حمدى السعيد سالم
الحوار المتمدن-العدد: 3412 - 2011 / 6 / 30 - 15:48
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الكاتب الروسى ( ديستوفيسكى ) فى روايته العالمية (الاخوة كرامازوف ) هو الذى قال : ( ان المسيح نفسه اذا عاد حيا .. فسوف يحاكمه المسيحيون بتهمة الخروج عن الدين ) .. ديستوفيسكى فى روايته هذه جعل المسيح يعود حيا الى اشبيلية فى اسبانيا .. وجعل الشعب يلتف حوله مما اغاظ احد رجال الدين الذى انصرف عنه الناس , ليروا المسيح حافى القدمين عارى الصدر نحيفا بسيطا .. اما رجل الدين الذى هو كما يدعى كل رجال الدين انهم اتباعه فكان يرتدى ملابسه الفاخرة فوق كرشه الكبير .. رجل الدين هذا فى رواية ديستوفسكى هدد المسيح بانه ان لم يخرج فورا فسوف يضعه فى السجن .. ثم وضعه فى السجن وهدده بصلبه بتهمة الكفر والالحاد !!
وقال للمسيح : ان الدنيا تغيرت واننا نحن معشر رجال الدين تعذبنا من اجل الحفاظ على دينك ولانستطيع ان نمشى حفاة ولا ان نتحدث الى كل الناس ولا ان نموت من اجلهم .. هذا الكلام يلخص لسان حال كل من يتاجر بالدين وخير مثال على ذلك علماء آل سعود الذين يفصلون الفتاوى على مقاس احفاد مردخاى بن ابراهيم بن موشى (حكام آل سعود) .. ويطبقون تلك الفتاوى على عامة الشعب السعودى بواسطة شرطتهم الدينية او مايعرف بهيئة الامر بالمعروف والنهى عن المنكر ولايقدرون على تطبيق تلك الفتاوى على الاميرة (مشاعل الفيصل) التى تنشر صورها وهى ترتدى الملابس العارية او على الاميرة (سماهر بنت تركى ) وهى ترقص مع الراقصة دينا بفستان فاضح وتنافسها فى الرقص على واحدة ونص , او الاميرة المحششة (بنية بنت سعود آل سعود) التى ترتدى الحجاب فى السعودية وفى امريكا عربدة وتحشيش ووشم على كتفها وهى الاميرة التى حوكمت بسبب اعتدائها على خادمتها بسبب سرقة تليفزيونها .فهل ياترى ستطبق على الاميرات السعوديات فتوى تغطية العيون الساحرة والجميلة وهل يقدر رجل الدين الذى اطلق الفتوى على تطبيقها على اميرات اسرة آل سعود الحاكمة . ام رجال الدين نعال فى ارجل امراء واميرات آل سعود الذين يبارزون الله بالمعاصى .. الحقيقة هى ان تاريخ رجال الدين السعودى الوهابى كله انبطاح وتسهيل اخراج فتاوى لصالح آل سعود مهما كانت الفتوى مخالفة لصحيح الدين وخير مثال على ذلك الشيخ الراحل (عبد العزيز بن باز ) .
وخير مثال على ان ابن باز ومن على شاكلته يضحكون علينا ويتاجرون بالدين انهم دائما يرفعون شعار ( لحوم العلماء مسمومة ) يعنى ذلك ان من سيكتب او يتكلم عن ضلالات وانحرافات رجال الدين سيموت اذا تكلم عن العلماء لان لحمهم لحم مسموم يموت من يأكله على الفور . وانا هنا من اشد المعجبين بالاستاذ (اسامة فوزى ) حينما رفع شعار ان لحوم العلماء ليست مسمومة فى كتاباته ,بل يجب فضح كل من يتاجر بالدين حتى ولو كان عالما بحجم عبدالعزيز بن باز ومن على شاكلته ودربه يسيرون لكى يبيعوا لنا مخدرات عقلية لتخدير العقول وتهيئتها لولاة الامور باسم الدين .
لذلك لايخفى على المسلمين الدور الانبطاحى الذى لعبه عبد العزيز بن باز بفتاويه الضالة المضلة والتى جلبت الشر والمحن على الامة الاسلامية جراء تلك الفتاوى الباطلة والتى تخدم حكام وامراء آل سعود وتحلل لهم الفجور باسم الدين . لقد ناقض بن باز نفسه اكثر من مرة وانقلب على عقبيه لخدمة اسياده آل سعود . فمرة يفتى ضد مصر بحرمة الاستعانة بالكافر حتى للضرورة ثم نجده يفتى منقلبا على عقبيه ليفتى ويبيح لفهد بضرورة الاستعانة بالكافر للضرورة . وهكذا عاش بن باز يبيض فتاوى للملك فهد . حيث احل له لبس (الصليب) بعد ان لبسه الملك فهد عندما استقبلته ملكة انجلترا واهدتة قلادة على هيئة صليب كبير ارتداها فهد بكل سرور وحبور لانه يعلم ان بن باز سيبيض فتوى تحلل ارتداء الصليب . وكذلك ارتدى الصليب الملك عبدالله عندما كان وليا للعهد وذهب لزيارة النمسا فقلده الرئيس النمساوى نجمة النمسا العظمى وهى على هيئة صليب .
