أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - !!ليس العيب في ما نختلف عليه ... بل العيب أن نتقاتل في ما نختلف عليه















المزيد.....

!!ليس العيب في ما نختلف عليه ... بل العيب أن نتقاتل في ما نختلف عليه


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 1017 - 2004 / 11 / 14 - 07:31
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كان وما يزال العراق موقعاً تتفاعل فيه الأفكار والاجتهادات, وفي أفكارنا الكثير من الأحلام, وهي ظاهرة صحية وليس فيها ما نعاب عليه, إذ أنها تعكس تطلعنا لمستقبل أفضل من جهة, ولأن في حياتنا من المعاناة ما يدفعنا إلى التفكير والحلم من جهة أخرى. وكان الحلم في بعض الفترات من حياتنا, ومنها فترة النظام الاستبدادي الدموي الصدّامي, محرماً علينا. ولكن العيب البارز فينا أننا نفتقد إلى الروح العملية والقدرة في تحويل تلك الأفكار والأحلام إلى واقع معاش, إلى ممارسة فعلية, إلى حقيقة واقعة. ويزداد الوضع سوءاً عندما نعجز عن تحمل آراء وأفكار واجتهادات الآخرين ونتطلع إلى فرض أفكار بعضنا على البعض الآخر. وننتهي إلى قمع الرأي الآخر. هذا لا يمس جماعة دون غيرها, هذا يمس الجميع وتربينا في بيئة من هذا النوع ولا استثني نفسي من هذه التربية أو التعامل. فهل يمكننا تغيير هذا الواقع؟ نعم, وهو ما أطمح إليه وأتمنى أن يسود حواراتنا.
في العراق جمهرة كبيرة من خيرة المثقفين في منطقة الشرق الأوسط, وهم كوكبة قادرة على العطاء والإبداع في مختلف مجالات الثقافة. وأحد جوانب إبداعهم هو تنوعهم واختلافهم في زاوية الرؤية والاجتهاد أو حتى في المصالح التي تدفع الإنسان لأن يتخذ هذا الموقف أو ذاك. ومن هذا المنطلق أجد من حقنا أن ندعو المثقفين العراقيين إلى الرحمة بأنفسهم من خلال الابتعاد عن جلد بعضهم البعض الآخر بسبب التباين في وجهات النظر. ليس من حقننا جميعاً أن نمارس النقد إزاء بعضنا فحسب, بل من واجبنا ذلك, وهو الذي يمكن أن ينير لنا طريقنا. الحجة هي وحدها الذي يفترض أن تكون موضع اعتبارنا وليس الكلمات الجارحة, فهي لا تنفع أحدا وتتسبب في جرح الجميع وشرشحة الجميع دون أن تقنع الجميعً. وليس هناك من يستفيد من نقد من هذا النوع, وليس فينا من يريد أو يستطيع مسح الإنسان بالأرض. وقوة النقد ليست بالتجريح أياًً كان الممارس له.
ليس العيب في أن نختلف وخاصة في أوقات الأزمات والشدائد, ولكن العيب في أن نتقاتل في ما بيننا إزاء هذا الموقف أو ذاك وبالطريقة الجارية في الوقت الحاضر بين بعض الأحبة الذين أكن لهم جل الاحترام واقرأ لهم بعناية كبيرة. يؤرقني الدرب الصعب الذي نختاره أحياناً في نقد الآخر. فاللغة العربية غنية جداً ومليئة بالكلمات التي يمكن أن تستخدم لتبيان مواطن الضعف في الفكر والممارسة بقوة مؤثرة ومعبرة دون تجريح أو إساءة, ولسنا بحاجة إلى استخدام تلك الكلمات التي من شأنها تصويب سيف الكلمة إلى نحر الطرف الأخر. إن الكلمة القاسية هي جزء من العنف شئنا ذلك أم أبينا, إنها المرحلة الأولى في الطريق إليه وإلى تحوله إلى أشكال أخرى من العنف. ولهذا أرى بأن التخلص من عنف الكلمة يوصلنا إلى التخلص من العنف بمختلف أشكاله.
