عبد صموئيل فارس
الحوار المتمدن-العدد: 3421 - 2011 / 7 / 9 - 19:15
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
لم اكن كغيري من الكثير من المصريين مطمئنا لآداء المجلس العسكري الحاكم في مصر منذ توليه مهام حكم البلاد عقب الاطاحه بالرئيس المخلوع حسني مبارك في 10 فبراير الماضي فالمتابع بتدقيق للسنوات الثمانيه الاخيره في حكم مبارك والتي تم فيها تدشين مشروع التوريث يجد ان العقبه الوحيده التي كانت تواجه الوريث ووالدته هي في القياده العسكريه التي كانت ترفض بشده هذا الامر وتري فيه اهانه لتاريخ مصر فلذلك كان مبارك حريص علي تجنب من يعارضون حكم نجله من العسكريين
وهذا كان يتضح من سنوات عمر اعضاء المجلس العسكري بالاضافه الي القانون الذي تم تمريره لوزير الدفاع حتي يبقي الي الابد علي رأس القوات المسلحه في جلسه مغلقه داخل اروقة مجلس سيد قراره
والكثير من الحكايات التي كانت تنتشر حول اعضاء المجلس والامتيازات التي كانوا ومازالوا يتمتعون بها وطريقة تفكير الرئيس المخلوع تجعلك تفكر عن من هم هؤلاء ونوعيتهم وطريقة اداراتهم وكيف اتوا علي رأس المجلس العسكري الحاكم ستجد اجابات وافيه لكل ما يحدث داخل مصر الان
الشعب المصري يعلم جيدا ان المجلس العسكري هو الحلقه الاخيره في نظام حكم الرئيس المخلوع ومع ذلك وضع الثقه في المجلس ومنحه مده طويله لكي يثبت حسن النوايا في ادارة البلاد نحو الديمقراطيه ولكنه علي مايبدو انه سقط في الاختبار والمده التي منحت له قام بأهدارها وسار علي نفس منهج النظام المخلوع في محاوله
لتمييع الامور وأخذ المصريين الي المنحي الطائفي او فزاعة الاقتصاد او القوي التي تتربص بالبلاد وحكايات خايبه عن جواسيس هنا وهناك وكل ذلك والشعب يقف متفرج ضاحكا علي هذه الاساليب التي سئم منها لعشرات السنين مع اجهزة مبارك الامنيه
وجاء اليوم الذي خرج فيه المصريين الي ميدان التحرير ايضا يعطون فرصه اخيره للمجلس العسكري حتي ينهض بخدمة البلاد وينفذ مطالب الثوره وامالها ولكن هذه المره بلا رجعه فالالاف من المصريين الرابضين والمعتصمين في ميدان التحرير تحت اشعة الشمس الحارقه اتخذوا قرارا ان لايبقون علي احد فقد فات اوان الفرص الممنوحه
والثقه العمياء التي حصل عليها اعضاء المجلس العسكري وتخازلوا في تحقيق امال المصريين فما زالوا يتحالفون مع قوي راديكاليه وغيرها من القوي التي تحاول صنع مكاسب او تحطيم انجاز الثوره ومكتسباتها الوقت الضائع في الامكان ان يسعف العسكر ويحفظ لهم تاريخهم وغير ذلك فسيسقطون في براثن المواجهه مع الشعب المصري وهناك الان فرق كبير بين رجال الجيش وبين المجلس العسكري ولو طلب الشعب وضوح الصوره في هذا الامر فإن الشرفاء من رجال الجيش سيعلنون موقفهم حاسما في مواجهة من يحاولون التستر علي الفساد وترك مصر بين انياب الفاسدين والذين يتم تبرئتهم اليوم ليحكموا غدا مره اخري
#عبد_صموئيل_فارس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