الشعب العراقي..فمن يمثل شعب ليبيا؟!
- دور النظام الايراني في جريمة حلبجة
- الرئيس مريض..الرئيس بخير
- بلجيکا تغني..بلجيکا ترقص
- الاستاذ المجهول للکاتب
- ثورة تعود لأصحابها...التأريخ و الحقائق 6 6
- صدقوا...البعث يتحدث عن الديمقراطية!
- ثورة تعود لأصحابها...التأريخ و الحقائق 5 - 6
- ثورة تعود لأصحابها...التأريخ و الحقائق 4 6


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار جاف - حذق و نبه و ذکي السفير الامريکي ببغداد