أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - الاتجار في المعاناة الفلسطينية:














المزيد.....

الاتجار في المعاناة الفلسطينية:


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3410 - 2011 / 6 / 28 - 22:14
المحور: القضية الفلسطينية
    


كثيرة هي مناسيات المعاناة الفلسطينية, وشحيحة مناسبات الانجاز. هذا الواقع الموضوعي للحياة الفلسطينية, افرز فينا حالة انكفاء للداخل في تبادل المشاعر, حتى لترانا نستجدي من بعضنا البعض مشاعر التضامن الانساني ومشاعر شراكة المعاناة, لكننا نبقى في اطار التفاعل السلبي مع الصراع ومنهجية الدفاع عن النفس, حتى توجنا هذه السلبية بثقافة المقاومة _ الانسانية_ اللاعنيفة,
اني اشك ان هناك محاولة لتحويل الصراع الوطني مع الكيان الصهيوني الى صراع ديموقراطي, تختفي منه حدة الحسم القومي في الصراع, والحقيقة يمكن القول ان الرفض الصهيوني لنا هو الذي يحول دون هذا التحول.
ان قصور _ الاحتفال_ باسرى الحرية الفلسطينية, عند مستوى التجمع الجماهيري والتضامن الخطابي, والضجيج الاعلامي, ليس بالمنهجية التي تحرر اسرى حرية, لانها اصلا لا تحرر وطن, فتحرير الاسرى عن طريق التفاوض ومن موقع التسول, لا يخل بميزان القوى مع الكيان الصهيوني, ولا يحمله ضغطا يكسر عناده العدواني, بل على العكس فقد منحه ذلك فرصة ابراز صورة الارهابي الفلسطيني, وصورة شرعية حالة الدفاع عن النفس الصهيونية, ولا اظن ان وزن حزن ومعاناة عائلة شاليط مهم الى هذه الدرجة عند السيد رئيس الوزراء الصهيوني _ السياسي_ بمقدار ما يوظف هذه الحالة ويتكيء اليها في تبرير عدوانيته على الشعب الفلسطيني, وتنفيذ برامجه الاحتلالية بحجة الامن الصهيوني.
في المقابل لا نجد في منظور واهتمام منهجية الفصائل الفلسطينية في موضوع الاسرى اكثر من هدف تكريس شرعية حالة وجودها التي باتت سلطوية لا نضالية, والتمتع بالوجاهة الاجتماعية لمسمى مناضل, ومن الطبيعي انه حين تخرس بنادق الثوار تنطلق السنة الانتهازيين, وبهذا الصدد ليس اوسع من الوطن والمجتمع الفلسطيني, حتى بات صراعنا مع نتنياهو تبادل ونفي اتهامات, مع فارق ان البدقية الصهيونية لم تخرس, بل اخرستنا.
ان العمل على تحرير اسرى الحرية الفلسطينية, هو مسار من مسارات الصراع مع العدو, لانصل الى اقصى مداه الا بالتحرر الفلسطيني الناجز, وهزيمة العدو, اما الوقوف عند خطوة اعتقال شاليط من كامل هذا المسار فهو انتهازية سياسية تخلو من الشفافية الوطنية, فكيف وقد تحول الى سكين مغروز بظهر مبدئية وطنيتنا؟
ان المناورة النضالية في مسار الصراع هذا تتطلب منهجية اعتقال مستمرة لجنود جيش الاحتلال ومستوطنيه, لتخرج عن اطار الحالة الانسانية وتتحول الى حالة صراع سياسي, ليس مع العدو الصهيوني فحسب وانا مع المنافقين في الشرعية الدولية ايضا, بل ويجب الضغط بهذا المسار الى مستوى يجبر الكيان الصهيوني على _الالتزام_ بكامل الاتفاقيات الدولية بهذا الصدد,
بهذا الصدد على قيادات الفصائل والشرعية الفلسطينية ان يجيبوا على سؤال حول من له اولوية الارضاء من المنهجية الفلسطينية, اوباما وساركوزي وغيرهم او ام ذوي الاسير الفلسطيني؟
ان اسرانا في وطنهم, وولائهم للوطن حقيقي وليس مثار شك كما هو حال ولاء الجندي المغترب الى فلسطين, وهم يخوضون صراعهم مع الادارة الصهيونية ويتحملون بكبرياء منقطع النظيرمعاناتها, ودون ان يلوموا حالة العجز والترقي الحضاري المزيف التي تحياها القيادة الفلسطينية, وهم يمتون عن الامهم الخاصة ولا يسمعوننا صوتهم الا في حول قضايا المعاناة العامة, بل بلغ الامر ان شفافيتهم الوطنية دفعتهم للتغاضي عن لاشفافية القيادة الفلسطينية, وانتهازيتها, ومع ذلك نجد هذه القيادة توظف هذه المعاناة للانتصار لنهج اللاعنف والتمسك بالتفاوض, الى درجة ان الاعلام الرسمي الفلسطيني بخصوص قضايا الاسرى, كما في مختلف القضايا بات كما الاعلام الرسمي الاقليمي يدعوا لانفراج الساقين فحسب,
ان الاضعاف العاطفي بواسطة برامج الاعلام الرسمي الفلسطيني يحمل لاسرانا رسالة الاستسلام, لا رسالة الصمود والتحدي وتصعيد الصراع, فهو اعلام تدجين للوحشية والبربرية الفلسطينية, ومحاولة لانسنة الفلسطيني ليصلح للعيش في دار العائلة الصهيونية,
لذلك اسال عن الانجاز الذي سيسلط الضوء عليه برنامج على المكشوف بخصوص اسرانا, ولا اراه الا يمر مرور الكرام عن فارقة ان العدو يجعل من موضوع الاسرى اداة ضغط تفاوضية في حين نجعل منه نحن وسيلة ومجال تسول, وبهذا الصدد لا يجب ان تظن حركة حماس صاحبة موضوع شاليط انها مشكورة على جهدها النضالي, حتى لو اطلقت سراح جميع الاسرى, طالما ان الكيان الصهيوني سيعيدهم في اليوم التالي الى المعتقلات, وذلك هو منطق تفريغ التاجج الوطني, والذي يشبه تماما الاحباط النفسي والذهني والعاطفي الناتج عن تكرارعملية نقل الماء بين برميلين,



