أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - تعمق الخلافات بين أقطاب السلطة الإيرانية















المزيد.....

تعمق الخلافات بين أقطاب السلطة الإيرانية


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 3422 - 2011 / 7 / 10 - 16:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بدأت العديد من الجهات الرسمية وغير الرسمية فضلاً عن البعض من وسائل الإعلام تتحدث عن وجود خلافات ليست وليدة الإفصاح عنها بل هي خلافات كانت جنينية ثم توسعت وتعمقت بمرور الزمن بين المرشد الأعلى علي خامنئي وحلفائه وبين رئيس الجمهورية احمدي نجاد ورهطه، هذه الخلافات التي كنا نتوقعها بين هذين القطبين هي خلافات ليست من اجل الإصلاح واعتماد الحريات المدنية بل أنها خلافات على الاستقطاب والهيمنة على القرار وهي معركة أطلت برأسها بعد عدة إجراءات اتخذها خامنئي لحصار احمدي نجاد وبمساعدة حليفه وأداته القوية والقمعية الحرس الثوري الذي أشيع في أكثر من مكان بان الفساد أصبح ذو رائحة تزكم الأنوف في هذه المؤسسة العسكرية التي سيطرت على أكثرية القطاعات الاقتصادية الإيرانية ولها أدوات تمتد إلى خارج الحدود الإيرانية ومنها العراق وسوريا ولبنان والبحرين ودول أخرى، وكشف مؤخراً أن هذه المؤسسة العسكرية قد سيطرت على معظم الشركات والمؤسسات المشمولة بالعقوبات لأنها مرتبطة بالنظام الإيراني المشمول الأول بالعقوبات الدولية، إن الخلافات بين هذين القطبين مسالة طبيعية في نظام شمولي يستغل الدين والطائفة ولا يحترم حقوق الإنسان ويُنكر على الآخرين حقوقهم في معتقداتهم وانتماءاتهم السياسية والفكرية والقومية ويُخضع الجميع إلى بدعة ولاية الفقيه الذي تخدع وعي المسلمين في إيران وغيرها، بأن هذه الولاية هي بداية لظهور الإمام المهدي ،وبما أن الخلاف يتركز حول هذه النقطة بالذات وكيفية معالجتها في ظهور التباين في الآراء حول الاقتصاد والقضايا الاجتماعية والسياسية يؤدي حتما إلى انشقاق في قمة القيادة السياسية والدينية وقد يكون الانشقاق في بدايته غير واضح للعيان وللتحليل لكنه سرعان ما يتوسع كلما ازدادت المهمات تعقيداً وأصبح الشارع يتحرك باتجاه مغاير رافضاً الدعوات بالطاعة ،أو شعارات غالبيتها التأثير في وعي المواطنين وبخاصة قضايا الدين وتحشيدهم خلفها وإلهائهم عن حقوقهم تحت تأثير التخدير الطائفي الذي لا يرتبط بالتعاليم الإسلامية وحقوقهم المشروعة.
إن عمق الخلافات بين احمدي نجاد والمرشد الأعلى علي خامنئي وحرسه الثوري ورهط المحافظين لا يعني بين الإصلاح أو اللإصلاح بل ابتعاد الأخير عن معلمه الروحي وأيضاً في ما يدور من أنشطة مريبة يقوم بها الحرس الثوري لجني الأرباح غير المشروعة ومنها استغلال المرافئ الخاصة وعدم دفع التعريفة الكمركية لبضائع بمليارات الدولارات فضلاً استعمالها لأغراض التهريب حيث أشار احمدي نجاد بصريح العبارة " أن سوقها من الكبر بحيث لم تكتف باجتذاب المجرمين الدوليين وحدهم، وإنما المهرّبين من أخوتنا أيضاً " وصحيح أنه لحد الآن لم يشر احمدي نجاد بشكل مباشر إلى الحرس الثوري أو أية أسماء معينة لكن المتابعين يجدون في لغته التنديدية والتهديدية بأنها تخص هذا الحرس الذي أصبح دولة داخل الدولة تتحكم في الكثير من القضايا بما فيها القضايا السياسية والاقتصادية، لقد كانت اتهامات احمدي نجاد عبارة عن قنبلة موقوتة كانت تنتظر لحظات الانفجار بسبب الغيظ الذي اجتاح صدره وبالتجاوز على البعض من رموزه وجماعته في الحكومة وعقب تنديده و اتهامه قال نافياً قائد قوات النخبة محمد على جعفري بان مرافئ قواته " لم تشهد أي أنشطة فاسدة أو مشبوهة " مما عزز الاتهام باعتبار هذا التصريح عبارة عن خوف من كشف الحقائق أمام الشعب الإيراني وفي احتمال آخر أن احمدي نجاد لم يذكر اسم الحرس الثوري أو أي اسم من قيادته مما أكد على تطور الصراع ليس بين احمدي نجاد والحرس الثوري فحسب بل بينه وبين المرشد الأعلى علي خامنئي أيضاَ، وقد طال هذا الصراع البعض من مقربين رئيس الجمهورية حيث القيَ القبض عليهم وأقيل البعض منهم من وظائفهم وقد تستمر محاولات تقليم أظافر رئيس الجمهورية باعتقالات جديدة وإعفاءات عن الوظائف في أجهزة الدولة ولا يخلو الأمر من بدعة أطلقت بالضد من الذين يقفون إلى جانبه متهمينهم" بتجاوز السلطات الدينية التي يتمتع بها خامنئي وصحبه أو تهمة الليبرالية ومعاداة الإسلام ومهادنة الصهيونية " إلا أن احمدي نجاد لم يبق صامتاً على الرغم من اعتزاله قبل فترة لمدة اسبوعين بسبب عدم الموافقة على إعفاء احد الشخصيات المدعومة من قبل المرشد الأعلى الذي لم يوقع على الإعفاء وأعاده إلى موقعه المسؤول على الرغم من انف احمدي نجاد الذي حاول مراوغة الأمر في مؤتمره الصحفي الأخير بالقول " واجبي يفرض علي الدفاع عن مجلس الوزراء، الذي اعتبره خطاً أحمر، ولن اسمح بالتعدي عليه وتجاوزه "
أمام هذا الخلاف الذي تطور إلى العلن فهناك الأزمة الداخلية التي يعيشها النظام مع المعارضة والشعوب الإيرانية التي تتوسع وتتطور وتُطور إمكانياتها وأساليبها وباعتقادنا أنها تنتظر الفرصة المناسبة التي ستخرج إلى الشارع وقد يكون خريفاً للنظام الإيراني الذي أصبح في موقف لا يحسد عليه أمام جملة من القضايا داخلياً وهذا أمر معروف بدءً من حجب الحريات ومعاداة الديمقراطية وعدم الاعتراف بحقوق الشعوب الإيرانية، القومية والسياسية والمطلبية وإخضاعها إلى بدعة ولاية الفقيه الذي هو أمر إلزامي يعاقب من يكون ضده بأشد العقوبات بما فيها الإعدام شنقاً حتى الموت بحجة معاداة الدين الإسلامي، وبالتالي خارجياً بدءً من العقوبات الدولية بخصوص السعي لامتلاك السلاح النووي وتهديد أمن وسلام ليس المنطقة فحسب بل العالم، وانكفاء إيران بعلاقاتها مع الدول المجاورة التي بدأت هذه الدول تلمس أن سياسة النظام الإيراني وتدخله في شؤون المنطقة اجتاز خطوطاً حمراء وفي مقدمتها العراق والبحرين واليمن ولبنان ، كما أن إيران تزود حزب الله بمختلف الأسلحة المتطورة الذي يعتبر حجر عثرة امام الوحدة اللبنانية وتوسيع النزوع الطائفي وتهديد القوى اللبنانية التي تختلف مع نهجه الذي يتصرف وكأن مواقعه مواقع تابعة لايران حيث تمتلئ الشوارع بصور الخميني وخامنئي، إضافة إلى تزويدها بالسلاح لكل الأحزاب والحركات التابعة لها وكان المفروض بالنظام الإيراني أن يتعظ ويستفيد من تجارب ما يسمى بالربيع العربي الذي هز المنطقة هزاً عنيفاً ، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً مما أدى إلى كنس رموزاً رئاسية ومسؤولين كبار عن مراكز السلطة كانوا إلى حد قريب يعتقدون أنهم باقين إلى الأبد وان شعوبهم راضخة لا يمكنها النهوض وقبولها بالأمر الواقع، لكن وعلى ما يظهر بأن النظام الإيراني يعتقد أن تصدير مشاكله وخلافاته إلى خارج حدود تشفيه من الأمراض الذي بدأ يصاب بها كأي نظام شمولي يعتمد على العنف والسطوة والتسلط لكبح معارضيه وهو أمر غير مقبول ومرفوض وله نتائج عكسية سرعان ما تظهر إلى العلن أكثر قوة وبأس من سابقاتها وهو أمر بديهي ومعروف ولا يمكن تجاوزه أو نكرانه أو تغطيته بالشعارات الدينية والطائفية البغيضة.



