|
الربيع العربي وخريف الانظمة الفاسدة
عباس متعب الناصر
الحوار المتمدن-العدد: 3423 - 2011 / 7 / 11 - 22:32
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعد ان تخلص الغرب من هيمنة الكنيسة وتدخلها في الشأ ن السياسي واتم اصلاح نظامة السياسي والاجتماعي والاقتصادي وصولا الى ما هو علية الان راحت الشعوب العربية وخصوصا الطبقات الواعية المثقفة تتطلع وتنظر الى الشعوب الغربية والاوربية بعين الحسرة والالم لما تتمتع بة تلك الشعوب من حريات على مختلف اشكالها وانواعها ومنها حرية الرائ والتجمع والانتخاب مع ضمان تلك الانظمة التي ترعي الديمقراطية في تلك البلدان حقوق شعوبها بالكامل في التعليم والصحة والعيش الرغيد بغض النظر عن العرق او اللون او الطائفة ومن البديهي ان تلك الشعوب لم تنل حريتها وحقوقها مهدات على طبق من ذهب لان الحقوق لاتعطي بل تؤخذ بطرق شتى وبنظال مرير قادتة تلك الشعوب على مدى قرون قدمت فية الاف القرابين من الشهداء ابتداءا من ثورة العبيد التي قادها الثائر المعروف (سبارتكوس) وكما هو الحال من نظال الشعب الايرلندي الذي قارع الاستعمار البريطاني على مدى عقود من الزمن. لقد ناظلت الشعوب العربية الاستعمار بعد التقسيم الجائر للوطن العربي وقاتلت بظراوه ابهرت الغرب وانظمتة وقدمت خيرة من رجالها على مذبح الحرية رغم الفارق الكبير بالتسليح ورغم القسوة التي مارسها الاستعمار البريطاني فيما يخص العراق انذاك واقتطاعة جزاءا من العراق عزيزا علينا وهي كاظمة (الكويت حاليا) والتي كانت تابعة لولاية البصره ورغم محاولات رجب النقيب وهو احد اشراف البصره لاستعادتها بعد ان حشد اسطولا مؤلف من خمسة مراكب بحرية خاض من خلالها معرقة شرسة مع الاسطول البريطاني في الخليج العربي وامام سواحل الكويت انتهت بهزيمتة. لقد نالت الشعوب العربية الاستقلال بالنظال والكفاح الطويل وطردت المحتل البريطاني والفرنسي والايطالي لكنها لم تنل حريتها الى يومنا هذا لانها استبدلت الاحتلال الخارجي باحتلال داخلي من خلال هيمنة الانظمة العربية الحاكمة على مقاليد الامور وتفردت واستئاثرت بالسلطة وتملكتها وتوارثتها وهي انظمة ارتبطت سرا وعلانية بالغرب واداة طيعة لتنفيذ ماربة ومصالحة والبعض منها مرتبط بانظمة مشبوهة لها اجندات طائفية لاتخفى على احد. اخذت الشعوب العربية بعد الاحباط الذي منيت بة من انظمتها وجورها تراقب عن بعد تلك التحولات الديمقراطية التي تتمتع بها الشعوب الاوربية والغربية واصبحت محط استقطاب لكثير من المثقفين والمفكرين العرب الذين وجدوا فيها ضالتهم هربا من جحيم الانظمة العربية الفاسدة واساليبها القمعية لتحجيم دورها واخضاعها بوسائل الترهيب والتنكيل واختلاق الازمات المفتعلة وصرف نظرها عن القيام دورها الريادي وعدم فسح المجال امامها من خلال حجب وسائل الاعلام المتحررة ومحاربتها واتهامها بانها مسيسة ولها اجندات خارجية تعمل على تفكيك النسيج الاجتماعي وطمر الهوية الاسلامية والاضرار بالقيم والمعتقدات والتي تحاول هذة الانظمة ترسيخها ونشرها بين المجتمع لمارب خاصة وهي معتقدات موروثة وبالية ولم ينزل الله بها من سلطان وهي سبب من اسباب تخلف الشعوب العربية وابقائها تحت هيمنتها. لقد اقتحمت ثورة المعلومات اوكار تلك الانظمة المستبدة واصبحت تهددها بالزوال وخصوصا شبكة الانترنيت والتي اصبحت بمتناول فلاح في اقصى الريف وهذا ما ساعد على نشر المعلومات والثقافات بين شعوب العالم وتكشفت كثير من الحقائق التي كانت مخفية عن الشعوب او محجوبة عنها وتوسعت وسائل الاتصال من خلال المواقع الالكترونية والتي يتم من خلالها تبادل المعلومات بين مختلف المؤسسات الرسمية وغير الرسمية واتاحة الفرصة للناشطين من منظمات المجتمع المدني لتبني بعض القضايا وكذلك السياسين والمثقفين وغيهم للمشاركة وطرح ارائهم وافكارهم دون رقيب مما ساعد على انتشار المعلومة عبر العالم وبسرعة فائقة واصبحت من الوسائل المهمة في ربط قوى التحرر في العالم مع بعضها البعض وتوحيد كلمتها ونشر مطاليبها المشروعة امام العالم وفظح ممارسات الانظمة الفاسدة على الملاء واستقطاب المؤيدين والمناصرين لقظاياهم وقد حققت هذه الحركة اسمى غاياتها في حركة غير مسيسة باسقاط بعض الانظمة الفاسدة التي توارثت الحكم او استبدت فية ومنها النظام التونسي والنظام المصري وهذه الانظمة ماكانت لتسقط وفق الحسابات التقليدية وقد سميت هذه الحركة برياح التغير او الربيع العربي وهذا يؤكد قول الشاعر اذ قال اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر ولان الحق دوما مع الشعوب لانها مصدر السلطة ومصدر الشريع .. واليوم يبدوا ان الربيع العربي لم يتوقف ولم يخلف وراءه خريفا حتى يستأصل الورم الخبيث من جذوره اينما كان فنظام علي عبدالله صالح ايل للسقوط وكذلك القذافي الخرف وان مايحصل في سوريا اليوم هو امتداد لهذا الربيع وغدا رعاة الابل في البحرين والكويت وقريبا رأس الافعى في مملكة الشر السعودية
#عباس_متعب_الناصر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بن لادن ..اسطورة الشر تتهاوى
-
ورقة التوت ..لم تعد تغطي عورتهم
-
الصحافة العراقية ..بين الامس واليوم
-
رسالة مفتوحة الى نقابة الصحفيين العراقيين
-
وعلى البغاة تدور الدوائر
-
ثورة الياسمين تعانق ثورة الجياع
-
المس بل 00في الذاكرة العراقية
-
الد يمقراطية اللامركزية..اين ستفضي بنا ؟؟؟
-
الاسلام وسيف الاسلام القذافي
-
برلمان دولة او برلمان شعب
-
سيناريو فيصل والعرش
-
تحيتنا السلام ولن نرد الاساءه بالاساءه
-
كلام في مهب الريح
المزيد.....
-
بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط
...
-
بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا
...
-
مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا
...
-
كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف
...
-
ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن
...
-
معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان
...
-
المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان..
...
-
إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه
...
-
في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو
...
-
السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|