مازن كم الماز
الحوار المتمدن-العدد: 3411 - 2011 / 6 / 29 - 10:40
المحور:
الحركة العمالية والنقابية
ترجمة مازن كم الماز
الإدارة الذاتية للعمال – الأسئلة الأكثر شيوعا
ما هي الإدارة الذاتية للعمال ؟
الإدارة الذاتية للعمال هي طريقة لإدارة مكان العمل ( أي المعمل ) من دون سادة أو تراتبية هرمية إدارية ثابتة . بدلا من ذلك يدار المعمل بشكل ديمقراطي من قبل عماله أنفسهم . لا نعني بالديمقراطية هنا أن ينتخب العمال مديرا ليقرر هو القرارات نيابة عنهم . إننا نعني أن يقرر العمال بأنفسهم كيف سيديرون كل الأشياء كمجموعة . لن يمتلك أي شخص في شركة تدار ذاتيا السيطرة على بقية العمال – سلطة اتخاذ القرارات سيشترك بها كل العمال على التساوي .
كيف تعمل الإدارة الذاتية للعمال ؟
كل معمل مدار ذاتيا سيدار من خلال اجتماعات وجها لوجه لكل من يعمل فيه – تسمى بجمعية العمال . سيقرر عمال كل شركة بشكل جماعي كل القرارات "الإدارية" على أساس عامل واحد – صوت واحد أو على أساس الإجماع . يمكن لعمال كل قسم أن يشكلوا جمعياتهم الخاصة الأصغر , التي سيأخذون فيها القرارات التي تؤثر على أقسامهم فقط , و هكذا حتى أصغر مجموعة من العمال .
ألا تستهلك الإدارة الذاتية للعمال الكثير جدا من الوقت ؟
ليس بالفعل . يتذمر المدراء عادة من أن وظائفهم تستهلك الكثير من الوقت , لكنهم يقضون معظم أوقاتهم في القيام بأعمال إدارية . بينما يستغرقون وقتا قليل نسبيا في اتخاذ القرارات الإدارية الكبيرة .
لكن في المعامل و المصانع الكبرى هناك الكثير جدا من العمال لكي يكون من الممكن أن يجتمعوا في لقاء واحد كل يوم . يمكن لجمعية كل العمال في الشركة أو المعمل أن تجتمع مرة في الأسبوع , أو مرة في الشهر . إنها ستركز على القرارات الكبرى التي تتعلق "بسياسة" الشركة – مثلا تلك التي يرى العمال أنها الأكثر أهمية .
إذن كيف سيتم تنسيق العمل على أساس يومي ؟
سيجتمع العمال في جمعيات أقسامهم و مجموعات عملهم ليتخذوا آلاف القرارات اليومية . سيرسل كل قسم مندوبا إلى "لجنة المعمل" لتنسيق أعمالهم .
المندوبون ليسوا مدراءا محترفين . إنهم عمال عاديون أرسلتهم جمعيات أقسامهم مع توجيهات خاصة ( تفويض ) , يعودون بعدها إلى هذه الجمعيات ليقدموا تقريرا عن المناقشات و نتائجها , و بعد مشاورات إضافية سيعود نفس المندوبين أو مندوبين غيرهم مرة أخرى بتوجيهات جديدة . ما أن ينتهي اجتماع لجنة المعمل حتى يعود مندوبيها إلى أعمالهم اليومية ( المعتادة ) .
أية حلول وسط يجري التوصل إليها في اجتماعات المندوبين تبقى قابلة للتصحيح ( أو للتعديل ) من قبل جمعيات الأقسام . و يمكن استدعاء المندوبين إلى لجنة المعمل أو تغييرهم في أي وقت . لذلك لن تخبر لجنة المعمل العمال ما هي السياسة الرسمية – بل العمال هم الذين سيخبرونها بهذه السياسة . إنها ليست هيئة إدارية , بل وسيلة للتواصل ( الاتصال ) بين الأقسام المختلفة . ليست لجنة المعمل في الواقع هيئة دائمة حتى , بما أن مندوبين مختلفين سيتم اختيارهم لكل اجتماع غالبا , بحيث أن كل شخص في المعمل سيشترك في هذه المهمة .
هل سيكون هناك مدراء ؟
لا . تلغي الإدارة الذاتية للعمال الانقسام ( التقسيم ) الدائم بين المدراء و بين العمال . عوضا عن ذلك سيقوم الجميع بالعمل الإنتاجي الفعلي – إنتاج المنتجات , تصميم هذه المنتجات , صيانة الآلات , جمع المعلومات و ما إلى ذلك – و سيديرون في نفس الوقت و بشكل جماعي أعمالهم الخاصة . تعني الإدارة الذاتية للعمال أن العمال سيديرون أنفسهم بأنفسهم في الواقع , و بالتالي لن يكون هناك مدراء محترفون أو تراتبية هرمية إدارية – فقط عمال عاديون ينسقون أعمالهم كأشخاص متساوين .