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحقوق المدنية وتجاوزات قوى الأمن على المواطنين
- عندما يعيد الديوس انتشاره التاريخي
- الترشيق بين وشم العقول والبدعة والواقع
- شبح الاقتتال الطائفي بمباركة الولاءات الطائفية
- مهزلة مكافأة الغائبين في مجلس النواب
- أهازيج قلبي الشجية
- الدعوة للانتخابات بين الحذر والتحذير
- بلطجية بغداد الجدد بين تصادم المصالح والتجاوز على الحقوق
- دولة القانون بالضد من منظمات المجتمع المدني!
- حرية الصحافة والصحافيون ما بين الاعتقال والتصريح في العراق
- خصوصية الرجل في المقهى المظلم
- مَنْ سيوقف القصف الإيراني والتركي للقرى العراقية؟
- الانتخابات هي الحل اللازم للتردي الأمني والخلافات السياسية
- قانون عفو لمزوري الشهادات والوثائق الدراسية.....!
- قراءات حول الانسحاب الأمريكي وعدم توقيع الاتفاقية
- مقاييس ترفض تسمية نساء عراقيات للوزارات الأمنية
- هل حقاً أن المنطقة مُلْكٌ لإيران ؟
- على المدى المنظور كيف ستحل مشاكل العراق المائية؟
- أيار الرمز الوطني والطبقي الإنساني
- القمة العربية وأسباب التأجيل


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - تعمق الخلافات بين أقطاب السلطة الإيرانية