القدس ... بين التدويل والادعاءات الإسرائيلية ومعضة الإنتخابات الفلسطينية القادمة

مهند صلاحات

الحوار المتمدن-العدد: 1019 - 2004 / 11 / 16 - 09:46
المحور: القضية الفلسطينية
    

أثارت تصريحات الوزير الإسرائيلي اليوم سلفان شالوم حفيظة القيادة الجديدة للسلطة الفلسطينية حول ما قاله الوزير الصهيوني : أن القدس هي عاصمة إسرائيل, ولا يجوز لسكان القدس العرب التصويت في انتخابات الرئاسة الفلسطينية, وقد قامت القوات الإسرائيلية بإغلاق كافة المكاتب والمراكز المتعلقة بالانتخابات الفلسطينية التي تقررت في يناير القادم للرئاسة الفلسطينية التي يتسلمها بشكل مؤقت رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني على أن تتم انتخابات خلال ستين يوم ليختار الشعب قيادته الجديدة.

معضلات الانتخابات الفلسطينية القادمة :

1) مدى مشاركة الفصائل الفلسطينية فيها بين مؤيد ومعارض ومقاطع ومشارك .

2) موافقة الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل على المرشح الفلسطيني الأكثر حظاً.

3) ما يدعيه البعض وكما جاء في صحيفة يدعوت احرنوت التي قالت أن عرفات سلم زوجته (سهى الطويل) أثناء وجوده في فرنسا للعلاج وصية تنص على خلافة فاروق القدومي له, والسؤال الذي يطرح نفسه الآن إذا كان عرفات قد خطط لموضوع الخلافة الذي يبقى قيد الزعم الإسرائيلي ولم يؤكده أحد من المسؤولين الفلسطينيين فلماذا وضع الدستور الفلسطيني الذي ينص انه ( بوفاة الرئيس يتسلم رئيس المجلس التشريعي الرئاسة على أن تتم الانتخابات خلال ستين يوماً), هذا إلى جانب إن كانت هذه الوصية العرفاتية قد نصت حقيقة على موضوع الخلافة فلماذا لم يكشف النقاب عنها علناً ويجري التحضير للانتخابات الفلسطينية؟

4) معضلة إجراء الانتخابات الفلسطينية في ظل الانتفاضة الفلسطينية التي تعم كافة المدن الفلسطينية ومدى مصداقية هذه الانتخابات في ظل فوضى السلاح في الشوارع والمدن الفلسطينية, والقوى التي تتمتع بها الفصائل المسلحة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب الأقصى التابعة لحركة فتح وكتائب القسام التابعة لحركة حماس التي كما تناقلت وسائل الأنباء طرحها مبادرة دخول السلطة الفلسطينية مقابل نصف مقاعد المجلس الوطني الفلسطيني ونفى محمود عباس موافقة قيادة السلطة على المبادرة, إن صحت التصريحات والمبادرة فيعني أن حماس جادة في دخول مشروع التسوية السلمية وإلقاء السلاح كما كان متوقعاً.
كذلك مدى تدخل هذه القوى المسلحة في طريقة سير الانتخابات ونتائجها, وهل هنالك موقف جاد من قبل قيادة السلطة الفلسطينية للضغط على كتائب الأقصى والفصائل الفلسطينية الأخرى لوقف الانتفاضة ؟؟
وما هو الموقف المصري إزاء ما يحدث حاليا من الانتخابات الفلسطينية القادمة باعتبارها الشريك العربي الأوفر حظاً للسلطة الفلسطينية والقيادة السابقة بقيادة ياسر عرفات الراحل ؟

5) الصلاحيات التي ستمنح للرئيس الجديد إذا ما تم انتخابه وكان غير المسؤولين الذين يتسلمون صلاحيات شاسعة مثل أبو مازن وفتوح الذي حسب الدستور الفلسطيني يحق له أن يرشح نفسه لفترة رئاسة كاملة بدل الفترة المؤقتة (60يوما) الممنوحة له حسب الدستور.

6) مشاركة سكان القدس العرب الفلسطينيين الذين يحملون هوية القدس, وهوية القدس التي يحملها السكان العرب ليست هوية إسرائيلية تمنحهم كامل الجنسية الإسرائيلية, فهم لا يعتبرون مواطنين إسرائيليين وتريد إسرائيل اليوم عبر تصريحات وزيرها الصهيوني أن تقول أنهم ليسوا فلسطينيين أيضا, مما يدل أن القدس أمام مشروع تدويل قادم كما يتوقع بعض المحللين السياسيين حول تدويل القدس.

السؤال المطروح الآن هل ستسمح إسرائيل لأهالي القدس الشرقية بالتصويت بالانتخابات الفلسطينية القادمة أم أنها ستظل على موقفها بمنعهم بحجة أن القدس هي عاصمة دولة إسرائيل ؟؟

وان كانت إسرائيل تعتبر القدس عاصمتها فلماذا لا تزال مستمرة في سحب الهويات من أهاليها الشرعيين من العرب ؟؟؟

وهل هنالك مشروع بالكنيست يناقش إعطاء أهالي القدس للجنسية الإسرائيلية ؟؟

ما هو موقف النواب العرب في الكنيست الإسرائيلي من هذه التصريحات الإسرائيلية المفاجئة ؟؟

هل القدس أمام مشروع تدويل حقيقي في ظل بدء تطبيق مشروع الشرق الأوسط الجديد والدعوات الأمريكية الأخيرة لإسرائيل بتهدئة الأوضاع في داخل الأراضي الفلسطينية ومناطق السلطة الفلسطينية التي أعادت إسرائيل احتلالها عام 2001م ؟؟

#مهند_صلاحات (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات