|
ماقاله البارزاني في مؤتمر -روما للشرق الأوسط -
صلاح بدرالدين
الحوار المتمدن-العدد: 3419 - 2011 / 7 / 7 - 15:42
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
في مؤتمر بالعاصمة الايطالية - روما - قبل أيام عقد خصيصا لبحث ومتابعة وتقييم مايجري في بلدان الشرق الأوسط وشمال افريقيا والمعروف بموجة الربيع العربي تكلم فيه العديد من السياسيين ورجال الدولة والمثقفين من أوروبا والشرق الأوسط والولايات المتحدة الأمريكية وطرحوا رؤاهم حول طبيعة الثورات والانتفاضات المندلعة منذ أواخر العام المنصرم وبدايات العام الجاري واستشراف مستقبلها ونتائجها في أكثر من بلد كتونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا والبحرين أو بلدان مرشحة أخرى مثل الجزائر وغيره ومهما ظهرت التباينات واختلفت الاجتهادات الا أن مجرد عقد مؤتمر بهذا الحجم وفي هذه الظروف يعني الكثير لشعوبنا التواقة الى الحرية وبالدرجة الأولى حقيقة أن انتفاضات الشباب قد أثارت اهتمامات الرأي العام العالمي والقوى الديموقراطية المحبة للسلام ودفعت بنخب أوروبا وأمريكا أكثر من مرة وفي أكثر من مكان الى مراجعة مايجري وسبر أغوارها بحثا وتقييما في أجواء مازالت حكوماتها تتردد في اتخاذ الموقف السليم من قضايا شعوب منطقتنا في الحرية والخلاص والتغيير الديموقراطي وفي فك تحالفاتها نهائيا مع أنظمة القهر والاستبداد وعدم الاذعان للرغبة الاسرائيلية في التعامل المرن مع أنظمة محددة مثل النظام السوري . كانت كلمة القائد السياسي الشاب السيد نيجيرفان بارزاني الذي أناب عن السيد رئيس اقليم كردستان من بين أبرز المداخلات وأكثرها عمقا ووضوحا تجاه مايجري في العراق خصوصا والمنطقة بصورة عامة فعلى صعيد العراق أكد على المبادىء التالية : أولا – أن انجازات العراقيين في الخلاص من الدكتاتورية والسعي الحثيث لاعادة بناء الدولة العراقية التعددية الجديدة وتنشيط العملية السياسية وافتتاح آفاق مشجعة أمام التطور الاقتصادي والاجتماعي كانت من نتائج اسقاط النظام الشمولي المستبد في اطار الطموحات العظيمة لتحقيق التغيير الديموقراطي الذي يتوق اليه شعوب المنطقة كافة وبمجرد ازالة نظم الاستبداد لن يتحقق كل شيء بل تبدأ المعركة السياسية التي قد تقصر أو تطول في مناخ قبول البعض . ثانيا – وفي مجال المستقبل العراقي وضمان سير العملية السياسية الديموقراطية حدد ثلاثة من المهام التي تحتاج الى انجاز سريع منها «حاجة العراق إلى إعادة بناء الثقة بين قياداته وكتله السياسية، خصوصا أن الثقافة البعثية التي رسخها النظام السابق ما زالت لها جذور في عقلية وذهنية الكثير من القادة السياسيين بالبلد، وبناء عليه يجب على الناخب العراقي أن يدرك أن السياسي العراقي الذي يختاره، يجب عليه أن يتعامل مع الآخرين بشكل سلمي وفقا لمبدأ التضامن والشراكة والقبول بالآخر» و " العمل على ترسيخ وتثبيت أسس النظام الفيدرالي في العراق، فالبلد يحتاج إلى نظام مؤسساتي فيدرالي كما تم تثبيت ذلك في الدستور العراقي، وهو نظام يتيح ويمنح صلاحيات وسلطات أوسع للأقاليم لضمان ابتعاد العراق عن النظام المركزي الذي دمر البلد، وهذا النظام معمول به في الكثير من الدول الأوروبية وأميركا الشمالية وبلدان في آسيا وغيرها من الدول، ولذلك فإن الكرد مصرون على تثبيت ذلك النظام في العراق، وليس هناك أي مبرر على الإطلاق