كمال سبتي
الحوار المتمدن-العدد: 1019 - 2004 / 11 / 16 - 09:25
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
في إحدى سنوات التسعينيات تزوجت شقيقتي الصغرى من شاب فللوجي كان يعمل في مدينة الناصرية بمؤسسة إنشاءات لا أعرف اسمها. كنت أنا _ آنذاك _كما تعرفون في المنفى ، ومازلت فيه.
وذهبتْ أختي مع زوجها إلى الفلوجة. وكانا يرسلان إليَّ بين الحين والآخر أخباراً وصوراً لهما ولأطفالهما.
وبعد الحرب وسقوط الدكتاتورية ، ذهبتُ إلى العراق ، لأرى أبي في الناصرية وأخوتي..
كان ذلك في السابع عشر من آذار من هذا العام.
وبعد مضي أقل من أربعة أيام عليَّ هناك توفي والدي فجراً ، فذهبت لأدفنه في مدينة النجف ..
وعدت لأقيم الفاتحة في الناصرية فأنا أسنّ الأبناء..
وجاءت أختي من الفلوجة لتحضر الفاتحة ولتراني بعد طول فراق..
جاء معها أيضاً زوجها ووالده – خطيب جامع في الفلوجة.
روت لي أن ثلاثة من أشقاء زوجها معتقلون في أبي غريب بتهمة المقاومة ، وأن عمها والد زوجها طلب من ابنه ( الذي يسوق السيارة) زيارة مرقد الحسين أولاً قبل الوصول إلى الناصرية.
سألتها: هل زار كربلاء من أجلك ؟
قالت : من أجل أبنائه الثلاثة. ثم قالت : إن أبناء الفلوجة يزورون العتبات المقدسة "الشيعية" سنوياً..
***
في بيت شقيقي الآخر ، كان والد زوجته - مؤذن جامع كبير في الناصرية ، يتحاور مع خطيب جامع في الفلوجة ، وكنت أنصت إليهما :
قال والد الزوجة : انظرْ ، نحن نسكن قرب الجسر الإستراتيجي وقد مر الأميريكان من هذا الجسر ، لو أن صدام لم يكن طائفياً و يفرق بيننا ، لما استطاع أميريكي واحد أن يمر..
تصنع والد الزوج تفهماً مّا.
غيرتُ موضوع الحوار مفكّراً في عائلتي العلمانية وقد وفد إليها نسباء أصوليون..
* * *
هاتفُ شقيقتي في بيتها بالفلوجة لايرن منذ دهور..
وعائلتي في الناصرية لا تعرف شيئاً عن شقيقتي..
بل لم أستطع منذ أيام الكلامَ ، هاتفياً ، مع أحد منهم ، أو قل الصراخ..
هولندا
15-4-2004.
#كمال_سبتي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