أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - الأزهريون يكتبون دستور -مصر الجديدة-!















المزيد.....

الأزهريون يكتبون دستور -مصر الجديدة-!


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 3418 - 2011 / 7 / 6 - 07:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كعادة الأزهر في لعب دور رئيسي في الأحداث المصرية على مرِّ الأيام، قام الأزهر الحديث بقيادة الشيخ أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر بإصدار "وثيقة الأزهر" التاريخية والمهمة، والتي تصلح أن تكون خطة عمل للرئيس الجديد، ويصلح معها الشيخ أحمد الطيب للترشح لرئاسة الجمهورية، فهو أحق من أي مرشح آخر بهذا المنصب الرفيع، في ظل عدم وجود مرشح للرئاسة حتى الآن، لديه خطة عمل متكاملة، كما قالت الكاتبة غادة شريف في مقالها (عريس يا بووي) (جريدة "المصري اليوم"، 21/6/2011).

تاريخ عريق
فالأزهر هو حركة المقاومة للاستعمار الفرنسي في عام 1798 الذي جاءت به حملة نابليون 1798 بقيادة الشيخ حسن العطار. والأزهر هو الذي خرّج الشيخ رفاعة الطهطاوي صاحب الفكر التنويري الذي أفاد محمد علي باشا في نهضة مصر الحديثة. والأزهر هو مكان انطلاقة الشيخ محمد عبده التنويرية والإصلاحية. والأزهر هو حداثة طه حسين ومصطفى عبد الرازق (شقيق علي عبد الرازق، صاحب كتاب "الإسلام وأصول الحكم"، 1925). والأزهر بقيادة شيخ الأزهر الشيخ مصطفى المراغي، هو الذي لعب دوراً مهماً في الدعوة إلى تنصيب الملك فؤاد خليفة للمسلمين، بعد سقوط الخلافة الإسلامية في اسطنبول 1924. إضافة إلى أن الأزهر وشيوخه، كان لهم الدور الفعال في ثورة 1919، والمظاهرات الصاخبة ضد الاحتلال البريطاني. كما أن شيخ الأزهر الشيخ محمود شلتوت (1893- 1963) شارك في ثورة 1919. وهو الذي أثبت في محاضرته عام 1937 ، في "مؤتمر لاهاي" الدولي، أن "الشريعة الإسلامية تشريع مستقل صالح للتشريع في كل مكان."

دور سياسي كبير
"وكان للأزهر الفضل الأول في تدشين الدولة الحديث في مصر، وصاحب أول تجربة انتخاب ديمقراطي بالمفهوم الحديث في مصر والمنطقة، عندما توافق عدد من رموزه وعلمائه على تنصيب الألباني الأصل محمد علي حاكما لمصر، والذي بدأ مسيرة بناء مصر ما بعد العصور الوسطى وفق أسس سليمة، وبقي لرجال الأزهر دور أهل الحل والعقد لفترة بجانب الحاكم، إلى أن استبدت به شهوة الحكم وأغواه الانفراد." كما قال الكاتب المصري محمد عبيد.

مرتكزات "وثيقة الأزهر"
إذن، وثيقة الأزهر الجديدة في الأمس كانت امتداداً طبيعياً وحضارياً لدور الأزهر في الحياة المصرية والعربية والإسلامية بشكل عام، حيث ارتكزت هذه الوثيقة على مرتكزات أهمها:
1- البعد الفقهي في إحياء علوم الدين وتجديدها، طبقاً لمذهب أهل السنة والجماعة، الذي يجمع بين العقل والنقل، ويكشف عن قواعد التأويل المرعية للنصوص الشرعية.
2- البعد التاريخي لدور الأزهر المجيد في قيادة الحركة الوطنية نحو الحرية، والاستقلال .
3- البعد الحضاري لإحياء مختلف العلوم الطبيعية، والآداب، والفنون، بتنوعاتها الخصبة .
4- البعد العملي في قيادة حركة المجتمع وتشكيل قادة الرأي في الحياة المصرية .
5- البعدُ الجامع للعلم، والريادة، والنهضة، والثقافة في الوطن العربي والعالم الإسلامي.

محاور "وثيقة الأزهر" الحداثية
ومن خلال وثيقة الأزهر يعود الأزهر لقيادة دفة الحياة المصرية بشكل عام.
وقد قالت "وثيقة الأزهر" الأخيرة التي تلاها شيخ الأزهر أحمد الطيب من أن "التوافق قد تم على ضرورة تأسيس مسيرة الوطن على مبادئ كلية وقواعد شاملة، تناقشها قوى المجتمع المصري، وتستبصر في سيرها بالخطى الرشيدة، لتصل في النهاية إلي الأطر الفكرية الحاكمة لقواعد المجتمع ونهجه السليم.
وتلت الوثيقة المذكورة المباديء التي تحدد طبيعة المرجعية الإسلامية، وهي مباديء حداثية في حد ذاتها، فيما لو فهمنا الحداثة على أنها قطيعة العلم التجريبي في القرن السابع عشر مع التأملات الإغريقية المسماة علماً. أو قطيعة فلسفة الأنوار مع المعتقدات الظلامية. أو قطيعة العقل مع النقل. وهي قطيعة الديمقراطية مع الاستبداد، كما يقول المفكر التونسي العفيف الأخضر. وهذه أهم محاور الوثيقة:
1- دعم تأسيس الدولة الوطنية الدستورية الديمقراطية الحديثة، التي تعتمد على دستور ترتضيه الأمة، يفصل بين سلطات الدولة ومؤسساتها القانونية الحاكمة.
2- اعتماد النظام الديمقراطي، القائم على الانتخاب الحر المباشر، الذي هو الصيغةَ العصرية لتحقيق مبادئ الشورى الإسلامية، بما يضمنه من تعددية، ومن تداول سلمي للسلطة، ومن تحديد للاختصاصات ومراقبة للأداء ومحاسبة للمسئولين أمام ممثلي الشعب.
3- الالتزام بمنظومة الحريات الأساسية في الفكر والرأي، مع الاحترام الكامل لحقوق الإنسان والمرأة والطفل، والتأكيد على مبدأ التعددية واحترام الأديان السماوية، واعتبار المواطنة مناط المسؤولية فى المجتمع .
4- الاحترام التام لآداب الاختلاف وأخلاقيات الحوار، وضرورة اجتناب التكفير، والتخوين، واستغلال الدين، واستخدامه، لبعث الفرقة والتنابذ والعداء بين المواطنين، مع اعتبار الحث على الفتنة الطائفية والدعوات العنصرية جريمة في حق الوطن.
5- تأكيد الالتزام بالمواثيق والقرارات الدولية، والتمسك بالمنجزات الحضارية في العلاقات الإنسانية، المتوافقة مع التقاليد السمحة للثقافة الإسلامية والعربية، والمتسقة مع الخبرة الحضارية الطويلة للشعب المصري في عصوره المختلفة.
6- الحرص التام على صيانة كرامة الأمة المصرية والحفاظ على عزتها الوطنية، وتأكيد الحماية التامة والاحترام الكامل لدور العبادة لأتباع الديانات السماوية الثلاث.
7- اعتبار التعليم والبحث العلمي ودخول عصر المعرفة قاطرة التقدم الحضاري في مصر، وتكريس كل الجهود لتدارك ما فاتنا في هذه المجالات، وحشد طاقة المجتمع كلّه لمحو الأمية.
8- إعمال فقه الأولويات في تحقيق التنمية والعدالة الاجتماعية، ومواجهة الاستبداد ومكافحة الفساد والقضاء على البطالة، وبما يفجر طاقات المجتمع وإبداعاته في الجوانب الاقتصادية والبرامج الاجتماعية والثقافية والإعلامية.
الأزهر يكتب دستور مصر الجديدة
وبعد، فلعل هذه الأسس وغيرها في "وثيقة الأزهر"، تصلح أن تكون المرتكز الأساسي للدستور المصري الجديد، الذي تنوي الدولة وضعه بعد الانتخابات الرئاسية في سبتمبر القادم. والمهم في وثيقة الأزهر هذه، ما قاله الكاتب المصري سمير مرقس (وثيقة الأزهر: مبادىء التقدم المصرية نحو الدولة العصرية) (جريدة "المصري اليوم"، 29/6/2011) من أنها "علامة فاصلة فى تاريخ مصر الحديثة، فمن خلال ما تضمنته من مبادئ، تُعبِّر عن الخبرة الحضارية المصرية التي عرفتها مصر الحديثة، حيث تجدد الالتزام وتوصى بالاهتداء بها. إنها وثيقة مبادئ حضارية مصرية نحو بلوغ الدولة العصرية."
"وثيقة الأزهر" كسرت الحاجز الجليدي
كذلك، فإن المهم في هذه الوثيقة أنها كسرت الحاجز الجليدي بين رجال الأزهر والعَلْمانيين المصرين، إذ بينت المناقشات والحوارات التي سبقت إصدار هذه الوثيقة أن العَلْمانيين ليسوا ملحدين ولا كفاراً كما يشاع عنهم. وهو ما قاله حلمي النمنم، من أن "فريقاً من الكتاب الإسلامويين سعى إلى إثارة فزاعة الإلحاد والحرب على الإسلام كلما ذكرت كلمة [العَلْمانية]، وهؤلاء لا يعرفون من [العَلْمانية] سوى جانب من العَلْمانية الفرنسية التي ترمي إلى الإلحاد، بينما بقية العَلْمانية الفرنسية، كانت تعنى التمرد على الكنيسة كسلطة، ولم يكن تمردهم بأي حال على المسيحية ذاتها، ويمكن العودة إلى التراث الإسلامي لنجد أنه لا يعادي العَلْمانية التي تعنى رفض قيام دولة كهنوتية، وتعني احترام الدنيا والسعي فيها للعمران، وتحقيق التقدم، والخير، والسعادة، لبنى البشر." ("الممتعضون"، "المصري اليوم"، 19/6/2011).



#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأردن والملكية المُكْلِفَة
- لماذا لم يبدأ المستقبل في مصر حتى الآن؟
- لماذا لم تجد مصر مرشحها للرئاسة حتى الآن؟
- التحليل النفسي للدكتاتورية العربية
- يا أدونيس: لا حياة لمن تنادي!
- الدكتاتوريون يفرِّغون السجون ويملأون المقابر!
- العراق الى أين في خضم الثورات العربية؟
- ليست كل الزهور تتفتح في 25 يناير!
- ثمن الدكتاتورية الباهظ
- اليمن بين مثقفي الطليعة وفساد السياسيين
- هل يصبح عبد المنعم أبو الفتوح الرئيس المصري القادم؟!
- هل أصبح مبارك رمزاً يختصر تاريخ الدكتاتورية؟!
- مصر: هبوب نسائم الدولة الدينية
- مصر: من استبداد الدولة الى استبداد الفوضى
- لكي لا تتحول الثورات الى أزمات!
- يا كاهنة المعبد: كفى عبثاً!
- لماذا كانت وعود الدكتاتوريات كاذبة؟
- لنتعلم قليلاً من أخطاء الثورات في التاريخ
- حطمنا طوطم الإرهاب.. فماذا عن تفسير الظاهرة؟
- ماذا عن ثعالب الغابة الأخرى؟


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - الأزهريون يكتبون دستور -مصر الجديدة-!