مجدي عطاالله
الحوار المتمدن-العدد: 3413 - 2011 / 7 / 1 - 13:37
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
من إدعى أنه جاء ليحكم بشرع الله كالشيخ حازم أبو اسماعيل وعبد المنعم أبو الفتوح وأشباههما ومن نحا نحوهما فقل له أنت دجال ونصاب لأنه ببساطة لو كان لديه برنامجا حقيقيا يتعلق بعلاج لمشكلة البطالة أو التعليم أو الصحة أو البحث العلمي ما لجأ إلى التلاعب بعواطف الناس الدينية وتاجر بها
الإدعاء بحصرية التفويض الإلهي وتطبيق شرع الله هو استبداد متلبس بعباءة الدين ومقنع بها ،ويريد صاحبه أن يكون الحكم مطلقا دون مساءلة أو محاسبة أو معارضة لأنه ببساطة يملك الصك الإلهي الحصري الذي لا تستطيع مجادلته أو نقده
وبنظرة سريعة للسعودية أرض الحرمين ذلك البلد الواسع الفضفاض المسمى باسم عائلة أصدرت منذ شهرين حزمة قوانين أسموها (المكرمة الملكية )شملت زيادة في الرواتب الشهرية وحد أدني وإعانات بطالة( لأسباب واضحة الكل يعلم مغزاها ) لكنها اشتملت على قانون غريب يتعلق بتجريم التهجم على الشيوخ أو معارضتهم أو التهكم عليهم وإلا التعرض لإجراءات مشددة ستتمثل في( الجلد والحبس معا )!!!!!
وهنا الاتفاق :شيوخا تحرم الخروج على الحاكم المستبد حتى لو سرق أموالهم أو جلد ظهورهم أو اغتصب السلطة وورثها للأبد أو تجرع الخمر جهارا أمام العالم كله فلا يجوز الخروج عليه وفي المقابل سن هذا الحاكم القوانين التي تجرم مجادلة الشيوخ أو معارضتها!!!!
وهنا نجد أنفسنا أمام نموذج فريد من الديكتاتورية والاستبداد اكتسب القدسية بعباء الدين وفتاوى الشيوخ ووعاظ السلطان وتلك هي الكارثة ..........
-هل توجد أمة تاجرت بالدين واستغلته كما فعلنا نحن ؟؟
-إن أخطر أنواع الاستبداد هو ذلك الذي يتخذ من الدين ورموزه حصنا قويا منيعا لتعضيد موقفه
-لماذا تصبح مجتمعاتنا بين مطرقة العسكر وسندان الشيوخ ؟؟
-هل توجد بقعة في العالم بهذا السواد الذي نعيش فيه إما بدلة الديكتاتور العسكري أو عباءة الشيخ ولحيته ؟؟
متى تشرق شمس الحرية الحقيقية على هذا الوطن المغتصب ؟؟
#مجدي_عطاالله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