|
انتفاضة شعبية لعدة أشهر.. فهل من دروس؟
مصطفى حداد
الحوار المتمدن-العدد: 3419 - 2011 / 7 / 7 - 01:46
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
انتفاضة شعبية لعدة أشهر.. فهل من دروس؟
"ليس من العسير أن يكون المرء ثوريا حين تكون الثورة قد اندلعت وهي في أوجها، وحين ينضم الناس جميعا إلى الثورة لمجرد أنها جرفتهم، أو لأنها موضة العصر، أو بدافع حوافز وصولية".
مقدمة أولية:
1. على عكس ما اتجهت نحوه العديد من الأقلام التي حاولت فهم السياق التاريخي الذي أتت فيه الحركة الاحتجاجية الشعبية العارمة، التي عرفتها وتعرفها معظم المدن والقرى المغربية خلال الشهور الأخيرة، والتي ادعت جلـٌها أنها حركة اجتماعية وشبابية وليدة الشهر الثاني من سنة 2011.. وهي أقلام في غالبيتها لا تومن بالمنهج العلمي للتحليل وبنظرية صراع الطبقات، بل هناك من يرفض الاعتراف بوجود طبقات، أصلا، داخل المجتمع المغربي وداخل مختلف المجتمعات.. على عكس هذا سنحاول الإدلاء برأينا فيما يعرفه صراع الطبقات ببلدنا، وفيما نتطلع له كممثلين حقيقيين لمصالح الطبقات الشعبية الكادحة المغربية من خلال هذا النضال الذي تخوضه خلال هذه الفترة التاريخية من أجل الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية. بعض الأقلام الأخرى، ولغرض في نفس يعقوب الموالي للسلطة والمجاهد من أجل الحفاظ على الأوضاع القائمة ودوامها، تمادت وأجهدت النفس لربط هاته الحركة الاحتجاجية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بميلاد حركة الفايسبوك 20 فبراير قبل أن تتحول إلى حركة جبهوية سياسية تجمع في صفوفها جميع من هبٌ ودٌب مناهضا للفساد والفقر والاستبداد والتهميش..الخ حركة واسعة فضفاضة تمتد من أقصى اليمين الظلامي إلى أقصى اليسار الشعبوي بشقيه، المشارك في المؤسسات والمقاطع لها..الخ.
2. معطيات من هذا الحجم وبهذا الشكل، لا يمكننا كماركسيين لينينيين ينشدون الثورة والتغيير لمصلحة الكادحين، القفز عليها بأي شكل من الأشكال، لما لها من تأثيرات واضحة على تاكتيكاتنا السابقة، وعلى نظرتنا لبعض الأطراف الحليفة من داخل اليسار الثوري والديمقراطي الاشتراكي.. فإهمالهما، لن يكون إلاٌ من باب الجري إلى الأمام، ولن يساعد التحليل في شيء، ولن يقدم عملنا في الاتجاه الذي نطمح إليه، ألا وهو توحيد فصائل وتيارات ومجموعات الحركة الماركسية اللينينية المغربية في منظمة سياسية موحدة وممركزة كخطوة أولى في اتجاه بناء حزب الطبقة العاملة المستقل سياسيا، فكريا، وتنظيميا عن باقي الطبقات والفئات الثورية الأخرى التي تطمح إلى إسقاط نظام الاستبداد والاستغلال القائم. ".. إن هذا العمل ضروري، خاصة في مثل هذه الظروف على وجه الضبط، وفي هذه المرحلة بالضبط، لأنه يفوت الأوان لإنشاء التنظيم في أوقات الانفجارات والغليانات.." ويقصد لينين بهذا التوجيه أننا ضيٌعنا الفرصة لعدة مرات خلال الظروف "الرمادية والسلمية" كما يسميها، من أجل بناء وإنشاء هذا التنظيم الكفاحي المناضل. 3. لن ندعي بأن المساهمة التي أمامكم قادرة على حل جميع إشكالات الخطوات الوحدوية التي انخرطنا فيها منذ سنوات، فهي ليست سوى وجهة نظر متواضعة تحاول رصد المشاكل والثغرات التي تعترض قضايا النضال من أجل الحرية والديمقراطية والاشتراكية التي نصبو إليها جميعا. وعلى اعتبار أننا، كتيار ماركسي لينيني وكطرف فاعل داخل الحركة الماركسية اللينينية، منخرطون بقوة في حركة الاحتجاج والنضال الاجتماعي، لا يمكن عدٌ وجهة نظرنا في باب وجهات نظر المتتبعين أو المراقبين، فتواجدنا بالمواقع الطلائعية داخل جميع الحركات الاحتجاجية الشعبية، كانت اجتماعية، اقتصادية أو سياسية، وانخراطنا المبدئي إلى جانبها في جميع نضالاتها يحمٌلنا مسؤولية تقديم الرأي حول ما تعرفه الصراعات الطبقية ببلادنا، والإجابة عن سؤال الأزمة الثورية وأين تكمن الاختلالات في مسارها.
ولكي نفهم السياق:
4. فمع انطلاق حكم محمد السادس أو "العهد الجديد" كما يحلو للجهات الرسمية نعته، وما ارتبط به من حكومة سمٌيت عنوة داخل الأوساط السياسية والصحافية، الرجعية والانتهازية، بحكومة "الانتقال الديمقراطي"، تصاعد نضال الحركة الاحتجاجية المغربية واشتدٌ عودها، وكأنها دخلت في سباق مع الزمن، متحدٌية شعارات النظام وحكومته وواضعة ادعاءاته حول "الانتقال الديمقراطي" أمام المحك. حينها تصاعدت نضالات واحتجاجات المعطلين من حملة الشهادات، جمعية المعطلين، وجمعية "ضحايا النجاة" ومجموعات الدكاترة، والمعلمين العرضيين.. ولم تخلو إبٌانها بوابة البرلمان ومختلف العمالات والولايات.. من احتجاجات شعبية وشبابية، نظمها باستمرار الشباب المعطل، وعمال وعاملات المصانع المسرحين، والموظفون الصغار المهضومة حقوقهم، والباعة المتجولون، والمحرومون من السكن اللائق، والحركات النسائية المناضلة من أجل المساوات ومن أجل الحق في الأرض..الخ.
5. لقد عرفت الحركة الاحتجاجية خلال هذه الفترة مدٌا نضاليا غير مسبوق من حيث كمٌه وتنوعه، حيث هبٌت جميع الفئات والطبقات الاجتماعية المحرومة من كل شيء، إلى النضال عبر الإضرابات والمظاهرات والوقفات والاعتصامات الاحتجاجية، أمام كل البنايات الرسمية للدولة، متجاوزة حالة الهدنة والتردد والخوف، التي سببتها سنوات من القمع والاعتقال والاغتيال في صفوف المناضلين والمحرضين والمعارضين لسياسة الدولة ونظامها الاستبدادي الحاكم. وفي سياق هذا المد الكفاحي والطبقي، انتفضت الحركة النقابية وصعٌدت من إضراباتها القطاعية. وبالرغم من فشلها في توحيد نضالاتها، هذا الفشل الذي يلقى تفسيره في استمرار هيمنة الاتجاهات اللبرالية بمسوحاتها المختلفة ـ الشعبوية والإسلامية..ـ على مختلف المركزيات التي تجاوز عددها الثلاثين مركزية نقابية.. تمكنت بعض القطاعات من إنجاح معاركها، والتي تمخـٌضت عنها بعض المكتسبات المادية، ودخلت بعضها في إضرابات واعتصامات بطولية، على الأخص عمال المناجم بإمني وجبل عوام وخريبكة..، عمال قطاع النقل، عمال النسيج، عمال الجماعات المحلية، الموظفون بقطاع الوظيفة العمومية، كتاب الضبط بالمحاكم..الخ بجانب هذا كذلك، عرفت الجامعات نضالات طلابية عارمة دافعت بقوة عن مجانية التعليم وعن حرمة الجامعة من التدخلات البوليسية المتتالية، والتي كانت تسفر في الغالب عن سقوط الجرحى في صفوف الطلبة واعتقال قادتهم وتقديمهم للمحاكمة والسجن.. تشكلت كذلك حركة لمناهضة الغلاء وارتفاع الأسعار، وعلت أصوات المطالبة بفك العقدة مع شركات الخوصصة في ميادين توزيع الماء والكهرباء، والنقل الحضري، وجمع النفايات.. حيث انخرطت جميع مكونات الصف التقدمي والديمقراطي في نضال متواتر ومتصاعد على طول مدٌة الفترة التي سمٌيت بـ"العهد الجديد"، الشيء الذي ردٌ الاعتبار لها وجدٌد علاقتها بالمواطنين اليائسين الذين هجروا النضال والسياسة التقدمية المعارضة وعزفوا عنها.
6. ومع اندلاع الثورة التونسية، بعد أن أشعل فتيلها الشهيد الشاب البوعزيزي، الذي فضٌل إحراق جثته، بدل الإهانة والصفع من طرف عنصر بوليسي حاقد منعه من ممارسة عمله البديل كبائع خضر متجول لأن الشهيد حاصل على إجازة جامعية لم تنفعه كباقي الخرٌيجين الشباب، في الحصول على وظيفة تناسب تكوينه. بعدها تأججت شرارة الاحتجاج داخل الأوساط الشعبية، التلاميذية والطلابية وفي صفوف العمال والموظفين وسائر الفئات المثقفة والديمقراطية إلى أن تم إسقاط رأس النظام، العميل الخائن زين العابدين بن علي وهروبه هو وعائلته عن تونس. خلال هذا الانعطاف فتح النقاش على صفحات المواقع الالكترونية حول ضرورة دعم الاحتجاجات والثورات في المنطقة، وحول الانخراط في نفس المنحى الاحتجاجي في بلدنا وفي سائر بلدان المنطقة المغاربية والعربية، وخصوصا بعد هروب الدكتاتور بن علي واندلاع الثورة في مصر واليمن والبحرين.
