أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد حمدي سبح - بين اسلام عصري وماضوي















المزيد.....


بين اسلام عصري وماضوي


أحمد حمدي سبح
كاتب ومستشار في العلاقات الدولية واستراتيجيات التنمية المجتمعية .

(Ahmad Hamdy Sabbah)


الحوار المتمدن-العدد: 3420 - 2011 / 7 / 8 - 15:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أن الاسلاميين (ولا أقول الاسلام) لم يستوعبوا القضايا المستجدة ، فلا زال الاصرار على العودة الى الكتب القديمة التي صدرت منذ مئات ومئات السنين حين كان الحال غير الحال والزمان غير الزمان والبشر غير البشر والفكر غير الفكر ، فاذا أردت أن تبني على منتوج هؤلاء الفكري والاعتقادي فبالضرورة فاننا سنعيد انتاج فكر بعيد عن القضايا المستجدة لأن الأساس الذي بني عليه هو اجتهادات علماء ماتوا من مئات ومئات السنين .

ناهينا على أن العلماء انفسهم غير معصومين حتى في ما يعرف بالقواعد الفقهية التي أسسوها فهي من ينات أفكارهم فهي بالتالي محض نظريات يمكن تجاوزها ان لم تستجب للعصر وثبت عجزها أن تكون مؤسسة لفكر خلاق ومبدع يتناسب مع زماننا ، فمشكلة الاسلاميين أنهم ماضويوا الفكر وقولون قولتهم الشهيرة أن السلف لم يترك شيئآ للخلف ، وأن ابداع الخلف ما هو الا محض هراء ودعوة الى الانحلال ، هذا غير كتب السنة المليئة والمليئة جدآ بأحاديث مخترعة وموضوعة تحث على العنف ضد غير المسلمين والتواكل بل وحتى تحريم مخالطة الغلمان الوسيمين فيما يعرفونهم باسم (المرد) ولهم في ذلك عشرات الاحاديث والروايات ومنها ماهو على لسان مشايخ معروفين كابن تيميه وابن الجوزي وابن حنل وأبو سفيان الثوري على سبيل المثال لا الحصر بأي حال من الأحوال :

قال سفيان الثوري و بشر الحافي " إن مع المرأة شيطاناً ، ومع الحَدث شيطانين" و"كان سفيان الثوري لا يدع أمرداً يجالسه ".
قال النجيب بن السري" كان يقال : لا يبيت الرجل في بيت مع المُرد ".
قال عبد الله بن المبارك " دخل سفيان الثوري الحمام فدخل عليه غلام صبيح ، فقال : أخرجوه أخرجوه ، فإني أرى مع كل امرأة شيطاناً ومع كل غلام بضعة عشر شيطان ".
جاء حَسَن بن الرازي ( البزار) إلى أحمد – ابن حنبل – ومعه غلام حسن الوجه ، فتحدَّث معه ساعة ، فلما أراد أن ينصرف
قال له أحمد : يا أبا علي ! لا تمشِ مع هذا الغلام في طريق ،
فقال: يا أبا عبد الله ! ، إنه ابن أختي ؛
قال : وإنْ كان ، لا يأثم الناس فيك ، أو لئلا يظن بك من لا يعرفك ولا يعرفه سوءاً "

وغيرهم الكثير والكثير جدآ من أحاديث مخترعة وموضوعة لا يمكن ان ينطق بها رسول الرحمة المهداة ، وروايات مؤلفة عن اضطهاد النساء وتصويرهم على انهن شياطين في صورة انس ووصم كل من يقف الى جوارهم من الرجال ويدافع عن حقوقهم على أنه ديوث ، فنعيش اليوم بين غالبية من أصحاب فكر الديوثة ولا يتورعون عن تقديم كل ذلك تحت عنوان أن الاسلام دين الوسطية والاعتدال وتكريم النساء وذلك بعد أن يلقوا بفتاويهم بتكفير هذا واهدار دم ذاك وسب ولعن كل من يعارضهم أو يأتي بفكر مخالف لما تربوا عليه من فكر وهابي وحنبلي .

نحن كمسلمون نعاني من كثير من كتب تراثية مليئة بالأخاديع وزيف الأمور ولا منطقية الفكر والعقل وقصص غريبة تم اختراعها وتواترها عبر الأجيال كقصة الرجل القاتل الذي قتل مئة نفس ثم تاب الى الله ثم مات فتنازعته ملائكة الرحمة والعذاب حتى قام الله بتقليص المسافة بينه وبين المدينة التي كان سيقصدها طلبآ للعفةو والمغفرة ، وذالك الذي خاف من عذاب القبر فطلب احراق جثته والقاء رماده في البحر فقام الله عز وجل بجمعها واعادة خلقه وأدخله الى الجنة لخوفه الكبير هذا من الله تعالى ، السؤال هنا ومن الذي شهد هذه الروايات ورآها بنفسه رؤى العين ليروي تفاصيلها الغيبية الخيالية الرائعة هذه .