ولكن بن باز احل لهم لبس الصليب وهو القائل بحرمة لبس الصليب وعده ردة على الاسلام ثم عاد وحلل لبس الصليب عندما ارتدى ولى امره فهد بن عبد العزيز صليب سيدته اليزابيث ملكة انجلترا فرضخ لامر مولاه وباض له فتوى خاصة تحلل ارتداء ولبس الصليب . لدرجة ان تلامذة بن باز اعترضوا عليه وعلى تلك الفتوى وقالوا له على سبيل الاعتراض والتذكير : (صليب ياشيخ ) وهو يرد عليهم : ( ولو كان ) .. والسبب انه مأجور يبيض الفتاوى حسب الطلب والمقاس الذى يريده الحاكم . كما لاننسى فتاويه التى جلبت الامريكيات لحماية بيضة آل سعود وماذا سيقول لربه غدا وفى رقبته دماء مليون ونصف مدنى عراقى نصفهم من اطفال العراق بسبب فتاويه التى فتحت ابواب الشر على الامة الاسلامية وجلبت الاستعمار مرة اخرى الى منطقة الخليج . الى كل مشايخ آل سعود ومن على شاكلتهم ممن يتاجرون بالدين ويمارون الحكام اقول لهم :( لاتزال الامة تحت يد الله وكنفه .. مالم يمارى قراؤها امراءها ) ..
اين عبد العزيز بن باز من سلطان العلماء (العز بن عبدالسلام)الذى حدث بينه وبين السلطان خلاف يعرف سياسيا بخلاف القانون (الشريعة) والسيف (الحاكم)؟ .. فالقانون مع الشيخ والسيف مع السلطان . فالقانون يحميه ايمان بن عبدالسلام بالشريعة ووجوب تطبيقها على المماليك , والظلم مع السلطان يحميه السيف ويحميه ألوف المماليك الطغاة الظالمين . فالشيخ ابن عبدالسلام طرازا غريبا من رجال الدينكان يؤمن بالمساواة بين الناس جميعا , لافرق بين سلطان او حاكم وبين اى انسان . فعندما التف الناس حوله يشكون من ظلم المماليك ومن حماية السلطان لهم . قرر الشيخ ابن عبد السلام ان يطبق تعاليم الشريعة الاسلامية ويطبق سيادة القانون على الجميع . فالشريعة الاسلامية تنص على : ان المملوك لايحق له البيع ولا الشراء ولا الزواج ولا الطلاق , لان المملوك بلا ارادة ولاعقل وليس حرا , اى انه لاشىء . . ولكى يتحول المملوك الى (شىء) يجب ان يباع فى المزاد العلنى , والذى يشترى هذا المملوك له الحق وحده فى ان يطلق سراحه فاذا اصبح حرا اصبحت له حقوق جميع المواطنين الاحرار . اى ان الشيخ ابن عبد السلام يرى ان المماليك يجب ان يباعوا كالبهائم فى السوق قبل ان تكون لهم السلطة والولاية على المصريين الاحرار . وهذا حكم الشريعة فيهم !! . فماذا فعل ابن عبد السلام : ابن عبدالسلام افتى واعلن كلمة الشريعة ثم جلس فى بيته حتى استجاب له السلطان عندما علم ان سكان القاهرة خلف الشيخ الورع الذى اعلن كلمة الشريعة فى وجه الظالم وجلس فى بيته ولكنه اصر على بيع المماليك . ولم لم يجد السلطان وامراء المماليك مفرا من الشيخ او من الشريعة استجابوا له ووافقوا على بيعهم , واعلن الشيخ بن عبد السلام فى القاهرة : ان الامراء للبيع , بل لم يقبل البيع الرمزى للمماليك .. اى مجرد اهانتهم وعرضهم كالماشية امام المواطنين . وانما البيع بمعناه الحقيقى وباغلى الاسعار لان الاموال يجب ان تدخل خزانة بيت مال المسلمين . هذا العالم الربانى اطل برأسه وروحه على ما يفعله آل سعود بالامة الاسلامية فوجد آل سعود كالتجار ومعهم رجال دين يبيضون لهم الفتاوى على حسب مايريدون . فلو كان ابن عبد السلام مكان ابن باز لفعل مع آل سعود ما فعله مع سلطانه ومماليكه .
فهناك نظرية سياسية تقول : هناك ثلاثة يحكمون العالم ( التاجر , والعسكرى , والمبشر ) فالتاجر يخاف على ماله فيرسل العسكرى ليقتل ويضرب بالاجر , والمبشر(رجل الدين) يفتى لهم بان مايفعلون حلال لكى يرتاح ضمير العسكرى والتاجر . فدور رجل الدين مثل المسكنات بالنسبة للتاجر (الحاكم) والعسكرى . ولذلك اقول لكل رجل دين يتاجر بالدين ويبيض فتاوى من اجل الملوك والحكام :
ان الملوك بلاء حيثما حلوا ... فلايكن لك فى ابوابهم ظل
ماذا تؤمل من قوم اذا غضبوا .. جاروا عليك وان ارضيتهم ملوا
فاستعن بالله عن ابوابهم كرما .. ان الوقوف على ابوابهم ذل
#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