أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - هژار سينو - سوريا وطريق الإصلاح














المزيد.....


سوريا وطريق الإصلاح


هژار سينو

الحوار المتمدن-العدد: 1018 - 2004 / 11 / 15 - 03:18
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


بات رهان على ما يسمى (جناح الإصلاحات) داخل السلطة السورية في الإصلاح المتدرج للوصول بمقولاته السياسية إلى واقع حقيقي في المجتمع السوري، بات ذلك الرهان من وجهة نظري مجرد ذكرى بعد تخبط وفشل كل تلك المقولات، التي ولدت مع هذا التيار مبشرا بما يسمى ربيع دمشق، الذي تحول على ما يبدو إلى صيف حار وقاحل يحرق الأخضر واليابس مبشرا بخريف متقلب يكسوه الاصفرار ، وصل حتى لملامحنا التي بدأت تكسوها الاصفرار الذابل بفعل تلك السياسات.
ـ فبداية كان طرح مفهوم الإصلاحات الاقتصادية لأخذ بيد المجتمع في نهاية المطاف إلى بعض رتوش سياسية هنا وهناك تصب في نهاية الأمر في طاحونة السلطة نفسها، مستنيرة في ذلك من التجربة الصينية في عدم ترك الأمور تجري ضد مصلحة النظام، لكن تلك المقولة والخطوات الخجولة، والمجردة من بعدها السياسي، فشلت ولم تستطع تقديم حتى ما وعدت به من الناحية الاقتصادية، في ظل اختلال قوي لموازين القوى داخل المجتمع السوري لصالح تحالف البيروقراطية والطفيلية القائمة ضد المبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان، ذلك التحالف الذي يسخر كل الإمكانيات لمصلحته، وإلا بماذا نفسر تفشي وازدياد ظاهرة الفساد والرشوة، وظهور ديناصورات اقتصادية جديدة على الساحة السورية تأكل الأخضر واليابس.
ـ ثم كان أن أبدع منظرو السلطة مقولة تم قولبتها حسب أهواء النظام نفسه، ولإدامة تحكمها في مفاصل الدولة والمجتمع، وهي لا يمكن للإصلاح الاقتصادي المضي قدماً نحو إصلاحات سياسية شاملة في بنية المجتمع بدون إصلاح إداري ترسم وتعبد الطريق لكلا إصلاحيين (اقتصادي أولاً ثم سياسي أخيراً). وهذه أيضاً لم تكن أفضل من سابقتها لم تنفعها الخبرة الفرنسية في إمدادها بالإسعافات والتوصيات في مجال الإدارة، ومكافحة الفساد، فبدت تصطدم بالواقع البيروقراطي القائم والمستفيد من الفساد الإداري، ومن جهة أخرى وكيف سيكون الطريق إلى الإصلاح الإداري بطاقم حكومي بحاجة هو ذاته إلى إصلاح شامل.
يبدو لي أن الأمر ليس في فشل هذا التوجه أو ذاك، بل المشكلة تكمن في ما هو قائم على أرض الواقع، وما هو مطروح من قبل التيار ( الإصلاح) لمعالجة أثار أربعة عقود ونيف من الكبت السياسي، وقمع الحريات، وأبعاد السياسية عن المجتمع قسراً بفعل قواه الأمنية، وذلك بخطوات خجولة هنا، وقرارات ومراسيم لا تنفذ أن اصطدمت بمصلحة الاخطبوطات القائمة على نفي الآخر فكراً وممارسة، هذا من جهة، ومن جهة أخرى بإلقاء نظرة على تقسيم المجتمع السوري نراه مقسم إلى كانتونات بواسطة أسوار أمنية تقوم بدور الرقابة السياسية على المجتمع وفصل قواه المنهكة بفعل أربعة عقود ونيف من الاضطهاد سياسي ذي لون واحد، الذي أتى به الحزب القائد المتمثل في فكر وإيديولوجية البعث التي تنفي الآخر وتصادر حقه في الوجود والاستمرارية، إن هذه المصادرة للسياسة والثقافة والرأي الآخر، قد ولدت في ذات المجتمع قوى وتيارات مهزومة أخلاقياً وحضارياً، انعكست سلباً على تطور القوى المستقل في بنية المجتمع السوري.
وبرأينا أن قلب المعادلة الإصلاحية، وإعادة ترتيب الأولويات ضمن أجندة التيار الإصلاحي سيكون هو الطريق الصحيح لإخراج المجتمع السوري من حالة اختلال التوازن، وهذه تفرض برمجة أطروحات الإصلاح وفق رؤية سياسية واضحة، تضع في رأس برنامجها الإصلاحي ترتيب البيت الداخلي السوري سياسياً، بمعنى فتح الصفحة السياسية المغلقة منذ عقود مع المجتمع، وإعادة السياسة إليه، عبر تفعيل وقوننة الأسس الدستورية للعملية السياسية بمضامين ديمقراطية وتوجه إنساني، يأخذ بالاعتبار وجود تيارات سياسية وأخرى قومية على الساحة السورية، بالإضافة إلى تفعيل وتقوية دور مؤسسات المجتمع المدني لتأخذ دورها الإيجابي في توجيه المجتمع، نحو أهدافه السياسية والثقافية واقتصادية، لتقوم بتحرير الإنسان السوري من الخوف والفساد المتحكم والذل.
بمعنى تخليص سوريا من رؤى سياسية، وتحليلات إيديولوجية أفل نجمها منذ زمن.
ـــــــــــ
كاتب كردي سوري ـ ألمانيا ـ



#هژار_سينو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظام السوري وحقوق الإنسان


المزيد.....




- فرمت سيارته.. الداخلية القطرية تتحرك ضد -مُفحط-
- المفوضية الأوروبية تعلن تحويل دفعة بقيمة 4.1 مليار يورو لنظا ...
- خنازير معدلة وراثيا..خطوة جديدة في زراعة الأعضاء
- موسيالا -يُحبط- جماهير بايرن ميونيخ!
- نتنياهو يؤكد بقاء إسرائيل في جبل الشيخ بسوريا
- فون دير لاين: الاتحاد الأوروبي يعد الحزمة الـ16 من العقوبات ...
- الدفاع الروسية: أوكرانيا فقدت 210 جنود في محور كورسك خلال يو ...
- رئيس حكومة الإئتلاف السورية: ما قامت به -هيئة تحرير الشام- م ...
- سوريا: المبعوث الأممي يدعو من دمشق إلى انتخابات -حرة ونزيهة- ...
- الجيش الإسرائيلي يعترف بتسلل مستوطنين إلى لبنان


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - هژار سينو - سوريا وطريق الإصلاح