أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - خسرو حميد عثمان - من عالم إلى أخر 7














المزيد.....

من عالم إلى أخر 7


خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)


الحوار المتمدن-العدد: 3415 - 2011 / 7 / 3 - 13:58
المحور: سيرة ذاتية
    


خلال عملي في البلديات من عام 1978 إلى1982 عاصرت محافظين إثنين، كانت علاقاتى بالمحافظ الأول مستقرة كما أسلفت سابقا، ولكن سماء علاقاتي بالمحافظ الثاني كانت تتلبد بالغيوم والرعد أحيانا، لم تكن سماء صافية بمجمله. الخلافات تنشأ، بدون شك، بين موظف ورئيسه وذلك عندما يرى الثاني بأن الأسبقية للقانون وليس لأوامر رئيسه الذي يعرف كيف ينأ بنفسه عن المسؤلية.... دعوني أروى لكم بعض ما في جعبتي عن ذلك الزمن :
بلغني المحافظ (الثاني): أن أحظرإلى مكتبه صباح غد مع بداية الدوام الرسمي لغرض القيام بجولة ميدانية في منطقة شقلاوة وكتمان الأمر وسيكون سفري معه وبسيارته.
مكتب المحافظ (صباح اليوم الثاني مع بدء الدوام): بعد أن أنهى المحافظ من تمشية جميع المعاملات التي كانت أمامه، إطلع أخيرا على ورقة مربعة صغيرة ثم قال: فلان أغا الفلاني يطلب مقابلتي، رجل كبير في العمر سأُقابله بعدها سنغادر. بعد أن دخل الضيف وجلس على يمين المكتب، وكنت جالسا على جهة اليسار، بدأ بمجاملة المحافظ بطريقة مملة و مطولة وأخذ يكرر نفس النمط من الكلام عندها غير المحافظ نظره بإتجاهي مما جعلني أشعر بأنه يُوحي بأن لدى الضيف كلاما خاصا عندها أشرتُ إليه بأنني أخرج و أنتظره عند السكرتير لكنه أجاب بصوت مسموع: لا داعي سنغادر معا.
الضيف: لم تكن سبب معين لزيارتي غير المجاملة ولحسن الحظ تذكرت قبل أن أُغادر بأن السيجاير في الديواخانة (المضيف) قد نفذت هل تفضلت بالتكرم بكتابة توصية لمكتب السيجاير بتجهيزنا ب(كارتون) من نوع روثمان؟
أثناء كتابة المحافظ للتوصية أخرجت من جيبى علبة السيجاير وأشعلت سيجارة. وبعد مغادرة الضيف سأاني المحافظ : هل أنت مُدخن؟
الجواب: نعم.
المحافظ: لم أراك تُدخن سابقا.
الجواب: أعتكف عن التدخين، عادة، في الأماكن المغلقة التي يتواجد فيها غير المدخنين، هذه المرة حصلت إستثناء و بطريقة لا إرادية.
المحافظ: ماذا تُدخن؟
الجواب: روثمان.
المحافظ: أين تشتريه؟
الجواب: في الشارع ومن الأطفال.
المحافظ: ماهو السعر؟
الجواب: السعر يصعد وينزل ويعتمد على الأرقام المحفورة على العُلب.
بعد حساب بسيط توصل المحافظ إلى نتيجة مفادها بأن سعر السيكاير من نوع روثمان في الشارع قد تصل إلى ضعف التسعيرة الرسمية. عندها قال: سأكتب لك توصية إلى مكتب السيجاير بتزويدك ب 2تكة من السيكاير. وقبل أن يُباشر بالكتابة قلت له: لا ُتكلف نفسك أرجوك، أنا لا أرغب في ذلك والسيجاير في الشوارع متوفرة في كُل الأوقات.
المحافظ: ولكن بضعف السعر!
الجواب: ولو.
المحافظ: لا أدري كيف تُفكر، أنت موظف ودخلك محدود تُصر على أن تشتري السيجاير بضعف السعر ولا تقبل (تكتين) رخيصتين وقبل أن تننهي سأُجددها لك، و(إبن الكلب) هذا جاء في هذا الصباح الباكر ليحصل على كارتون سيجاير ومن ثم ليُسربه إلى الشارع ليُباع لأمثالك!
الجواب ضاحكا: أنا مجنون.
المحافظ متعجبا: والله أنت مجنون.
الجواب: ليس هذا السبب وحده، للموضوع جوانب أُخرى يا جناب المحافظ.
المحافظ: ماهي؟
الجواب :
أولاـ إنني أعيش وسط الناس العاديين، لهذا على أن أعيش مثلهم وهذا لا يعني إنني اُفكر كما يُفكرون.
ثانياـ إنني بهذه الطريقة أُدخن حسب ما تسمح به إمكانياتي وفي كل لحظة بإمكانى الأستغناء عنه في أى وقت لأنني لا زلت مدخنا ولست مدمنا على التدخين ولكن عندما أحصل على سيجاير رخيصة، بكرم من جنابك، عندها أدخن بدون حدود بعيدا عن حساب القدرة المالية وسأصبح عندها مدمنا لا أستطيع الأستغناء عنه. أنا الأن أعتذر عن قبول كرمك وبعكسه في المرات القادمة لكي أحصل على تكتين يجب أن أطلب لربما أكرر الطلب لتلبية مطلبي وبعد المغادرة قد تقول هذا (الكلب إبن الكلب) سيبيع تكة سيكاير ليدخن الأخرى مجانا.
المحافظ : دعنا نغادر لقد تأخرنا كثيرا.



#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من عالم إلى أخر 6
- عندما تُفاجئ نملة صغيرة فيلا عملاقا لا يتأمل إلا في ظّله!
- ثلاثة أسئلة تنتظر الأجابة من البروفيسور كاظم حبيب
- من عالم إلى أخر 5
- من عالم إلى أخر4
- من عالم إلى أخر 3
- من عالم إلى أخر 2
- من عالَم إلى أخر 1
- لقد طرق بابي حامل الرسالة حمد (الأخيرة)
- لقد طرق بابي حامل الرسالة حمد 3
- لقد طرق بابي حامل الرسالة حمد 2
- لقد طرق بابي حامل الرسالة حمد 1
- ثقب في جدار المخابرات العراقية
- بعد 52عاما يعود التأريخ الى مساره الصحيح
- القاتل والمقتول فى جسد واحد
- أنا أحكم إذا أنا موجود2
- أنا أحكم اذا أنا موجود1 *
- إلى من يهمه الأمر: طلب شخصي لأشغال إحدى الدرجات في حكومة الن ...
- تحية وتقدير لرجل كسر حاجز الصمت في أربيل
- عندما دافعت إمرأة عراقية عن كرامتها قبل 30 عاما


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - خسرو حميد عثمان - من عالم إلى أخر 7