أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - سامح سعيد عبود - ستالينى وأفتخر !!! و لا سلطوى وإن أنكرتم !!!















المزيد.....

ستالينى وأفتخر !!! و لا سلطوى وإن أنكرتم !!!


سامح سعيد عبود

الحوار المتمدن-العدد: 3408 - 2011 / 6 / 26 - 00:28
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



فى نهاية الثمانينات من القرن الماضى بدأت رحلتى فى التمرد الفكرى على اللينينية، بما يعنيه ذلك منطقيا من الخروج عن كل ما تفرع عنها من مدارس فرعية أخرى كالتروتسكية والستالينية والماوية وغيرها، وبكل ما يعنيه ذلك بديهيا، من رفضى لاشتراكية الدولة، والحزب الطليعى، والمركزية الديمقراطية، وديكتاتورية البروليتاريا، وفكرة الدولة نفسها، وما تمثله من سلطة متعالية على البشر، ومنفصلة عن إرادتهم الحرة المشتركة، وإدانتى لكل ما تمخضت عنه هذه الأفكار اللينينية عمليا من إنتاج نموذج الدولة الشمولية البيروقراطية البوليسية، المعروف فى القرن العشرين، و بكل ما أدت إليه اللينينية من ارتكاب جرائم شوهت نبل الفكرة الاشتراكية، وبكل ما أدت إليه من نموذج فى التنظيم السياسى مزج النظام الكهنوتي الديني والعسكرى، مع الفكرة الثورية التحررية، خالقا حالة من الفصام بين الهدف المعلن، والممارسة العملية، و هو ما سحق حرية الأفراد والأعضاء العاديين فى تلك الأحزاب، والشعوب التى حكمتها، وأخل بالمساواة بينهم، و رفضى اللينينية بكل ما تعنيه من ظواهر تأليه الرموز والأشخاص والنصوص، وعبادة الزعامة والقيادة والسلطة، وقد تجسد هذا الخروج بإنتاج العديد من المقالات التى عبرت فيها عن أفكارى الجديدة، ومع منتصف التسعينات أصبحت اشتراكيا تحرريا، وهو ما جعلنى أعلن انتمائى للأناركية على أساس أن الاشتراكية التحررية هى التيار الرئيسى فيها، وقد ترجمت الأناركية إلى اللاسلطوية، بدلا من ترجمتها الشائعة الفوضوية بكل ما تحمله الكلمة من التباس.
ولأن هذا الخروج والتمرد استند على نقد موضوعى للأفكار السائدة، وتأمل نقدى للواقع الملموس، فإنه لم ينسحب على إيجابيات أخرى فى التراث الإنسانى عموما، والتراث الماركسى خصوصا، ولا شك أنى ما زلت متمسكا بهذه الايجابيات، برغم أن هناك تيارت أناركية عديدة تنكرها نتيجة فهمها الخاص للأناركية التى أصبحت للأسف مظلة تضم أطياف متناقضة ومتصارعة من البشر، يحملون جميعا نفس اللافتة، ويتجادلون عن من منهم أحق بحملها، فهناك أناركيون رأسماليون، و أناركيون فرديون، و أناركيون بدائيون، و أناركيون عدميون، و أناركيون بوهيميون، وهلمجرا من الصرعات التى تظهر على سطح الحياة السياسية والاجتماعية، وتختفى باسم الأناركية، مثل البلاك بلوك، و الهوليغانز، والآلتراس، والسكينهيد، وفرق البنك وغيرهم، والذين يطلقون على أنفسهم أناركيين، ويتهمون المنظمات الأناركية (الاشتراكية التحررية) بالسلطوية، وهؤلاء جميعا لاعلاقة لهم بالاشتراكيين التحرريين كتيار ثورى، و هم يصفون أنفسهم بالأناركية أيضا للأسف ليتحملوا أوزار الأناركيين الآخرين، فهم يعنيهم فعلا تغيير العالم لا مجرد الرغبة فى التمرد الفردى العدمى، والتحلل من القيود الاجتماعية التى تقيد حريتهم الشخصية، فالاشتراكيون التحرريون يعنيهم الممارسات النضالية ضد السلطة لإجبارها على تحقيق مطالب أو من أجل إزالتها، وبكل ما يترتب على ذلك من آثار والتزامات، و لايعنيهم الممارسات الاحتفالية والاستعراضية التى ظاهرها التمرد ضد السلطة، وباطنها دعم استمرار السلطة، سواء فردية كانت أو جماعية، و التى هى جزء لا يتجزأ من الثقافة البرجوازية الاستهلاكية.
والملفت للنظر أنى طوال هذه السنوات تم اتهامى سواء من يساريين سلطويين أو ديمقراطيين أو أناركيين بأنى ستالينى فى الحقيقة، و أنه لا يمكن أن أكون أناركيا، و لا شك أن هذه الاتهامات والانكارات نتيجة إما عدم فهم لمعنى الأناركية كما افهمه أو بسبب أنها كلمة تعبر عن اتجاهات متناقضة يتوقف معناها على ما يقصده المتحدث من ذكرها، وبسبب ربطهم عموما الأناركية بالفوضوية بكل ما تحمله الكلمة من معانى عدم الالتزام، ورفض كل أشكال التنظيم والنظام، باعتبار أن أى شكل للتنظيم هو ستالينية، وأن أى انضباط سلوكى وأخلاقى هو ستالينية، وكأنى بهم يمدحون الرجل ومنهجه، وهو ما لا يستحقه.
جوهر الاتهام والإنكار يكمن فى أنى رغم أناركيتى عموما أؤمن بحقيقة أننا نحيا فى عالم مادى تحكمه قوى مادية، وأن المثل والأفكار لا تؤثر فيه أدنى تأثير، و لأن البرجوازية فى عالمنا الواقعى تستند فى تسلطها على سيطرتها على مؤسسات الإنتاج والثروات ومؤسسات العنف المسلح وغير المسلح، و مؤسسات خلق الوعى الاجتماعى، وكلها مؤسسات منظمة تستمد قوتها من هذا النظام تحديدا فإنه لا خلاص من تسلطها إلا عندما تمتلك البروليتاريا المجردة من تلك الوسائل قوة مادية أخرى أشد بأسا، هذه القوى تكمن ببساطة فى تنظيمات البروليتاريا، وتحررها من تأثير مؤسسات خلق الوعى الاجتماعى التى تجعلهم يتماهون مع وعى سادتهم طول الوقت، وإن كانوا يتحررون منه فى لحظات استثنائية نادرة.
هذه العملية التى تكسب البروليتاريا قواها المادية، لابد وأن تساعد فى إنشائها تنظيمات ثورية، مكونة من مناضلين استطاعوا التحرر من الوعى السائد، واختاروا لأنفسهم دور محدد فى مقاومة تأثير آلة الوعى البرجوازية، والمساعدة فى انتظام البروليتاريا فى منظماتها المختلفة كالتعاونيات والنقابات.
و لا شك أن للتنظيم الاجتماعى شروطه ، والممارسة النضالية قواعدها، وإن أى علاقة اجتماعية من أى نوع تقيد حريتك فعلا، لأنك لابد وأن تلتزم بقواعدها، والعمل العام يفرض على من يمارسه التزامات وقيود، و على من يشعر بحساسية شديدة ترفض تقييد حريته الشخصية فعليه التخلى عن العمل العام، و بناء على هذا المنطق، اعطيت لنفسى دائما الحق فى نقد سلوكيات تتناقض وتلك الشروط والقواعد، والتحفظ عليها، واعتبارها سببا فى قطع العلاقة التنظيمية، فالإنسان الذى لا ينضبط فى مواعيده يعتدى على حرية ووقت الذين ينتظرونه دائما،ـ ولن يستمتع الطرفين بحريتهما فى استخدام وقتهما طالما كان أحدهما غير منضبط فى الحضور فى موعده، بلا شك أن الطرف غير المنضبط حر، لكن على الطرف الآخر أن يقطع علاقته به، لو تضرر من عدم الانضباط، طبعا هناك سوء فهم سوف يدافع عن عدم الانضباط بحجة الحرية الشخصية، وهو فهم يدافع عن طغيان المنفلتين والمتحللين وغير المنضبطين على الآخرين والإضرار بهم باسم الحرية، وقس على هذا المثال مئات الأمثل



#سامح_سعيد_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التمييزية البرجوازية ضد العمال وفيما بينهم
- النقابية الثورية
- دور الأناركيين فى الثورة المصرية وإعادة إنتاج فشلهم التاريخى
- كيف يناضل العمال؟ وكيف يحصلون على النصر؟
- ملاحظات على مؤتمر العمال والثورة
- الشعب كسب جولته الأولى وبقت له جولات
- الأناركية عكس الفكر الماركسى اللينينى فى تنظيم المجتمع
- معايير تحديد الطبقات الاجتماعية وأنماط الإنتاج
- الثورات التقنية وأثرها على التحولات الاجتماعية
- جذور الأزمة الرأسمالية الأخيرة
- من أجل فهم أنماط الإنتاج وعلاقاته وطبقاته
- السبيل إلى تجاوز الرأسمالية
- الدولة جهاز القمع الاجتماعى
- التعاون بين التنمية والتحرر
- البرجوازية الموحدة تفكك البروليتاريا
- حقيقة الاستغلال الرأسمالى
- اقتصاديات الحرب الرأسمالية
- رأسماليات الاقتصاد الرمزى والخدمى
- القنانة فى عالم اليوم
- خرافة الطبقة الوسطى


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - سامح سعيد عبود - ستالينى وأفتخر !!! و لا سلطوى وإن أنكرتم !!!