7. كانت الحصيلة أن تشكلت مجموعات شبابية ديمقراطية انصهرت فيما بعد في حركة أطلقت على نفسها حركة 20 فبراير بعد أن أطلقت دعوتها لتنظيم الوقفات والمسيرات في جميع المدن والقرى المغربية في هذا التاريخ بالذات، كما أطلعت الحركة المواطنين عن أرضيتها وعن مطالبها وشعاراتها الديمقراطية عبر تجمعاتها المنظمة وعبر التغطية الإعلامية التي واكبت تأسيسها وتحركات زعماءها، ولم تكن حينها تختلف في تطلعاتها عن التطلعات الإصلاحية التي تروج لها وتدافع عنها غالبية الأحزاب الليبرالية واليسارية الشرعية، وبشكل خاص الأحزاب والتيارات اليسارية الناشطة داخل الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، كالنهج الديمقراطي، وحزب الطليعة، وحزب اليسار الاشتراكي الموحد.. المطالبة ومنذ مدة بالإصلاحات الدستورية وباستقلال القضاء، ودولة الحق والقانون.. والمدافعة عن الحريات الديمقراطية وعن جميع الملفات الاجتماعية..الخ بشكل لا يمس شكل الحكم القائم في المغرب كنظام ملكي، وبشكل لا يهدد جوهره الاقتصادي كنظام رأسمالي تبعي لا يخفي ارتباطاته بالنظام الرأسمالي الإمبريالي ككل. تركزت المطالب في شعار "الملكية البرلمانية" و"إسقاط الحكومة" و"حل البرلمان"، مع المطالبة بتغيير جوهري في الدستور يحد من صلاحيات الملك وينزع القداسة عن شخصه وقراراته، ومع المطالبة كذلك بتوفير الحريات الديمقراطية، والاستجابة الفورية لبعض المطالب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
8. وكان من الطبيعي جدا ألاٌ تترك الحركة للعفوية المطلقة، وهو الشيء الذي جسدته بداية بدخول جميع فصائل وتيارات اليسار التقدمي، الإصلاحي والثوري، الشعبوي والعمالي الماركسي اللينيني..الخ إلى معمعان الحركة، عبر شبيبتها ومشايخها ونسائها، وتشكلت الهياكل واللجان ومجالس الدعم، لتنطلق الحركة في شكل وقفات ومسيرات جماهيرية لا عهد للحركة الاحتجاجية المغربية بها، من حيث كمٌها وتنوعها واتساعها الجغرافي، بأن شملت في البداية ثمانين مدينة وقرية، لتتعدى المائة فيما بعد. وبالنظر لطبيعة الشعارات المعلنة، والتي لم تكن تنادي بتغيير جذري يهدف إلى إسقاط النظام الملكي وإعلان الجمهورية.. فتحت الحركة، انسجاما مع هذا، أبوابها لانخراط الجميع، فتدفقت على الحركة جميع التيارات اللبرالية، المعارضة والحكومية المرتبطة أشد الارتباط بالنظام وحكمه، وجميع القوى الظلامية المتربصة بالنظام والمجاهدة من أجل إضعاف حكمه، وعلى رأسها جماعة "العدل والإحسان" المسؤولة بشكل مباشر على اغتيال الطالبين المعطي وبن عيسى خلال فترة التسعينات داخل الساحة الجامعية وفي واضحة النهار، باعتبارهما مناضلين داخل حركة الطلبة القاعديين ذات التوجه اليساري الراديكالي داخل الحركة الطلابية المغربية.. وبدرجة أقل، انخرطت وبتردد، المجموعات السلفية الأكثر تشددا وظلامية وعداءًا للحريات ولحقوق المرأة، إلى نفس الحركة التي ادعت من خلال أرضيتها وبياناتها وشعاراتها، الدفاع عن الحرية والديمقراطية والحداثة..الخ
بوصلتنا، مهامنا، أهدافنا..
