أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماريا خليفة - الخيار الصحيح وجهاز الإنذار!














المزيد.....

الخيار الصحيح وجهاز الإنذار!


ماريا خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3416 - 2011 / 7 / 4 - 18:57
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


" عندما يتساقط الثلج تجدون أنفسكم أمام خيارين: جرف الثلج أو بناء رجل من ثلج"
يقال أن ما من إنسان جيد وآخر سيء. وأنا يحلو لي أن أؤكد أن كلّ الناس جيّدون لكن بعض هؤلاء يتّخذون خيارات سيئة تضلّلهم عن طريق الحق والخير. لكن ثمة طريقة ديناميكية يمكن أن تساعدكم على اتخاذ خيارات أفضل.
عندما تنحرفون عن الطريق الصحيح تدركون ذلك دائماً. أنتم مفطورون على كل ما هو صحيح وخيّر، فإذا اخترتم شيئاً يبعدكم عن هذا المسار ينطلق في داخلكم ما يشبه آلة تحديد الاتجاهات "GPS" لتنبّهكم إلى أنكم خرجتم عن الطريق الصحيح. هذا الجهاز الذي في داخلكم يدعى "الضمير" والرسالة التي يرسلها لكم هي شعور بعدم الارتياح.
كلّنا نرتكب أخطاء ونتّخذ خيارات سيئة. إنه جزء من عملية التعلّم. وإحساسنا بالانزعاج وعدم الارتياح والتعاسة والتردد كلّها بمثابة إشارات إنذار تحاول لفت انتباهنا إلى ضرورة تحسين خياراتنا لكي نشعر بالراحة مجدداً. هذا الجهاز هو نعمة لأنه لا يجعلنا نعتمد على أهلنا أو الأكبر منّا سناً او معلّمينا أو الشرطة أو الجيش لمراقبة تحركاتنا. إنه يتيح لنا إمكانية الرقابة الذاتية.
لا داعي للشعور بالذنب أو لمعاقبة أنفسنا أو التفكير بأننا أغبياء أو متهوّرين. كلّ ما علينا القيام به هو أن نعي إحساسنا بعدم الراحة وأن نسعى إلى تصحيح الوضع بأسرع ما يمكن إنسانياً، حتى نستطيع أن نغفر لأنفسنا الأخطاء التي ارتكبناها ونعود بسرعة إلى راحة الضمير. وإذا كنّا قد سمعنا في طفولتنا العبارة التالية:" أنت شخص سيء" وسجّل لاوعينا هذه العبارة وراح يعيدها علينا كأسطوانة يمكننا أن نضع حداً لهذا الأمر عبر قولنا:" كفى. هذا غير صحيح. أنا إنسان جيّد".
لقد رُمينا في طفولتنا بالتصنيفين "جيد" و"سيء"، وذلك كشكل من أشكال فرض السلطة. فإذا تصرفت بشكل "جيّد" حصلت على رضا الأهل. لكنك تخسر هذا الرضا إذا ما كنت "سيئاً". أعتقد أن أهلنا ما كانوا يعرفون (لأن أهلهم ما كانوا يعرفون) أن العالم يسيطر عليه الخير أكثر من الشر. وأن كل إنسان في هذ الدنيا وهو في أعماق ذاته إنساناً خيّراً. وأنه إذا لاقى الخير مديحاً وتشجيعاً لأمكننا أن نتّخذ خيارات أكثر صوابية. ولو أن أهلنا كانوا ينظرون إلى العالم من هذا المنظار لكانت الخيارات السيئة أقلّ بكثير.
نحن نملك الآن هذه الرؤية. فإذا استطعت أن تقارب حياتك وحياة أولادك من منظار أن كلّ ما في الدنيا " خيّر" في أساسه، فسوف يزيد منسوب الحب لديك ولديهم وكذلك منسوب السلام والخير العام فتصبحون جزءاً من تلك النواة من الناس الذين يجلبون السلام إلى منطقتنا بمجرد التفكير بهذه الطريقة. نحن نمضي معظم حياتنا كراشدين في محاولت تصحيح أخطاء الطفولة. نكتشف الأشياء التي لم تكن دقيقة ونستبدلها بأشياء أكثر دقّة. ذلك يساعدنا على أن نكون مسؤولين شخصياً عن حياتنا وحرّيتنا الشخصية.
كلّ واحد منّا إنسان رائع. ونحن موجودون على هذه الأرض لأن ذلك حقّ لنا، يحقّ لنا أن نعيش ونكون أحراراً ونتعلّم من أخطائنا ونستكشف طرقاً جديدة لاتخاذ القرارات. فإذا كنتم قد اعتدتم على تصنيف أنفسكم كأشخاص "جيّدين" أو "سيّئين" فهذه الطريقة لن تدعكم تتقدّمون. عوضاً عن ذلك اعلموا أنكم "أخيار" وأنكم الخير بحد ذاته بطبيعتكم. واعلموا أن الخير الذي فيكم هو الذي يريد تحقيق أحلامكم، وهو الذي يريد أن يربّت على ظهوركم استحساناً لما أنجزتموه من نجاحات. اعلموا أنكم قادرون تماماً على اتخاذ خيارات أفضل تكشف عن المزيد من الخير فيكم، وتبقيكم نشيطين ومهتمّين ومعنيين بما يجري في حياتكم. ذاتكم السامية تتلهّف للكشف عن المزيد من الخير فيكم، وهي تنتظر في أعماقكم لكي تسمعكم تقولون لها " نعم"، فكفّوا عن سدّ الطريق على أنفسكم وقولوا لها "نعم"!