اتفقت مع الشاعر العراقي الكبير سعدي يوسف أحياناً واختلفت معه أحياناً أخرى, ولكن لم ولن يمنعني هذا من احترامه واحترام ما يكتبه واعتبر ذلك اجتهاداً منه وتعبيراً عما يتفاعل في داخله بغض النظر عن العوامل المؤججة لذلك, رغم أني لا أوافقه الرأي في ما يخص المرحلة الراهنة مما يجري في العراق. فليس بيني وبين سعدي يوسف ما يجعلني أحقد عليه وأشتمه أو أسيء إليه بسبب اختلافي معه في الرأي أو حتى تذمري مما يكتبه, إذ أنه ربما تماماً يتذمر من كتاباتي ولا يرتاح لما أكتبه, ولكني لا أعتقد بأنه ولهذا السبب سوف يشتمني أو يسيء لي.
وهكذا الأمر بالنسبة للكتاب الذين قاوموا الفاشية ورفضوا العنف والقسوة في العراق وتشردوا في بقاع الدنيا وصمدوا في وجه العقبات التي مرت بهم وأعرف الكثير منهم ورافقتهم في غربتهم وعذاباتهم النفسية. سواء أكان الكاتب الفاضل سلام عبود, الذي قرأت كتابه النفيس "ثقافة العنف في العراق" منشورات دار الجمل 2002", واستفدت منه في كتابي تحت الطبع "الاستبداد والقسوة في العراق", أم كان القاص الفاضل إبراهيم أحمد الذي قرأت له وتمتعت بالعديد من قصصه القديمة والحديثة, أم غيرهما من الكتاب.
إننا بحاجة إلى أن نعترف بأن الوضع في العراق في الوقت الحاضر شديد التعقيد والتشابك, وهو الذي يدعو إلى الاختلاف في الرأي بين المثقفات والمثقفين في داخل وخارج العراق. إننا نعيش فترة حرجة من تاريخ العراق, ومن حسن حظنا أننا نختلف في وجهات النظر لكي نتحاور ونتفاعل مع بعضنا لنتوصل إلى ما هو أفضل لنا جميعاً, وسيكون أمراً غريباً أن نتفق على كل ما يجري في العراق سواء بالموافقة أو الرفض. ولكن الحد الذي لا بد من الاتفاق عليه, كما أرى, هو الآتي:
- لا ينبغي لنا أن نوافق على الحروب كطريق لمعالجة مشكلات المستبدين في عالمنا الراهن, بل يفترض النضال الداخلي بالأساس وتأمين الدعم السياسي والمعنوي الدولي لهذا النضال للخلاص من المستبدين. وهم كثرة في عالمنا المعاصر.
- لا يجوز القبول بالاحتلال كأمر واقع بل ينبغي التثقيف المستمر بأننا لا نريد ولا نقبل بالاحتلال ويفترض أن نتخلص منه بأسرع وقت ممكن, إذ أن الاحتلال مرفوض دولياً وشعبنا لا يقبل به, رغم أنه مجبر عليه, وأخاك مجبر لا بطل بسبب الواقع المر الذي يمر به بسبب الإرهاب المتفاقم.
- يجب أن نرفض الإرهاب بكل أشكاله, وما يجري في العراق ليس مقاومة شعبية, رغم وجود من يرفض الاحتلال ويريد التخلص منه ويناضل ضده, بل إرهاباً من قوى تابعة للنظام السابق وقوى إسلامية سياسية متطرفة وإرهابية عراقية وغير عراقية وتساهم في تدمير البنية التحتية والقاعدة المادية لإعادة بناء الاقتصاد العراقي وإعادة الاستقرار والهدوء للبلاد وللمواطن المتعب حقاً.
- ينبغي أن نتحرى عن سبل التعاون الوطني الواسع وفق أسس يمكن الاتفاق عليها من أجل إنهاء الإرهاب والخلاص من الاحتلال وإعادة بناء العراق الجديد الذي نأمل في إقامته. إن الطرق السلمية التي اتفقت عليها القوى السياسية العراقية في الداخل في النضال من أجل إنهاء الاحتلال تبدو لي سليمة وممكنة, شريطة أن نتخلص من الإرهاب الراهن, إذ أن استمراره لن يساعدنا على الخلاص من الاحتلال.
- أن نرفض كل أشكال العنف والتعذيب وإدانة من يمارسه في العراق, وكذلك إدانة ما جرى في سجن "أبو غريب", كما يفترض أن نتحرى عن حلول سلمية وتفاوضية للمشكلات التي تواجه مجتمعنا وأن لا ندعها تتطور إلى الحد الذي وصلت إليه في الفلوجة أو قبل ذاك في النجف أو ما يجري الآن في الموصل وكركوك وبعقوبة واللطيفية ...الخ. ولا شك عندي في أن الإرهابيين مارسوا ويمارسون أقسى أشكال القهر والتعذيب والنحر للمختطف أو الاغتيالات التي لم تنقطع للعراقيات والعراقيين, وهو تجاوز فض على حقوق الإنسان.
كلمة ودٍ واعتزاز أوجهها إلى جميع المثقفات والمثقفين في العراق, سواء أكانوا في الداخل أم الخارج, وأتمنى عليهم أن يمارسوا النقد للفكر والرأي بكل قوة وكيفما يشاءون بدلاً من توجيه النقد الجارح للأشخاص, أياً كان هذا الشخص.
برلين في 12/11/2004 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ! ...أرفعوا عن أيديكم الفلوجة الرهينة أيها الأوباش
- لا تمرغوا أسم السيد السيستاني بالتراب أيها الطائفيون؟
- !بوش الابن والأوضاع السياسية في الشرق الأوسط
- هل من مخاطر محدقة بانتقال الإرهاب في العراق إلى دول منطقة ال ...
- ما هي الأسباب وراء لاختراقات الراهنة من قبل فلول النظام المخ ...
- إلى أنظار المجلس الوطني ومجلس الوزراء المؤقتين كيف يمكن فهم ...
- هل بعض قوى اليسار العربي واعية لما يجري في العراق؟ وهل يراد ...
- هل التربية الإسلامية للدول الإسلامية تكمن وراء العمليات الإر ...
- ما الهدف الرئيسي وراء الدعوة إلى محاكمة الطاغية صدام حسين ور ...
- الولايات المتحدة, العالم والعراق
- هل لوزارة الثقافة معايير في النظر إلى الثقافة والمثقفين؟
- إعلان عبر الإنترنيت إلى دور الطباعة والنشر العربية
- هل أمسك الدكتور ميثم الجنابي في تعقيبه بجوهر ملاحظاتي أم تفا ...
- مرة أخرى مع أفكار الزميل الدكتور خير الدين حسيب التي عرضها ف ...
- مرة أخرى مع أفكار الزميل الدكتور خير الدين حسيب التي عرضها ف ...
- فكر وسياسات الدولة السعودية والحوار المتمدن! غربال السعودية ...
- مرة أخرى مع أفكار الزميل الدكتور خير الدين حسيب التي عرضها ف ...
- من المسئول عن سقوط القتلى والجرحى يومياً في العراق؟ رسالة مف ...
- مرة أخرى مع أفكار الزميل الدكتور خيري الدين حسيب التي عرضها ...
- ما هي المشكلات والقوى التي تساهم في تعقيد الوضع الراهن في ال ...


المزيد.....




- رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز ...
- أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم ...
- البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح ...
- اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
- وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات - ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال ...
- أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع ...
- شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل ...
- -التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله ...
- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - !!ليس العيب في ما نختلف عليه ... بل العيب أن نتقاتل في ما نختلف عليه