أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - جواد البشيتي - ردٌّ على أسئلة وتساؤلات















المزيد.....

ردٌّ على أسئلة وتساؤلات


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3419 - 2011 / 7 / 7 - 15:41
المحور: الطب , والعلوم
    



شكراً أستاذ وليد مهدي على حُسْن الفهم؛ فالفَهْم الأوَّلي هو أنْ يَفْهَم القارئ، وأنْ يُحْسِن فَهْم، الكاتب في ما كَتَب، وكأنَّه الكاتب نفسه؛ لِنَقْرأ؛ لكنَّ التحدِّي الأعظم هو أنْ نَفْهَم (أوَّلاً) ما نقرأ.

ليس لكل سؤالٍ جواب؛ والدليل على ذلك هو أسئلتكَ التي هي من جِنْس الأسئلة المُسْتَفِزَّة للعقول، والتي تتحدَّانا أنْ نجيبها؛ وأنا أعْلَم أنَّنا لو أجَبْناها لاكتَشَفْنا أنَّ في "الحقيقة"، التي جاءت بها الإجابة، من الغرابة ما يجعلها فَوْق الخيال.

إنَّني، أوَّلاً، مع مبدأ "استئناف التفكير في الظواهر نفسها"، أي في الظواهر التي أرادوا لها تفسيراً، فكانت "الفرضية"، أو "التفسير الافتراضي"؛ ثمَّ جَمَعوا لهذه "الفرضية" ما يكفي (أو ما اعتبروه كافياً) من "الأدلة"؛ فتحوَّلت "الفرضية" إلى "نظرية"؛ ثمَّ اتَّخذوا من هذه "النظرية" مقياساً يقيسون بها "الصواب" من "الخطأ" في آراء ووجهات نظر أخرى.

من ذلك، على سبيل المثال، "ملاحظة هابل"؛ فلقد لاحظ أنَّ المجرَّات (أي "مجموعات المجرات") تتباعد وكأنَّها تتنافر.

تلك كانت الملاحظة، أي "الظاهرة (الكونية)" التي لوحِظَت؛ ولقد جاءت نظرية "الانفجار الكبير" تفسيراً افتراضياً لها.

لستُ ضدَّ هذا؛ لكنَّني مع "استئناف التفكير" في "الظاهرة نفسها" التي لاحظها هبل؛ فربَّما نتوصَّل إلى "تفسير افتراضي" آخر، ويَلْقى من تأييد "الأدلة الجديدة" ما يُحوِّله إلى "نظرية كوزمولوجية" تتفوَّق على نظرية "الانفجار الكبير (أو على بعضٍ من أركانها)"، لجهة توافقها مع "الحقيقة الموضوعية".

"الظاهرة (مع ملاحظتها)" تبقى؛ لكن "فرضيات التفسير والتعليل" يمكن ويجب أنْ تتغيَّر، وصولاً إلى "نظرية (كوزمولوجية)"، يعلو فيها أكثر، وفي استمرار، منسوب "الحقيقة الموضوعية"، من غير أنْ نعلِّل أنفسنا بوهم "الحقيقة النهائية المُطْلَقَة".

إنَّكَ (وهذا من حقِّكَ وحقِّ غيركَ) أنْ تَفْتَرِض، أو أنْ تأخذ بافتراض، التضاد في خواص الجاذبية بين "المادة" و"المادة المضادة".

سأَفْتَرِضْ (معكَ) وجود نجم (مثلاً) من المادة المضادة Antimatter.
هذا النجم (الافتراضي) تتألَّف مادته، أساساً، من "الهيدروجين المضاد (والهليوم المضاد)"، أي من "بروتونات مضادة (سالبة الشحنة)" ومن "إلكترونات مضادة (موجبة الشحنة)"، وتسمَّى "بوزيترونات".

إنَّنا نتعرَّف النجم وخواصه من خلال الضوء الذي يَصِل إلينا منه؛ لكنَّ الضوء يتألَّف من "فوتونات"؛ و"الفوتون المضاد" هو نفسه "الفوتون (الذي نَعْرِف)"، فلا فَرْق (كالفَرْق بين الإلكترون والبوزيترون) بين "الفوتون" و"الفوتون المضاد"؛ لا فَرْق بينهما؛ لأنَّهما "جسيم واحد".

من ضوء ذلك النجم الافتراضي لن نتوصَّل إلى ما يؤكِّد لنا أنَّ هذا النجم يتكوَّن من "مادة مضادة".