للقول بأن هذا النظام سيفشل عند تطبيقه في الشرق الأوسط». و " مشكلة المناطق المتنازع عليها وضرورة البحث عن حل لها بما يضمن تصحيح أوضاعها وإنهاء آثار الظلم الواقع على سكانها جراء السياسات العنصرية التي اتبعها النظام السابق، ونحن نؤكد من على هذا المنبر أنه لا يمكن تثبيت وتحقيق السلام في العراق من دون إيجاد الحلول الواقعية لمشكلة تلك المناطق بما يتيح لسكانها فرصة تقرير مصيرهم بأنفسهم كما ورد ذلك في الدستور». ثالثا - وحول تجربة الحكم في كردستان قال «نحن في كردستان نواجه أيضا الكثير من التحديات السياسية والاقتصادية، ولكن تجربتنا الديمقراطية في الحكم وتطورها سيساعدنا على مواجهة جزء من تلك التحديات، فهذه التجربة تتطور يوما بعد يوم بشكل غير مسبوق في بقية مناطق العراق، ونحن كمجتمع تعددي يضم مختلف القوميات والأديان لدينا خلفية ثقافية متينة للتعايش السلمي والأخوي بيننا، وعلاقاتنا تقوم على أساس الاعتراف والقبول بالآخر، ولذلك أبدينا استعدادنا لاحتضان الآلاف من الإخوة المسيحيين واللاجئين الآخرين من مختلف مدن ومناطق العراق، ونعمل على إيوائهم واستضافتهم بالإمكانيات المتاحة أمامنا، بل وإننا سوف نعمل على توفير فرص العمل لهم وفقا للظروف والإمكانيات ". وبمناسبة تطرق البارزاني الى التجربة الكردستانية الواعدة يجدر الانتباه الى أن الحركة الكردية ومنذ عقود طويلة وقفت في الصفوف الأمامية للمعارضة الوطنية العراقية وقدمت التضحيات الجسيمة أمام الآلة العسكرية للنظام العنصري المستبد وظلت مناطق كردستان العراق لآجال طويلة رهن الحصار وحروب الابادة والأسلحة الكيمياوية والأنفال والتهجير والمقابر الجماعية وتعرض شعبه بكل القوميات والمكونات والتيارات السياسية الى مئات الأمواج من الهجرة والتشرد والاقتلاع كان آخرها الهجرة المليونية الى ايران وتركيا مما أدت الى – خدش حياء – المجتمع الدولي ليعلن عن منطقة عازلة ( مازال البعض من القومويين الموتورين يعيرون الكرد بذلك تشكيكا بوطنيتهم العراقية ) انقاذا لأرواح المواطنين المسالمين من أسلحة نظام صدام الفتاكة والمحرمة دوليا . رابعا – كان ربيع الانتفاضات والثورات العربية حاضرا في مداخلته حيث قال : «في الوقت الذي يرحب فيه المجتمع الدولي بالربيع العربي وما يحمله من البشائر للشعوب العربية، هناك تساؤلات حول الصيف العربي الذي يليه، فمصير الملايين من شعوب الشرق الأوسط مرتبط بالقرارات السياسية المتوازنة الذي تصدر عن المجتمع الدولي، فربيع كردستان كان بحاجة إلى أكثر من ثلاثة عقود لكي يحل ويتحرر فيه الشعب الكردستاني، ولكننا استطعنا خلال الفترة الماضية من الصمود وبذل الجهود من أجل بناء تجربتنا الديمقراطية، ومن الممكن لشعوب المنطقة أن تقتدي بتجربة شعب كردستان في نضالاته من أجل الديمقراطية كمثال حي، وأن تتفهم تلك الشعوب بأن رياح الديمقراطية التي هبت على المنطقة حاليا بإمكانها أن تغير أوضاع الناس وأن تحقق لهم حياة أفضل » . نحن السورييون كشعب متنوع نعيش في بلد متعدد القوميات والأديان والمذاهب والعقائد الثقافية والمواقف السياسية أحوج مانكون اليوم وفي ظل انتفاضة الشباب المستمرة والمتعاظمة وأمام اصرار نظام الاستبداد على المواجهة ورفض ارادة الشعب والتمسك بالحل الأمني وفي ظروف تشهد المزيد من الألاعيب والمخططات الأمنية والتكتيكية الرسمية بهدف الاستفادة من عامل الوقت