أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماريا خليفة - خطوات على طريق الحياة














المزيد.....

خطوات على طريق الحياة


ماريا خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3421 - 2011 / 7 / 9 - 23:15
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


" المصعد الذي يحملك إلى النجاح معطّل. يجب أن تصعد الدرج درجة درجة". جو جيرارد

إن التوصّل إلى فهم نفسك والحياة يحصل تدريجياً وخطوة خطوة. تلك هي الخطوات التي ينبغي أن نمشيها على طريق الحياة. أنت لم تولد راشداً. كان عليك أن تصل إلى سنّ الرشد خطوة خطوة. ذلك أشبه بعازف البيانو الذي يصقل موهبته شيئاً فشيئاً.
الكون كله مصمم على أساس الخطوة التي تلي خطوة. فكل يوم من أيام السنة ينقسم إلى جزئين، الليل والنهار. وتنقسم الأيام إلى ساعات ومن ثم إلى دقائق وثواني. وفي كل ثانية من الثواني الصغيرة يمكننا أن نخطو خطوة باتجاه تحقيق ما نتمناه ونرغب به ونريده.
هل سبق وسألت نفسك حين ألقيت رأسك على وسادتك ليلاً كم خطوة استطعت أن تتقدم في ذلك اليوم باتجاه شيء لخيرك؟ وهل قررت مرة في تلك اللحظات ما هي الخطوات التالية لأنك تعلم حق العلم أن الشمس ستشرق في اليوم التالي وتعطيك كل تلك الثواني التي تمنحك فرصة القيام بمزيد من الخطوات؟ حتى وأنت نائم يستمر فكرك في تحليل ما حدث أثناء النهار ويعطيك دروساً تساعدك على القيام بخطوات جديدة. الحياة تعلّمنا دروساً رائعة عن كيفية اتخاذ الخطوات التالية، أليس كذلك؟
أنا معجبة بالتصميم الإلهي للحياة. لا يمكنني أن أتخيلّ أننا نولد وتُعطى لنا فوراً كل القرارات التي سنحتاج لاتخاذها في حياتنا! لكُنّا أحسسنا بأن هذا الوضع غير رحيم ويتخطّى قدراتنا. أما التصميم الذي نحيا على أساسه الآن، أي تعلُّم دروس الحياة خطوة خطوة، فهو أفضل بكثير.
علينا أن نشارك أولادنا بهذه المفاهيم ما أن يتمكنوا من أن يفهموها حتى لا تتخطّى حياتهم الفتيّة قدرتهم على الاستيعاب والفهم. إذا كان كل ما يشغلهم هو الخطوة التالية التي ينبغي أن يقوموا بها، وإذا عرفوا أنهم سيتمكّنون في المستقبل من القيام بخطوات على طريق حياتهم وذلك سيريحهم كثيراً.
إن اتخاذ القرارات المتعلقة بالطريقة التي نريد بها أن نعيش حياتنا، وننمو ونتعلم وننجح ونكتشف ذواتنا، كلها تحتاج إلى طريقة "خطوة تلو خطوة" وكل خطوة تجعلنا نستمتع بحياتنا ونرضى عنها أكثر.
إذا نظرت إلى حياتك بعد عشرين سنة من الآن، فهل ستشعر بالخوف من اتخاذ القرارات التي سيُطلب منك اتخاذها في ذلك اليوم من المستقبل؟ لا أعتقد، لأنك ستكون قد تعلّمت من تجاربك السابقة التي تجعل لكل يوم تحدّياته، إضافة إلى نعمة القدرة على اتخاذ القرار الضروري لذلك اليوم. وبعد عشرين سنة من الآن سيظل هذا النظام قائماً ويعمل لمصلحتك العليا. أعتقد أن عبارة " يوماً بعد يوم" حكيمة حقاً لأنها ترسّخ طريقة "خطوة تلوَ خطوة".
إذا استطعت أن تبقي فكرك مركّزاً على اليوم الذي تعيشه الآن فسوف تتمتّع بالهدوء والثقة المتجددة بقدراتك. وقد تشعر براحة كبيرة بمعرفتك أنك ستكون بأمان وخير في المستقبل كما أنت الآن في الحاضر.
أنت تملك الكلمة الأخيرة في اختيار الطريقة التي تريد أن تحيا بها حياتك اليوم وغداً، والخطوة التي تخطوها اليوم عند اتخاذك قراراتك سيكون لها تأثير بالغ في الأمور التي ستتمتّع بها، أم لا، في المستقبل. إذا اسطعنا أن نبقى واعين تماماً في يومنا الحاضر وأن نستمتع بما يقدّمه لنا ونستجمع أفكارنا لكي نستفيد منه إلى أقصى حدّ فسوف نجد أن تجارب هذا اليوم الحاضر هي التي تصنع شخصنا الجديد المستعد للتعاطي مع كل ما يمكن أن يقدّمه لنا المستقبل.
" مع كل خطوة نخطوها إلى الأمام نترك ظلّاً من ظلال أنفسنا وراءنا." ~جون لانكاسترسبالدينغ



#ماريا_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخيار الصحيح وجهاز الإنذار!
- أين نجد السلام في بحر الفوضى؟
- تحية للأب في عيده
- خدمة واحدة تصنع الفرق!
- علاقتك بالشريك قيد البناء دائماً!
- أقوى منافس لك هو أنت!
- لماذا تعلمنا الحياة دروسها مراراً وتكراراً؟
- بين التوازن والخلل!
- ! الصلاة ..عبور إلى الفصح
- كيف تتحول أفكارنا إلى واقع
- العلم في الصغر كالنقش في الحجر!
- بين نعم ولا.. ماذا تقولون لأولادكم؟
- الحب الأكبر!
- يحلمون.. يترقبون.. ينجزون!
- ماذا تفعل بك وسائل الإعلام؟
- الإدانة أو التعاطف... الصراع أو السلام ؟
- تعلّم كيف تقول كلمة “لا “
- كن شغوفاً.. لا أحد يحب الفاترين!
- العائلة.. مؤسسة التوازن العاطفي!
- كيف هو مزاجك اليوم؟ أتشعر أنك مقيّد؟!!!


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماريا خليفة - خطوات على طريق الحياة