أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - هجرت الاخوة المسيحيين العراقيين وتفجير كنائسهم فتنة أخرى للقتلة من ايتام العهد الظلامي















المزيد.....

هجرت الاخوة المسيحيين العراقيين وتفجير كنائسهم فتنة أخرى للقتلة من ايتام العهد الظلامي


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 1019 - 2004 / 11 / 16 - 10:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الوطن هو القانون الذي يجمع العراقيين ويحمي وحدتهم وتآخيهم
عاشت الطوائف والفئات في العراق جنباً الى جنب متآخية ملتزمة بميثاق غير مكتوب أو مسنون من قبل دولة او برلمان او اي سلطة كانت تحكم العراق.. انما هو قانون طبيعي وضعه الناس حسب مصالحهم وعلاقاتهم، قانون لم يخرق الا بتحريض استغلت فيه مآرب ومصالح لتمرير مخططات خبيثة ولكن سرعان ما انكشفت تلك المخططات فعادت اللحمة من جديد واقوى من السابق، هذا القانون الذي نستطيع ان نطلق عليه قانون التآخي كان فيه ( الوطن ) والانتماء له الاساس، وما دام الوطن هو القانون فانه ظل محمي بدون عساكر جرارة ولا شرطة مدججة بالسلاح او أجهزة أمنية مختلفة، وطالما بقى الوطن هاجس الجميع فقد كانت تذوب فيه ذوات هذه الفئات والطوائف.
ولقد استمرت هذه الحالة عقود طويلة حيث كان العراقييون المختلفين في القومية والمذهب والدين يعيشون معاً ، يتضامنون في السراء والضراء ويقفون صفاً واحداً مع الوطن لأنه القانون الطبيعي الذي يجمعهم ويقاربهم ويآخايهم بشكل وثيق.
الا ان هذه المعادلة اصيبت ببعض الخلخل بعد انقلاب 1963 الدموي حيث انقلب الامر الى شيئ آخر وهو الولاء لحزب البعث والانتماء له بدلاً من الوطن، وازداد هذا الخطاب الفاشي وضوحاً بعد انقلاب 17 / تموز / 1968 الذي لم يكتف فقد بالرؤيا وانما في التطبيق فرفع شعار " كل العراقييين بعثيين وان لم ينتموا " اي اصبح الحزب فوق كل شيئ وازيح الوطن والتآخي الى مراتب متدنية من الشعارات القومية الفضفاضة التي لم يطبق منها الا حالة القتل والاستنفار والحرب والارهاب..
كان الوطن في العهود السابقة بما فيها العهد الملكي هو السائد، واعتبر الانسان بدون وطن ضياع في الهوية الوطنية..
لم تكن السياسة الدموية الارهابية الهوجاء غريبة عن فكر بعث العراق وبخاصة جناح أحمد حسن / البكر صدام حسين وكانوا عبارة عن ورثة القتلة المجرمين الذين جاءوا على ظهردبابة امريكية في انقلاب 8 شباط 1963 ولهذا ومنذ بداية انقلابهم الثاني وضعوا نصب اعينهم تفتيت وحدة العراقيين منطلقين من سياسة مبدأ " فرق تسد " السيئ الصيت، ومنذ البداية راحوا يتخلصون من حلفائهم الذين كانوا شركاء لهم في نجاح انقلابهم ، واستمر المسلسل المختلف حتى تم التخلص غيرالمأسوف عليه من رأس النظام القديم احمد حسن البكر ومجيء مهندس الاجرام والجريمة والتآمر والمؤامرة صدام حسين فكان بحق أحقر خلف لأحقر سلف حيث كانت البداية في سلخ جلود وقطع رؤوس رفاق دربه الذين لا يقلون عنه في الجريمة والاجرام والرؤيا السادية للذين يختلفون معهم في الرأي والعقيدة والايديولوجية ( لو تابع القراء كتابات ومقابلات رفاقه القدماء في الصحف والفضائيات وآخرهم عبد الكريم تايه في قناة الشرقية لتحققوا من صحة ما نقوله )
وطوال حكم الاخير كان الشعب قد تفرق واصبح هاجس الخوف والريبة هاجسهم حتى وصل الامر في العائلة الواحدة الى فقدان الثقة والخوف من الآخر فكيف الطوائف والفئات والقوميات المتعايشة في العراق، ولن نتحدث عن العلاقات الخارجية منها، القومية والوطنية مثلما يدعيه الفكر البعثي العراقي او العلاقات مع الجيران فالحروب الداخلية والخارجية التي شنت اكبر دليل على صحة قولنا.
ولكي لا نذهب بعيداً عما نريد توضيحه فنحن نود الاختصار في ذكر الحوادث والاعمال اللااخلاقية في عهد صدام حسين وننطلق من ان تلك السياسة المبنية على مبدأ " فرق تسد " التي انعكست بعد سقوط النظام الشمولي واحتلال العراق ثم مجيئ الحكومة العراقية المؤقتة وباعتقادي ستستمر تلك التأثيرات فترات طويلة نسبياًحتى بعد الانتخابات ومجيء حكومة منتخبة من قبل الشب العراقي.
لقد تطورت الاعمال الارهابية التي هدفها الاساسي ليس القوات المحتلة وانما وحدة الشعب العراقي بفعل تطور عملية الصراع من اجل الاستقلال واخراج القوات المحتلة من العراق وهذا الاخير اي عملية الصراع السلمي يحتاج الى الوحدة الموضوعية بين الشعب العراقي وتحقيق الهدف الموحد من اجل ان يكون العراق بلداً ديمقراطياً تعددياً فدرالياً تجري فيه الانتخابات بشكل حر وديمقراطي لكي يتحقق الهدف النبيل من اجل قيام المجتمع المدني الحقيقي بدلاً عن العسكرة والشعارات القديمة الكاذبة والفارغة والادعاء بالوطنية والقومية والدينية التي تهدف اساساً للسيطرة والتحكم والدكتاتورية ضد الآخرين لا غير. واكبر مثال السياسات التي اتبعت من قبل القوى القومية واعداء ثورة 14 تموز بعد انقلاب 8 شباط الدموي وحتى اسقاط النظام الشمولي.
