|
8 يوليو والعسكر فى مملكة العميان
احمد قرة
الحوار المتمدن-العدد: 3421 - 2011 / 7 / 9 - 04:22
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
نعم ان العسكر كالمنخار يتجمل ولكن لا يمكن خلعة فقد ظل حكم مصر منذ محمد على هو حكم بالوكالة بدءا من السلطان العثمانى الى الامريكانى ، ودائما ما يكون الجيش هو الحامى لتلك الوكالة والحارس عليها ،ولذا كان من الغريب اغفال ذلك من قبل الثوار فى الثورة المصرية ، بل انهم ايضا لم يدركوا انة لولا الدعم الامريكىللثورة المصرية من قبل حكومة اوباما ، الذى يتوافق كثيرا معها من الناحية الايديولوجية ، لانصاع الجيش المصرى فى حماية مبارك على نفس الطريقة السورية ، وبعيدا عن تلك الاراء المتحذلقة التى تستند الى ارث ثقافى،وسفططة دوجماطيقية لا محل لها سوى ساحات الجدل والمهاترات،وقد يكون من الاسباب الجوهرية لهذا الدعم يتعلق بمستقبل اسرائيل ، بعدما اثبتت طريقة تحويل تلك الوكالة الى اذعان كامل من قبل مبارك بعد انضمامة للحركة الصهيونية العالمية ، هو وقيادات مفصلية فى الحكم المصرى، وتكاسلة الملحوظ فى اداء مهمات مطلوبة منة ، والذى عبر لة الرئيس الامريكى السابق جورج بوش عن ذلك فى لقائة الاخير فى شرم الشيخ وادى الى عدم قيام مبارك بتوديعة عند مغادرتة شرم الشيخ للمرة الاخيرة ، ولذا كان الترحيب الامريكى والاسرائيلى برحيلة مع الاندلاع الثورى ، اعتمادا على ان يقوم المجلس العسكرى باستكمال المهمة والحفاظ على الوكالة وفقا لتاكيدات كبيرة فى المجلس الذى قد تسلم حافظة الاوامر والتكتيكات المطلوب تنفيذها ، ولكن تداعيات الامور افرزت على الارض عددا من الحقائق لم تكن الولايات المتحدة واضعة اياها فى الحسبان،وهى قلة كفاءة المجلس العسكرى من الناحية السياسية والثقافية واعتمادة على نموذج مكرر سبق استخدامة فى الكتلة الشرقية السابقة وتجاوزتة الشعوب فكريا وثقافيا ، واصبح محل سخرية العالم بما يحفل من تكتيكات شديدة السذاجة بادوات شديدة التبسيط ، تقوم فى معظمها على منطلقات لم يعد لديها مرتكزات على ارض الواقع ، مثلما اثبتت التجربة ، فمثلا المبالغة فى طرق الالهاء عن طلبات الثورة من محاكمة ورموز النظام السابق على طريقة تقدم كبوش فداء بمحاكمات هزلية لرموز نظام مبارك مع سيل متدفق من اخبار الهائية من جماعات السلفيين وبذور الفتنة واستخدام اخبار الشوشرة ووحكايات التافهة مع المط والتطويل ، قد ادى هذا الى انفضاح امر المجلس العسكرى وسقوط ورقة التوت عن اعضائة وحطمت جسر الثقة مع الجماهير التى هى بطبيعتها اميل الى الشك منها الى الثقة بعد ثلاثين عاما من حكم مبارك ، على الرغم انة كان من السهل ان يتم اعدام حبيب العادلى وعددا من الضباط ، وسوف تتفهم الحركة الصهيونية هذة التضحية لعددا من اعضائها انها فى اطار الضرورات ، وفى المقابل سوف يتم تمرير اعفاء مبارك وعصابتة بدواعى اخرى ، الخطا الثانى هو الاستخدام السخيف لتكتيك ابتكار المشاكل الماصة لرد الفعل مع تقديم الحل المعزز لشعبية المجلس ، لقد كان المجلس فى ابتكارة للمشاكل معبرا على ضيق فى الافق ، كما ان تعاملة مع ردة الفعل استفزازيا وعند تقديمة للحل شديد الطفولية،فمثلا مشكلة كنيسة اطفيح وامبابة كان اختيار هذا الملف المتعلق بالفتنة غير موفقا وان كان المجلس قد اعتمد على ضباط الداخلية من جهاز امن الدولة المنحل فى تنفيذة معتمدا على ان الحل المتمثل فى مقدرتة على اعادة بناء تلك الكنائس كفيلا فى ايجاد رد الفعل المعزز للشعبية وهذا مالم يحدث ، وكان من الافضل لة ان يبتكر مشاكل فى ملفات اقل حدة وقصيرة الاجل وليس لملفات طويلة الاجل عميقة الاثر ،ثالثا حاول المجلس العسكرى بحسب تركيبتة الاعتماد الكامل على استراتيجية التدرج فى كافة ما يتعلق بامور الدولة ، ولكنة بسبب افتقارة للأليات اللازمة لتلك الاستراتيجية التى تمنع من ان يصبح هذا التدرج عبارة عن بطء ملحوظ يصل الى درجة الجمود، وهذا ما شعر بة الثوار الذى دفع بهذا البطء الى التفكير فى نوايا المجلس العسكرى مع ازدياد حدة التخمينات المدمرة من قبل الشعب وزيادة احساسة بالمؤامرة علية ، فما حدث مع قرينة الرئيس السابق فى تسويف محاكمتها ، قد فضح هذا الاسلوب ، بل ايضا التدرج فى التخلص من فلول النظام السابق تبدو مضحكة ، وربما يكون على المجلس العسكرى ان يتخلص من الذهنية التى تؤمن بان المصريين لهم ذاكرة ضعيفة ، فهذا اليقين لا يتناسب مع افراز الاحداث على ارض الواقع ، رابعا الفجاجة فى تكنيك التاجيل لكافة الاستحقاقات والتسويف حتى فى الاشياء البسيطة والسهلة والتى لها نتائج محققة ،فمثلا لم يكن يضير المجلس العسكرى شيئا اذا كانت لدية اللياقة الكافية فى صرف استحقاقات الشهداء والمصابين فى الثورة مباشرة والاحتفاء بهم اعلاميا وثقافيا كشهداء للحرية يكرمهم العالم ، ولكن محدودية الفكر السياسى لدى المجلس العسكرى واعتناقهم فكر التاجيل وفكر الصناديق وعدم التوازى التفاعلى مع الامور ، لم يجعلة يدرك ان لكل الامور اولويات ، فعصر البورصة وعصابات الاعمال مرحلة هجرتها حتى الولايات المتحدة ، خامسا التمسك بتكتيك الوصاية ومخاطبة الشعب كاطفال صغار ، ربما يكون ذلك امرا فى تركيبة الذهنية العسكرية لكنة يتنافى مع اللحظة الثورية التى تمثل مرحلة نضج سياسى تتوجب وجود خطاب يتناسب مع تلك المرحلة ، فلا تستطيع موضوعات الانشاء التى يبثها المجلس العسكرى فى رسائل على مواقع التواصل الاجتماعى ، او تجميع عددا من الناس فى احد المسارح للقاء اعضاء من المجلس العسكرى لا يعرفهم احد وليس لهم اى مكانة فكرية او حتى مصداقية سوى لمجرد ارتدائهم لزى عسكرى ، فهذا امر تجاوزتة الشعوب ويصلح فقط فى لقاءات مع اطفال المدارس ، وكان على المجلس العسكرى ان يبحث على بث رسائلة من خلال مواصلات جيدة وبلغة ناضجة تحترم العقول وتجعل الامور تسير فى مجراها الطبيعى ، سادسا الفشل الذريع فى استخدام تكتيك اثارة العواطف لتحييد الفكر ،فلهذا التكتيك تاريخ طويل مع المصريين وكان جمال عبد الناصر يعتبرة صلب نجاحة السياسى واستخدم على نطاق واسع بعد حرب 67، واستخدمة السادات ، لكنة كان الافشل مع نظام مبارك الذى منذ ان بدا يشرع فية فى الايام الاخيرة قبل رحيلة بخطبتة العاطفية حتى جاءت موقعة الجمل لتنهى علية نهائيا ، واستمر الى الان هذا الفشل مع المجلس العسكرى الذى يفقد يوما بعد يوم جزءا كبيرا من رصيدة العاطفى مع المصريين بسبب امور لو تعامل معها بفكر وحكمة لجنب نفسة كثيرا من الامور التى عندما يتم وزنها سياسيا نجد انها شديدة التفاهة، فمثلا ماذا كان سوف يحدث عندما يجنب نفسة ما حدث مع المظاهرة عند السفارة الاسرائيلية مع شباب المتظاهرين، كان سوف يكتسب زخم شعبى وجماهيرى، وسوف تتفهم اسرائيل ذلك فى ظل الامور الراهنة مثلما تفعل كل دول العالم ، ولن تؤدى تلك الاحتجاجات الى ما يخشاة العسكر من الخروج من الوصاية الصهيونية والامريكية ، وكذلك ايضا لن يؤدى حدوث شىء حين يتم التخلص من شخصيات لا وزن لها ولا طعم مثل الدكتور الجمل وغيرة من الوزراء الذى عفا عليهم الزمن واصبحوا ايقونات لاثارة عواطف الجماهير وتزيد حدة تفكيرهم ، سابعا المبالغة فى التحذير بما يعرف بمصلحة البلد دون توضيح اين تلك المصلحة وطرق الوصول اليها مع الايمان ان الشعب المصرى مازال يرزح تحت الجهل والحماقة، وبرهن المجلس العسكرى على ذلك من خلال مشكلة الامن ، فمن غير المعقول ان بلدا بحجم مصر والتى بلغ تعدادها اكثر من اربعة وثمانين مليون سوف يعتقد انة سوف يتخطى مشكلتة الامنية من خلال وزير داخلية مريض على المستوى الصحى ضعيف على مستوى الاداء وسط ذئاب النظام السابق المهددين بالمثول امام محاكمات لاتهامهم بالقتل،فاذا كان المجلس متمسكا بان يكون كذوبا فان علية احيانا ان يكون صادقا او على الاقل الايهام بذلك ، ثامنا الاصرار على استحسان