|
من يستفيد من المشاريع التي تعرفها منطقة الرحامنة، ومدينة ابن جرير.....2
محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 3422 - 2011 / 7 / 10 - 11:38
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
فلماذا اعتبرنا أن منطقة الرحامنة، ومنها مدينة ابن جرير، لا تستفيد من المشاريع التي يتقرر إقامتها في منطقة الرحامنة؟
ولماذا لا تستفيد منها إلا جهة معينة؟
فالمشاريع التي تستفيد منها منطقة الرحامنة، وخاصة في عاصمة الإقليم: مدينة ابن جرير، لا يمكن أن تكون إلا:
1) مشاريع صناعية / اقتصادية تهدف إلى تحقيق ضمان الشغل الدائم، والمستقر للعاطلين، والمعطلين، حتى يتمكنوا من الاندماج في الحركة الاقتصادية / الاجتماعية القائمة في المنطقة، وحتى يساهموا من موقعهم في البناء الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، ومن أجل أن يصير لهم موقع ينطلقون منه، للمساهمة في العملية السياسية الهادفة إلى تغيير الأوضاع الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية لصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.
2) مشاريع اجتماعية، تساعد على جعل التعليم في متناول الجميع، وبدون مقابل، لقطع الطريق على استغلال هذا المجال من قبل الخواص، وجعل الخدمات الصحية رهن إشارة الجميع، على أساس المساواة فيما بين سكان منطقة الرحامنة، وجعل الشغل متاحا للعاطلين، والمعطلين من أبناء المنطقة، وخاصة أبناء مدينة ابن جرير، وجعل السكن اللائق في متناول ذوي الحاجة في جميع الأماكن السكنية، ومن أجل النهوض بمستوى معيشة السكان المتدنية إلى أدنى الدرجات.
3) مشاريع ثقافية، تمكن سكان المنطقة من التنوع الثقافي، ومن رفع مستواهم الثقافي، ومن مدهم بالقيم الثقافية النبيلة، التي تؤدي إلى بلورة الشخصيات الفردية، والشخصية الجماعية، بما يتناسب مع التحول الذي عرفه البشر في جميع أنحاء العالم، وبما يتناسب، كذلك، مع طموحات البشر في احترام القيم الإنسانية النبيلة، والعمل على حمايتها، وتنميتها، سعيا إلى جعلها قاعدة تقوم عليها الأسس التربوية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية.
ذلك أن المشاريع الثقافية المنجزة، والتي يمكن انجازها، تلعب دورا كبيرا في إعداد أبناء منطقة الرحامنة لامتلاك القيم النبيلة، التي تصقل الشخصية الفردية، والجماعية، وتعمل على التخلص من قيم الميوعة، والتخلف، التي تنخر كيان المجتمع في منطقة الرحامنة، والتي سوف يستغلها المستفيدون من انتخابات 2007، و 2009، في انتخابات 2011. فالمشاريع التي يستفيد منها أبناء منطقة الرحامنة، هي المشاريع الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، التي تؤدي بالضرورة إلى التوزيع العادل للثروة، وتمكين جميع سكان المنطقة من الخدمات الاجتماعية المتطورة.
أما المشاريع المسماة اقتصادية، المقامة حتى الآن، والتي تم التخطيط لها، لا يمكن أن تؤدي إلى: 1) إيجاد شغل قار للعاطلين، والمعطلين في منطقة الرحامنة، وفي مدينة ابن جرير.
2) التوزيع العادل للثروة في كل منطقة الرحامنة. 3) ضمان تقديم الخدمات الاجتماعية لجميع سكان منطقة الرحامنة، بما فيها ابن جرير.
4) إيجاد قيم ثقافية نبيلة، ومتقدمة، ومتطورة، بدل القيم المائعة، والمتخلفة، التي تنخر المجتمع، وتنخر شبابه، وتعده لخدمة مصالح المستفيدين من وضعية التخلف، التي تعيشها منطقة الرحامنة، منذ الاحتلال الأجنبي.
ولذلك فهي لا تخدم إلا مصالح:
1) الجهة المستفيدة من انتخابات 2007، و 2009، والتي سوف تستفيد من انتخابات 2011، نظرا للشروط الموضوعية القائمة، والتي تنبئ كلها: بأن المشاريع المقررة خلال سنة 2011، سوف تخدم، بالدرجة الأولى، مصالح الجهة المذكورة في انتخابات 2011، والتي سوف لا تنتج إلا المزيد من الكوارث، بالنسبة للجماهير الشعبية المذكورة.