ناهينا كما سبق وقلنا الأحاديث المخترعة على لسان الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم والتي تحض على العنف والتواكل وكراهية النساء وغير المسلمين ، فلا يجب ان ننسى ان كثيرآ من رجال الدين ومشايخه بنوا كثير من فتاويهم وأفكارهم على كثير من هذه القصص والروايات والأحاديث ، ولا يجب أن نأخذ كل ما يتفوه به مشايخ الدين على انه حقيقة وأمر مسلم به فهم في النهاية ما الا بشر مثلنا يمكن ان يصيبوا ويمكن ان يخطئوا شانهم شأن أمهر الأطباء والجراحين لا يملك في يده كل أسباب الحياة والموت على عظيم مهارته وعلمه ، ومن لا يصدق ذلك عليه أن يقرأ بعضآ من كتب التراث لعدد ممن يعدوا أعلامآ للفكر الاسلامي ويحكم بعد ذلك عقله لا عاطفته .

في النهاية الدليل على ان من يقرأ هذا المقال اذا كان من أصحاب فكر الديوثة والمتشددين أم لا ، أنه طيلة قرائته لهذا المقال وبعد فروغه منه فانه سيصل الى قناعة ان هذا المقال دعوة الى الفجور والمجون والزندقة ، وأقول له هذا بالضبط دليل على الطريقة التي يعمل بها عقلك فمن لا يوافقك فيما تذهب اليه من تطرف وتشدد وسواد فكري تداري به ضعفك تجاه النساء أو تجاه الحياة عمومآ فانك توصمه فورآ بهذا العار .

فعلى سبيل المثال البسيط لا الحصر فحين تجبرون النساء على لبس النقاب مخافة الفتنة كما تقولون ، فلماذا أولآ لا تنقبون الرجال أيضآ فهم فتنة للنساء ، ثانيآ والمال أيضآ فتنة ومضاره من نشر للفساد والافساد في المجتمع أشد من النساء فلماذا أيضآ (ولا أقول تلغون المال) وانما لماذا لا تمنعون السيارات الفارهة والمنازل والقصور الفخمة التي يمر عليها الناس جيئة وذهابآ واغلبهم لايملك هذا النعيم مما قد يدفعهم الى الشعور بالحقد والحسد وهو شعور انساني وبالتالي قد يدفعهم الى ارتكاب جرائم كالسرقة والرشوة وتمرير الفساد وتعزيز الافساد من اجل ان يمتلكوا ما حرموا منه وما يتمتع به غيرهم ، خاصة اذا كا غيرهم هذا ممن يعرفون برجال الدين الذين يتكسبون الملايين من جراء القنوات الفضائية وكتبهم وشرائطهم الدعوية ، فكما نعلم فان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وهو مبلغ الرسالة الاسلامية مات فقيرآ ودرعه مرهونة .

ان هذا المقال البسيط الى جانب غيره من الدراسات والكتب والمقالات الخاصة بي أو بغيري من المهمومين بقضايا أمتنا الاسلامية ، انما هو دعوة الى الفكر والتدبر والبحث عن المعاني الحقيقية لا الأشكال المظهرية لمكارم الأخلاق ، ودعوة الى التفاهم والعيش المشترك على أسس من الاحترام والمحبة المتبادلة وتقديس الأخلاق الحميدة لا العنيفة والمتطرفة والمغرقة في الظلام ، والأفكار والأشكال السطحية المظهرية والتي لن تؤدي الا الى نتائج عكسية ليس اقلها انتشار الشذوذ كما هو الحال في الدول المنغلقة والمغرقة في الظلام الفكري والتشدد الديني .



#أحمد_حمدي_سبح (هاشتاغ)       Ahmad_Hamdy_Sabbah#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خفايا تاريخ السلفيون والاخوان
- التربية الأسرية بين القسوة والتدليل
- بين الاتهامات ضد ايران ومبادرات الحل
- دفاعآ عن الاسلام من اضطهاد الاسلامويون
- المجتمع والزواج
- انهم يهينون الثورة المصرية
- مصر وايران يد واحدة
- الديموقراطية عند السلفيين
- أيتها المطلقات لا تزرعن الشوك
- مع السلفيين ... ذلك ضياع جدآ
- الحدود في الشريعة الاسلامية
- لماذا المطوعون ؟!
- خريطة طريق نحو تحقيق سلام عادل وحقيقي بعيدآ عن الأماني والاد ...
- فصل المقال فيما بين النظامين السوري واليمني من اتصال
- ساركوزي ، كاميرون .. أنتم رائعون ، أردوغان .. !!! ، أوباما . ...
- محبط من المجلس العسكري
- السلفيون واسرائيل
- العدل في الميراث و الشهادة
- تداعيات مقتل بن لادن
- لا يمكن احداث مصالحة مع التيارات الاسلامية


المزيد.....




- حرس الثورة الاسلامية: اسماء قادة القسام الشهداء تبث الرعب بق ...
- أبرز المساجد والكنائس التي دمرها العدوان الإسرائيلي على غزة ...
- لأول مرة خارج المسجد الحرام.. السعودية تعرض كسوة الكعبة في م ...
- فرحي أطفالك.. أجدد تردد قناة طيور الجنة على القمر نايل سات ب ...
- ليبيا.. وزارة الداخلية بحكومة حماد تشدد الرقابة على أغاني ال ...
- الجهاد الاسلامي: ننعى قادة القسام الشهداء ونؤكد ثباتنا معا ب ...
- المغرب: إحباط مخطط إرهابي لتنظيم -الدولة الإسلامية- استهدف - ...
- حركة الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة في الميدان اعطى دفعا قو ...
- الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة بالميدان اجبر العدو على التر ...
- أختري للعالم: هدف الصهاينة والأميركان إقصاء المقاومة الإسلام ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد حمدي سبح - بين اسلام عصري وماضوي