أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فهمي الكتوت - نريد حكومة تؤمن بالاصلاح














المزيد.....

نريد حكومة تؤمن بالاصلاح


فهمي الكتوت

الحوار المتمدن-العدد: 3413 - 2011 / 7 / 1 - 22:57
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


كشف تقرير لجنة التحقيق النيابية في ملف الكازينو عن عمق الأزمة الأخلاقية والإدارية والسياسية التي تعاني منها الحكومات المتعاقبة, والتعميم هنا ليس بهدف التخفيف من الآثار السيئة التي أحدثتها تصرفات وسلوك حكومة معروف البخيت في قضية الكازينو, بل للتأكيد على ان ما تم كشفه لغاية الآن من فساد إداري متورطة به حكومة البخيت السابقة من مخالفات صريحة للقانون والدستور, وممارسات ملتوية تصل حد التزوير في الأوراق الرسمية, لتمرير مشروع لحساب مجهولين ليس مخالفا للدستور فحسب, بل وللخلق الذي يفترض ان يتحلى به المسؤول, وهذا لا يخص حكومة البخيت وحدها بل يبدو ان معظم الحكومات متورطة بفضائح من العيار الثقيل. طالما تحدثت وسائل الإعلام وبعض الشخصيات الوطنية عن ضرورة التحقيق في العديد من ملفات الفساد المتراكمة, والتي أسهمت بتفاقم المديونية بشكل خطير, وتردي الأوضاع المعيشية, وبروز مظاهر غريبة على المجتمع الأردني,من المشاجرات الجماعية واستخدام العيارات النارية, وزيادة حالات الانتحار وتفسخ بعض مظاهر العلاقات الاجتماعية, بسبب الإحباط واليأس الناجم عن حالات الكبت والحرمان وارتفاع معدلات البطالة, والسلوك المشين لبعض المسؤولين المتورطين بالفساد وانهيار القيم الإنسانية واختفاء المصداقية.
اللجنة النيابية لملف الكازينو حّملت رئيس الحكومة معروف البخيت المسؤولية الأدبية والقانونية عن اتفاقية ترخيص الكازينو الذي كان سيقام في البحر الميت, واعتبرته مخلاً بواجبات الوظيفة وسوء استعمال السلطة, كما حمّلت وزراء في حكومته السابقة المسؤولية, والغريب ان تقرير اللجنة النيابية حصل على 86 صوتا في الجولة الاولى من التصويت, والمتعلقة بوزير السياحة الاسبق, اما الجولة الثانية المتعلقة برئيس الوزراء لم يصوت باتهام الرئيس سوى 50 نائبا, ودون الحديث عن هذه المفارقات الغريبة, إلا ان ما جرى ويجري يؤكد على مسألتين أساسيتين الأولى: اذا كان تصويت المجلس انقذ الرئيس من الاتهام, فهذا لا يعني ان الرئيس يستطيع مواصلة القيام بمهامه في الرئاسة, وبغض النظر ان كان الاتهام حاز على اصوات اقل من المطلوب بقليل, عدا عن التساؤلات المطروحة حيال قضية التصويت بحد ذاتها, بتراجع اصوات اتهمت الوزير في الجولة الاولى ورفضت اتهام الرئيس في الجولة الثانية, وهذا ما يحتاج الى تفسير من النواب المعنيين, عدا عن المخالفات التي حدثت في الجلسة وتركت تداعيات وصلت حد الاستقالات, او اعلان المقاطعة لجلسة الخميس.
أما المسألة الثانية: تتعلق في جوهر ومضمون مكافحة الفساد, فالنظم الديمقراطية تحيل عادة قضايا الفساد الى القضاء, وبغض النظر عن المنصب او الموقع الاجتماعي الذي يحتله المتهم, سواء كان وزيرا ام موظفا ام شخصا خارج الوظيفة العامة, فالقضاء هو صاحب الحق, وهو الذي يتمتع بالامكانيات والقدرات باتخاذ قرار ادانة او براءة اي متهم وفقا للاصول المتعارف عليها بالمحاكم المدنية, محاكمة نزيهة وشفافة وعادلة, وهنا التأكيد على المحاكم المدنية وليس العرفية او محكمة امن الدولة, بل محكمة مدنية وقضاء مستقل عن السلطات التنفيذية.
