عصافير الفلوجه الذبيحه ...وفتوى الصمت السستانيه

ليث الجادر

الحوار المتمدن-العدد: 1016 - 2004 / 11 / 13 - 12:39
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

الذي يهمنا في محنة الفلوجه ليس هو ما الت اليه احوال بناءها وما دمر منها ...فرشوة التسعين مليون دولار ((ديته الفلوجه )) كفيله ببعثها على اجمل وابهى مما كانت عليه ..ولا يهمنا كم قتل ويقتل من غربانها السود على شتى مشاربهم ...الارهابيه او الوهابيه او البعثيه اوحتى مجاميع وشراذم العصابات المحترفه ...وبالتاكيد ليس بحساب همومنا كم سقط ويسقط من الاشباح الغاضبه المندفعه فوق توابيت الموت والدمار الامريكيه تحت جنح (((الفجر الدامي ))) الذي بشر به عرابها الذليل ((علاوي)) ...كل هؤلاء ليسوا في حسابات همنا ..فالى بئس المصير جميعا ...ليهوي على رؤوس حاضريه جامع ((الفرقان)) الذي حوله المجرم محمد الجنابي الى نسخه طبق الاصل من بناية الشعبه الخامسه السيئة الصيت ...الى بئس المصير جامع ((الفاروق)) و((الصحابه)) التي تحولت الى مفازات تتحشد فيها ضواري الاسلام النتنه الانفاس ...الى جحيم البارود الذي لا يبقي ولا يذر اجساد ايتام البعث الفاشست من عراقيين وسوريين وفلسطينيين ...اللذيين ادمنوا على سفك دماء الابرياء العزل ...وهنيئا مريئا لافواه الاشباح الامريكيه الشرهه التي تلوك نيرانها اجساد كل اؤلئك ...فهم جميعا ليس ما نهتم به ...لكن محنتنا في ماساة الفلوجه تتعاظم حزنا وهما كلما جفلت في خضم صراع تلك المسوخ قلوب الاطفال المذعوريين وهم يهربون في خوفهم الى صدور امهاتهم الحواسر ...همنا ...وجعنا يكبر كلما عوت قذيفه وارعد صاروخ مسعور فوق سقف ينهار على اجساد بضه تتوسل بانينها رضعة الحياة ...اوجاعنا تتعملق كلما غفت تحت وطئة الالم عيون هؤلاء الصغار وهي تشكو بانكسار ظلم تلك الوحوش المتصارعه الخائظه حتى الركاب بدمائها الزكيه ...وهمنا الاول والاخير ان نلجم هذا الصراع الدنيء ونكشف جرم خائضيه وان نوقفهم بكل ما استطعنا من قدره او على الاقل نتشل ما تبقى من اؤلئك الاطفال الابرياء وامهاتهم من حلبة الاقتتال الغير مقدس ذاك ...ويترتب علينا في هذا المسعى ان نستنفر كل قوى الخير والارادات الحره لان تقف معنا وتساندنا وان نكشف زيف واكاذيب اؤلئك اللذيين ساهموا ويساهموا عن بعد في احداث تلك المجزره البشعه بعد ان هسئوا اسبابها ووفروا لها مستلزماتها واداموا دوافعها ...وفي مقدمتهم ياتي رجالات الاسلام السياسي اللذيين سوقوا بضاعتهم الفاسده وحقنوا جسد الجماهير المغلوبه على امرها بسمومهم القاتله واوهام ادعائاتهم الباطله واظلوها عن طريق النضال الحقيقي وحركته الصحيحه الذي يرتكز على حقيقة ان الانسان وكرامته وامنه هو الغايه الاسمى والهدف الذي لا يعلو عليه هدف ولا غايه
لقد زوج مشعوذو الاسلام بشكل قسري وسممج بين الطائفيه وانقساماتها والاسلام ووحدته المزعومه لينتجوا بمباركة راعيتهم الامبرياليه وليدا هجينا اسموه (((المواطن المسلم )) .. هذا المسمى الذي جلب وسيجلب كل مسببات الكوارث الانسانيه التي تحل في العراق وان الاساس الكارثي لهذا النموذج يعتمد فيما يعتمد اليه روحية التناقض المتمثله في الشعار المزيف التكتيكي الا وهو ((الوحده بين السنه والشيعه )) والذي يخفي وراءه مقاصد مغرضه يحاول من وراءها ازلام الاسلام السياسي تسويق نموذجهم في الحكم والسلطه ..على ان هذا المقصد وهذا الشعار المزعوم بداء يتعرى شيئا فشيئ امام انظار الجميع وسيتعرى بشكل مفضوح كلما مضت الاحداث الى غاياتها ليظر حينها الاخوه المزيفون ويكشفوا عن وجه احقادهم واختلافاتهم الحقيقيه وطبيعتهم العدائيه الموجه من بعضهم الى البعض الاخر ...وها هو السستاني كبير دهاقنة الشيعه السياسيه ورائد مروجي الكذبه الكبيره القائله بوحده السنه والشيعه يكشف عن كذبته تلك ويعلن بصراحه تخونها الشجاعه رفضه الواقعي لها ويؤكد انحيازه الكامل لشيعيته ولا مبالاته بالسنه ..لا مبالاته بالوحده المزعومه ورفضه لابسط المسؤؤليات الانسانيه اتجاه الاخريين والاخر ...بل انه في صمته المريب امام ما يحدث لابرياء الفلوجه من ظلم واستهتار بحياتهم انما يعلن بطريقته المعروفه تاييده ومباركته لجزارييها وهو يفتي بصمته على انه معني فقط بالشيعي حتى وان تمرد وحمل السلاح بوجهه مواطنيه والحكومه التي باتت تنطوي تحت جبته وهو غير معني بل ويبارك اية قوة مهما كانت وجهتها في ان تبيد ليس السني المقاوم فقط بل السني البريء حتى وان كان طفلا او امراه ...لان هؤلاء بالتاي وبالضروره هم البعد الستراتييجي لمن يعتقد باوهامه انهم اعدائه الحقيقيون ...وهو يفعل هذا كمثل من يخلق في مخيلته المريضه اعدائا له ثم يسقط ظلال خياله على الواقع ليقتل ويبارك من يقتل اعدائه المزعوميين
لقد افتى السستاني بفتواه الصامته تلك واحل للشبح الامريكي وغجر الفجر الدامي لان يستبيحو الفلوجه لا لكي يصفو حساباتهم مع اخوته في الفكر بالامس القريب ...بل لكي يذبحوا بهمجيتهم ووحشيتهم ابرياء الفوجه ...وان يطاؤا بسرف دباباتهم واعقاب احذيتهم القذره ...طهر اجنحة عصافيرها المكسوره ....اضلع اطفالها المهشمه ...بالبارود والنار ...فيا لتعس هذه الفتوى ...ويا لتعس مفتيها

#ليث_الجادر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات