|
أيهما أفضل - النصوص الدينية أم بيان حقوق الإنسان - ؟
شامل عبد العزيز
الحوار المتمدن-العدد: 3421 - 2011 / 7 / 9 - 17:59
المحور:
حقوق الانسان
أيها أفضل لجميع بني البشر في حياتهم الدنيا تطبيق ( بيان حقوق الإنسان ) أم تطبيق النصوص الدينية ؟ أنا اقصد الذين يفضلون النصوص الدينية على القوانين المدنية و لا اقصد المسلمين الذين يؤمنون بعكس ذلك , وكذلك اليهود والمسيحيين . بيان حقوق الإنسان صياغة بشرية بينما النصوص الدينية رسالة سماوية ؟ هل نستطيع المقارنة أم أن ذلك رجس من عمل الأفكار فاجتنبوه ؟ سوف يعترض المتدّينون على هذا التشبيه باعتبار أن النص الديني من الله والله يعلم ما هو الأصلح لخلقه ؟ ( الإخوان المسلمون وعلى لسان عصام العريان قال انّ المادة الثانية لا يجوز المساس بها ) . في عموم تاريخنا القديم والحديث هل كان النص الديني هو الأفضل للإنسان بغض النظر عن كونه نص إسلامي أو غير إسلامي ومن خلال تطبيقه ؟ هل الدين والذي هو الهوية قَدم لمعتنقيه ما هو أفضل من مواد حقوق الإنسان ؟ ما هو الفرق بين فتوى البابا شنودة في عدم المشاركة بالتظاهرات في ميدان التحرير ( بعد ذلك عاد عن فتواه ) وبين فتوى لا يجوز الخروج على الحاكم وإن جلد ظهرك واغتصب مالك حسب رؤية رجال الدين المسلمون ؟ مع العلم أن الشباب الأقباط شاركوا في إسقاط نظام مبارك دون ان يلتزموا بما قاله البابا شنودة , لقد اختفت جميع المسميات : قبطي – مسلم الخ في ميدان التحرير والعالم بأجمعه شاهد الصلاة مع القداس والصليب بجانب الهلال . شباب ثورة 25 يناير لم يرفعوا شعارات دينية ولا شعارات طائفية ولا شعارات قومية أو يسارية أو اشتراكية أو شيوعية الخ , ولم يكن هناك صراع بين الرأسمالية والعمال , لقد كانت ثورة شباب الطبقى الوسطى غير المؤدلجين من اجل حقوقهم الشرعية في العيش بكرامة دون تمييز . لقد أثبتت ثورة 25 يناير في مصر كذبة صراع الأديان او صراع الحضارات , حتى الكُتّاب الأمريكيين المرموقين لم يتناولوا هكذا مُسميات بل أكدوا على أن الشباب طالبوا بشيء واحد ( الحقوق العالمية للإنسان ) . على لسان هشام ملحم الخبير في الشؤون الأمريكية قال لقناة العربية بما معناه : أنّ جميع المقالات التي تم نشرها في الصحافة الغربية عموماً والأمريكية خصوصاً لم تتناول بأي حال من الأحوال المسميات التي يعرفها الجميع والشعارات التي يرددها البعض بل اتفقوا جميعاً على مبدأ المساواة وحقوق المواطنة وكرامة الإنسان , ولقد كان ميدان التحرير في مصر خير دليل . طيلة متابعتي لفقهاء الدستور في مصر من صيام سرّي إلى أحمد مكي إلى يحيى الجمل وانا أسال نفسي ؟ كيف وافقوا على المادة الثانية في الدستور ؟ كيف لم يخطر على بالهم بانها الوباء الأكبر , كيف لم يفطنوا إليها , كيف وافقوا على صياغتها ولماذا لم يعترضوا ؟ ألم يقرأوا الدساتير الأوربية ؟ من يقرأ بيان حقوق الإنسان ويقارن بينه وبين النصوص الدينية بحيادية وبدون برمجة مُسبقة يستطيع أن يستنتج أن بيان حقوق الإنسان هو الأفضل للبشرية عموماً وللمسلمين خصوصاً .. هل سوف تبقى هذه المادة الكريهة التي تتنافى مع أبسط حقوق الإنسان في الدساتير العربية ؟ مثال على ما ورد في تساؤلاتنا أعلاه ( بيان حقوق الإنسان في فرنسا ) .. وبمقارنة مواده مع النصوص سوف يتبين لكم الفرق .. من أهم نتائج الثورة الفرنسية – بيان حقوق الإنسان – والذي يحتوي على 17 مادة والذي تم الإعلان عنه في 26 / 8 / 1789 ... هذه المواد بينت – جوهر حقوق الإنسان – والأمة المستندة إلى الحق الطبيعي في هذه المواد . من هذه المواد " أن حقوق الإنسان خاصة بالإنسان وسابقة لكل مجتمع ودولة لأنها حقوق طبيعية وتُمثل غاية الاجتماع السياسي .. سوف نختار لكم بعض المواد .. المادة الأولى : الناس يولدون ويبقون أحراراً ومتساوين في الحقوق .. ما هي هذه الحقوق ؟ الحرية – الملكية – السلامة – مقاومة الاستبداد .. الحرية هي الحق في عمل كل شيء لا يلحق الضرر بالآخرين .. إذن حد الحرية هو حرية الآخرين .. تشمل هذه الحرية : الحرية الشخصية – البراءة - المادة 9 – حرية التعبير – الطباعة – النشر .. على أن لا يُسيء الحق في التعبير إلى النظام الذي أقر هذه الحقوق .. أما حرية الاكتساب والتملك فهي حق طبيعي بموجب المادة الثانية .. لقد تم الربط بين الحرية والمساواة في هذا الإعلان .. وأن القانون واحد للجميع .. وأن الجميع متساوون أمام القانون .. سؤال بسيط جداً .. هذه المواد ترفع من قيمة الإنسان أم لا ؟ هذه المواد تلغي الفوارق بين الحر والعبد وبين الأمير والفقير والمسلم والمسيحي أم لا ؟ هذه المواد تلغي الفوارق بين الرجل والمرأة أم لا ؟ هذه المواد تجعل جميع الناس متساويين أم لا ؟ المادة السادسة تنص على : الرتب والوظائف والأعمال كلها في متناول الجميع من دون تمييز في المولِد ... غاية الدولة هي المحافظة على المواطنين وعلى حريتهم والتمتع بحقوقهم ( مثل دولنا في العالم الإسلامي سابقاً و لا حقاً ) .؟ المادة الثالثة : الأمة هي السيدة والقانون هو التعبير عن الإرادة العامة وأن للمواطنين الحق في مراقبة المال العام بواسطة ممثليهم .. هذا الإعلان ألغى النظام القديم في فرنسا وأزال الفوارق والامتيازات وأعلن مبدأ المساواة في الحقوق والواجبات .. هذا البيان تم تأكيده في الدستور , والدساتير التي ميزت الحكومات في فرنسا . هذا الدستور صاغه – اليعاقبة – وهو أول دستور ديمقراطي حقيقي تعلنه دولة حديثة . هو تعبير صريح عن المواطن .. إذا كان لدولنا هكذا بيان يتضمنه دستور , هل سوف تكون المعاناة بهذا الحجم ؟ ألغى التمييز بين ما كان يعرف سابقاً في فرنسا بين – المواطنين الفاعلين والسلبيين - . الشعب هو صاحب السيادة .. بالنسبة للدين اعتمدت الجمعية التأسيسية الدستور المدني لرجال الدين . من حق الشعب إدخال التعديلات التي لا تتصل بالعقيدة المسيحية , بل بالجوانب المدنية والخارجية .. تم تحويل الأساقفة إلى موظفين مدنيين يتقاضون رواتب من الدولة .. هناك مادة لا بدّ من التركيز عليها وإضافتها للدستور ألاّ وهي تحديد المدة التي يحكم فيها الرئيس المنتخب من قبل الشعب على ألّا تتجاوز دورتين متتاليتين بأي حال من الأحوال ومدة كل دورة 4 سنوات . بالنسبة للتعليم : تم إنشاء مدارس ابتدائية إجبارية ومجانية وعلمانية وفق منهاج تشرف عليه الدولة . أقرت الامتحانات والمسابقات في اختبار الكفاءات . التعليم وما أدراكم ما التعليم , اهم خطوة في بداية المشوار إنطلاقاً من مقولة ( من شبّ على شيء شابّ عليه ) إذا أردنا أن نبني مجتمعات متحضرة عصرية ونقطف ثمار ذلك مستقبلاً علينا أن نتبع مناهج عصرية وليس مناهج عفى عليها الزمن وهذا ليس بالشيء المستحيل , يجب أن نتخلص من المناهج القديمة والتقليدية والتي أدلجت غالبيتنا وزرعت في نفوسنا الكثير من العفن . من اولويات ( ثورة النت ) التي سوف تجتاح الشرق الأوسط إلغاء المادة المُهلكة والطائفية والعنصرية والتي نعرفها جميعاً ( إلاسلام دين الدولة ,,,,, الخ الديباجة ) . اوربا الموحدة ( 22 دولة ) لم تتطرق في أي مادة من مواد الدستور إلى كلمة دين – قومية – الخ , الإنسان في اوربا يحمل هوية فيها أسمه الكامل ورقمه الإحصائي فقط . لا يستطيع النص الديني أن يقود البشرية للأفضل وخصوصاً – النص القرآني – و لا يستطيع أن يحقق رغبات وأماني جميع الشعوب .. لا يستطيع النص الديني أن يتعامل مع مخالفيه إلا بالإقصاء والعنصرية والتفريق والأوامر والنواهي أو أن يكونوا تحت رحمة هذا النص والذي هو بحد ذاته يخالف جميع حقوق الإنسان .. الصياغة البشرية هي التي أرتقت بشعوبها بينما الرسالات السماوية هي التي خلقت الضغائن والعداوات والمشاحنات وجعلتهم في الدرك الأسفل من العذاب وزاد النص القرآني والتمسك به دون دراية ودون التفريق بين ماضِ سحيق وعصر يختلف في كل شيء - الطين بله – مبادئ حقوق الإنسان وما حوته الدساتير هو الأفضل لجميع بني البشر .. النص الديني عكس مبادئ وطموحات وأماني جميع بني البشر . في ضوء مبادئ حقوق الإنسان يكون الإبداع .. في ضوء النص الديني يكون القمع والتكبيل وقتل المواهب وحجب التفكير .. هذا هو الفرق بين ما صاغته عقول البشرية وبين الكُتّب المنزلة من السماء السابعة في حالة وجودها . عندما تكون البداية صحيحة فسوف تكون النهاية مثمرة وإيجابية , عندما يتساوى المواطنون فيما بينهم عند ذلك نستطيع أن نقول أننا بدأنا بالطريق السليم . بعد هذه الخطوات يكون العمل والعلم والتنمية وأن يقدم كل إنسان ما لديه من طاقات من أجل مجتمعات افضل . علينا أن نختار .. وعلى ضوء الاختيار تكون النتائج . من تعليق سابق للسيدة / آمال صقر مدني / ومقارنتها بين النصوص الدينية وحقوق الإنسان كانت هذه المقالة . / ألقاكم على خير / .
#شامل_عبد_العزيز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تحريم الخمر ؟
-
بولس رسولٌ أم جاسوس ؟
-
المجتمع الأمومي !!
-
إعادة تأسيس ثقافة المجتمعات , هو الحل .
-
البداية ؟
-
الثواب والعقاب ؟
-
هاروت وماروت !!
-
تشابه الأديان ؟
-
القرآن والتاريخ ؟
-
برتقالة تشاوشيسكو , تموينيّة عدي وتحرير فلسطين - محطات - !!
-
أَعْطُوا مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا لله لله ,, هل تعني
...
-
الغرب يسرق فضل القيمة , الشرق يسرق القيمة وفضلها !!
-
الفرد في الغرب ديك وفي الشرق دودة ! !
-
الحرية وليس الجوع سبب الثورات ( عاشت الحرية ) !!
-
جيل النت ,, هو جيل الثورات !!
-
التظاهرات في العراق ( لا بدّ من ثورة في ذات الشعب ) !!
-
من حوارات الأصدقاء حول الأديان !!
-
يجب تجاوز سؤال لينين ( ما العمل ) ؟ إلى ( لماذا وكيف ) ؟
-
مسيحي ومِنَ الإخوان المسلمين ؟
-
أعداء الحرية !!
المزيد.....
-
إعلام الاحتلال: اشتباكات واعتقالات مستمرة في الخليل ونابلس و
...
-
قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات خلال اقتحامها بلدة قفين شمال
...
-
مجزرة في بيت لاهيا وشهداء من النازحين بدير البلح وخان يونس
-
تصويت تاريخي: 172 دولة تدعم حق الفلسطينيين في تقرير المصير
-
الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا روسيا بشأن مكافحة ت
...
-
أثار غضبا في مصر.. أكاديمية تابعة للجامعة العربية تعلق على ر
...
-
السويد تعد مشروعا يشدد القيود على طالبي اللجوء
-
الأمم المتحدة:-إسرائيل-لا تزال ترفض جهود توصيل المساعدات لشم
...
-
المغرب وتونس والجزائر تصوت على وقف تنفيذ عقوبة الإعدام وليبي
...
-
عراقجي يبحث مع ممثل امين عام الامم المتحدة محمد الحسان اوضاع
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|