وهذا يتطلب تحقيق اصلاحات دستورية وسياسية, تضمن استقلال السلطات, وإحالة قضايا الفساد للمحاكم المدنية لتوفير محاكمة عادلة لاي متهم بغض النظر عن موقعه ومركزه الرسمي, وقضية الاصلاح ليس فقط من اجل تحويل المتهم الى القضاء, بل من اجل سد منابع الفساد, من خلال انتخابات ديمقراطية تستند الى قانون ديمقراطي,ونظام انتخابي يؤمن وصول مجلس نيابي يعكس ارادة الشعب الاردني, ويتحمل مسؤوليته لاقامة دولة ديمقراطية, وتداول سلمي للسلطة, وتتمتع بشفافية عالية, تحرم الفاسدين من الوصول الى السلطة, حتى وان تسلل بعضهم الى موقع مسؤول لا تواجه المؤسسة الديمقراطية كثير العناء لكشفه ومحاسبته بموجب القوانين, الدولة الديمقراطية التي تتمتع مؤسساتها بالشفافية تحرم المتربصين من اتخاذ القرارات الخطيرة في الظلام, وتحمي المال العام من الفاسدين.
أما موضوع رئيس الوزراء الذي افلت من الاتهام الرسمي فقد ارتبط اسمه بعدد من القضايا التي اضعفت دوره وعززت الاتجاه القائل ان عليه ان يغادر الدوار الرابع, وهذا متوقع في وقت ليس بعيدا, فهذه القضية ليست الوحيدة التي أثارت إشكالات للرئيس, فقد سبق واعترف الرئيس بوجود تزوير في الانتخابات النيابية في عهد حكومته السابقة, دون ان يحرك ساكنا, وقد قوبلت حكومته الجديدة باستياء شعبي ورفض من القوى الوطنية لتزوير انتخابات ,2007 وقد اضيف الى رصيده غير الشعبي قضية خروج السجين خالد شاهين الى خارج البلاد وما زالت هذه القضية تتفاعل, بعد استقالة وزيري العدل والصحة في حكومته, والاعتقاد السائد ان وزراء آخرين متورطون في هذه القضية, اما استقالة وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق باسم الحكومة طاهر العدوان على خلفية دفع قوانين لمجلس النواب تتعلق بتكميم الافواه ومعاقبة وسائل الإعلام, وتقييد الحريات, ومعاقبة من يؤشر على قضايا الفساد, دليل أخر على ان هذه الحكومة غير مؤهلة للقيام باصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية.



#فهمي_الكتوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعب الفلسطيني يعاني من اضطهاد مزدوج
- حول مخرجات لجنة الحوار الوطني
- الاحتواء الناعم للثورات العربية
- النهوض الثوري والتبدلات الجارية في العالم العربي
- الاصلاح السياسي والدستوري في الاردن
- خبز وورود
- مشروع قانون الموازنة العامة للسنة المالية 2011
- ابرز التحديات عشية الانتخابات
- حصيلة قانون الصوت الواحد للانتخابات النيابية
- شبح البطالة.. والطبقة العاملة في عيدها
- ماذا يعني سقوط الجدار..؟
- هبة نيسان
- تفاقم ازمة النظام الراسمالي
- الاصلاح السياسي مرة اخرى
- علاوات النواب
- التعديل الوزاري واستحقاقات المرحلة
- ازمة العقار والرؤية الرسمية لمعالجتها
- معدلات التضخم تحافظ على مستويات مرتفعة
- المؤامرة الكبرى ...
- عجز الموازنة يفاقم المديونية


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فهمي الكتوت - نريد حكومة تؤمن بالاصلاح