أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد ماجد ديُوب - الله والشيطان متشاكلان














المزيد.....

الله والشيطان متشاكلان


محمد ماجد ديُوب

الحوار المتمدن-العدد: 3418 - 2011 / 7 / 6 - 07:14
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


هناك قول مأثور لعلي بن أبي طالب :خلق الله الملائكة ووضع فيها العقل دون أن يضع فيها الغرائز وخلق الحيوانات ووضع فيها الغرائز دون أن يضع فيها العقل وخلق الإنسان ووضع فيه الإثنين معاً العقل والغرائز فمن انتصر عقله على غرائزه كان خيراً من الملائكة ومن انتصرت غرائزه على عقله كان شراً من الحيوانات ووجدتني أسأل نفسي ما هي الغرائز التي قصدها علي بن أبي طالب هل هي غريزة الجنس وغريزة البقاء وغريزة الطعام والشراب وحب الحياة وهل الخوف هوفعل غريزي وكذلك التهور وأيضاالقتل وحب السلطة والتحكم والإستغلال والجشع والظلم وغيرها من السلوكيات السبية التي يمارسها الإنسان إلخ ....
وجدت أن هناك أشياء لابد منها لكي نستطيع الإستمرار في الحياة شئنا أم أبينا كالجنس والطعام والشرب والدفاع عن النفس ولكن هل الخوف والظلم وحب السلطة والتحكم والإستغلال إلخ...هي من الغرائز؟؟؟؟ أم أنها من أفعال العقل ؟؟؟
إذا وكما تبين لي أن العقل هو المقصود فالطريقة التي يفكر فيها المرء هي التي تحدد إن كان أفضل من الملائكة أم أشرٌ من الحيوانات فإما أنه يستحق أن الملائكة سجدت له أوأنه استحق اللعنة
إذاًالعقل هو الفيصل بما يحتويه من أفكار سلبية أو إيجابية هو المحك بما هو مترجم لهذه الأفكارإلى سلوكيات تشجع على الحكم على الإنسان سلباً أو إيجاباً
ولنعد إلى عنوان الموضوع الله والشيطان متشاكلان ولنبين أولاً ماهو التشاكل ؟
في لغة الرياضيات التي أحبها التشاكل هو وجود مفهوم أو معنى محددواحد بشكلين مختلفين ولنأخذ المثال التالي :لغ ب×ج =لغ ب +لغ ج أي أن اللوغاريتمات تجعل من عمليتي الضرب والجمع العاديتين اللتين لهما وفق ما توضحه العلاقة السابقة معنى واحد بشكلين مختلفين
وهنا ربما يستعجل القارئ العزيز قائلاً ما علاقة هذا بالله والشيطان ؟
قبل الجواب أودٌ أن اثبت أن الله والشيطان هما تجريد لفكرتي الخير والشر حيث رُبطت الأولى بالله والثانية بالشيطان وكلا الفكرتين تجريد منعكس لسلوك المرء فإما أن يكون سلوكه إلهياً أو شيطانياً
كما وأنهما تعبيران عن قوتين هائلتين في داخل الإنسان قوة الخير التي رائزها الله وقوة الشر التي رائزها الشيطان هاتان القوتان اللتان يَفصِل بينهما الدين فصلاً محكماً من حيث أنهما قوتان من طبيعتين مختلفتين فهل هما فعلاً كذلك ؟؟؟
في الواقع وعلى ذمة علم النفس دائماً هاتان القوتان هما في واقع الحال قوة واحدة ومن الطبيعة ذاتها وكلٌ منها مكونة من قوتين فرعيتين ألأولى هي قوة المشيئة أي قوة العقل الباطن وقوة الإرادة التي تسمى قوة العقل بمعناه المتعارف عليه
إن الفعل التربوي في سني المرء الخمس الأولى هي التي تحدد من وجهة نظر علم النفس خط شخصيته النمطية والتي يعبر عنها لدى أغلب البشر بالقول هكذا خلقه الله ولكن في واقع الحال هي القوة المحركة التي تؤثر في سلوكيات المرء حتى تبدو كأنها فعلٌ غريزي أو كما يقول علم النفس هي قوة العقل الباطن والتي محركها الأساس هو مجموعة الأفكار التي دخلت إلى لآوعي المرء وكل فكرة تدخل لاوعي المرء تدخل في دائرة القداسة وهنا الطامة الكبرى وما دفاع المسلم عن الإسلام بشكلٍ هستيريً ودفاع المسيحي عن المسيحية كذلك وغيرهما ممن لهم مقدسات إلادليلٌ على سيطرة المقدس الكامن في لاوعي الإنسان على كل أنواع العواطف والمشاعر والسلوكيات بشكل لاينفع معه أي حوار أو نقاش حول هذا المقدس مع المرء الذي في لاوعيه هذا المقدس
الله والشيطان متشاكلان ؟ نعم فالله هو الأفكار الإيجابية والشيطان هو الأفكار السلبية وفي الحالين المكمن لكلا النوعين هو العقل الذي وفق ما تقدم له مظهران مختلفان الأول إلهي والآخر شيطاني هل نتجه نحو زرع الحب والخير والجمال واحترام الإنسان لمجرد كونه موجود ويستحق الحياة الكريمة فنجعل منه إلها ًام نزرع الأفكار المعاكسة فنجعل منه شيطاناً ؟؟؟؟؟؟؟؟؟هل نجعل المقدس واحداً في لاوعي البشر جميعاًأم نتركه مجموعة من المقدسات المتناحرة إلى حد إباحة القتل لمن يخالف مقدسنا أم نسعى إلى جعل كل هذه المقدسات بالأهمية ذاتها للجميع وهو برأيي المتواضع ما يجب أن يناضل من أجله علمانيو العالم كافة



#محمد_ماجد_ديُوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتاب الحوار المتمدن وتغييب الرأي الآخر
- أمر لايعرفه الله وآخر لايقدر عليه
- الباحثون عن الحرية والعدالة والكرامة
- رسالة إلى الأستاذ الكبير أدونيس ودعوة للسيد الرئيس
- السورة السورية
- ملاحظات برسم المعارضة السورية


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد ماجد ديُوب - الله والشيطان متشاكلان