أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - لماذا اختيرت الفلوجة كقاعدة لارسال السيارات المفخخة وغيرها من الاعمال الاخرى ؟














المزيد.....

لماذا اختيرت الفلوجة كقاعدة لارسال السيارات المفخخة وغيرها من الاعمال الاخرى ؟


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 1016 - 2004 / 11 / 13 - 13:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الاختيار.. قد تكون هذه الكلمة غير دقيقة للبحث في اسباب هذه الحالة المأساوية التي احاطت وتحيط بمدينة الفلوجة، فقد تطرق الكثير من الكتاب والمحللين القدماء والجدد الى اسباب عديدة جعلت الفلوجة محط ابحاث ودراسات ولقاءات صحفية وتلفزيونية وربما ستظهر عما قريب او بعيد كتب ودراسات تتطرق كل واحدة منها الى تفسير هذه الظاهرة التي لا زمت الوضع العراقي المتأزم منذ سقوط النظام الشمولي بواسطة العامل الخارجي..
مظاهر العنف التي ولدت بشكل غريب لم تكن اسبابها عائدة فقط لدخول القوات الامريكية الى المدينة او احتلال العراق برمته وألا لماذا لم تهب المدينة منذ بداية الحرب ضد الاحتلال وتحمل السلاح كما هو الحال في الوقت الحاضر؟ اذن المسألة غير ما هي عليه والاسباب تكمن في في ما آلت عليه الاوضاع بعد ان تم اسقاط النظام والقاء القبض على رأسه متلبساً بحالة الذعر والخوف على حياته وعدم تضحيته بالنفس مثلما كان يقول " من اجل الوطن!! " ولقد جد هذا الرأس في حفرة حقيرة لا تليق بجرذ ارضي.
ليس كما يشاع ان المدينة ذات 99 مسجداً جعلها التدين ان تقوم ولا تقعد وتكون مركزاً ووكراً لكل من هب ودب من القتلة والارهابيين وفلول النظام السابق للحفاظ على الدين الاسلامي والتراث والعادات والتقاليد الاسلامية لأنها بالاساس لم تكن قد قاومت النظام السابق بشكل متميز عن باقي المناطق والمدن العراقية الذي هو اكثر طغياناً وكفراً بالدين على الرغم من العمامة والرداء الديني الذي ارتداهما الرأس وعائلته وجلاوزته وهم اكثر كفراً ونفاقا ( وقد تكون الحفلات المجونة الفاسقة لعدي وقصي وغيرهما التي نشرت بشكل واسع بوسطة وسائل الاعلام المرئية المختلفة اكبر دليل على استهتارهم بالقيم والاخلاق والدين وجميع التقاليد العراقية العريقة
ولم تكن يوماً هذه المدينة مثلما ذكرنا وعرفنا قد تميزت بصراعهاعن المدن االعراقية وقدمت اكثر من غيرها من الشهداء المعارضين، وهذا لا يعني التقليل منها ومن اولئك الذين ضحوا بحياتهم من اهل المدينة في سبيل الشعب العراقي ومناصرة الحق على الظلم وهم معروفين لدينا ولدى القوى الوطنية العراقية.
اذن ما هو السر في هذا الامر؟ ولماذا اختيرت الفلوجة ان تكون قاعدة اساسية لتوجيه العنف في مناطق بغداد الغربية والغرب عامة الا شذرات تقع بين الحين والآخر في مدن اومناطق اخرى وهي لذر الرماد في العيون..
المدينة مركز مهم وهو ذو اهمية بالغة لاسباب اهمها جغرافية فضلاً عن كونها تملك احتياطاً لا بأس منه من بقايا النظام ومؤسساته الامنية اضافة الى وجود ارهابيين دوليين جرى ايوائهم ومساعدتهم بمختلف الطرق والاساليب.. العديد من رجال الامن والحرس الجمهوري والمخابرات والاثرياء الجدد الذين كانوا قاعدة للنظام الشمولي بقوا يتحينون الفرص من اجل ترتيب اوضاعهم ، فضلاً عن انتقال الاموال الى خارج العراق وهي مهيأة لاانتقال مرة اخرى الى داخل العراق للمساعدة والدعم وهذا ما حصل ويحصل فعلاً وهو امر لا ينكره كل من لديه صلة اودراية بوضع الفلوجة وعلى ما أتذكر واثناء زيرتي لها في10/12/2003 لاحظت العشرات من الحزبيين وضباط في الحرس الجمهوري والمخابرات وقد اطالوا لحاهم وهم يتوعدون بالانتقام حين استكمال اوضاعهم التنظيمية، وفي حينها قيل ان العمل يجري على قدم وساق من اجل اعادة التنظيم وربطه بمراكز القرار التي ستمدهم بالمال والسلاح " سنجعل الارض جحيم تحت اقدام الجميع دون استثناء " هكذا كانوا يتوعدون" الغوغاء الحقراء كانوا يصفقون ويرقصون لصدام حسين كالشواذي والان انقلبوا عليه" لا فرق عندنا بين سني او شيعي او مسيحي ساكت ومؤيد لسقوط النظام فكلهم يستحقون الموت مثلما هم العملاء والامريكان والانكليز وغيرهم " وغيرها من التهديدات.. وهذا ما كان، ففي كل يوم عمليات تفجيرية وقتل بواسطة الهاونات والاربيجيات والعبوات الناسفة وارهاب الناس بالاختطاف والاغتيالات والتهديدات، لا بل تصدير السيارات المفخخة الى المدن القريبة والبعيدة، ومد الحلقات والخلايا الاخرى بالمال والسلاح والرجال من اجل قيام بعمليات تفجيرية في اماكن اخرى، والان نشهد نوعاً متطوراً من هذه العمليات وهي احتلال مراكز الشرطة او الدوائر الحكومية بعد تخطيط مسبق لها المعتمد على معلومات من اولئك الذين اندسوا في الجانب الحكومي " الشرطة والجيش والدفاع المدن وربما المخابرات وغيرها "
بكل صراحة اختيرت الفلوجة لتكون القاعدة لأنها جغرافياً قريبة من العاصمة ووسط العراق ولكونها قريبة وتقع وسط العراق فهي نقطة توثب سريع ومحفوظ من قبل المساعدين فيها، اختيرت الفولجة لسهولة الانتقال السريع من أجل تنفيذ العمليات الارهابية في العاصمة بغداد كي تخلق البلبلة في صفوف جميع العراقيين ومد وسائل الاعلام العربية والعالمية بالمعلومات السريعة.. التحرك من الفلوجة بأي واسطة ممكن وسهل وبخاصة وهي تقع بين غابات وحقول وبساتين كثيرة تتصل بالفرات وبمدن عديدة .. كما هو حال اللطيفية التي تقع في جنوب بغداد وهي الاخرى قريبة ولها طابع جغرافي مشابه للفلوجة..
قد تنجح القوات الامريكية والعراقية باجتياح الفلوجة عسكرياً لكن وفي اعتقادى لن تنجح تماما في كبح حالة العنف ودوامته في المناطق المحاذية والقريبة وهو امر يحتاج الى مدة غير قصيرة وبخاصة مع استمرار ضعف الاجهزة الامنية العراقية والجيش والدفاع العراقي. فضلاً عن وجود هذا الكم الهائل من العاطلين عن العمل وصعوبة الاحوال المعيشية في العراق..
وكما قلنا لا يمكن للحل العسكري ان ينجح والى الابد وان يكون بديلاً عن الحل السياسي الذي لو اختير منذ البداية لكان الاسهل والافضل لكي نتجنب اراقة الدماء البريئة من ابناء شعبنا العراقي وباقي البلدان الاخرى.



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفرق الشاسع بين موت صدام حسين وموت الشيخ زايد وياسر عرفات
- تكرار الأحداث في التاريخ -مرة كمأساة ومرة ثانية كملها’ - حقي ...
- المصالح المشتركة في كل زمان ومكان هي الاساس في التعامل التكت ...
- القيامة الخاصة
- رد على السيدة صون كول جابوك / تلعفر همزة وصل للسيدة صون كول ...
- حماس الاسلامية الفلسطينية تريد تحرير العراق من ابنائه
- التغييب القسري لمفهوم الانسان والايديولوجية بمفهومها الانسان ...
- من يدري ؟
- مقترح مسودة لائحة الجرائم العظمى لصدام والفقرة الخجولة حول ا ...
- لا تنتظر
- وصرنا نصيح الخلاص
- قوافي نشيد البلاد
- اعلام مُضَلِلْ واعلام مُضَلَلْ الجزيرة والعريبة ساعة ما يسمى ...
- التدخل في شؤون لبنان بحجة التواجد السوري اهانة للشعب اللبنان ...
- ما زلت أتذكر محاضرة عن - البرجواوية - للشهيد عبد الجبار وهبي ...
- كيف يمكن معالجة عقدة كراهية الكرد والحقد عليهم..؟ ثم لماذا ه ...
- بعد التوقيع علـــــــى الــ ( 5 ) نقاط
- دعوة السيد علي السيستاني للزحف نحو النجف الاشرف
- بلدي كردستان *
- هل انتهت المجزرة ؟ أم هناك مجازر أخرى وصولاً للمجزرة الشاملة ...


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - لماذا اختيرت الفلوجة كقاعدة لارسال السيارات المفخخة وغيرها من الاعمال الاخرى ؟