أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد علي طه - مسلم وديمقراطي














المزيد.....


مسلم وديمقراطي


محمد علي طه

الحوار المتمدن-العدد: 3422 - 2011 / 7 / 10 - 22:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يُصدِرُ بعض السلفيين بين فترة وأخرى فتاوى غريبة تثير السخرية وتذكرنا بقول أبي الطيّب المتنبيّ "يا أمة ضحكت من جهلها الأمم" وكان آخرها فتوى الداعية المصري محمد الزغبي الذي اكتشف أن في بطون الإبل شياطين وأجاز أكل الإبل والشياطين والجن الذي في داخلها "فمن الجائز أكلها دون أن يقع ضرر على آكلها".
لماذا يصرّ السلفيون وبعض الجماعات الإسلاميّة على معاداة التقدّم والحريّة والديموقراطيّة والتمدّن؟ ولماذا يفضّلون أن يعيشوا خارج العصر وأن يدعوا المسلمين إلى العودة إلى الماضي السحيق؟ وما الذي يقلقهم من ربيع الشعب العربي في المشرق والمغرب؟
أذهلني محتوى نشرة أنيقة صادرة هذا العام عن "سلسلة بناء عقيدة السلف الصالح - منهج الطائفة المنصورة" والموجهة إلى المسلمين في بيت المقدس وأكنافه وعنوانها "الديموقراطيّة -حقيقتها وحكمها في الإسلام" ويبدو من نص النشرة أنّ كاتبها أو كُتّابها يعرفون معنى الديموقراطيّة فيذكرون "أنّ السيادة حق للشعب الذي ينتخب حكّامه وممثليه وهي مساواة الناس جميعاً في الحقوق والواجبات وتقوم على مبدأ إقرار موقف ورأي الأكثريّة وردّ أيّة نزاع أو اختلاف بين الحاكم والمحكوم إلى صندوق الانتخابات وهي تعني أيضاً فصل الدين عن الدولة ومبدأ الحريّة الشخصيّة للفرد". ويبدو أنّ المعرفة شيء، والخوف منها وتشويهها شيء آخر، فالسادة الكتّاب المشايخ يعلنون بصراحة "أنّ لفظ مسلم ولفظ ديموقراطي متناقضان لا يجتمعان في شخص واحد أبداً" لأنّ الديموقراطيّة "منهج ضال ومنحرف بل أخطر المناهج على المسلمين" وذلك لأنّ هذا المنهج يعني "أنّ السيادة والاحتكام والتشريع حقّ للشعب عن طريق انتخاب الشعب لحكّامه ومن يمثلونه في البرلمانات"، وهذا يتناقض مع نظام حكم الخلافة. فأيّة خلافة يريدون؟ خلافة بني عثمان التي جلبت لنا الجهل والأميّة والتخلّف والاضطهاد والتتريك أم خلافة السفّاح والمنصور، أم خلافة مسرور السيّاف وسيطرة الفرس تارة والترك تارة، أم خلافة يزيد بن معاوية التي دكّت جيوشه المدينة المنوّرة واستباحت أملاك المسلمين وأعراضهم، أم خلافة عبد الملك بن مروان والحجاج بن يوسف الذي هدم الكعبة وفرض الاحكام العرفيّة والقتل والدمار على أهل العراق وأهل الحجاز، أم هي خلافة الخلفاء الراشدين الصالحين العادلين القصيرة جداً جداً والتي لم تصمد أمام تحديّات عصر الفتوحات والمال الكثير والاقطاعيّات؟
وأمّا عن مبدأ الحريّة الشخصيّة للفرد فيزعمون أنّ هذا المبدأ يعني "أن يفعل المرء ما يشاء من الموبقات والفواحش والمنكرات من غير حسيب ولا رقيب". فهل هناك جهل أكثر من هذا الكلام؟ وهل هناك كذب وتزوير يفوق ذلك؟ كأنّ الدنيا سايبة بدون قوانين وبدون شرطة وبدون محاكم. وأمّا مساواة الناس جميعاً في الحقوق والواجبات فيفهمونها مساواة المجرمين بالصالحين، ومساواة الفاجرين بالخلوقين. كما يعارضون الديموقراطيّة لأنها تعني "حريّة الاعتقاد والتديّن فللانسان أن يعتقد ما يشاء ويتديّن بالدين الذي يشاء "فهم يريدون فرض الدين بالقوّة وبالسيف، مع أنّ الله تعالى قال: "من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"، وقال أيضاً أنت لا تهدي من أحببت إنّ الله يهدي من يشاء.
الديموقراطيّة تسمح لكم يا أفاضل بدعوة الناس إلى دخول الإسلام وإلى التديّن بالإقناع وبالمجادلة بالتي هي أحسن.
أنا مسلم ديموقراطي، ومؤمن علماني، والعلمانيّة ليست إلحاداً بل هي فصل الدين عن الدولة وعن السياسة. ولن تقدروا أن تعيدوا الشعب العربي إلى أيّام السلاطين، ولن تصمد اراؤكم أمام الربيع العربي الذي ينشد الحريّة والديموقراطيّة والمساواة والعدالة الاجتماعيّة.



#محمد_علي_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين المعلن والمستور


المزيد.....




- هآرتس: إيهود باراك مؤسس الشركة التي اخترقت تطبيق واتساب
- الاحتلال يسلم عددا من الاسرى المحررين قرارات بالابعاد عن الم ...
- هآرتس: الشركة التي اخترقت تطبيق واتساب أسسها إيهود باراك
- السويد ترحل رجل دين ايراني دون تقديم توضيحات
- 10 أشخاص من الطائفة العلوية ضحايا مجزرة ارهابية وسط سوريا
- الجنة الدولية للصليب الاحمر تتسلم الاسير الاسرائيلي كيث سيغا ...
- الجنة الدولية للصليب الاحمر في خانيونس تتسلم الاسير الثاني
- الجنة الدولية للصليب الاحمر في خانيونس تتسلم الاسير الاسرائي ...
- إطلاق نار على قوات إسرائيلية في سوريا وجبهة المقاومة الإسلام ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد بجودة HD على جميع الأقمار الصناع ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد علي طه - مسلم وديمقراطي