9. "ينبغي على قادة الأحزاب الثورية في هذه الفترات الثورية أن تطرح مهماتها بمزيد من الاتساع والجرأة، ينبغي أن تسبق شعاراتهم دائما المبادرة الثورية عند الجماهير، فتكون لها منارة، وتكشف مثالنا الأعلى الديمقراطي والاشتراكي بكل عظمته وكل جماله، وتدل على الطريق الأقصر والأقرب نحو الانتصار التام، المطلق، الحاسم" وغني عن البيان أن الشرط الذاتي لإنجاح الثورة بمضمونها العمالي الشعبي، منعدم ببلدنا في هذه اللحظة الثورية والتاريخية، إلاٌ أننا نطالب جميع الاشتراكيين الثوريين، المناضلين من أجل البديل الاشتراكي "بعدم إهمال العمل اليومي والدقيق، وإعداد القوى.." و"بإدراك الهدف النهائي إدراكا واضحا، وبتجديد المهمات الثورية تحديد دقيقا" دون اللهث من أجل توفير الحشود الجماهيرية، و"قد قصدوا رفع الفئات شبه البروليتارية وشبه البورجوازية الصغيرة إلى مستوى ثورية البروليتاريا، بدلا من الهبوط بهذا المستوى إلى حد الاعتبارات الانتهازية، "الخوف من أن تنصرف البرجوازية".. والحال أن البعض من الاشتراكيين المزيفين، بالمغرب وغيره من البلدان المنتفضة استبد بهم الخوف من انصراف أعداء الديمقراطية وفكر الأنوار، عن الحركة الاحتجاجية الشعبية!
10. كان من الواجب والطبيعي، على كل مناضلي الحركة الماركسية اللينينية، المناضلين من أجل الحرية والديمقراطية والاشتراكية، أن يكونوا في قلب الحركة، وهو ما حصل فعلا، انطلاقا مما وفـٌرته الحركة من إمكانيات لجذب أوسع الجماهير الكادحة والمضطهدة، لميدان النضال السياسي، وانطلاقا كذلك من مهامنا وواجباتنا التحريضية كماركسيين وكممثلين للخط البروليتاري العمالي، ضد كل مظاهر الظلم الاجتماعي والاضطهاد البوليسي والطغيان الاستبدادي الذي تمارسه الدولة البورجوازية في حق طبقات وفئات عريضة من الشعب المغربي. وقد لا يجادل أحد في قوة ومهارة مناضلي الحركة الماركسية، لما لهم من تجربة بارزة في ميدان تنظيم وتأطير الاحتجاجات الشبابية والشعبية لمدة تزيد عن الأربعين سنة من النضال والتضحية، خدمة لقضايا الجماهير الشعبية المضطهدة والمحرومة والمهمشة.. في نضالها من أجل الحرية والانعتاق، ولم يسارعوا بالانخراط في هذه الحركة الفتية، بقدر ما كانوا أعضاءًا مؤسسين للتجربة في حد ذاتها، ويمكن في هذا الصدد، الرجوع لتجربة تيارنا الماركسي اللينيني ـ الخط البروليتاري ـ ضمن الحركة من أجل التغيير الجذري، وضمن بعض التجارب الاحتجاجية الشعبية داخل بعض المدن المغربية.
11. لقد رفضنا منذ البداية التطبيل للعفوية بما يشكله هذا الاتجاه من منحى انتهازي سبق وأن أدانته الحركة الماركسية عبر مختلف تجاربها التاريخية، ورفضنا الاكتفاء بتأمل مؤخرة الجماهير المنتفضة التي أعلنت عن استعدادها للبدل والعطاء والتضحية منذ اليوم الأول من معاركها يوم 20 فبراير، ولم ندعو للوصاية عليها بالحجر على تطلعاتها وحصرها في مطلب الملكية البرلمانية، وتعديل الدستور بما يجب أن يتضمنه من فصل للسلط، والاعتراف بالحقوق الديمقراطية كما تنص على ذلك المواثيق والعهود الدولية لحقوق الإنسان..الخ وتشبثنا بمطالب الشعب الاجتماعية لما وفـٌرته من إمكانية هائلة لجذب الجماهير للنقاش والنضال السياسي المباشر.
12. لقد نبٌهنا الرفاق في الحملم، بأن يتجاوزوا وضعهم السيئ، والذي لا يحسدون عليه، بحيث لا يتعدى في أغلب حالاته الانبهار، والتردد، وغياب المبادرة، والغياب عن القيادة، مع استمرار وتنامي ظاهرة التفتيت، ومحاربة أية دعوة وحدوية أو توحيدية للفعل النضالي والتنسيقي في الميدان. فمن قلب الحركة الاحتجاجية الشعبية العارمة، غابت مواقف ومطالب اليسار الاشتراكي، التي يجب أن تعبٌر بعمق ونفاذ عن مصالح الطبقات الشعبية الكادحة وعلى رأسها الطبقة العاملة.. من قلب المسيرات غابت كذلك الشعارات المميزة لليسار الماركسي، وغطت الأهداف المرحلية العامة، باسم الإجماع المفبرك، وباسم الائتلافات المخدومة، عن الأهداف الإستراتيجية التي كنٌا ننتظر أن تخرج للنقاش وألاٌ تبقى حبيسة السجالات المثقفاتية الضيقة وفقط.
13. لقد أتاح هذا الغليان الشعبي الذي أنتجته حركة العشرين من فبراير وغيرها من الحركات الاحتجاجية وسط الجامعات، وداخل معارك المعطلين ومعارك المناهضين للغلاء والخوصصة، ومن قلب المعارك النقابية التي يخوضها العمال وصغار الموظفين.. أن تؤسس اللبنات الأولى لديمقراطية شعبية حقيقية، لكن الرفاق من مختلف مكونات اليسار الجذري الثوري والماركسي اللينيني، تخلفوا أو تخلفت غالبيتهم عن مهمتهم الأساسية في نشر الأفكار الاشتراكية وتجارب الحركة العمالية، بأن اكتفوا برصٌ الصفوف وحشد الجموع خلف شعارات عامة وقابلة للتأويل، من قبيل محاربة "الفساد والاستبداد".
14. فضعفنا التنظيمي الذي نعيه جيدا، ونعترف به بمثابة نصف المصيبة كما عبٌر عن ذلك ذات يوم الرفيق لينين، لا يمكن أن يعفينا من طرح مهامنا النظرية والسياسية والتنظيمية كيفما كانت الظروف، فبإمكان أن تتحول نصف المصيبة إلى مصيبة كاملة، خاصة حين علت الأصوات باسم الثورية والماركسية، من أجل الالتحاق بالحشود وقادة الحشود، محوٌلين الضعف إلى فضيلة وميزة "حتى يبرروا خضوعهم الذليل أمام العفوية، وتقديسهم لها". كان لزاما على جميع الرفاق أنصار الثورة الاشتراكية المناهضين نظريا وعمليا للرأسمالية، أن يستغلوا هذا الحراك الشعبي العارم لشرح مواقفهم وشعاراتهم وتوضيح إستراتيجياتهم، لكي يتضح للشباب وللجماهير الشعبية، طبيعة وشكل البدائل المطروحة التي أبدت الجماهير بما لا يدع مجالا للشك، استعدادها للتضحية بحياتها وحرياتها من أجلها. كان لا بد من هذا العمل النوعي، والذي يتطلب جهدا أكبر من المجهودات المبذولة خلال عملية رفع الشعارات وقطع الكيلوميترات خلال المسيرات.. فكثير من المناضلين ممن واظبوا طيلة الخمسة أشهر الماضية على المشاركة والدعاية والتعبئة للمسيرات، لا تميزهم الجماهير عن الآخرين سوى بـ"الملحدين" و"فاطري رمضان" و"اليهود"..الخ.
15. لقد وقع التعويم والتغييم بفعل شروط أو انعدام الشروط للانتماء للحركة، وبفعل شعارات الحد الأدنى الهجينة من قبيل "الشعب يريد إسقاط الفساد" دون توضيح للفساد المقصود بالكلام، حيث اتخذت الشعارات مضمونها الأخلاقي الديني في أغلب الأحيان والأذهان، مبتعدة عن مضمونها الطبقي والسياسي الذي من المفروض أن نهتدي به خلال تحريضنا ضد النظام الاستبدادي القائم، وغابت الشعارات الديمقراطية العميقة مخافة فض التحالفات الهجينة والغريبة بين أنصار العلم وأنصار الخرافة، بين أنصار الديمقراطية وأنصار الاستبداد، بين أنصار حرية الفكر والعقيدة وبين أنصار الإظلام والظلامية، بين أنصار حرية المرأة وبين أنصار الحجر على المرأة وحجزها ما بين المطبخ والسرير.. ولم يتقدم أحد لشرح هذه التنازلات المجانية ولفك طلاسم هذه البراغماتية التي ضحٌت بقضايا مهمٌة، كالدفاع عن العلمانية وحرية التفكير والتدين والاعتقاد، بل أن العكس هو الذي وقع في غالبية المسيرات الاحتجاجية، حيث اختلط فيها الدين بالسياسة، وامتزجت الطقوس والشعائر الدينية بالمطالب السياسية والاجتماعية للجماهير، ولم يتخلف خلالها بعض منافقي اليسار عن رفع أكف الضراعة وقراءة الفاتحة واتخاذ ساحات المساجد منطلقا ومنتهى للعديد من المسيرات الاحتجاجية في العديد من المدن والقرى! في ظل هذه الأجواء، لم يعد بإمكان اليساريين الاشتراكيين شرح الديمقراطية البديلة التي يدافعون عنها مقابل نظام الاستبداد القائم، والتي ستنظم وتسود المجتمع البديل، الذي لا بد أن يضمن المساوات بين الرجل والمرأة، وبأن يلغي استعباد الناس واستغلال الإنسان لأخيه الإنسان، وبأن يضمن حرية التفكير والاعتقاد، وبأن يصون الحقوق الثقافية واللغوية لكافة المكونات، وبأن يضمن حق تقرير المصير لسكان الصحراء الغربية، بالإعلان عن ارتباطهم بالمغرب أوالتأسيس لكيان خاص بهم.. لقد وقف العديد منهم عند موقف الرفض والمقاطعة السلبية، كرفض الدستور الممنوح، ورفض لجنة المنوني.. وفي أقصى الحالات والحدود، المطالبة بمجلس تأسيسي منتخب دون شرح لطريقة تأسيسه وتشكيلته، ومضامين ما يمكن أن يصدر عنه من وثائق، الشيء الذي يشكل قفزا مع سابق الإصرار عمٌا حققته التجربة العمالية الاشتراكية وتوجيهات لينين على الأخص، في هذا المجال.