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لشفافية في الاردن, لا تزرع ولا تصنع ولا تستورد:
- الصراع الفلسطيني بين الانتهازية السياسية والشفافية الوطنية:
- عقدة النظام السوري في الصراع الاقليمي العالمي:
- ماذا تغرد الطيورالفلسطينية على شجرة المصالحة السياسية؟
- خلافاتنا محاولة لاحباطنا:
- فصائلنا باتت خارج كفاحية منهج التحرر الفلسطيني:
- القيادة الفلسطينية: عابرون في كلام عابر
- مخيم اليرموك ليس الجريمة, الجريمة ان نغفر:
- نهج اللاعنف الفلسطيني ودوره في رسم المناورة الفلسطينية:
- فوق وتحت طاولة العلاقات الصهيونية الامريكية:
- ( كاتب عربي ) من فلسطين:
- مالكم كيف تحكمون؟
- رسالة الى القيادة في منظمة التحرير الفلسطينية:
- اسرائيل دولة كازوزة حارة, ردا على هارتس:
- مباديء اوباما مردود للمناورة الفلسطينية المستقلة:
- نعم لخطاب اوباما, نعم لاستمرار التوجه للجمعية العمومية:
- قراءة سريعة في خطاب اوباما
- فوائد اردنية ومحاذير فلسطينية في مسالة ضم الاردن لمجلس التعا ...
- الاعلام السياسي الصهيوني يغترف ماء البئر القديمة:
- نتنياهو في مواجهة ازمة جديدة مع اوباما:


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - الاتجار في المعاناة الفلسطينية: