عبد الجبار منديل
الحوار المتمدن-العدد: 3413 - 2011 / 7 / 1 - 00:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تركيا( اردوغان) العثمانية تسعى الى قيادة العالم العربي
فراغ الزعامة الذي يعيشه العالم العربي لا يحتاج الى دليل . فالعالم العربي من اقصاه الى اقصاه يعيش ازمات لا اول لها ولا اخر . والدول العربية هي احدى اثنتين . اما هي في وسط ازمة طاحنة او انها في حالة ترقب لازمة قادمة . الازمات تثرى والدول تنهار من الداخل مما يعني وجود ازمة سلطة على مستوى البلد الواحد وازمة شرعية على مستوى السلطة وازمة زعامة على مستوى العالم العربي .
منذ بداية الثورات العربية والعالم يترقب ويتسائل من هو التالي على لائحة الثورات وقائمة الانهيارات . فاغلب الدول العربية التي لم تتعود الديمقراطية ولا يوجد هيكل وطيد
ومستقر لكيان الدولة سرعان ما تنهار من الداخل ويسود الانفلات الامني عند اول مظاهرة او احتجاج جماهيري .
الدول الكبرى في العالم من الغرب الى الشرق ومن امريكا الى الصين وبقية الدول اعضاء مجلس الامن تصدر قرارات فوقية اشبه بالفرمانات تعلن فيها العقوبات ضد السلطات في الدول العربية المتهاوية ولكن ذلك لا يعد دواءا شافيا . اما الدول الكبرى في الاقليم ومنها تركيا فلديها علاج اخر .
ان تركيا ومنذ انهيار الاتحاد السوفيتي بدأت تسعى الى زيادة نفوذها في دول الاتحاد السوفيتي السابق ولا سيما دول اسيا الوسطى وهي دول اغلبها من الشعوب التركية ومنها تركمانستان وازبكستان وكازاخستان واذربيجان وغيرها ولكن كما هو واضح فانها لم تنجح في استقطاب هذه الدول او بسط نفوذها عليها وان كانت قد حققت بعض النجاحات الجزئية في البداية .
الان وبعد وصول حزب العدالة والتنمية ذو التوجهات الاسلامية العثمانية والنجاح الكبير الذي حققته زعامة اردوغان ـ غل في الانتخابات الاخيرة فقد تفتحت شهية القيادة التركية الى محيطها الاسلامي ولا سيما العربي منه لتعيد احياء الروح العثمانية . فاذا كانت قد فشلت في اقامة تركيا الكبرى فان من الاسهل توطيد اركان تركيا عثمانية في العالم العربي الضعيف والذي يفتقد للقيادة .
وقد زاد هذه التطلعات بوجود عدة عوامل هي
1ـ ظهور الضعف الواضح في الكيانات العربية بعد الثورات التي اطاحت بالزعامات او سوف تطيح بها .
2ـ دعوة الاحزاب الاسلامية العربية لتركيا للخوض في الشان العربي او احياء الخلافة والامبراطورية العثمانية .
3ـالاستراتيجية التركية الجديدة التي تستفيد من الفراغ الحاصل في المنطقة واستغلال الضعف العربي للتغلغل وملء الفراغ وخلق كيانات تابعة لتركيا عثمانية كبرى في المنطقة باسم الاسلام الذي يتبناه الحزب الحاكم .
4ـ الاستفادة من عضويتها في الحلف الاطلسي واعتبار نفسها كعصا ضاربة للحلف ولكن باسم الاسلام وتركيا وابتزاز العرب .
من غير الواضح مدى النجاح الذي سوف تحققه تركيا في المستقبل ولكن الشيء الاكيد هو ان النجاح الذي سوف يحققه الحزب الحاكم في تركيا سوف ينعكس على نجاحه في الاقطار العربية . ولكن هل سوف تتحقق الطموحات التركية بالاحياء الشكلي للامبراطورية العثمانية باسم جديد وتحت شعارات جديدة ؟.. لانظن ذلك !
#عبد_الجبار_منديل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