16. فإذا كانت الحملم، لنقل نظريا، معبٌرا فعليا عن مصالح الطبقة العاملة خلال جميع مراحل النضال، السلمية والثورية، فأين نحن من أفكارها وتصوراتها وتاكتيكاتها؟ أين نحن من حركتها النضالية والبطولية التي خاضتها وتخوضها بالعديد من المراكز والمدن العمالية؟ أين نحن من تراثها التنظيمي والسياسي؟ والحال أننا ما زلنا نتحسر على وضعية مكوناتها التي ما زالت مرتاحة بدفن رأسها في الرمال، غير عابئة بأوضاعها التنظيمية المتقهقرة، وبضعف أدائها الميداني، وبفقر إنتاجها النظري والسياسي.. معطيات لا تزيد الحال إلاٌ مزيدا من التفتيت والتدرير والانشقاق وفقدان البوصلة. وباسم التيار العمالي البروليتاري، نرفع صوتنا عاليا، لنقول بأن الوقت قد حان لتجاوز هذا الوضع المتردي الذي لا يتناسب مطلقا مع تضحيات الرفاق من كل تيارات الحملم، الذي يرغمنا على الإعلان عن مهماتنا المرحلية في جميع المجالات التنظيمية والسياسية والفكرية، وما يرتبط بها من آليات عملية تنقل الاقتراحات وخلاصات النقاشات الثنائية والمجموعاتية.. من مجال الرأي إلى مجال الفعل والتجسيد.
17. لقد بات من الضروري أن تفهم الجماهير بأن هناك توجها يساريا، اشتراكيا ماركسيا لينينيا.. يخترق جميع الحركات الاحتجاجية الشعبية، حيث يقدم مناضلوه ومناضلاته أرقى التضحيات، بسخاء، من أجل تجسيد استماتتهم المبدئية للتعبير والدفاع عن مصالح الطبقة العاملة وعموم الكادحين والمحرومين.. من أجل البديل الاشتراكي، من أجل الثورة الاشتراكية ومن أجل بناء المجتمع الاشتراكي وتحقيق الديمقراطية الشعبية البديلة. ولم يعد هناك من مبرر لاستمرار أصوات الرفضوية الصبيانية في أوساطنا، وعبر النقاش الرفاقي والديمقراطي سنعمل على دحض جميع اتجاهات الرفض العدمي التي تدعي استنادها للماركسية واللينينية، والتي تعادي العمل داخل الإطارات الجماهيرية وتعادي كل من ينشط بالنقابات والجمعيات والاتحادات الشبابية، بما فيها تلك التي تحتضن طلائع عمالية شبابية ونسائية، تحت مبرر رجعية القيادة أو رجعية الإطار ككل..الخ!! "إننا لا نعرف ولا نستطيع أن نعرف أية شرارة ـ من أصل الشرارات التي لا حصر لها والتي تتطاير في جميع البلدان بنتيجة الأزمة العالمية الاقتصادية والسياسية ـ سوف تضرم الحريق، بمعنى استنهاض الجماهير بصورة خاصة، وبالتالي فإن من واجبنا، بمساعدة مبادئنا الجديدة، المبادئ الشيوعية، أن ننصرف إلى "تهيئ" جميع الميادين بدون استثناء، بما فيها الأقدم والأعفن والأكثر عقما في ظاهرها، دون هذا لن نكون في مستوى مهامنا، وسنعرف التهميش.." عبرة لمن اعتبر، توجيه بسيط، ضمن التوجيهات الماركسية اللينينية العديدة للذين ما زالوا يعادون دعاة النضال من أجل إعادة هيكلة اتحاد الطلبة إوطم، وينعتونهم بالتحريفيين، بأن يكفوا عن مهاتراتهم التي لا أساس نظري لها سوى العدمية.. فلم يعد مقبولا موقف الصمت إزاء استمرار ترويج فكرة اللاتنظيم، واللاتحاد، واللاتنسيق داخل الأوساط الطلابية وفيما بين التيارات التقدمية والماركسية الثورية، هذه الفكرة التي ساهمت بشكل من الأشكال في تخلف الجماهير الطلابية عن المساهمة الوازنة داخل الاحتجاجات الشعبية الجارية. "بصورة إلزامية، يجب أن تعملوا حيثما توجد الجماهير، يجب أن تكونوا قادرين على كل تضحية، على التغلب على أعظم العقبات لكي تقوموا بالدعاية والتحريض بصورة منهجية، وصابرة، ومستمرة، وعنيدة، بالضبط في تلك المؤسسات والجمعيات والرابطات ـ حتى الأكثر إغراقا في الرجعية ـ حيث توجد الجماهير البروليتارية ونصف البروليتارية..".
18. لقد حان الوقت لكي يفتح النقاش داخل الأوساط اليسارية الماركسية، بشكل مسؤول وجدي ومنظم، وأن يستفيد هذا اليسار من المكتسبات الديمقراطية التي وفٌرها هذا المد الاحتجاجي المتعاظم، والتي لا بد من المطالبة والنضال من أجل توسيعها وتعميقها أكثر، وبشكل خاص ما يتعلق بتأسيس الجمعيات والاتحادات النقابية والشبابية والنسائية، وكذلك الشأن بالنسبة للجرائد المحلية والوطنية وبألاٌ نكتفي بما توفره لنا الصفحات الإلكترونية على الرغم من إيجابياتها التواصلية المهمة والعديدة، إذ لا بد من إعادة الاعتبار لما قاله لينين ذات يوم من خلال مقاله الشهير "بم نبدأ؟" حين أوصى وشدد على ضرورة "التحريض المعمم والمنتظم الذي لا يمكن القيام به إلاٌ بواسطة الصحافة الدورية.." تلك الجريدة "التي يقتصر دورها على مجرد نشر الأفكار، وعلى مجرد التربية والاستقطاب السياسي.." إنها في نظره، وقد أثبت الواقع أنه كان فعلا عن حق، ليست داعية ومحرض جماعيا، وفقط، بل هي في الوقت نفسه منظم جماعي".
19. لقد كان من اللازم على مكونات الحركة اليسارية الاشتراكية أن تتقدم برؤيتها للعمل الجماهيري الاحتجاجي قبل الانخراط بشكل فردي ومنفرد، من لدن التيارات والمناضلين في معمعان النضال الاحتجاجي، عبر حركة هلامية محدودة السقف والشعارات والآليات.. كان من اللازم تنسيق الفعل والجهود، وتثمين بعض التراكمات التي أبانت عن إيجابياتها في حقل النضال المطلبي وداخل حركة المعطلين وحركة المناهضة للغلاء وداخل بعض القطاعات النقابية..الخ بعيدا عن ضغط الحشود وجدبة الاحتشاد، وعن حسابات التحالفات المشوهة والهجينة التي أبرمت بين الدعاة المدافعين عن حقوق الإنسان من جهة، وبين أعتى المعادين لهاته الحقوق ولليسار وفكر اليسار ككل. ومن وجهة نظرنا، نعتبر أن الفرصة ما زالت قائمة، لتدليل العقبات أمام مهمة تطوير وتجذير الفعل اليساري الاشتراكي، نعتبر كذلك أن الظروف الموضوعية التي أنتجت حركة 20 فبراير ما زالت هي الأخرى قائمة وواعدة بإنتاج مثيلاتها، لأن الأزمة أوسع وأعمق بأن ترتبط جغرافيا بالمنطقة المغاربية والعربية.. فجميع الاشتراكيين المبدئيين، وعلى الأخص الماركسيين اللينينيين منهم، مقتنعون أشد الاقتناع بأن النظام الرأسمالي يعيش أزمته الدائمة، وبأن حلوله التقشفية والترقيعية لن توقف تهتكه وتعفنه المزمن، باعتبارها حلولا لم تعد تقنع أحدا من العمال والعاملات، ولا جمهور العاطلين والعاطلات، ولا الشباب في المدارس والجامعات ولا بسطاء المستهلكين من صغار الموظفين والموظفات والمستخدمين والمستخدمات، ولا سكان أقصى المناطق المهمشة والقرى النائية..الخ لقد اتضح للجميع بأن الديمقراطية البرجوازية، رغم أهميتها المرحلية والعارضة، لم تعد كافية لتضميد جراح المحتجين المطالبين بالشغل والرافضين للغلاء ولخوصصة التعليم والتطبيب والنقل الحضري.. المناهضين للحروب وتدمير البيئة ونشر الأوبئة والدعارة والمخدرات..الخ
لا بديل عن وحدة وتوحيد الماركسيين اللينينيين المغاربة
20. فمن أجل تحقيق قيمنا الثورية والشيوعية، يستوجب علينا، من بين ما يستوجب، التنازل عن أنانيتنا وعن ذاتيتنا المفرطة، للاعتراف بنسبة الحقائق التي ندافع عنها، ومحدودية التقديرات التي ندلي بها، بما هي اعتراف باختلافاتنا من أجل تدبير العمل النضالي خدمة للأهداف الموحدة التي نصبو جميعا إليها، ألا وهي القضاء على النظام الرأسمالي المتعفن الذي يشكل في نظرنا كشيوعيين، أصل الشرور، وأصل الحرمانات، وأصل الاستغلال، وأصل التهميش، وأصل جميع الكوارث الأخرى الناتجة عنها. فالمطلوب هو التنسيق وتوحيد الفعل النضالي اليساري في اتجاه الوحدة، بما تضمنه هذه الوحدة من حق في اختلاف الرؤى والتقديرات وبما تسمح به من دعم لجميع المبادرات والاقتراحات والاجتهادات.. وبطبيعة الحال لن يكون الاختلاف حول المنطلقات النظرية والأهداف الإستراتيجية، بقدر ما سيكون محصورا في التقديرات والتاكتيكات السياسية المرحلية، وفي كل ما يتعلق بواجبات النضال اليومية والميدانية..الخ
