حيدر السلامي
الحوار المتمدن-العدد: 3416 - 2011 / 7 / 4 - 11:48
المحور:
الصحافة والاعلام
كثر الحديث في عراق ما بعد الديكتاتور عن حرية الصحافة وحق الوصول إلى المعلومة ونشرها وتعددت الوكالات الأخبارية والقنوات التلفازية والمحطات الإذاعية والشبكات والمواقع الإلكترونية إلى جانب الصحف والمجلات والنشرات وأصبح السيل الإعلامي ينحدر من وفي كل اتجاه لا يحول بينه وبين الناس عائق ولا عالق.
وضمن الدستور العراقي حرية الإعلام وحررها من براثن الحكام وسعى الإعلاميون إلى رد الاعتبار لنقابة الصحفيين وأسسوا الاتحادات للإذاعيين والتلفازيين وكتاب الانترنيت والمدونين وشكلوا المنظمات المدافعة عن بلاط صاحبة الجلالة بما أوتوا من قوة ومن رباط الخيل يرهبون بالقلم من يحاول تكبيل الحقيقة وإخفاء وجهها عن المواطن العادي فضلا عن المثقف والمتابع لحركة التغيير الشامل في هذا البلد المتلبد الأجواء على طول وعرض التاريخ لحكمة لا يعلمها إلا الله والراسخون في العلم.
على أية حال دعونا نعود إلى حرية الصحافة وسؤالنا: هل هي حقيقة أم خدعة؟ هل هي شعار أم نظام؟ هل الحرية تعطى أم تؤخذ؟ هل الصحفيون والإعلاميون يستحقون التحرك والعمل بحرية في سبيل القيام بمهمتهم لتزويد الجمهور بكل ما هو ضروري وجديد من المعلومات والأخبار عن بلدهم؟
لا نغالي ولا نماري إذا قلنا بأن الحرية الصحفية في العراق قد ولدت قيصريا ومشوهة لما تكتمل بعد ملامحها سواء في نظر المسؤولين الحكوميين والسياسيين أو الصحفيين أنفسهم.. فضلا عن المنظمات المعنية والمهتمة بتنظيم العمل الصحفي وضبط إيقاعه وصياغة قوانينه.. وما يزال الجميع يعزف على وتر مشروع أو مسودة قانون حماية الصحفيين الذي ولد هو الآخر ناقص الأعضاء مشوه الوجه ولا نعلم متى يناقش ومتى يقر ومتى تصبح الصحافة العراقية حرة محمية بالقانون وليس بتفضل المتفضلين وعطف العاطفين وحنو الحانين؟!
ولا أعتقد بأن صحفيا واحدا سيفرط بحقوقه ويقبل بمصادرة جزء من الحرية الصحفية ولو صرفت له المكافآت وبلغت ما بلغت الأعطيات والصلات..
أما الإساءة للإعلاميين وإن تكررت وبلغت من الحدة ما بلغت فإنها لن تصمد أمام جيوش الأقلام لأن الكلمة هي الهادية والمضلة وهي الفاتحة والمحررة أيضا وقد أدرك هذه الحقيقة وبشر بها كل عاقل في هذه الأرض وفي كل زمان.
#حيدر_السلامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