ان عملية فرقة وحدة الشعب سياسة مخطط لها وهي ليست بالسياسة الجديدة فقد استخدمها وما زال يستخدمها الاستعمار القديم والجديد والتابعين له على مختلف انواعهم ومشاربهم.. ولهذا ومنذ احتلال العراق في 2003 بدأ هذا المخطط يتحرك باتجاه تنفيذ مراحله باختلاف الطرق والاساليب، كان البدء بالتلويح حول الحرب الطائفية بين الشيعة والسنة وتفجير الجوامع والمساجد والقيام بالاغتيالات والتلويح بالقتل والاتهام بالخيانة والتهديد العلني والمبطن ضد فئة دون أخرى ثم تحريض الصدر الصغير ودفع البلاد الى مستنقع الحرب الطائفية النتنة تحت شعار محاربة القوات المحتلة وهو شعار استغل من اجل ضربة وحدة الشعب وعندما لم يتحقق ذلك بدأ الحديث والعمل على الحرب القومية فكانت العلاقة العربية الكردية هي النقطة المركزية ومن اوليات ما تسعى اليه هذه القوى المعادية لوحدة الشعب ولما فاتهم تحقيق هذا الهدف تراجعوا الى الثانوي بتحريض الكرد والتركمان والعرب منطلقين من مسألة كركوك وكأن الكرد قوم طارئيين جاءوا من المريخ، وما زالت ورقة التوت " كركوك " تستخدم بين فترة واخرى الى جانب الاغتيالات والتفجيرات التي تحدث بين فنرة واخرى هناك.. بعد هذا المساسل الطويل الفاشل من محاولات زرع الفتنة الطائفية والقومية انتقل المخطط لزرع الفتنة بين الاديان وفي مقدمتهم الاخوة العراقيين المسيحيين واماكن عباداتهم والقيام بتفجيرها وتفجير محلات اعمالهم ثم القيام بالاغتيالات المبرمجة ضدهم، اشخاص وعوائل لكي يتم تهجيرهم ودفعهم باتجاه معاداة اخوانهم من المسلمين حيث تستغل هذه الخلافات والصراعات دولياً وكأن هناك حرباً دينية تجري ضد المسيحيين العراقيين الذين بقوا يتعايشون في العراق مع باقي أخوتهم من الاديان الاخرى منذ مئات السنين..
ولقد نجح المخطط بعض الشيء في هجرت عدداً غير قليل من الاخوة المسيحيين وبخاصة توجههم الى الشقيقة سوريا حيث ذكر وحسب المصادر التابعة لهم ان هناك حوالي ( 800 ثمنمائة الف مواطن عراقي مسيحي يتواجد في سوريا واكثرهم في دمشق ومنطقة مساكن برزة بالذات ) وهم يحلمون بالسفر الى كندا واستراليا كلاجئيين مثلما نشر مؤخراً ان الدولتين فتحت ابوابهما للمسيحيين العراقيين فقط )
نحن نعرف حجم هذه الكذبة التي تقول ان هذه الدول ستمنح هذا العدد الهائل موافقة الاقامة واللجوء في بلدانها، لأننا نعرف كيف يجري التخطيط الاقتصادي والسياسيي والاجتماعي والسكني والصحي وغيرها في هذه الدول، والكم غير الاعتيادي للأموال الطائلة التي ستصرف على هذا الكم البشري الهائل من الناس وما يتبعها من اجراءات اخرى اشد تعقيداً من مجرد الموافقة على القبول، ولهذا يرى المرء تلك الاعداد الهائلة وهي تموج في شوارع المدينة والاحياء السكنية منتظرة الفرج، فرج اللجوء.
من هو المسؤول؟ التفجيرات والاغتيالات لكي يترك المواطن مرتع صباه وتاريخ اجداده والعلاقة بالوطن هذا القانون الطبيعي، السياسة الدموية الهوجاء التي اتبعها النظام الشمولي في العراق ، الاحتلال وما تركه من سلبيات كان بالامكان تجاوز اكثرها.. لعلها جميعاً تشكل محوراً لكي تنتج بعد ذلك هذا النوع من الاخلاء والابتعاد لا بل الهروب الجماعي.. ولكن اهم قضية تفاعلت مع هذه المحاور الشعور بضعف الانتماء مع الوطن مع شديد الاسف ويبدوا ان المخطط لضرب وحدة العراقيين قد نجح في هذا المضمار بعض الشيء.. ولهذا يجب معالجة هذه التركةالجديدة من قبل الحكومة المؤقتة فهذا الكم البشري الهائل هم ذخر العراق وصلب وحدته الوطنية والا ماذا سنقول اذا نجح المخطط في اماكن اخرى ومع فئات وطوائف اخرى.. هل سنقول ان قانون الوطن اصبح في خبر كان..
كما انه واجب القوى الوطنية العراقية ومنظمات المجتمع المدني في العمل والتوضيح والدفاع الهجومي بدلاً من الاعتراض السلبي والضغط على الحكومة والمجلس الوطني المؤقت لكي يتم حماية اخوتنا من المسيحيين العراقيين وعوائلهم واعمالهم حتى يشعروا بالامان وان يوضح لهم ان هذا الهجمة هي جزء من هجمة اجرامية واسعة مخطط لها تريد رأس جميع العراقيين الشرفاء من جميع الاتجاهات القومية والدينية والمذهبية والايديولوجية وليس وحدهم فقط .