2) التحالف البرجوازي / الإقطاعي / المخزني المتخلف، الذي سوف يزداد استفادة من الأوضاع المتردية للجماهير الشعبية الكادحة، ومن استغلال هذه الجماهير استغلال همجيا، لا ينتج إلا تراكم المزيد من الثروات في أيدي هذا التحالف، الذي يناهض الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، ويسعى، باستمرار، إلى تكريس التخلف الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والمدني، والسياسي. 3) الإدارة المخزنية الفاسدة أصلا، والتي تعمل، عن طريق كل أجهزتها المعروفة، وغير المعروفة، على إفساد الحياة السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، حتى لا تتحول إلى وسيلة لتغيير الواقع في الاتجاه الصحيح، ومن أجل أن لا تتحول إلى منطلق لإيجاد وعي متقدم، ومتطور.
4) الرؤساء الجماعيون، الذين يملكون حق التصرف في الموارد الجماعية، وفق ما يخدم مصلحتهم في تحويل المزيد من الموارد إلى ممتلكاتهم، التي لا تتلاءم أبدا مع دخلهم الطبيعي، قبل انتخابهم كرؤساء جماعيين. هذا التصرف الذي لا يزيد الجماعات المحلية إلا تخلفا، في الوقت الذي يصير فيه رؤساء هذه الجماعات من كبار الملاكين العقاريين، ومن أصحاب المشاريع الاقتصادية، التي تدر أموالا طائلة عليهم.
5) أعضاء المكاتب الجماعية، الذين يزكون ممارسة الرئيس، والذين ينالون نصيبهم من عملية النهب، التي تتعرض لها الموارد الجماعية، من أجل أن يستمروا في تزكية ممارسة الرئيس.
6) باقي الأعضاء الجماعيين، المنتمين إلى الأغلبية، بحكم تأييدهم للرئيس، وتزكيتهم لممارسته، وبحكم تواجدهم في اللجن المختلفة، ونظرا لعلاقتهم بالعاملين في الإدارة الجماعية. 7) أعضاء المعارضة الجماعية، الذين يمارسون الابتزاز على الرئيس، وعلى أعضاء المكتب الجماعي، وعلى العاملين في الإدارة الجماعية، وعلى سكان الجماعة في نفس الوقت، بحكم معرفتهم بما يجري في الجماعة التي ينتمون إليها، وبالفساد الإداري المتفشي في الإدارة الجماعية، وباستعداد ذوي الحاجة من السكان، بإرشاء الرئيس، وأعضاء المكتب الجماعي، أو المسؤولين في الإدارة الجماعية، من أجل استصدار ممارسة غير قانونية لصالحه.
8) ذوي الحاجة من السكان، القابلين بممارسة الفساد الجماعي، والإداري، والمنخرطين فيه، والعاملين على تكريسه، بممارستهم التي تعتبر جزءا لا يتجزأ من ذلك الفساد، مما يؤدي إلى السطو عن طريق الخدمات الجماعية، اللا قانونية، على حقوق الآخرين، وهضم تلك الحقوق.
أما المتضررون من المشاريع المذكورة، فهم العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، الذين يقضون سحابة يومهم جريا وراء لقمة العيش، من أجل المحافظة على الحق في الحياة ما أمكن. وبناء على ما ذكرنا، نجد أن الترويج الإعلامي للمشاريع التي تمت إقامتها، والتي سوف تقام خلال سنة 2011، يعتبر مسالة أساسية، لتحقيق غايتين أساسيتين:
الغاية الأولى: التسريع بما يناله المستفيدون من المشاريع المقرر إنجازها، من أجل الانتقال إلى إعداد مشاريع أخرى، تؤدي إلى مضاعفة استفادتهم.
الغاية الثانية: تضليل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، الذين يتم إيهامهم بأن تلك المشاريع تصير في خدمتهم على المدى البعيد، في الوقت الذي يحرمون فيه من كل حقوقهم، وخاصة الحق في الحماية الاجتماعية، والحق في الحماية الصحية. أما لماذا لا تستفيد منها الا جهات معينة؟
فإن ذلك يدخل في إطار طبيعة النظام الرأسمالي التبعي، ذي الطبيعة المخزنية، الذي لا يهتم إلا بنهب الخيرات المادية، والمعنوية للمجتمع، ومصادرة تلك الخيرات بكافة الطرق القانونية، وغير القانونية، لخدمة مصالح الرأسمال العالمي، والمحلي، ولخدمة مصالح التحالف البرجوازي / الإقطاعي / المخزني المتخلف، بهدف المحافظة على امتلاك السلطة المادية، التي تعتبر مدخلا لامتلاك السلطة السياسية، التي تصير وسيلة لقمع العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، من أجل أن يمتلكوا وعيهم العميق بالأوضاع الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، الذي يعدهم لامتلاك وعيهم الطبقي، الذي يقودهم إلى النضال المتواصل، من اجل تغيير الأوضاع لصالحهم.
