|
البطاقة الذكية والمواطن المتقاعد:
سعدية ناجي السماوي
الحوار المتمدن-العدد: 3408 - 2011 / 6 / 26 - 21:55
المحور:
المجتمع المدني
البطاقة الذكية والمواطن المتقاعد:
بين سندان الأمراض المزمنة ومطرقة جشع الوكلاء
يتجمع الشيوخ والعجائز كل شهرين أمام مكاتب وكلاء صرف الرواتب بالبطاقة الذكية لاستلام راتبهم بعد أن تقدم بهم السن وأصبحوا عاجزين عن العمل ، خدموا الآخرين وآن الأوان ليخدمهم أبنائهم في شيخوختهم وهم يحمدون الله تبارك وتعالى على نعمة ما منحهم من راتب تقاعدي يستندون عليه في احتياجاتهم اليومية دون اللجوء إلى الأبناء الذين كل منهم مشغول بشأنه وشؤون عائلته0 لكن المواطن الذي يروم استلام راتبه التقاعدي يعاني من ازدحام المصارف الحكومية ومن روتين دوائر الدولة التي تثقل كاهله 0 فهو مجبر على أن يرفق هويته التقاعدية في هوية الأحوال المدنية والتي يحضرها المواطن كل شهر معه وكأنها ( تعويذة وجوده) ولغرض تخليص المواطن من هذه المعاناة قامت الدولة بتطبيق البطاقة الذكية في مجال الحصول على الرواتب لاسيما رواتب المتقاعدين على وجه الخصوص وتخليصه من بعض المشكلات والصعوبات الفنية والإدارية التي يواجهها من خلال مراجعته لاستلام راتبه من المصارف0 وجد الخيرين أنفسهم أمام ضرورة الاستفادة من التطور التقني لتسهيل الأمر على المواطن فتحولت الأنظار إلى البطاقة الذكية عن طريق تقنية البايومترك التي كان الغرض منها مساعدة المتقاعدين (واغلبهم من كبار السن ) لاستلام راتبهم بيسر ودون مشقة تذكر 0 بدأ العمل بنظام بطاقة كي في العراق أواخر عام 2008 . ثم اتسع بانتظام ليصل إلى أكثر من 1.5 مليون بطاقة الكترونية فكان الحل البطاقة الذكية وهي بواقع الأمر لا اعتقد بأنها بذكية كفاية لتخلص المواطن من معاناته0 سؤال يتبادر للاذهان00هل تودي البطاقة الذكية الغرض المطلوب ؟ من خلال التقائي مع بعض المواطنين المعنيين بالبطاقة الذكية وجدت ما يلي :
1. يراجع المواطن كل شهرين لاستلام راتبه التقاعدي من مكاتب وكلاء البطاقة الذكية ولكنه يعاني من خلال مراجعته لاستلام راتبه من بصمته التي لاتظهر بسهولة لان اغلب المتقاعدين هم من كبار السن ويعانون من مشاكل صحية مثل السكري والضغط وهذه المشاكل الصحية تعرقل ظهور رقم بطاقته في حاسبة البطاقة مما يجعل المواطن يتنقل بين المكاتب لعرض الحصول على بصمته واغلب المسنين يجلسون في المكاتب لساعات على أمل أن تتكرم الحاسبة وتظهر البصمة .. وأخيرا يستلم المواطن راتبه لشهرين دون فرحة به لان آلة الحاسبة أخذت جهده ووقته .. يجلس كالمتسول بعد أن راجع أربعة اوخمسة مكاتب لاستلام حقه 0 2. يستلم المواطن راتبه من المكتب بعد أن يسال صاحب المكتب كم اقتطعت .. يخبره انه استلم منه ألفين دينار والحقيقة لايعرفها المواطن (الأمي خاصة ) ألا بعد وصوله لداره وقد رأى إنه استلم راتب مع اقتطاع مبلغ مضاعف عن الذي اخبره به صاحب المكتب ( وتلك الحالة وجدت في معظم المكاتب وليس جميعها ). وقد رأيت بعض المقترحات لمساعدة شيوخنا وأمهاتنا في: 1- وضعت التكنولوجيا لخدمة الإنسان لذا اقترح أن يلغى نظام البصمة والبحث عن وسيلة تكنولوجية أخرى يستلم المواطن المتقاعد راتبه به 00لان اغلب المتقاعدين مرضى وشيوخ وظهور البصمة لا يتم بسهولة مما يدعوهم الى التنقل بين المكاتب للحصول عليها واغلبهم لا يقوى على ذلك 0 2- يستلم المتقاعد راتبه لشهرين في نفس الوقت لم لايكون راتبه شهريا وخصوصا معظم المتقاعدين يستدانون على راتبهم من معارفهم وذلك سببه طول مدة الاستلام0 3- أن يستلم المتقاعد راتبه من صاحب المكتب بوصل أمانة مختوم من مكتبه ذاكرا قيمة الاستقطاع كأجور0 4- أن تكون هناك مراقبة مستمرة من قبل الدولة لهذه المكاتب وان يضع المفتشين المعنيين في مراقبة تلك المكاتب أرقام هواتفهم في الأماكن العامة للإبلاغ عن حالات الخرق والاستغلال التي قد يتعرض لها المواطن 0
أتمنى من الله أن يقدرالمخلصيين من أبناء وطننا الغالي لخدمة شيوخنا وأمهاتنا العاجزات وان يأخذون بيد المتقاعد الذي أفنى شبابه في خدمة وطنه وعراقه الحبيب
#سعدية_ناجي_السماوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رغم محاولة طمس الحقائق... محققو الأمم المتحدة يؤكدون وجود -أ
...
-
قلق أممي من تدهور الوضع الإنساني في جنين نتيجة العدوان الإسر
...
-
مكتب إعلام الأسرى: الاحتلال يفرج غدا في إطار الدفعة الرابعة
...
-
الأمن السوري: اعتقال رئيس فرع الأمن السياسي السابق في درعا ع
...
-
نائب أوكراني سابق يتهم جهاز الأمن الأوكراني بإنشاء معسكر اعت
...
-
-بينهم محكومون بالمؤبد-..مكتب إعلام الأسرى يكشف أسماء الفلسط
...
-
بولندا.. اعتقال مواطنين أوكرانيين لمحاولتهما السطو على مكتب
...
-
قلق أممي من تدهور الوضع الإنساني في جنين نتيجة العدوان الإسر
...
-
الأمم المتحدة ترد بقوة على تصريحات ترامب بشأن غوانتانامو
-
كيف ينظر الداخل الإسرائيلي لعملية تبادل الأسرى مع المقاومة ا
...
المزيد.....
-
أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|