شمخي جبر
الحوار المتمدن-العدد: 3414 - 2011 / 7 / 2 - 21:30
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
يتساءل صديقي ......... قائلا : ماهذا التناقض ، كيف يكون هذا الاعلامي كبير وفي ذات الوقت صغير ؟؟
قلت له انه كبير بتاريخه المهني والابداعي ولكنه صغير بكراهيته للحرية وتمسكه باغلال العبودية ،وهو مايسميه مالك بن نبي (القابلية للاستبعباد) ... وهو استعداد نفسي تقديم الذات للقيود وقبولها والاستسلام لها بل والزهو بهذه القيود .. وهذه هي أخلاق العبيد.
فلايمكن للعبيد الا ان يكرهوا الحرية .. ولايمكن للخائفين الا ان يتصدوا لحرية التعبير ، ويتحلون الى كهنة يمارسون تكميم الافواه ، هؤلاء لاحول لهم ولاقوة ... يستحقون الشفقة .. فأنا لااستطيع ان انظر الى عبد يرسف في أغلاله الا وأشفق عليه ..
المتخلقين بأخلاق العبيد اولئك جبلت رواحهم على ثقافة الخضوع، والارواح التي جبلت على هذه الاخلاق لايمكن لها الا ان تكره الحرية ، لانها مجلبة للازعاج والمزعجات والمسؤولية وحتمية المخالفة والخروج عن المألوف الخضوعي.
القلوب التي ترتجف امام ابسط الاشياء لايمكن ان ىتسكنها الحرية. والله الذي هو صنو الحرية يقول في الحديث القدسي(لم تسعني أرضي و لا سمائي و لكن وسعني قلب عبدي المؤمن) والمؤمن هنا ليس المؤمن ايمان العبيد بل المؤمن الحر ..ايمان الاحرار،هؤلاء لايمكن ان تستعبدهم الا حريتهم .. ولايمكن ان يحركهم شيء سواها.
تحركهم حريتهم وخياراتهم اولئك هم الاحرار.فالعبودية في (عبدي المؤمن) ليست عبودية العبيد، بل خيار الاحرار ،والاحرار لايترددون في قول الحق .. لايخيفهم (سيف المعز ) ولاتغريهم دنانيره، ولايخافون في الحق لومة لائم.
اما الممسكين بثقافة الخضوع فأنهم يقادون كالخراف .. بل يباعون او يسلخون .. لان أرواحهم وقلوبهم توطنت ودجنت فأستسلمت. ذلهم مصلحة ..وخنوعهم وخضوعهم فائدة ونجاة لاجسادهم..
يغريهم وضع الخنوع بهدوءه وسكينته ، فهو بلا خسارات ولا مصاعب ولا تحديات ، ولكنه معفر بالذل والهوان.
هؤلاء العبيد يشكلون خطرا على الثقافة والسياسة والمجتمع ، لانهم أعداء الحرية ، واعداء اي تغيير اجتماعي ... لانهم جبلوا على العبودية ... وهذا لايعني الا الثبات ورفض اي عملية تغيير.
#شمخي_جبر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