الرداءة واللامعقول ، وهذة الطريقية تدخل فى اطر اللامعقول حذر منها كثير من المسؤلين الامريكين للمجلس العسكرى دون ايجاد طريقة منطقية يقبلها العقل فمن غير المعقول ان يحاكم الثائرين من اجل الحرية امام محاكم عسكرية وان يحاكم القتلة والفاسدين امام محاكم مدنية، فهذة الدرجة من الاستعباط السياسى والفنتازيا العسكرية محل سخط وسخرية من الجميع تاسعا العجز والتناقض عند نشر سياسة الاحساس بالذنب وتعميق التمرد ، وقد استخدم المجلس العسكرى فى سبيل ذلك اقل التكتيكات قيمة، منها على سبيل المثال الطرق القديمة من الحرب النفسية وعقد مقارنات للاسف تسىء للمجلس العسكرى وتجعلة فى موقف الدفاع عن كيانة اكثر من تقوية مكانتة ، فقد بدءها باعترافة بالثورة المضادة لكنة اظهر ضعفة فى مواجهتها ، ثم انتقل الى فكرة الاجندات الاجنبية فى الوقت الذى عبرت اختياراتة مثلا لوزير الخارجية المصرى الجديد محمد العرابى عن تلك الاجندة، اكد عن تخلية عن السلطة لغير العسكرين ، ثم اكد عن وجود مرشحين مدعوميين للرئاسة من العسكريين كل ذلك جعل الطريق الى التمرد والثورة امر ميسورا وممهدا تاسعا الجهل بقراءة الاحداث بدرجة اقل مما هى فى الخارج او بين المصريين ، وكان المجلس العسكرى قد تصور ان من الممكن ان نجعل مصر قد اصبحت جمهورية العميان وان العسكر هم الاعور الوحيد الى اصبح ملكا ، وهكذا زاد الاعتقاد بان مبارك واسرتة وحتى كل تلك المحاكمات هى مسلسل هابط وممل ، وان العسكر هم العميان فى مملكة الفنجلة المصرية
فاذا كان حرص المجلس العسكرى على الاحتفاظ بالوكالة للحكم ، فان علية ان تعيد النظر فى كافة التكتيكات التى يستخدمها وكافة الافكار التى تنعكس فى تصرفات كى يتمكن من اعادة ادخال المارد الشعبى الخارج من القمقم الى قمقمة، ويكتسب الثقة الامريكية بانة يستحق استمرار الوكالة بدلا من ان تزلق مصر الى منزلق ينتهى الى هاوية يصعد اليها الجميع باكثر ما يستطيعوا من قوة
#احمد_قرة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المتصهينة،،،(5) مصر الامان وصمت ثورة الحملان
-
قصيدة دمشق تريد الرحيل
-
المتصهينة،،،(4)،،الصهيونية المصرية والمنظومة الشرطية
-
المتصهينة ،،،(3) الحركة الصهيونية المصرية والفتنة الطائفية
-
قصيدة رماح التحرير وصوت الثورة
-
المتصهينة،،،(2)،، 25 يناير والكنز الاستراتيجى المفقود
-
المتصهينة،،(1)،، مصر وتمهيد الطريق
-
قصيدة الفتاة فرح عذراء العروبة
-
قصيدة بُوعُزِّيَزَىْ تُوْنِس قَالَ سَتَرَوْنَ
-
قصيدة رئة القلم
-
قصيدة اكتبوا موتى على ذاك الحجر
-
قصيدة مقعد خالى الوجود
-
قصيدة مقهى الكلمات
-
العشق المستحيل،،،2،،مصب الجنون
-
العشق المستحيل،،1،،لو تعرفى
-
قصيدة رفيق البوكر فى زمن الهاكر
-
اريد الرحيل
-
مختبر السرديات،،(1)،،،مكتبة الاسكندرية والاديب منير عتيبة
-
فصيدة مرايا الحيرة للشاعر احمد قره
-
اللغة والوعى السردى من جيرار جينيت الى جوتلوب فريجى
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
-
افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار
...
/ حاتم الجوهرى
-
الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن
/ مرزوق الحلالي
-
أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال
...
/ ياسر سعد السلوم
-
التّعاون وضبط النفس من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة
...
/ حامد فضل الله
-
إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية
/ حامد فضل الله
-
دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل
...
/ بشار سلوت
-
أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث
/ الاء ناصر باكير
-
اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم
/ علاء هادي الحطاب
-
اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد
...
/ علاء هادي الحطاب
المزيد.....
|