أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جمال الهنداوي - طوبى لدير شبيغل..














المزيد.....

طوبى لدير شبيغل..


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3418 - 2011 / 7 / 6 - 07:10
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لو استثنينا هواؤه العليل ووجوه اهله الباسمة..فسيكون اجمل ما في لبنان..واكثر ما يميزه عن سواه من البلدان ..هو كونه من اكثر اراضي الله الواسعة التي يسهل قراءته ولا يصعب توقع النتائج المنتظرة من اي فعل او رد له يقع في حدود ارضه الطيبة..فكما الطقس واتجاه الرياح..وكما نتائج برامج تلفزيون الواقع الذي يجيدها اللبنانيون اكثر من غيرهم ..وكما مباريات كرة القدم المتفق عليها..لا مفاجآت ولا نتائج دراماتيكية..فكل شئ محسوب ومتوقع..و في السياسة..يمكنك ان تتوقع الازمات في لبنان قبل حدوثها بكثير وكذلك الحلول..ويكفيك مرور سريع على عناوين الصحف لكي تستبق ما سوف ينطق به هذا المسؤول او ذاك وما سوف يتخذه من اتفاق او ممانعة او الاكتفاء بالتسالم على تل الانتظار والترقب..
لم يكن القرار الاتهامي حول جريمة اغتيال الرئيس الحريري مفاجئا لاحد..ولم يشكل صدمة لاي من اطراف القضية المفتوحة كجرح غائر في جسد السياسة اللبنانية والاقليمية منذ اعوام بعد ان تلقمته القوى الفاعلة على الارض اللبنانية كجرعات صغيرة وتسريبات اعلامية ساعدت على ازدراده من قبل جميع الاطراف حتى من كان يفترض ان يغص به..
ولم يكن مستغربا كل هذا التواتر في المواقف والتصريحات التي تدافعت من افواه ومنابر جميع القوى السياسية ولكنها –كما هو متوقع-لم تتعدى ما رسم لها سابقا من خطوط ودوائر حددتها التوقعات المبنية على ما لا يمكن الفكاك منه من توازنات اللحظة والواقع والتاريخ ولم تتجاوزها الا ارضاءً للتصعيد الاقرب للولولة الذي ابدته القوى الاقليمية المهتمة حد الهوس بالشأن اللبناني والمأزومة برهاب المواجهة المفتوحة امتداد الصحراء الموحشة والعناد القديم لذهان الكتب المغبرة ..
ثلاثمائة عام ليست كافية لكي تصل المحكمة الى المتهمين..يقول السيد حسن نصر الله بقوة وثبات ..ولكنه لا يصل بالامر حد الجهر بالرفض البواح لتسليمهم الى الجهات القضائية مقاوما بذكاء الرغبة في اطلاق الشعارات النارية التي قد ترتب عليه وحزبه تبعات مجانية على الهواء قد يصعب التملص منها في مستقبل قريب لم تتحدد ملامحه بعد.. وهذا ما قد يحيل النصر المنتظر والمشتهى والمؤمل الذي احرزته قوى الثامن من آذار ومن تبعهم باحسان من دول الاقليم الى الانحصار ضمن عناوين الصحف ونشرات الاخبار..
وهذا المستقبل المشوش وهذا الامل المنتظر قد يكون هو السبب الذي حدا بسماحة السيد الى تجنب الهجوم المباشر على القوى المنادية باولية المحكمة الدولية وهو ما ادى في المقابل –وربما لنفس الاسباب-الى الخطاب الهادئ والمسؤول والحذر الذي ابدته قوى الثامن من آذار-الا بعض الراسخون في الارتباط -والدعوة الى الابتعاد عن التشنج والانفعال والذي تجلى في التثقيف القاعدي تجاه التفريق بين العناصر المطلوبة وبين حزب الله تفاديا لنزاع وفتن طائفية قد تكون منتظرة ومخطط لها من قبل بعض الاطراف مع التمسك التقليدي بتنفيذ القرار ووضع الحكومة امام مسؤولياتها..
وهذه العقلانية قد نستطيع تلمسها في التمنع الاقرب الى الرفض من جميع القوى السياسية تجاه تناول الاحداث المقبلة والسيناريوهات التي قد تعقب مرحلة الثلاثون يوما الثقيلة وفي الرغبة في التهدئة التي تبديها مختلف الاطراف والتي ادت الى موجة من التصريحات الاقرب الى التبرم من قبل القوى الاقليمية الوالغة في الشأن الداخلي اللبناني..
طوبى لدير شبيغل وتسريباتها التي تقاطرت خفافا وتتابعا وكفت اللبنانيين شر المفاجآت وما تحملها من ردود افعال قد تكسر القواعد التي اعتادت عليها السياسة الداخلية..ورحم الله الشعب السوري البطل الذي استطاع بثورته العارمة دفع الزعماء الى التفكير المطول بمغبة المضي بالصراعات الداخلية الى منزلقات غير مأمونة الجانب او المسار او المغامرة بالولوج الاعمى المنتفخ في دوامية التدويل المتعجل والمخاطرة بالتخلخل المتوقع لحالة التوازن المحكوم بشبكة العلاقات التي قد تعصف بها المتغيرات الاقليمية التي تضرب باطناب المنطقة في اي وقت..
لن تكون الامور ما قبل القرار الاتهامي كما بعده..ولن يكون لبنان بعد ان تنقشع الاحداث عن مستقراتها كما كان من قبل..ولكن قد تكون صعوبة اللحظة وتاريخيتها ومفصلية الظروف الاقليمية والدولية المحيطة والمتداخلة معها هي التي ستطلق العنقاء اللبناني من رماد الارتباطات والتبعية للخارج التي انهكت المشهد السياسي واضرت بالنسيج المجتمعي واساءت لمقدسات العيش اللبناني المشترك..وقد تكون هذه المعطيات الزاعقة هي من ستستدعي الحكمة والصبر والحنكة التي عرف بها البلد الذي كان ولم يزل منارا للحضارة والتمدن والتنوير العربي وتدفع به بعيدا عن ما يخططه له البعض من تشظية وتقزيم والغاء..وهذا ايضا هو ما نتوقعه من لبنان.



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صحة السيد الرئيس..بين السياسة والشماتة..
- سلوى المطيري..كمان وكمان..
- مسافر زاده الخيال..
- لن تصلح الكوفية الفلسطينية ما افسده العقال العربي ..
- بسم الاب..والابن..ووليد المعلم..
- اربع شهور من الدم والدموع والابتسامات البلهاء..
- لا حياد في حرمة الدم السوري الطهور.
- الدستور المغربي الجديد..خطوة صغيرة ولكن باتجاه صحيح..
- الاخ قائد الثورة..بين قلاع الرئيس المخلوع وافيال الرئيس المق ...
- عن اي اصلاح تتكلم يا اردوغان..
- توبة نصوح تحت وقع السياط..
- كل الطرق تؤدي الى السبعين..
- لمصلحة من اغتيل الرئيس علي عبد الله صالح ؟؟..
- سلامتك من الآه..سيدي الرئيس السابق المخلوع..
- ارحلوا ..فلا مكان لكم تحت شمس الحرية الحمراء..
- بصمة بالدم على مبادرة نصف محترقة..
- ثاني اثنين في جدة..
- ملاحظات خجولة امام اعتاب قانون الجواري العظيم..
- اشتراطات مسبقة..قبل الشروط المسبقة..
- الحوار في البحرين..دعوة على هدير محركات الفورمولا واحد..


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جمال الهنداوي - طوبى لدير شبيغل..