ثمَّة "ظاهرة كونية" هي ظاهرة "استجماع وتركيز وضم وحشد وتكتيل وشدِّ المادة (في الكون) لتكوين أجسام كالنجوم والمجرَّات".

إنَّ "المادة"، بدءاً من "المادة المتناهية في الصِّغَر"، تميل (ميلاً "فطرياً") إلى التجمُّع والاحتشاد والتركُّز والتكتُّل..

هذه الظاهرة احتاجت إلى تفسير، فكانت "الجاذبية" هي "التفسير الافتراضي"؛ ولقد نُسِبَت هذه الظاهرة إلى "الجاذبية"، التي اعْتُبِرَت، في بعضٍ من تعريفها، "قوَّة" إليها يُنْسَب تَجَمُّع وتركُّز وتكتُّل المادة (بدءاً من المادة المتناهية في الصِّغَر).

لِنَعُدْ الآن إلى نجمنا المضاد الافتراضي؛ وَلْتَتَخَيَّل أنَّكَ ذَهَبْتَ إليه، وهبطتَ على سطحه؛ فما هي العواقب المتخيَّلة؟

أنتَ مصنوع من "مادة عادية"؛ ولسوف يترتَّب على ذلك أنْ تتبادل مادتكَ (العادية) الفناء مع جزءٍ من المادة المضادة لسطح النجم. وهذا "الفناء المتبادل"، ودرءاً لسوء الفهم، إنَّما يعني أنْ تتحوَّل مادة جسمكَ العادية والمادة المضادة إلى "طاقة خالصة"، أي إلى "فوتونات".

أنتَ تحسَّبتَ إلى هذا الأمر، فَعَزَلْتَ مادة جسمكَ (في طريقة ما) قبل هبوطكَ على سطح النجم المضاد، أي جَعَلْتَها بمنأى عن خطر تبادُل الفناء مع مادة النجم المضادة.

إنَّكَ بعد (وبفضل) عَزْلِكَ لمادة جسمكَ (العادية) وَجَدَتَّ أنَّكَ لا تسقط سقوطاً (متسارِعا) إلى سطح هذا النجم، وإنَّما تَبْتَعِد (أو ترتدُّ) عنه ابتعاداً متسارِعاً (تسارُعاً سلبياً، أي تبتعد عنه بسرعة متضائلة لا متزايدة).

لكن، لاحِظْ أنَّ هذه الظاهرة، ظاهرة "الجاذبية السلبية أو المضادة (في معناها هذا)"، ظاهرة مشروطة بـ "العَزْل"؛ فإذا استطعتَ (في طريقة ما) عَزْل أحد النوعين من المادة بما يمنع تبادلهما الفناء فإنَّك ترى، عندئذٍ، ظاهرة ارتداد المادة المعزولة (وبسرعة متضائلة) عن المادة الأخرى.

والسؤال الآن هو: هل لهذا "العزل" من وجود، أو من طريقة بفضلها يصبح موجوداً، على النطاق الكوني (لا ضمن المختبَر فحسب)؟

و"المادة المضادة" ينبغي لها أنْ تشتَرِك مع "المادة العادية" في الميل إلى التجمُّع والتركُّز والتكتُّل..، وإلاَّ استحال وجود النجم المضاد مثلاً.

حتى الآن لم نرَ، على النطاق الكوني، من الظواهر إلاَّ تلك التي لا تفسير لها (حتى الآن) إلاَّ "الطاقة الداكنة"، بصفة كونها سبب وعِلَّة "تسارع تمدُّد الفضاء بين مجموعات المجرَّات"؛ فهذا النوع الغريب من الطاقة هو الذي يبدو لنا "ضديد الجاذبية" على النطاق الكوني.

إنَّني معكَ في أنَّ "الصِّفْرية"، في "الزمكان"، أو في أبعاد المكان والزمان، بعيدة كل البعد عن روح ومنطق الفيزياء والرياضيات معاً.

"الحجم الصِّفْري"، و"التوقُّف التام للزمن"، ليسا، على ما أرى، إلاَّ ميتافيزياء متسربلة بشيء من لغة الفيزياء.

وأُضيف إلى ذلك أنَّ "النهاية الكمية المفتوحة"، أي "الزيادة (أو النقص) إلى ما لا نهاية"، ليست من المنطق الفيزيائي في شيء؛ فهل (على سبيل المثال) من وجود للماء (السائل) الذي ظلتَّ حرارته تنمو وتزداد حتى أصبحت (مثلاً) 120 درجة مئوية؟!

