مصطفى حميدو
الحوار المتمدن-العدد: 1017 - 2004 / 11 / 14 - 07:19
المحور:
القضية الفلسطينية
تثير شخصية ياسر عرفات الغامضة تساؤلات لا يزال أكثرها مطروحا للنقاش بشكل جدي.فالرجل الذي لا يعرف عنه الكثير وضع حياته كلها رهنا لحلم لم يتحقق بعد رغم كل ما فعله و ما قدمه منذ الكفاح المسلح و حتى مرحلة ما بعد السلاح.
فرغم كل أخطاء ياسر عرفات الا انه و في نظر الكثيرين يعتبر واحدا من الذين ساهموا في احياء القضية الفلسطينية بعدما عجز العرب عن المحافظة عليها.
ان عائلة ياسر عرفات و حتى وقتنا الحاضر تكاد تكون غير معروفة الا من القريبين منه و الذين قضوا معه مسرة طويلة اختلط فيها الدمع مع مأسي الملاجىء و قصص المعاناة.
كان ذلك الغموض مقصودا من ياسر عرفات نتيجة الظروف الأمنية التي عاشت معه طوال ما يزيد عن الأربعين عاما.
في لقاء مع احد الصحفيين العرب في بيروت* أجاب على أسئلته التي كانت متعلقة بشخصيته على النحو التالي:
-من أنت بالتحديد؟
-أنا محارب في ساحات الثورة الفلسطينية
-هل اسمك ياسر عرفات؟
-هذا الأسم الذي عرفت به منذ أيام الجامعة
-من أين أنت؟
-أنا من قلب الشعب الفلسطيني
-الفلسطينيون يريدون معرفة المزيد عن قائدهم, اسمح لنا أن نسألك مجددا من أنت؟
أنا ابن الشعب الفلسطيني و مقاتل في ساحات الثورة.
يمكن أن تدلنا تلك المقابلة على الغموض الذي تقصد ياسر عرفات أن يعيش فيه وأن يقضي معظم حياته فيه.
لم يعرف الأسم الحقيقي لياسر عرفات الا في العام 1970 عبر صحفي اسرائيلي يدعى ايهود ياعاري** حيث عرفه على النحو التالي:
عبد الرحمن عبد الرؤوف عرفات القدوة الحسيني,لكن الاسم الذي عرفه به الناس هو محمد القدوة.
ان التاريخ وحده هو من سيتكلم عن ياسر عرفات سواء أكان انصافا له أو تسجيلا لأخطاء وقع فيها .حتى ذلك اليوم سيبقى اسم ياسر عرفات مرتبطا بثورة شعب و حلم امة, حلم لم يتحقق رغم كل الدم الذي تدفق و رغم كل الحروب و المغامرات والرهانات واخيرا الاتفاقات التي عقدت و التي استهلك لكتابتها حبر يفوق قيمته قيمتها.
#مصطفى_حميدو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