21. فما يحز في النفس، هو أن تجد بعض التيارات المحسوبة على الحركة اليسارية، منخرطة بكل حماسة في حركة العشرين من فبراير أو مدعمة لها، من خلال مباركتها أو الانخراط الفعلي في مجالس الدعم الخاصة بها، والتي اتسعت فاتحة أبوابها للجميع، حيث تمتد رحابتها لحد استقطاب أنصار الحكومة اللبراليين وجميع الجماعات والتيارات المبشرة بالخلافة.. وكلهم أعداء سافرين للاشتراكية والشيوعية، في الوقت الذي نجد فيه هؤلاء اليساريين مناهضين ومشوهين لبعضهم، يغازلون أعداء اليسار على حساب اليسار ووحدة اليسار. فلا بد من التقارب، ومن كسر الجليد، وتدليل العقبات أمام هذا المطمح الطبقي النبيل لتجاوز الأزمة التي عانت وتعاني منها فرق اليسار الاشتراكي.. لقد بينت الأحداث الأخيرة أهمية التنظيم بجلاء، فمن لا تنظيم له فلا قوة له، ومن أجل خدمة النضال الجماهيري وقضايا الطبقة العاملة وسائر الكادحين.. لا بد من التشبث بمرجعيتنا الفكرية الماركسية اللينينية وبأهدافنا الإستراتيجية أي تحقيق الثورة الاشتراكية عبر القضاء على النظام الملكي الاستبدادي ونمط اقتصاده المتعفن الرأسمالي التبعي، ضدا على "كل المشعوذين الاجتماعيين من كل شاكلة وطراز، الذي يزعمون أنهم بمساعدة مختلف وصفاتهم السحرية وعلاجاتهم المرقعة، سيقضون على جميع أصناف البؤس الاجتماعي دون إلحاق أدنى ضرر بالرأسمال والربح"
22. لا بد من المساهمة الفعلية، اليومية والميدانية، في تقوية الاتحادات والإطارات النقابية والجمعوية، ولا بد من المساهمة في تأسيس المزيد من الجمعيات الاحتجاجية المكافحة، إسهاما في خلق الشروط لبناء الأداة الثورية الحقيقية كثمرة لمجهود جميع التيارات الماركسية الثورية، ذلك "الشرط الذي لا بد منه" على حد تعبير ماركس، لإنجاز تغيير حقيقي في خدمة الكادحين عامة، إنه حزب الطبقة العاملة المستقل، وهو المؤهل تاريخيا لقيادة جميع الاحتجاجات والنضالات والانتفاضات والعصيانات.. الطبقية، السلمية والعنيفة، في اتجاه الديمقراطية الجديدة، ديمقراطية المجالس الشعبية في المدن والقرى، تحت القيادة الفعلية والعملية لمجالس العمال بالشركات والمعامل والمصانع والمرافئ والضيعات..الخ
مصطفى حداد يونيو 2011
#مصطفى_حداد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
المزيد.....
-
الشرطة الإسرائيلية تحذر من انهيار مبنى في حيفا أصيب بصاروخ أ
...
-
نتنياهو لسكان غزة: عليكم الاختيار بين الحياة والموت والدمار
...
-
مصر.. مساع متواصلة لضمان انتظام الكهرباء والسيسي يستعرض خطط
...
-
وزير الخارجية المصري لولي عهد الكويت: أمن الخليج جزء لا يتجز
...
-
دمشق.. بيدرسن يؤكد ضرورة وقف إطلاق النار في غزة ولبنان ومنع
...
-
المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: القوات الإسرائيلية تواصل انتها
...
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 360 عسكريا أوكرانيا على أطراف
...
-
في اليوم الـ415.. صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإس
...
-
بوريل: علينا أن نضغط على إسرائيل لوقف الحرب في الشرق الأوسط
...
-
ميقاتي متضامنا مع ميلوني: آمل ألا يؤثر الاعتداء على -اليونيف
...
المزيد.....
-
عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية
/ مصطفى بن صالح
-
بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها
/ وديع السرغيني
-
غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب
/ المناضل-ة
-
دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية
/ احمد المغربي
-
الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا
...
/ كاظم حبيب
-
ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1)
/ حمه الهمامي
-
برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب
/ النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
-
المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة
/ سعاد الولي
-
حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب
/ عبدالله الحريف
-
قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس
/ حمة الهمامي
المزيد.....
|