أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد مراد سعيد - الانتهاك بأمر الالة















المزيد.....

الانتهاك بأمر الالة


ماجد مراد سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 3410 - 2011 / 6 / 28 - 18:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس الاستبداد هو مجرد ذلك الاستبداد المعلن عن نفسه، بل الاخطر منة هو الاستبداد «المقنع» . هناك نوعا من الاستبداد يتم استخدامة لا يمكن ان يكون بصورة مباشرة بل لابد ان يتم اقناع الناس بة اولا و بالاخص فى المجتماعات النى سوف يتم التمهيد فيها لممارسة الاستبداد حتى يصير الاستبداد هو القانون الحاكم بل والامر الطبيعى الذى لا يختلف علية اى شخص من داخل هذا المجتمع و يأتى ذلك عن طريق ميثولوجيا المجتمع فهو المدخل الذى ان عرفة احد وفهمة جيدا يستطيع من خلال تقمسة لهذا الدور ان يمتلك هذا المجتمع بأرادة المجتمع نفسة

وبالاجمال فأن غاية اى استبداد بغض النظر عن نوعة هو سلب الافراد بداخل المجتمع من حق الاختيار و حرية الرأى و التفكير تأتى بدايتة مع ميثولوجيا المجتمع

و فى التعريف لكلمة ميثيولوجيا كلمة الميثولوجيا (من اليونانية μυθολογία؛ تترجم عادة: علم الأساطير) تشير إلى مجموعة من الفلكلور/الأساطير الخاصة بالثقافات التي يعتقد أنها صحيحة وخارقة، تستخدم لتفسير الأحداث الطبيعية وشرح الطبيعة والإنسانية. الميثولوجيا تشير أيضا إلى فرع من العلوم التي تتناول جمع ودراسة وتفسير الأساطير.

ليس هذا بعيدا جدا عن مجتماعاتنا المعاصرة الحديثة فهى موجودة بشكل كبير وتمارس حتى انه اختلط المؤصل منها مع غير الاصيل حتى يصبحا على قدم المساواة بل يمتد الامر الى ان يغلب المزيف او الاعتيادى منها على الاخر اى التى لها ترتيب تاريخى معروف من اين جاء و الى اين يقف

ولكن لا يوجد تعريف علمي للميثولوجيا يعني بالضرورة أنها كاذبة . في السياق العلمي كلمة أسطورة تعني "قصة مقدسة" أو "قصة تقليدية" أو "قصة عن الآلهة"، لكنها لا تعني "قصة مكذوبة". لذا يستخدم العلماء كلمة "أساطير دينية" بدون قصد الإساءة إلى الدين (على سبيل المثال، العالم قد يسمي الكتب الدينية المسيحية "أساطير" بدون قصد الإساءة إلى الإسلام والمسيحية فهذة لغة علمية لعلماء و البحث الاجتماعى لكن الاستخدام العلمي لكلمة أسطورة قد يسبب سوء فهم بسبب أن الكلمة تعني في الأوساط الشعبية "باطل". وقد وردت كلمة الأساطير في عدة مواقع في القرآن حيث جاء فيه تعبير (أساطير الأولين) أي قصص الأقدمين مساء العبيدي

و الى هنا فنحن لسنا ببعيدين عن ارض الواقع فأن استخدام الادينيين لتاريخ المجتماعات و الموروث الثقافى لهم و حضارتها للتحكم بشعوبها الادينية هو نفس دور المتدينين فى استخدام الارث الدينى و الصفة الاسطورية والرمز الدينى الكاريزمى للتحكم بالشعوب المتدينة هى ميثولوجيا واحدة تختلف بأختلاف المجتمع الذى فية و على حسب ميثولوجيا المجتمع يتم السيطرة علية

وبذلك فهو فى منحى يكون ميثولوجيا ً يأخذ من التراث الديني أبعاده وأوهامه ، و لكن واقعيا ًما يكون داميا ًومشبعا ًبالألم والدم والمعاناة وتفصل بين النقيضين الرموز الموحية بالقيم و الصفات الاسطورية ما صدق منها وما بطل

و لكن علاقة هذة الميثيولوجيا بواقع الاستبداد المقنع لكى يستخدمة الحكام فى ولاياتهم للاستبداد بهم عن طريق الارث المقدس مع ان ليس كل الشعوب و المجتماعات بهذا الاسلوب هى شعوب و مجتماعات تعانى من وطئة الاستبداد بالطيع لا و لكن لآن المجتمعات المأزومة و التى يلهمها تراثها ايضا بالمخلص هى الاقرب عندها يبتدأ الحاكم يتقمس دور القائد الملهم ويستمد تقمسة من داخل هذة الميثولوجيا التى يؤمن بها المجتمع فيستوحى منها الصفة التى بها يعلو فوق رؤس المجتمع ولكن الفرق بينه وبينها يكون كبيرا لفقدان القيمة

