ديمقراطية الاسلام السعودي

محمد خضير عباس

الحوار المتمدن-العدد: 3414 - 2011 / 7 / 2 - 15:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ارتبط مفهوم الديمقراطية في الاسلام بمبدأ الشورى بموجب ما جاء بالاية الكريمة ( وامرهم شورى بينهم ) بالرغم من ان هذا المبدأ كان معروف ومطبق قبل مجئ الاسلام وبدا التطبيق الفعلي له في عهد الخلفاء الراشدين بعد الفراغ الديني والسياسي الذي حدث بوفاة الرسول (ص) الا انه تحول الى دكتاتورية عسكرية قبلية وراثية في العصر الاموي وتطور الى دكتاتورية دينية في العصر العباسي وهو العصر الذي تم فيه تدوين حضارة المسلمين فتم تثبيت معنى الشورى بمفهوم (الراعي والرعية واهل الحل والعقد ) لتسويغ تسلط الخليفة العباسي ثم العثماني فيما بعد على العباد بحجة انه يستمد سلطتة السياسية من الله تعالى وانه المسؤول الوحيد امامه يوم القيامة وانه يملك الارض وما عليها وما في داخلها من ثروات ومن يمشي عليها وفق مفاهيم القرون الوسطى لذلك تسعى الانظمة الدكتاتورية الدينية الحاكمة في الوقت الحاضر كالنظام السعودي والنظام الايراني وبعض انظمة دول الخليج العربي الاخرى الى التاكيد على ممارسة هذا المبدأ من قبل العوائل الحاكمة في هذه الدول لضمان بقاء الحكم يدور داخل نطاق هذه العوائل في حال دعت الضرورة الى تغير الحاكم او الملك والى اي سبب كان وخوفا من وصول مد الانتفاضات الشعبية الذي جرف العديد من الانظمة الاستبدادية في المنطقة الى دولها او مماليكها واحتمال اهتزاز عروشها فقد اصدرت وزارة الداخلية السعودية على سبيل المثال بيانا اكدت فيه على منع كافة انواع التظاهرات والمسيرات والاعتصامات او الدعوة اليها لتعارضها مع مبادئ الشريعة الاسلامية وقيم المجتمع السعودي واكدت الوزارة ايضا ان قوات الامن مفوضة تماما باتخاذ كافة الاجراءات اللازمة بشأن كل من يحاول التحريض على التظاهرات والاخلال بالنظام باي حال او أي صورة ولكي يتم الاطباق على انفاس الشعب السعودي نهائيا فقد اصدرت هيئة كبار العلماء السعوديين بيانا حرمت فيه التظاهرات واكدت على ان المحافظة على الجماعة من اعظم اصول الاسلام مؤكدة على اهمية وحدت الصف والكلمة ومحذرة في الوقت نفسه من الارتباطات الحزبية المنحرفة كما وصفتها واكدت الهيئة ايضا في بيانها على ان للاصلاح والنصيحة اسلوب شرعي لا يشمل التظاهرات التي تثير الفتنة بين الناس واعتبرت الهيئة ان اسلوب التظاهر هو احد الافكار الوافدة من الغرب ولن تسمح به لانه ينتقص من الهوية الاسلامية ويفرق الجماعة .هذه هي اذن الديمقراطية السعودية لقد وضع ملك السعودية شعبه بين فكي كماشة فكل من يتظاهر او يدعو الى التظاهر السلمي ولاي سبب كان وليس بالضرورة الدعوى الى تغير نظام الحكم فانه يصبح مذنبا لمخالفة القانون اولا وكافرا لمخالفة بيان هيئة علماء المسلمين ثانيا بموجب البيانين المذكورين سابقا . ان الديمقراطية بمفهومها الحديث نظام مخالف للاسلام لسبب بسيط لكونه يجعل سلطة التشريع للشعب او من ينوب عنه ( اعضاء البرلمان ) وعليه فيكون الحكم فيه لغير الله تعالى ام من يخوله بموجب الاية الكريمة ( واطيعوا الله والرسول واولي الامر منكم ) لذلك فان ادعاءات تطبيق الديمقراطية في الانظمة التي تتستر بالدين هي مجرد فرية حتى ولو قامت هذه الانظمة ببعض الاجراءات التجميلية على اسلوب حكمها وخلاصة القول هو ان الديمقراطية والاسلام نظامين لايلتقيان ابدا .

#محمد_خضير_عباس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات