جاسم المطير
الحوار المتمدن-العدد: 1019 - 2004 / 11 / 16 - 09:32
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
الوزير لا يجيب .. السكرتيرة لا تجيب ..!
كريستوف كولمبوس لا يتكرر في هذا العصر لكن الجبابرة يتكررون في هذا الزمان من رأس الرجاء الصالح حتى رأس صدام حسين . فإذا مات همنغواي منتحرا فأن أمريكا لا تنجب مثله وإذا مات الجواهري غريبا فأن العراق لا ينجب مثله ، لكن إذا اعتقلوا صدام حسين فان الكثير من الوزراء والرؤساء الصغار والكبار يطوفون في مياه المسؤولية ليكونوا مثله ، لذلك تستمر المظالم الصغيرة والكبيرة في التدفق هنا وهناك من أماكن وقرى العراق إذ يعود الكثير من الناس المنكوبين من مراجعاتهم لدوائر الدولة ولمكاتب الوزراء الديمقراطيين الجدد بأيد خاوية وهم يترحمون على نوري السعيد وعبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف وحتى بعضهم يترحم على صدام حسين رغم أنه حي يرزق ..!
كثير من المفصولين السياسيين يراجعون دوائر الدولة لكنهم يظلون يسبحون في محيط الأطلسي من دون الوصول إلى جزيرة ..!
عاطلون يبحثون عن عمل لا يجدون غير نجوم الظهيرة ..!
طبيب يتمنى مقابلة وزير الصحة كأنه يرى المقابلة سراب ..!
مواطن فقير يريد مقابلة رئيس تحرير جريدة لعرض شكواه يعود خائبا ..!
إذا قدمت عريضة فأنها تهمل ..!
إذا أرسلت برقية فأنها لا تصل ..!
الفقراء المرضى لا مكان لهم في المستشفيات ..!
إذا أرسلت إيميل لا تحصل على جواب لا من الوزير ولا من فرّاشه ..!
غالبية المسؤولين العراقيين من الوزراء حتى كتاب الاستعلامات محاطين بالأقارب والمعارف والأصدقاء ورفاق الأحزاب وأبناء العمومة والعشائر وبعضهم محاط بوصيفات من السيدات والآنسات ، سكرتيرات ومعاونات ، كلهم مسؤولون عن الحماية الأمنية للسيد المسؤول ومنع المقابلات وإيقاف رد الأجوبة على العرائض والرسائل والايميلات ، كلهم معتكفون لتطوير مواهبهم في حسابات الربح والخسارة ، المادية والحزبية ، وهم مشدودون لمشاهدة مباراة كرة القدم ، أو منشغلون بالحديث مع طيور الحب الوردية المتوهجة في أقفاصها البورجوازية ..!
أما مشاكل الشعب ومعاناة المواطنين فلم يعد أحد يهتم بها حيث يبدو جمع كبير من الناس على حزنهم القديم لأن الأمل رحمه الله قد توفي في قلوبهم رغم أنهم يحملون مشاعر حقيقية بالتفاؤل الكبير بأن الكسالى والمنتفعين والانتهازيين والساعين وراء المناصب لن يكونوا غير وقتيين وموقوتين ومؤقتين رغم ما يحملونه من أبهة وخيلاء الأرستقراطية الدولارية في الأبراج العاجية ..!
سوف لا يصح إلا الصحيح بعد الرسو على سواحل الجزر الديمقراطية الحقيقية ..!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي في 14 الكتوبر 004
#جاسم_المطير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