والتغلغل في صفوف – المعارضات – باسم الحوار والتفاوض والتفاهم وخاصة الوسطية منها وغير المؤمنة بشعار اسقاط النظام بل بتجميله والبعيدة مسافات عن القيادات الميدانية الشبابية المنتفضة بل المشككة ضمنا في مصداقيتها وتأهلها لقيادة مرحلة التغيير أقول نحن جميعا مسؤولون أمام شعبنا والتاريخ لتحقيق الانتصار على نظام الاستبداد مهما كلف من تضحيات والسبيل الى ذلك يمر حصرا في الوقوف مع الانتفاضة وشعاراتها والتعامل من تجربتها الوليدة الخاصة بتعميقها وتطويرها والاستفادة من تجارب الآخرين خاصة في البلدان القريبة التي تتشابه وتتماثل في طبيعة الأنظمة وفي التعددية كما أشار اليها البارزاني حول تجربة كردستان العراق في مجال الصمود وتحمل الصعاب والآلام والتعددية وقبول الآخروجودا وحقوقا في المجالات القومية والدينية والمذهبية حتى لايبقى أي مجال لخوف البعض من الآخر ويتم طمأنة الجميع على الحاضر والمستقبل والتفاف الجميع ومشاركتهم في عملية التغيير الديموقراطي .
#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحق الذي يراد به الباطل
-
المعارضة - الوسطية - في زمن الانتفاضة
-
- ثرثرة - في سميراميس دمشق
-
لاتعبثوا بانتفاضتنا فهي السبيل نحو التغيير
-
أيها السورييون : شدوا الأحزمة
-
في تعريف أمن الشعب والوطن
-
حديث على هامش الانتفاضة السورية
-
مؤتمر التغيير السوري في – أنتاليا – ( 3 )
-
مؤتمر التغيير السوري في – أنتاليا – ( 2 )
-
نداء من صلاح بدرالدين الى شعبنا الكردي السوري العظيم
-
مؤتمر التغيير السوري في - أنتاليا - ( 1 )
-
لاصوت يعلو على انتفاضة الشباب
-
في جدلية الداخل والخارج
-
معركة البقاء في الساحة السورية
-
تأملات في راهنية القضية السورية
-
في رحاب - جمعة الحرائر -
-
جردة حساب على هامش الانتفاضة السورية
-
المتحول الكردي في الانتفاضة السورية
-
الانتفاضة السورية تتوج المصالحة الفلسطينية
-
الصراع في سوريا وليس عليها
المزيد.....
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
-
اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا
...
-
الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
-
اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
-
مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع
...
-
رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51
...
-
العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل
...
-
أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع
...
المزيد.....
-
مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية
...
/ وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
-
عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ
...
/ محمد الحنفي
-
الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية
/ مصطفى الدروبي
-
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني
...
/ محمد الخويلدي
-
اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963..........
/ كريم الزكي
-
مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة-
/ حسان خالد شاتيلا
-
التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
/ فلاح علي
-
الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى
...
/ حسان عاكف
المزيد.....
|