لتنتج لنا سلطة شمولية اى التمركز حول رأى واحد منعا للتعددية او لشخص يستطيع من خلالة ان يجذب الية الناس الى طاعتة بلا اى تمييز و برضاء منهم وذلك اعتمادا على الصفة الاسطورية و المستوحى منها القيمة و عندما تجد بنفسك وجدت دون رغبة حتى منك داخل هذا المجتمع الشمولى فلا تتعرف على اى حق سوى الحق الواحد فقط هو الذى تقدمة لهذا الشخص فقط و هو الطاعة و الخضوع والاستسلام الكامل لة و لكن زى ما بيقول فلان اذا قام احد بأختصابك و لم تقدر ان تتخلص فعليك ان تستمتع

فتتكون العقلية التي تسعى للقضاءِ على حالة التنوع الثقافية والفكرية والإثنية والسياسية في المجتمع الذي تجسدها سلطة القمع فيحق لة ان يجعل محور السلطة حول النفس فيكون التركيز على "مشروعية كاريزمية" و التى فى تعريفها يتضح بمن تعنى فانها نمط من القيادة تتمحور حول شخص الحاكم يعتقد تابعوة ان لدية مواصفات خاصة الاساس فى ذلك الاعتقاد هو الميثيولوجيا او التراث الدينى فلا يمتلكها العاديون فيحق لة بذلك ان يشرع دون الرجوع الى احد و لكن لا ننسى ان ما جعل المجتمع ينحى بة الى هذا المنحى لانها فى الاساس مستمدة من واقع الاسطورة فسهل علية ذلك ان استبد بالقانون و حولة حتى استطاع ان يجعلك تقف بالزمن عندة و تلغى الامتداد الطبيعى لحياتك فلا تقدر ان تفرق بين ما هو حقة وما هو علية من حق فتلغى ذاتك ليصبح لك هو المخلص مصدر كل شئ

انها مأساة الاستبدادية و هزلية التبعية واتكال العامة على الرموز دون النظر الى المرموز بة فحينما يتكلم العامة عن الرمز لا يتكلمون عن المرموز يتعلمون تبجيل الشخص دون القيمة و ان كان الرمز مهم فأولى بة ان يعبر عن المرموز حتى بقليل من الامانة حتى تحول الرمز الى المرموز وتبدد هذا المرموز تبددا انها سرقة للحق و استغلالية الواقع واستبداد للعقول

و لكن عندما لا يجد هذا الشخص فى نفسة اى قيمة و مع ذلك يبدى تمسكة بالواقع الذى فية فليس امامة سوى تصنع القيمة حتى يحافظ على الكاريزما التى استوحها من التراث فلا تضيع منة فلا يستطيع ان يتحكم بالشعب خاصة انة ليس لدية الادوات الطبيعية المشروعة فى استمداد مشروعيتة لهذا السلطان فلا قيمة لة او كما يتوهم بحكم منطقة الاستبدادى ان هذا يخل بسيطرتة على الامور فيبتدأ بالتصنع ويساعدة فى ذلك كم المحتالون والمنافقون والافاقون اللذين هم حولة

من هنا اى من خلال " الكاريزما المموهة بالقيمة " التى يحافظ عليها المجتمع وهى التى لايمتلك اصحابها من الحكام او القادة اى مواهب خاصة و لكن يعتمدون فى الاساس على طلب المجتمع لهذة القيم فالمجتمع و بالاخص المجتماعات المأزومة التى يبحث فيها الناس عن الخلاص هم الذى يلبسهم ردائها بل ويتوسمون فيهم من خلال اى موقف عارض تلك القيمة الضائعة و التى طالما يشتاقون الى رؤيتها فتلتصق بهم هذة الكاريزما المموهة و يكون هو حامى مصالحهم و سبب وجودهم و بالتالى فأركان الشرعية التى ترتكزعلى الاسس الموضوعية يتم اختراقها من هنا بأعتماد هؤلاء على الشرعية الكارزمية هذة

و بالتالى فأركان الشرعية التى ترتكزعلى الاسس الموضوعية يتم اختراقها من هنا بأعتماد هؤلاء على الشرعية الكارزمية المموهة بالقيمة هذة و من هنا فالقصد بهذا هو محاولة التخلص من الشرعية الكاريزمية التى تهمل الموضوعية و تتخلص من الشرعية فى سبيل خدمة اهدافها ونزواتها الخاصة و التى يصبح القائد «الملهم» فيها هو مصدر القواعد و المعيار وتهمل القواعد الاساسية الاصلية وتصبح شخصيته محاطة بهالة من «القدسية». هذا ما انهك المجتمع كلة بسبب تجاهل الالتفات للشرعية الحقيقية داخل المجتماعات




#ماجد_مراد_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتهاك بأمر اللة
- المنتهك بأمر اللة
- اطلبو النور ما دام لكم النور لئلا يدرككم الظلام


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد مراد سعيد - الانتهاك بأمر الالة