" أمامك دائماً خياران. طريقان يمكن أن تسلكهما. الأول سهل وحسنته الوحيدة هي أنه سهل." هاري ترومن



#ماريا_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين نجد السلام في بحر الفوضى؟
- تحية للأب في عيده
- خدمة واحدة تصنع الفرق!
- علاقتك بالشريك قيد البناء دائماً!
- أقوى منافس لك هو أنت!
- لماذا تعلمنا الحياة دروسها مراراً وتكراراً؟
- بين التوازن والخلل!
- ! الصلاة ..عبور إلى الفصح
- كيف تتحول أفكارنا إلى واقع
- العلم في الصغر كالنقش في الحجر!
- بين نعم ولا.. ماذا تقولون لأولادكم؟
- الحب الأكبر!
- يحلمون.. يترقبون.. ينجزون!
- ماذا تفعل بك وسائل الإعلام؟
- الإدانة أو التعاطف... الصراع أو السلام ؟
- تعلّم كيف تقول كلمة “لا “
- كن شغوفاً.. لا أحد يحب الفاترين!
- العائلة.. مؤسسة التوازن العاطفي!
- كيف هو مزاجك اليوم؟ أتشعر أنك مقيّد؟!!!
- 2011 ..استعد، انطلق!


المزيد.....




- العراق يعلن توقف إمدادات الغاز الإيراني بالكامل وفقدان 5500 ...
- ما هي قوائم الإرهاب في مصر وكيف يتم إدراج الأشخاص عليها؟
- حزب الله يمطر بتاح تكفا الإسرائيلية ب 160 صاروخا ردّاً على ق ...
- نتنياهو يندد بعنف مستوطنين ضد الجيش الإسرائيلي بالضفة الغربي ...
- اشتباكات عنيفة بين القوات الروسية وقوات كييف في مقاطعة خاركو ...
- مولدوفا تؤكد استمرار علاقاتها مع الإمارات بعد مقتل حاخام إسر ...
- بيدرسون: من الضروري منع جر سوريا للصراع
- لندن.. رفض لإنكار الحكومة الإبادة في غزة
- الرياض.. معرض بنان للحرف اليدوية
- تل أبيب تتعرض لضربة صاروخية جديدة الآن.. مدن إسرائيلية تحت ن ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماريا خليفة - الخيار الصحيح وجهاز الإنذار!