مراد سليمان علو
شاعر وكاتب
(Murad Hakrash)
الحوار المتمدن-العدد: 3411 - 2011 / 6 / 29 - 17:09
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
حكايات من شنكال (10)
(10) فلسفة الخسارة .
للخسارة عند بعض الناس مثل المقامر المحترف حد معين فهو يمتهن المقامرة كوسيلة للعيش لذا يتعامل معها كمهنة فيضع نصب عينيه مبلغ ما لخسارته عندما يبدأ اللعب وما أن يصل اليه يتوقف دون أن يتمادى أكثر في خسارته على أساس تعويضها أو بناءا على إلحاح زملاءه ، وكذلك هناك حد معين للربح أيضا فالاستمرار في اللعب بعد الربح للحد الذي وضعه لنفسه مسبقا قد ينقلب ضده لذا ترى كل فعاليات اللعب عنده خاضعة للتخطيط المسبق وهي فلسفة حياتية تشبه الإدارة بالأهداف في مجال إدارة الأعمال إلى حد بعيد ولكنها تحتاج للكثير من الممارسة والتكرار لإجادتها .
وكذلك نرى مهندسو الجسور في مناطق الزلازل يتعمدون أن يتضمن هياكل جسورهم مناطق ضعيفة بالذات وبالتالي فهي تتأثر قبل غيرها عند حدوث الزلازل ويتم إصلاحها لا حقا على أساس التضحية بها سلفا والفكرة من تطبيق النظرية هي التضحية بالجزء في سبيل الكل مع التأكيد بأن هذا الجزء مؤشر حاليا وقابل للتصليح مستقبلا .
الفكرة من تطبيق هذه الفلسفة هي حتمية التضحية بالجزء في سبيل الكل في مكان وزمان محددين ، ويمكن سرد مثال آخر مغاير بل مغالي بعض الشيء مثل بعض المبدعين والذين يعلمون علم اليقين أنهم لن يكرموا في حياتهم رغم جودة أعمالهم ولكن ربما بعد أن يرحلوا عن الدنيا يقوم أحد الأصدقاء بإقامة مهرجان أو أمسية تكريما له ، أو قد يشار إلى جهوده ضمن مقالة ... الخ القصد إننا نعلم هذا مسبقا وهي خسارة مستمرة لنا في الوقت والجهد والمال ومع ذلك ترى أقلنا شأنا هو أكثرنا إصرارا وكأنه بغل حرون لا يتزحزح عن موقفه ويستمر بالتضحية بأجمل سنين حياته باحثا في زوايا الحياة لإخراج عمل لطيف ليستمتع به المتلقي وطبعا لن يكلف المتلقي نفسه ليقول بحقه كلمة شكر ليعتاش عليها أشهر بل أكثر وكأنه بذلك قد ملك المفتاح السري لمغارة علي بابا .
وهناك خسارة مزدوجة وهي متبادلة بنسب متفاوتة بين المرشح والناخب ، فإذا ما فاز المرشح ولم يفي بالتزاماته التي وعد بها ناخبيه والتي عادة تكون أكبر من جبل شنكال قبل الأنتخابات يشعر الناخب بانه قد خدع وخسر تصويته وزمن الدورة الأنتخابية أما إذا خسر المرشح فانه يتهم الناخب بانه لم يحسن اختيار قادته ويبدأ من فوره بالأستعداد للجولة القادمة لتحويل خسارته الحالية إلى فوز ... ومن يدري ربما انتقم من جمهوره الذي لم يعاضده في المرة الأولى .!
مراد سليمان علو [email protected]
#مراد_سليمان_علو (هاشتاغ)
Murad_Hakrash#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