أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - أحمد زكارنه - وسائل شيطانية لا إعلامية














المزيد.....

وسائل شيطانية لا إعلامية


أحمد زكارنه

الحوار المتمدن-العدد: 3411 - 2011 / 6 / 29 - 16:19
المحور: الصحافة والاعلام
    


من يسيطر على الآخر في المشهد العربي الراهن، نحن أم الحدث؟! سؤال نازف لا أدري تماماً لماذا يلاحقني حتى في أحلام اليقظة.
أعتقد لسنا في حاجة إلى تلاوة ما تيسر من التأكيد، أننا وفي سياق بحثنا الدؤوب عن الانعتاق الوطني والاجتماعي والانساني، كنا ومازلنا في حاجة ماسة للخلاص من كافة شخوص ورموز الظلم والاستبداد والتهميش والقهر، كما أننا بأمس الحاجة لمعالجة كل تداعياتها التي مست صلب المجتمع العربي برمته سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وحتى ثقافيا.

بيد أن مشروع الفوضى الخلاقة وتداعياتها الكارثية التي اشرنا إليها في أكثر من مقال سابق، بات واضحا أنه الجواب الشافي لسؤال من يسيطر على الآخر، بل ويمكن القول إن فجرنا المجهول أصبح يتمدد بشكل أفقي وصولا إلى كل بقاع وطننا العربي المكلوم شئنا أم ابينا، وكأن القائد الافتراضي المجهول لكل ما يدور من سيناريوهات الاستعمار الجديد، يقودنا أفرادا وجماعات نحو المعلوم على أقل تقدير بالنسبة له، لا بالنسبة لنا.

ليس هذا هو الإشكال وحسب، ولكن الاشكال يكمن في كرة ثلج الأسئلة المتدحرجة من عيار، ماذا عن الغد؟! ليصبح السؤال المتحرك ما الذي ينتظرنا في الغد؟! والأهم كيف نزيل الالتباس القائم بين ادعاءات الحرية المتلفزة ، ومفهوم الحرية الحقة؟ دون الوقوع في شرك الثنائيات المزعجة، هل هي حركات تحرر أم تبعية، ثورة شاملة أم تغيير جزئي، وحدة أم تقسيم، انفتاح أم انكفاء، ديمقراطية أم فوضى، وكأننا رغم نزيف الدم، في ميدان صراع لا يهدأ ولا يشتد، بين قرائتين لكل منهما مقولته التي يعتقد أنها الصواب بعينه.

كل هذه الأسئلة الحائرة والملغومة في آن هي أسئلة مشروعة تماما، في ظل وجود مشاريع اقليمية ودولية لا يمكن لأحد انكار تربصها بتفاصيل مشهدنا العربي الحالي كما السابق، وتنشد تغيير الوجوه لا السياسات، الأسماء لا الولاءات بما يضمن استمرار السير في السياسات المبنية مبدأيا على تبادل المصالح لا الجمل الثورجية.

وبالتالي فإن كانت السياسة هي علم حركة القوى الفاعلة في المجتمع، فإن الإيمان بالشعارات الثورجية دون الأفعال الواقعية، كالإيمان بإن موائد الأحلام تأتي بكرامة الإنسان، وهو حتما إيمان بكلام معلب يخدش عذرية الحرية لتلك القوى الفاعلة، ما قد يفاجئ الجميع بما هو أكثر ضررا مما كان على صعيد معالجة القضايا الوطنية والاجتماعية القائمة ــــ بحكم طبيعة الأمور ــــــ على العوامل الاقتصادية بوجه عام، والقواعد الثقافية باوجه مختلفة، قد تجيز الاستعانة وبشكل علني بالخارج لضرب الداخل كما الحال في الساحة الليبية اليوم، وربما السورية واليمنية في الغد.

هذا ليس دفاعا عن نظام عربي فاسد حد التخمة، وإنما قراءة هادئة غير انفعالية لمجريات الأحداث الماثلة أمامنا المقتحمه لكل اركان بيوتنا، خاصة وإن الحرية في ظل هذا الهياج باتت وكأنها مطلب حق حتى للقاتل والنصاب والسارق والفاسد والمستبد، وربما تاجر الممنوعات من كل صنف ولون، هكذا تضع الأغلبية العربية الصامته والمتكلمة في آن، مجمل مشهدنا في فضاء استعمار جديد، بنكهة وأدوات جديدة مصانع انتاجها، استطاعت تزييف المقولة الشهيرة: إن الناس على دين ملوكهم، لتصبح إن الناس على دين وسائل إعلامهم، حتى وإن رفعت لواء أنه لا يوجد حق وباطل .. ولا أمانة ولا خيانه.. ولا صواب ولا خطأ.. يوجد فقط قوة وضعف.. أجندات تتحرك بفعل فاعل .. واخرى للسيطرة على المفعول به، لتثبت بحق أو بدون، أن الصواب ومهما كان كاذب هو كل ما تستطيع أن تثبته بالتكرار، رغم أن بعضها وسائل شيطانية لا إعلامية.



#أحمد_زكارنه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يدان وطوقٌ واستدارة..
- المحاولة
- ضد الثورة
- حكاية فوضى
- المشهد.. بين العقد الشرعي وزيجة المتعة
- ماسونية سلام فياض وهرطقة عبد الستار قاسم
- آياتٌ من الدجلِ المبين
- انتفاضة القدس.. فاصل ونواصل
- عِلَلُ الأَنْسَنة وضمائر الأَتمَتة
- شيزوفرينا الحركات الراديكالية .. الإسلام السياسي نموذجا
- بين معارك الإنتاج وحروب الذات
- لعنة المصير
- الصياد.. والفريسة
- رسالة من مواطن فلسطيني إلى عمرو موسى .. وطنٌ من حفنة أكفان
- غزة.. وقطع لسان الحال
- الحذاء...مبتدأُ التاريخ وخبرهُ البليغ
- المُشبَّهُ بالفِعل
- الحقيقة بين الوخز والتخدير
- رقص على أوتار الجنون
- الإصلاح تلك الخطيئة التي لم تكتمل


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - أحمد زكارنه - وسائل شيطانية لا إعلامية