أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - زهير كاظم عبود - الطائفية المقيتة














المزيد.....

الطائفية المقيتة


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 1017 - 2004 / 11 / 14 - 07:33
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


عانى العراقي من طائفية بغيضة في الزمن الصدامي ، حيث استفحلت هذه الظاهرة التي كادت ان تندثر وتموت في العراق ، فقد تم سقيها ورعايتها ليس بقصد توسيع شقة الخلاف والشقاق بين المذاهب ، وانما زيادة الفرقة وأسباب الضعف بين مجموعات هذا الشعب المنكوب بالزمن الهجين .
وتم تأجيج هذه الطائفية بشراسة ووقاحة في العمل الوظيفي ومراكز المسؤولية ، وأصبحت ظاهرة من الظواهر المرضية التي يعاني منها المواطن العراقي ، بالرغم من كون السلطات الصدامية كانت تدفع بالطائفية الا أنها لم تكن تتوانى عن توزيع ظلمها على الجميع دون استثناء .
وبعد سقوط صدام وهروبه من ساحة المواجهة كما يفعل الرجال ، ومن ثم القبض عليه من قبل قوات أجنبية وهو يلوذ بحفرة تليق بالثعالب والأرانب ، وبعد تخلص العراقيين من سطوة الأخطاء والخطايا التي أقترفتها السلطة الصدامية في العراق ، ظهرت مخططات خبيثة ليس أولها أطلاق تعابير ( المثلث السني ) و( مدن الشيعة ) أو ( جوامع السنة ) ، وتم الطرق على هذا الوتر الخفي من قبل الأعلام الموجه أمريكيا ومن قنوات فضائية تحظى بالرعاية الأمريكية ، ولم تستطع أن تقنع الأنسان أنها تريد الخير للعراق .
وتفشت ظاهرة أخرى في العراق تتجسد في الإغتيالات على هوية المذهب ، وتم شحذ الهمم والتحريض على القتل المقابل ، بل وصل الأمر إلى قيام عراقيين بالتباهي بطائفيتهم ، وكما صار المواطن يشكو من طائفية مريرة ومما يقابلها ، وعمدت الناس إلى تقسيم المدن إلى طوائف ، وأصبح لكل مذهب متحدث رسمي يتحدث بأسمه ويشكل قيادة منه .
انتشرت ظاهرة الولاء للمذهب والطائفة بشكل يدعو للأسف والحزن معاً ، وهذا الأنتشار نتاج طبيعي لأستحكام الظاهرة في عقول تدري أو لم تكن تدري انها تدفع بأتجاه الشر والهاوية .
ومن أكثر المحاور الفتاكة في التاريخ العراقي ظاهرة الطائفية التي تشتت الجمع وتفرق التوحد وتضع الشروخ والفواصل بين الناس .
ومن يتمعن في حقيقة المجتمع العراقي يجد كم هو ضعيف وواهن هذا الوتر الذي يحاول بعض أو الأطراف التي تريد السوء بأهل العراق أن تطرق عليه ، لعله يسندها في تخريب الأنسان قبل الأرض ، ومن يتمعن في حقيقة المجتمع العراقي يلمس مدى الأنسجام بين المذاهب والطوائف والأديان والقوميات التي أختلفت وتنوعت في العراق ، وشكلت تجربة التآخي والأنسجام القومي والديني والمذهبي شكلاً متماسكا وموقفاً منسجماً زمناً ليس بالقصير ، وأضحت التجربة العراقية مثار الأعجاب والتميز لولا الشرار الذي ينطلق هذه الأيام .
يقينا ان وراء كل زوبعة تهدأ العاصفة ، ووراء كل حالة خبط في مياه البحيرة يعود الصفاء وتستقر الأمور ، ولايصح الا الصحيح .
هذه الظاهرة تمزق الأنسان وتحيل الموقف الوطني إلى رذاذ وتشتت التوحد الذي طالما تبجح به العراقي ، وأن لم ينتبه لها المختصين من رجال الفكر والسياسة ورجال الدين فستكبر مياهها حتى يعوم فيها مركبنا العراقي على أنهار من الدم والحقد والكراهية وهو مايرفضة أي عراقي يتطلع لمستقبل ديمقراطي وفيدرالي .
والتفاتة نحو الأهداف التي كانت تخطط لها السلطة الصدامية وتدقيق منهحها السياسي يمكن ان نتعرف على نفس الملامح التي يريد بها بعض أن يصار إلى تفعيل الطائفية وتمزيق وحدة الناس .
وأذا كنا حريصين على قبر هذه الظاهرة قبل أن تستفحل ، فعلينا التصدي لها وتفعيل قضية منح الحقوق للقوميات والمذاهب والأديان ، وأن نجسد رفضنا لهذه الظاهرة بأفعال تدل على النية في تجاوزها ورميها خارج سياق الحياة العراقية الجميلة .
ومن يحلم بعراق ديمقراطي وفيدرالي لايمكن ان يترك مجالا للطائفية في ساحة عمله وحلمه



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأغلبية والأقلية
- القائمة الأنتخابية الموحدة
- أغتيال الأيزيدية
- مفارقات الزمن الأغبر
- غلق التحقيق لمجهولية الفاعل
- حرامية العراق
- خراب الروح وتزوير التاريخ
- أنهم يستهدفون الأنسان في العراق
- الحقوق - تعقيب على مقالة الصديق محمد عنوز
- حقائق مخفية عن علاقة البعث - القسم الثالث
- سلمان شمسة وداعا
- حقائق مخفية عن علاقة البعث
- حقائق مخفية عن علاقة البعث - الجزء الثاني
- كردستان واسرائيل
- أين صار قانون السلامة الوطنية العراقي ؟
- الدماء الأيزيدية البريئة
- انهم يعودون مرة اخرى !!
- كردية اسمها شادمان
- حرب الأرهاب على فقراء العراق
- مستقبل العلاقات العراقية الكويتية


المزيد.....




- مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
- السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون- ...
- مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله ...
- اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب ...
- محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
- مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
- من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
- خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال ...
- هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
- قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - زهير كاظم عبود - الطائفية المقيتة