والخلاصة: أن الاستفادة من المشاريع التي يتم انجازها في مدينة ابن جرير، لا تكون إلا لصالح جهات معينة. أما كادحوا أبناء المنطقة، فلا ينالون من تلك المشاريع إلا الاستلاب، والاغتراب، والحرمان من الحقوق الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية.
فهل يستفيق الكادحون من غفوتهم؟
وهل يعملون على أن تصير مشاريع منطقة الرحامنة في خدمتهم؟
وهل يسعون إلى قطع ممارسة الجهات المستفيدة من تلك المشاريع؟
وهل يتخذون موقفا واضحا من الفساد الإداري، والسياسي المتفشي في منطقة الرحامنة، وفي مدينة ابن جرير بالخصوص؟
وهل يعملون على فضح ممارسة الرؤساء الجماعيين، على مستوى كل جماعات منطقة الرحامنة؟
وهل يقاومون كل الممارسات اللا قانونية، التي يتم انجازها باسمهم، في مختلف الجماعات المحلية في منطقة الرحامنة؟
وهل يثورون ضد وضعية التخلف المميتة في منطقة الرحامنة؟
هل يمسكون عن تزكية الفساد الإداري، والسياسي المتفشي في منطقة الرحامنة؟
إن طرحنا لموضوع "من يستفيد من المشاريع التنموية، التي تعرفها منطقة الرحامنة، ومدينة ابن جرير؟"، لا يهدف إلا إلى لفت الانتباه بأن الشروط الموضوعية القائمة في منطقة الرحامنة، لا يمكن أن تخدم مصالح الكادحين المضللين عن طريق الإعلام الموبوء، بقدر ما تخدم مصالح الجهات النافذة.
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من يستفيد من المشاريع التي تعرفها منطقة الرحامنة، ومدينة ابن
...
-
الظلامية والتنوير..... الجزء الرابع
-
الظلامية والتنوير..... الجزء الثالث
-
الظلامية والتنوير..... الجزء الثاني
-
الظلامية والتنوير..... الجزء الأول
-
أحزاب الدول، وأحزاب الشعوب.....الجزء التاسع
-
أحزاب الدول، وأحزاب الشعوب.....الجزء الثامن
-
أحزاب الدول، وأحزاب الشعوب.....الجزء السابع
-
أحزاب الدول، وأحزاب الشعوب.....الجزء السادس
-
أحزاب الدول، وأحزاب الشعوب..... الجزء الخامس
-
أحزاب الدول، وأحزاب الشعوب..... الجزء الرابع
-
أحزاب الدول، وأحزاب الشعوب.....الجزء الثالث
-
أحزاب الدول، وأحزاب الشعوب.....الجزء الثاني
-
أحزاب الدول، وأحزاب الشعوب.....الجزء الأول
-
بين ضرورة عدم القفز على المراحل وضرورة حرقها في أفق الاشتراك
...
-
بين ضرورة عدم القفز على المراحل وضرورة حرقها في أفق الاشتراك
...
-
بين ضرورة عدم القفز على المراحل وضرورة حرقها في أفق الاشتراك
...
-
بين ضرورة عدم القفز على المراحل وضرورة حرقها في أفق الاشتراك
...
-
تحالف اليسار الديمقراطي: ثلاثية الإيديولوجية والشكل التنظيمي
...
-
تحالف اليسار الديمقراطي: ثلاثية الإيديولوجية والشكل التنظيمي
...
المزيد.....
-
الملكة رانيا والأمير الحسين يهنئان ملك الأردن بعيد ميلاده
-
بعد سجنه في -معسكر بوكا-.. ماذا نعلم عن أحمد الشرع الذي أصبح
...
-
الجولة الثالثة.. بدء إطلاق سراح الرهائن في غزة و110 أسرى فلس
...
-
من هي أغام بيرغر الرهينة التي أطلقت سراحها حماس الخميس؟
-
هواية رونالدو وشركائه.. هذه مضار الاستحمام في الماء المثلج
-
سقطتا في النهر.. قتلى في اصطدام طائرة ركاب بمروحية عسكرية قر
...
-
مراسم تسليم الرهينة الإسرائيلية آغام بيرغر للصليب الأحمر في
...
-
-كلاب و100 ضابط من أوروبا على حدود مصر-.. الإعلام العبري يكش
...
-
أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يصل إلى دمشق في أول
...
-
دقائق قبل الكارثة.. رجل يكشف آخر رسالة من زوجته قبل حادثة مط
...
المزيد.....
-
عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية
/ مصطفى بن صالح
-
بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها
/ وديع السرغيني
-
غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب
/ المناضل-ة
-
دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية
/ احمد المغربي
-
الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا
...
/ كاظم حبيب
-
ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1)
/ حمه الهمامي
-
برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب
/ النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
-
المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة
/ سعاد الولي
-
حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب
/ عبدالله الحريف
-
قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس
/ حمة الهمامي
المزيد.....
|