أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمزة رستناوي - الله أكبر.. و الدعوة للتكبير كفعل احتجاجي ؟!














المزيد.....

الله أكبر.. و الدعوة للتكبير كفعل احتجاجي ؟!


حمزة رستناوي

الحوار المتمدن-العدد: 3419 - 2011 / 7 / 7 - 13:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الله أكبر هو العبارة الاستفتاحيّة للأذان و هو ربّما الشعار الأكثر شهرة عند المسلمين, هو لا يخص طقوس العبادة فقط كرفع الأذان أو مناسك الصلاة و الحج و غيرها, و لكن المسلمون يستخدمونه و في سياق مواكب لأحداث الحياة اليوميّة سواء أكانت شخصية - عائلية – اجتماعيّة -سياسيّة .

فصلاحيات شعار الله أكبر تتجاوز ما هو ديني بالخاصة, ليكون شعاراً يعبّر عن التفاعل النفسي الحي و بإيقاع مرتفع مع حدث أو موقف .

فأثناء دراستنا الإعدادية و في مقرر التربية العسكرية : أتذكّر ما كُتِبَ فيه , وبما معناه : "عندما يقترب العدو إلى مسافة أمتار من الخندق الدفاعي اسحب صمام الأمان من القنبلة , و أرمها باتجاه العدو مردّدا و بصوت مرتفع : الله أكبر"

فهل من شأن هذا الحدث الافتراضي و إلقاء قنبلة على العدو و صيحة "الله أكبر" أن يثير أي حساسيّة من النوع الطائفي أو المذهبي؟

لا أعتقد بذلك, ف: "الله أكبر" تتجاوز أن تكون شعار طائفي أو مذهبي, و يمكن حتى للأخوة الغير مؤمنين بالله تفهّم ذلك . فليس المقصود بها غير المؤمنين بالله و كذلك ليس المقصود بها فئة من المؤمنين ضد فئة أخرى , و هذا هو الأصل في الله أكبر ,ما لم نجد قرائن خاصّة للحدث تنفي ذلك .

ما دفعي لكتابة هذا المقال جدل حول التكبير, كإحدى الشعارات التي رفعتها الحركة الاحتجاجيّة السورية.

"باتت الموضة أن يكبروا في الليل ويخرجوا في تظاهرات بعد صلاة الجمعة"، بهذه الجملة لخص الأمين القطري المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم في سورية محمد سعيد بخيتان، حال عدد كبير من السوريين كل ليلة تقريبًا

بالوقوف عند صلاحيات شعار التكبير نجد:

أوّلاً: السياق الكلامي للتكبير

مثلا:ً الله أكبر ..الله أكبر ..الله أكبر حرّية. فهذا سياق ذو صلاحية كبيرة كونه يؤكّد على الحرية كشعار مجمّع للمتظاهرين, و على الحريّة كشرط بدهي لأي فعل وطني سياسي . و إذا كنا نجد من يتحفّظ على شعار الله أكبر – بغض النظر عن نسبتهم- فلن نجد من يتحفّظ على شعار الحريّة , سوى معتلّي البداهة.

ثانيا ً: القصديّة

و كمثال: مشهد متظاهر سلمي جرح بالرصاص الحي , و من حوله أناس يحملونه بغية إسعافه , أو مشهد لآخر قُتِلَ و فارق الحياة و من حوله أناس متأثرين يردّدون الله أكبر ..الله أكبر .. الله أكبر عالظالم .

فهنا يكتسب شعار الله أكبر قيمة حيوية مضاعفة من حيث دلالته: فالله أكبر من كل الظلمة و المتجبرين , الله الخالق و نحن البشر مخلوقين, هنا تذكير للبشر بحقيقة كونهم مخلوقين و عبيد/ عباد لله. و منه الآية القرآنية " الله أمكر الماكرين- الله المتكبّر الجبار..الخ".

ثالثاً: التكبير من مآذن الجوامع مترافق مع شعار حي على الجهاد:

هنا نحن أمام انحراف عن التوظيف السياسي الحيوي لشعار الله أكبر للأسباب التالية :

-عدم الفصل بين السياسي و الديني , و ما قد يتبعه ذلك من توظيف الديني لمصالح سياسيّة ,خاصة أن المجتمع السوري ذو تركيب طائفي متنوع , و متنوّع ضمن السنّة أنفسهم , و تكتسب هذه السلوكيات خطورة أكبر في المدن ذات الأحياء و التوزيع السكاني المختلطة.

حيث أنّها قد تُفهم في سياق تحريض طائفي على الأخوة العلويين مثلاً أو غيرهم .

حيث أنّ الجهاد في المنظور الإسلامي التقليدي يكون ضدّ الكفاّر, و الكفّار و التكفير – مفهوم لاهوتي إشكالي - يشمل فئات من مكوّنات الشعب السوري وفق بعضهم , و خاصّة أنه ما زال و على نطاق واسع يماثل بين الكافر و العدو .

إن الفصل الإجرائي بين السياسي و الديني ليس مطلوبا في المرحلة الحالية فقط , بل إنه سيكتسب أهميّة خاصة عقب ظهور أي نظام ديمقراطي للحكم في سوريا كذلك.

-إنّ وجود تجربة سابقة في سوريا في عقد الثمانينات من القرن الماضي حيث قام الأخوان المسلمون في مدن مثل حماة بالتكبير و الدعوة للجهاد عبر مكبّرات الصوت على المآذن

و ما قد تستدعيه هذه الذكريات من تأثير سلبي و تخوّفات لجهة طبع الحراك الشعبي السلمي الآن بصبغة أخوانية طائفية تضر بمصالح الانتفاضة الوطنية السلمية .

-إن دعوات الشيخ عدنان العرعور للتكبير من على سطوح و شرفات المنازل أو عبر مآذن الجوامع, في المدن التي يجتاحها الجيش أو تسيطر عليها القوى الأمنية و الشبيحة .يحمل صلاحيات متفاوتة , فمن جهة هي تأكيد على بقاء النَفَسْ الاحتجاجي على قيد الحياة , و دلالته الإصرار و الاستمرارية , و لو على الصعيد النفسي , و هي كذلك فعل تضامني للأهالي في وجه جبروت القوة . إنّ هذه الصلاحيات يمكن تطويرها بإضفاء و إضافة محتوى سياسي وطني و محتوى قيمي عام على هذه التكبيرات و مثاله ( الله أكبر عالظالم) أو استبدالها بشعارات ذات طبيعة سياسيّة وطنيّة و مثالها ( الله – سوريا- حريّة و بس)

و ليس في ذلك انتقاصاً أو تقليلاً من شأن التكبير كشعار و رمز للمؤمنين .

و من جهة أخرى من شأن هذه الدعوات و هذا السلوك عند شيوعه و تبنّيه استراتيجيّا أن يزيد إمكانية التحريض الطائفي ,,, و لو بشكل غير مقصود لذته , و يقيم صلة ترابط بين الديني و السياسي ,تسخِّر الثاني لصالح الأول مما يضر بمشروع الدولة المدنية الديمقراطية المنشودة.





#حمزة_رستناوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصالح برهان غليون و النداء الأخير للتعاون ج1/2
- مصالح أدونيس و وحدة معايير حقوق الإنسان من منظور المنطق الحي ...
- مصالح أدونيس و وحدة معايير حقوق الإنسان من منظور المنطق الحي ...
- ملاحظات على هامش مؤتمر السميرا ميس للمعارضة السورية
- مصالح الشرعية الثوريّة – في سوريّا - من منظور المنطق الحيوي ...
- مصالح الشرعية الثوريّة – في سوريّا - من منظور المنطق الحيوي ...
- عن الحساسيّة الطائفية في خطاب الشيخ العرعور
- عن سوريا و إشكالية الولاء الديني و السياسي؟
- حوار متعدّد الأصوات لمثقفين سوريين.الحدث السوري: بين الثورة ...
- العطاء
- قراءة في مجموعة - ماء و أعشاش ضوء- للشاعر عباس حيروقة
- عن الشيخ الخليلي و حوران و حديث الطائفيّة
- في سوريّا: عن الإسلام السنّي و حديث التطرُّف؟
- العلاج النفسي و العلاج بالقرآن
- قصائد عن :الخائفين و الخسائر و سلالة المانشو
- في سوريا الآن : جدليّة الدين و العلمنة , المسجد و الساحة الع ...
- قصائد عن: هواجس الجندي و الهجاء و الرجل الشجاع
- هل السوريون متخلّفون؟! محاولة للإجابة؟
- إعادة إنتاج الطائفية – فتوى ابن تيمية نموذجا
- في بلادي ثمةَ قبرٌ لبلادي


المزيد.....




- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمزة رستناوي - الله أكبر.. و الدعوة للتكبير كفعل احتجاجي ؟!