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المالح الثابتة في كل زمان ومكان
- لماذا اختيرت الفلوجة كقاعدة لارسال السيارات المفخخة وغيرها م ...
- الفرق الشاسع بين موت صدام حسين وموت الشيخ زايد وياسر عرفات
- تكرار الأحداث في التاريخ -مرة كمأساة ومرة ثانية كملها’ - حقي ...
- المصالح المشتركة في كل زمان ومكان هي الاساس في التعامل التكت ...
- القيامة الخاصة
- رد على السيدة صون كول جابوك / تلعفر همزة وصل للسيدة صون كول ...
- حماس الاسلامية الفلسطينية تريد تحرير العراق من ابنائه
- التغييب القسري لمفهوم الانسان والايديولوجية بمفهومها الانسان ...
- من يدري ؟
- مقترح مسودة لائحة الجرائم العظمى لصدام والفقرة الخجولة حول ا ...
- لا تنتظر
- وصرنا نصيح الخلاص
- قوافي نشيد البلاد
- اعلام مُضَلِلْ واعلام مُضَلَلْ الجزيرة والعريبة ساعة ما يسمى ...
- التدخل في شؤون لبنان بحجة التواجد السوري اهانة للشعب اللبنان ...
- ما زلت أتذكر محاضرة عن - البرجواوية - للشهيد عبد الجبار وهبي ...
- كيف يمكن معالجة عقدة كراهية الكرد والحقد عليهم..؟ ثم لماذا ه ...
- بعد التوقيع علـــــــى الــ ( 5 ) نقاط
- دعوة السيد علي السيستاني للزحف نحو النجف الاشرف


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - هجرت الاخوة المسيحيين العراقيين وتفجير كنائسهم فتنة أخرى للقتلة من ايتام العهد الظلامي