لاحظ أن رفض تراتبية هرمية إدارية ثابتة لا يعني بالضرورة رفض القيادة . إذا احتاجت عملية تحميل المتاع على طائرة ما مثلا لقائد فريق , فهذا ما يجب أن يكون . لكن لا يوجد سبب لأن يكون نفس الشخص الذي يقوم بدور القائد اليوم هو نفسه الذي سيقوم به في الغد . بنفس الطريقة قد يتطلب كتابا ما محررا رئيسيا , لكن لا يوجد هناك سبب لأن يكون نفس الشخص ( المحرر ) هو المسؤول عن كل الكتب التي ستصدر . قد يقوم شخص آخر من المجموعة العاملة بتحرير الكتاب التالي . و حيثما يحتاج الفريق إلى قائد لتنفيذ مهمة ما , يجب أن يجري انتخابه و تغييره من قبل نفس الفريق , و عليه أن يعمل ضمن القرارات التي اتخذت ديمقراطيا من قبل كل أعضاء الفريق .
لكن حتى لو كان لعمال النظافة حقوق تصويت كاملة في قرارات معمل ما , كيف سيمارسون نفس التأثير الذي سيمارسه أولئك الذين يضعون الميزانيات أو يصممون المنتجات ؟
هذا صحيح . رغم الحقوق المتساوية , فإن عمل عمال النظافة قد لا يشكل تحديا لقدراتهم الفكرية و قد لا يزودهم بالمعلومات الضرورية عن الخيارات التقنية أو بمهارات اتخاذ القرارات .
أحد المقاربات هي تدوير الأعمال ( الوظائف ) بشكل منتظم , بحيث أن المهندسين سيقومون ببعض أعمال النظافة و هكذا . أكثر الأعمال الكريهة أو المملة سيجري تدويرها بين كامل قوة العمل , بحيث لن يمضي أي شخص كل وقته في القيام بهذه المهام ( الوظائف ) المثبطة . لكن التراتبيات الهرمية للقوة ( السلطة ) لن تنتهي تماما بالقيام بخلط ( تدوير ) مؤقت بين الوظائف و من يقوم بها , و ذلك إذا بقي الاختلاف بين نوعية و قوة وظائف الأشخاص اليومية كبيرا .
عوضا عن تقسيم العمال إلى عمال فكريين و عمال يدويين , وضع اقتراح أنه على كل عامل أن يقوم ب"وظيفة مركبة متوازنة" . أي أن يكون لكل عامل مجموعة من المهام تتألف من مسؤوليات تلبي ( تشبع ) حاجاته بشكل متقارب مع مهام و مسؤوليات الآخرين . هذا لا يعني أنه يجب على كل شخص أن يقوم بكل شيء . بل يعني أن المهام أو الوظائف الستة مثلا التي علي أن أقوم بها بانتظام يجب أن تكون مقوية أو معززة للشخصية أو لتطورها مثل المهام الستة التي عليك أن تمارسها بانتظام . يجب على كل شخص أن يكون لديه توزان تقريبي من المهام و الوظائف العقلية و المتكررة ( المملة ) . لذا عوضا عن سكرتيريين يردون على التلفونات و يتلقون الأوامر , سيجيب بعض العمال على التلفونات و سيقومون بالحسابات بينما يتلقى آخرون التوجيهات و يصممون المنتجات .
لا نقترح أن يكون عند كل شخص قدرات متساوية , رغم أن تعليما أفضل و فقرا أقل سيقوم بالكثير لجعل الأمور متساوية بالفعل . لن نقوم جميعنا بالوظائف الفكرية أو اليدوية بشكل متساوي تماما , لكنا سنمارسها كلها بما يكفي لكي نطور خبراتنا و آراءنا الخاصة لكي تمكننا من ممارسة اتخاذ القرارات . في النهاية , ليست الأفكار الجيدة احتكار لفرد أو مجموعة . نحن عندما يتعلق الأمر بالجنس أو بالرياضة مثلا لا نقول أن "الأفضل" فقط يمكنه ممارستها – نفس الشيء ينطبق على استخدام عقل كل إنسان .
لكن ماذا عن العلاقات بين المعامل ؟
حسنا , يعتمد هذا على كيف يرغب الناس بتسيير أمورهم . المعامل المدارة ذاتيا قد تتنافس في السوق كما تفعل المعامل الرأسمالية الآن . رغم أن هذا سيخلق هرما من المظالم .
يقول آخرون أنه على المعامل أن تنضم إلى بعضها البعض لتشكل "كونفيدراليات" – أي اتحادات حرة و متساوية بين المعامل التي ستستبدل المنافسة بالتعاون . يجب أن تدار هذه الكونفيدراليات من مؤتمرات المندوبين المنتخبين من كل معمل , الذين يجتمعون معا ليتخذوا القرارات التي تؤثر على الاقتصاد ككل . يجب أن تخضع هذه المؤتمرات للسيطرة من الأسفل , لأنه يجب أن يكون هؤلاء المندوبين مفوضين من جمعيات معاملهم و يمكن استدعاؤهم في الحال من العمال الذين انتخبوهم . كل القرارات التي تتخذ في المؤتمرات يمكن تعديلها بتصويت جميعات العمال في كل معمل . لذلك في الممارسة ستتخذ القرارات التي تؤثر في الاقتصاد ككل من قبل كل شخص عمليا , بينما سيكون المندوبون مجرد سفراء فقط أكثر منهم واضعين فعليين لتلك القرارات .
في هذه الكونفيدراليات ستوافق المعامل على سعر عادل لكل منتج , يتقرر على الأغلب على أساس ساعات العمل الذي استغرق لإنتاجها . أو قد تعقد المعامل اتفاقات متبادلة لتتبادل منتجاتها مجانا .
يعود الفضل في هذه الأفكار لميكائيل ألبرت و روبن هانل . كثير من مقالاتهم و أفكارهم موجودة على الانترنيت على موقع http://www.zmag.org/parecon/indexnew.htm
بقلم أليخاندرو فيغا
نقلا عن http://libcom.org/library/workers-self-management-faq
فندق باون – الأرجنتين , مثال على الإدارة الذاتية للعمال
يدار فندق باون الواقع في 360 شارع كالو – بوينس آيرس بشكل جماعي من قبل عماله , و هو يخدم كفندق و كمكان اجتماع مجاني للمجموعات اليسارية و العمالية الأرجنتينية . و يستخدم أيضا كمسكن شخصي لبعض من عماله .
اقتتح الفندق في عام 1978 حيث كان أصحاب هذا الفندق من أربعة نجوم قد حصلوا على إعانات مالية حكومية ضخمة كجزء من الاستعدادات لكأس العالم بكرة القدم 1978 التي أقيمت في الأرجنتين ذلك العام . تلقى المالك الأصلي مارسيليو لوركوفيتش 37 مليون دولار أمريكي في عام 1976 من مؤسسة حكومية مقرضة للمال لأصحاب الأعمال . لكن السياحة في الأرجنتين عانت من نتائج الديكتاتورية العسكرية و حرب الفوكلاند و انهيار السياسات الاقتصادية للبلاد . و ازداد تدهور أحوال الفندق المالية بعد افتتاح مجموعة من الفنادق المنافسة و الأحدث في التسعينيات و من الأزمة التي عصفت بالأرجنتين في الأعوام الأولى من الألفية الجديدة . بعد اضطرابات ديسمبر كانون الأول 2001 و بعد اندلاع الكثير من الحرائق في المدينة أغلق فندق باون في 28 ديسمبر كانون الأول 2001 .
في مارس آذار 2003 و بمساعدة الحركة الوطنية لتأهيل ( تعافي ) المعامل قام العمال السابقون في الفندق باحتلال المبنى . بينما استمروا بالنضال من أجل امتلاكه بواسطة الأعمال الكفاحية و المفاوضات قاموا بإصلاح المبنى و أعادوا افتتاحه تدريجيا . منذ ذلك الوقت انضم 150 عامل إلى تعاونية باون التي تدير و تسير الفندق , افتتح هؤلاء مقهى على واجهة الفندق ( أخذ اسم المقهى FaSinPat , من اسم معمل سيراميك أرجنتيني يقع تحت سيطرة العمال أيضا ) , و قام هؤلاء العمال بتجهيز أكثر من 200 غرفة بالفندق نفسه . يحقق فندق باون اليوم أرباحا متزايدة و هو مركز هام للنشاط الثقافي و السياسي في بوينس آيرس . لكن قانونية ملكية العمال و عملهم في الفندق ما تزال موضع خلاف . في 21 أكتوبر تشرين الأول 2005 أبلغت السلطات العاملين في الفندق أنه بينما من حق العاملين الأصليين في الفندق السكن فيه فإنه ليس من حقهم استثماره في العمل . بعد ذلك أغلقت مداخل الفندق بالشمع الأحمر الذي أزاله العمال بسرعة و واصلوا العمل فيه حتى اليوم .
في مايو أيار 2006 وافق القاضي كارلا كافالييري رسميا على إيقاف العمل بأمر الإغلاق . يستطيع العمال الآن الدخول و الخروج بحرية و بشكل قانوني من الفندق . يبقى أن يقرر القضاء من هو المالك الرسمي للفندق . تقدم عمال الفندق بدعوى لنزع ملكية الفندق تمنحهم الحق بملكيته و ينظر فيها اليوم على المستويين البلدي و الفيدرالي ( الأرجنتين جمهورية فيدرالية ) . بينما دعم عضو الكونغرس الوطني فيكترويا دوندا هذه القضية يعارضها الملاك الأصليون للفندق يقودهم مارسيليو لوركوفيتش , و تدعم هذه القضية تعاونية باون التي وزعت التماسا دعما للقضية .
نقلا عن http://en.wikipedia.org/wiki/Hotel_Bauen بتصرف
#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