إنَّ أسوأ تصوُّر لـ "الكمية" هو الذي يقوم على الفصل بينها وبين "الكيفية"؛ ومن قبيل ذلك، تَصَوُّر "الكون الذي يتمدَّد إلى ما لا نهاية". إنَّ عيب هذا التصوُّر يكمن في كون القائلين به يضربون صفحاً عن حقيقة أنَّ الكون لا يتمدَّد، ولا يمكنه أن يتمدَّد، وأنْ يزداد ويتسارع تمدُّداً، من دون "العاقبة الحتمية" لذلك، ألا وهي إنتاج، وزيادة إنتاج، أسباب وعوامل وقوى وظروف انكماشه وتقلُّصه.

وعلى سبيل المثال، أقول متسائلاً في استغراب: هل للنجم أنْ ينقبض ويتقلَّص في نواته (بسبب الجاذبية) من غير أنْ يُنْتِج هذا الانقباض والتقلُّص (وفي الوقت نفسه) أسباب وعوامل وقوى تمدُّد النجم (قوى الضغط الحراري)؟!

القائلون بالتوقُّف التام للزمن (بالحركة أو بالجاذبية) إنَّما يجهلون، أو يتجاهلون، "نسبية الزمن"، فأنتَ لو دَخَلْتَ في جوف "ثقب أسود" لَمَا رأيْتَ توقُّفاً في الزمن عندكَ، فساعتك تتحرَّك عقاربها على نحو عادي، وقلبكَ يظل ينبض 70 نبضة في الدقيقة الواحدة، بحسب ساعتك، وإذا كان مُقدَّراً لك أن تعيش 80 عاماً فسوف تعيش.

إنَّني أنا الذي أراقبكَ من على سطح الأرض (مثلاً) أرى البطء الشديد (والذي يكاد أنْ يصبح توقُّفاً تاماً) في سير الزمن (والأحداث) عندك. أرى مثلاً أنَّ عقرب الثواني في ساعتك لن يتقدَّم ثانية واحدة إلاَّ بعد انقضاء ملايين، إنْ لم يكن بلايين، السنوات الأرضية.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا نحتاج إلى تخطِّي التناقض بين نيوتن وآينشتاين؟
- ردود على ردود
- معالي الوزير.. سعادة النائب!
- في القرآن.. لا وجود لفكرة -الخلق من العدم-!
- هذه هي خُطَّة بشار للبقاء!
- هذا المسخ والتشويه ل -مادية- المادة!
- هذا التشويه لحقيقة الثورات العربية!
- الفصل بين -الرأسمال- و-الصحافة-!
- -الاقتصاد السياسي الإسلامي-.. حديث خرافة!
- -حزب الله-.. هل اختار أنْ يشارِك بشار مصيره؟!
- -حُرِّيَّة الإرادة- بين -الدِّين- و-العِلْم-!
- هكذا تكلَّم الرئيس بشار!
- في الحركة والسكون
- ميثولوجيا عربية تسمَّى -الإصلاح-!
- المشتبهات في حرِّيتنا الإعلامية!
- في فلسفة -الراتب-!
- الأُمَّة بصفة كونها -مَصْدَر السلطات-!
- سورية.. حتى لا يتحوَّل -الربيع- إلى -خريف-!
- -الاقتصاد السياسي- للإعلام!*
- جبريل يقود -الفرقة الرابعة- في مخيم اليرموك!


المزيد.....




- اضطراب الوسواس القهري عند الأطفال.. الأعراض وطرق العلاج
- استشارات طبية.. كيفية التعامل مع قصر النظر عند الطفل
- فوائد العسل لتقوية مناعتك في الشتاء
- بكتيريا السالمونيلا الضارة تخفي مفتاحا لعلاج سرطان الأمعاء! ...
- الرغبة في مضغ الثلج قد تكون علامة على هذا المرض
- الطيران المسيّر للاحتلال يستهدف مجددا الكوادر الطبية لمستشفى ...
- أفضل نمط حياة لصحة القلب وفحوصات مهمة
- عاجل | مراسل الجزيرة: إصابات بين الطواقم الطبية في مستشفى كم ...
- إصابة 3 من الطاقم الطبي لمستشفى كمال عدوان شمال القطاع بطائر ...
- راقب لعب طفلك وانفعالاته.. علامات وعلاج اضطراب ما بعد الصدفة ...


المزيد.....

- هل سيتفوق الذكاء الاصطناعي على البشر في يوم ما؟ / جواد بشارة
- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - جواد البشيتي - ردٌّ على أسئلة وتساؤلات